www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

vendredi 30 janvier 2009

وجه - فم / الفنان علي النجار

الفنان علي النجار / وجه - فم




وجه - فم
...............
نمتلك وجوهنا غالبا ونفقدها أو نفتقدها أحيانا. وان كانت العينين تبصر الخارج داخلا. فان الفم امتلك سلطة وداعته أو مشاكساته, عبثه أو نزقه. وافتض سلطة الوجه ولملمه ضمن حيزه الضيق. وان امتلك الفم سلطة صوته. فانه غالبا ما يقع أسير فخاخها. وما أكثرها في عالمنا العربي. وان كان اللسان في موروثنا حصانا فانه الآخر غالبا ما يجنح بنا ولا ينفع معه أي لجام. ثقب الصوت هذا هل بالإمكان سبر غوره كفنتازيا مستحدثة من ارث عتيق. هذا ما حاولته في هذه الرسوم ألثمان التي تتشكل كصورة واحدة ملغزة ومتدثرة بفعل وجداني- صوتي يتردد صداه على وقع إيقاعاتها اللونية. وآمل أن تشكل الاقتباسات المعرفية التالية كنصوص مرادفة للفعل الفني الذي تضمره هذه الرسوم. أو أن تكون موازية لها. أو ربما هو يحمل استقلاليته الخاصة التي لا تعدم إشارات أخرى مختلفة. وان حافظت هذه النصوص المجزأة على استقلاليتها أو تفردها بموازاة استقلالية نواياها المعرفية. فالرسوم هي الأخرى , وكنص مفتوح, تجيز القراءات المفتوحة المتعددة.
........................................................................................................................................

- الفن الحديث يتخلى عن الجمال في معناه الأهم, لا شيء إلا لأن ذلك اللون من الجمال يسر الجميع. وإذا أصبح متاعا عاما فقد قيمته الشخصية.(*)
- التكوين الشكلي يتكرر بوصفه نتيجة للتنظيم الذاتي, أطلق عليه (هنري مور): الشكل الفردي للذات في مركز العالم فوق الواقعي.
- يظهر إن أوليات الفم قد تطورت ونشأت من ثانويات الفم. مما يعني أن ثنائيات الفم هي الأصل.
- وجعل ماء الفم عذبا: ليدرك طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها.
-( كريما) فيلسوف فرنسي يستخدم المعايير السيمولوجية: المادة الفيزيقية( الصور, العمل) – فكرة( إشارة) – إدراك حسي.
- في لغة الإشارات الوجه يعبر, أما في اللغة الناطقة فبواسطة الكلام.
- يجتاز إدراك الحياة وتفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في( البيوغرافيا) الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق هذه البيوغرافيا الذاتية لتصبح لوحة تاريخية. – دالتاي-
- كل متكلم يستعمل أصوات لغته استعمالا صوتيا, وهو يجهل الصفات الصوتية ولكنه يجيد استعمالها, أي انه يمتلك معرفة حدسية لوظيفة أصوات لغته.
- الإحساس بالصوت في الأذن البشرية يستمر(0,1) ثانية ولذلك عند وصول الصدى للأذن قبل مضي(0,1) ثانية فانه يمتزج بالصوت الأصلي وبالتالي لا يمكن تميزه.
- الظاهرة الصوتية جزء حيوي من عملية الوجود الإنساني برمته.
- الحب: تتوهج هذه الصفة في الشفاه الدقيقة التي هي ليست متسعة ولا ضيقة, وحمرة الشفاه هي التي تميز كثرة ما يتمتع به صاحبها أو صاحبتها من حب للآخرين.
هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق الوعي. وهكذا يجتاز إدراك الحياة, تفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في البيوغرافيا الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها,
- إلا أن الجنون يكشف عن الحقيقة النهائية للإنسان: انه يبين إلى أي حد قذفت به أهواءه وحياة المجتمع وكل ما يبعده عن طبيعة بدائية لا تعرف الجنون. فالجنون مرتبط دائما بالحضارة وبأمراضها( فحسب شهادة المسافرين, فان المتوحشين ليسوا عرضة للفوضى التي تصيب الوظائف الفكرية). إن الجنون يبدأ مع شيخوخة العالم, وكل وجه يتخذه الجنون مع تتابع الأزمنة يتحدث عن مشاكل هذا الفساد وحقيقته. – فوكو- تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي.
- (بستس - كف): أداة كانت من أهم القطع المستخدمة في(فتح الفم) الذي كان يعاد من خلاله المتوفى أو تمثاله إلى الحياة.
- كانت النقوش الدينية والمواضيع الأسطورية, على التوابيت, من أهم معالم الفن الهيليني. وكان من أهم الإضافات التي شاع استخدامها في ذلك العصر, تصوير الوجه البشري. كما شاعت كذلك أقنعة الموميات والأقنعة الجنائزية التي تحمل صورة وجه المتوفى. وهذه كانت توضع مباشرة على وجه المتوفى, حاملة ملامح وقسمات الوجه الفعلية, لكي يتسنى لروح المتوفى التعرف على جسده. وكثيرا ما كانت التوابيت تصنع في هيئة الشخص المتوفى نفسه. ويمكن إرجاع ظهور فن تصوير الوجه أو(البورتريت) إلى القرن الثاني الميلادي, وقد بدأ في مقابر المسيحيين الأوائل.
( يعامل التمركز حول الصوت الكتابة بوصفها صورة شوهاء من الكلام اقرب إلى الفكر المولد. وحين نسمع الكلام نعزو أليه (حضورا) نفترض افتقار الكتابة إليه. والكلام الذي نسمعه من ممثل كبير, أو خطيب, أو سياسي نعتقد أن فيه (حضورا), فهو يجسد روح المتكلم ويجسمها. فيما تبدو الكتابة مشوبة نسبيا وغير خالصة فهي تقحم نظامها بعلامات مادية ذات ثبات نسبي. فالكتابة يمكن أن تتكرر(تطبع ويعاد طبعها, الخ) وهذا التكرار يدعو الى التأويل وأداة التأويل. وحتى حين يكون الكلام موضوعا للتأويل فانه غالبا ما يكون مكتوبا. والكتابة لا تحتاج حضور الكاتب. لكن الكلام يتطلب دائما حضوره المباشر. إن الأصوات التي يطلقها المتكلم تتطاير في الهواء ولا تبقي أثرا(ما لم تكن مسجلة) وبذلك لا تشوه الفكر المولد, كما في الكتابة. وكثيرا ما عبر الفلاسفة عن كرههم للكتابة, فهم يخشون ان تدمر سلطة(الحقيقة) الفلسفية.... وهكذا فان ملامح التروي في الكتابة التي تهدد بتكدير نقاء الفكر كانت قد صقلت من اجل الكلام أصلا.) - دريدا -
.......................................................................................................................................................
(*)- الاقتباسات التي لم يثبت مصدرها مأخوذة من صفحات الانترنيت المتعددة.
.......................................................................................................................................................
علي النجار
مالمو- 09-01- 14

mardi 13 janvier 2009

معرض صور كنوز المتحف العراقي / د. محمد العبيدي



معرض صور كنوز المتحف العراقي

د. محمد العبيدي
Tuesday, 13 January 2009
يشغل الآن البناء الشكلي للآثار بنظمه العلائقية، دورا فاعلا في إيصال المفهوم الفكري في بنية الإعمال التشكيلية، وبما أن النتاج الفني لبلاد الرافدين
تتحكم نظمه وتعطي دور في تفعيل المفاهيم الكامنة، في الأعمال وإتباع رؤية واعية ومنظمة لهذا الموضوع المهم، هكذا بدا (الأستاذ الدكتور تقي الموسوي) رئيس الجامعة المستنصرية وحضوره حفل افتتاح معرض صور كنوز المتحف العراقي والأعمال الفخارية الرافدينية القديمة الذي أقامه قسم التربية الفنية في كلية التربية الأساسية مؤخرا.

معرض الصور هو كان بمثابة تجديد، لقراءة النتاجات الفنية الرافدينية القديمة والموجودة في متاحف العالم، مثل اللوفر، والمتحف البريطاني، ومتحف برلين، ومتاحف أميركا، الغرض من إقامة المعرض هو إيضاح المفاهيم المرتبطة ببلاغات غائبة، يتعرف عليها الطلبة كأفكار اجتماعية، نستطيع من خلالها الكشف عن مهيمنات ضاغطة تتحكم بطبيعة الأثر نفسه، وماتتعرض1 من ضغوط بيئية ومرجعية او تاريخية، وهي بالتالي توالد انعكاسات فكرية أو اجتماعية تتوقف على حدود العمل الفني ومن ثم إيضاح عناصره التكوينية، التي مثلت الخطاب في الفنون القديمة مركزا مفهوميا عند القيام بعملية تلك الاستقراءات للإعمال الفنية.

في حقيقة الأمر يقول (الأستاذ الدكتور كاظم الجابري عميد كلية التربية الأساسية) أن العمل الفني التشكيلي في بلاد الرافدين يستهويني كثيرا سواء كان الفخار، او النحت، أو الرسوم الجدارية، أو فنون العمارة، أرى فيها رسائل بليغة في المعنى إضافة إلى التوزيع العالي الأداء في التركيب والتناسق والتقابل في وحدة العمل الفني نفسه، وبما أن الفنون العراقية القديمة لها ثقلها أوجدت نفسها في متاحف العالم المهمة، لتكون ذات مستوى تفاعلي تواصلي مع حضارات تفصح عن دلالات تكشف حتى قدرة المتلقي ودرجة الاستيعاب.

ومن زوار المعرض كان (النائب في البرلمان الأستاذ مخلص الزاملي عضو لجنة التربية والتعليم في المجلس) والذي بدا بحديث هو أن هذه الصور الاثارية التي تغزو متاحف العالم لم تكن مجرد صور ذات تعبيرات ورموز وإنما كانت، توجه العقل البشري للأمة جمعاء بان العقل العراقي يوحي من خلال الآثار بالمعاني من خلال طريقة التعبير القائمة، وهذا بالتأكيد يكسبها وظيفة إبلاغ تصل إلى الكثير من المتلقين ونحن جزء منهم .

واما رئيس قسم التربية الفنية (الأستاذ محمد هادي) فقد وجد أن الأعمال التشكيلية وخصوصا الرافدينية القديمة هي بمثابة أداة تواصل فكرية مهمة، بين الأفراد بوساطة وظائف بث رسالتها.

أعمال الطلبة وتفاعلهم مع الآثار كان له انعكاس كبير، في توسع الفهم والإدراك لدى الطالب، وهذا في اعتقادي ان الدرس المنهجي لابد من مصاحبة أعمال معه ليكون عامل مساعد للطالب في القسم يبلور ويوجه أفكاره بالشكل الصحيح.

وقال المشرف على المعرض (التدريسي في قسم التربية الفنية محمد جاسم العبيدي): كلما بعدت المسافة قربت الآثار وزاد الاهتمام، الفنان في بلاد النهرين يخضع إلى عبر تحولات التاريخ إلى ظهور أفكار جديدة بالإمكان استقدامها إلى المعاصرة، والنتاجات الفنية الرافدينية القديمة غزت متاحف العالم، بأشكالها المادية وهي ليست بمثابة لما تراه العين فقط وإنما تخضع لذات الفنان وأفكاره الفاعلة وبالتالي كلها شكلت عوامل فاعلة ومتفاعلة، للإفصاح عن ماتعنيه وتقدمه للمتلقي على هيئة أفكار بمفاهيم جسدت البناء الصحيح للفنون القديمة.

dimanche 11 janvier 2009

جرائم اسرائيل ومحرقة غزة


















lundi 5 janvier 2009

بوكرش محمد الربيع بمتحف شانق شون الصين الشعبية

شرف كبير لبوكرش محمد أن يتواجد بعمله منحوتة الربيع رخام أبيض بحجم 11م3 في قائمة أعمال عالمية أثثت متحف الهواء الطلق بشانق شون بالصين الشعبية
زيارة المتحف والمنحوتات على هذا الرابط

http://74.125.45.132/search?q=cache:a1oX8BbeowkJ:www.nagaiharu.com.cn/dsgy/ThumbnailFrame.htm+BOUKERCH+ALGERIA&hl=fr&ct=clnk&cd=11&gl=fr

vendredi 2 janvier 2009

الفنان رسمي الخفاجي واسترجاع الأثر البيئي / علي النجار

الفنان رسمي الخفاجي واسترجاع الأثر البيئي




الفنان رسمي الخفاجي واسترجاع الأثر البيئي
..................................................................
( .. وحين تعاني الإنسانية من السقوط عند بليك, ترسخ
الحواس الإنسانية نفسها في دوائر منفصلة, فيعامل الرسام
البصر كحاسة متخصصة, حتى لكأن رسومه علامة اغتراب.
مع ذلك فهي أيضا تعويض عن فقدان اكتمال العالم الأصلي)
رامان سلون
...................................................................................................................................................
في الفرات الأوسط من العراق وفي مدينة الديوانية حيث نشأ وترعرع الفنان التشكيلي(رسمي الخفاجي)وسط حاضن بيئي يتسع على مداه لجيرة أناسه ونخيل بساتين توزعت رقعة جغرافيا مقاطعتها الممتدة حتى تخوم الصحراء. فرات أوسط هو (السواد) منظورا إليه خضرة مكثفة كما تخبرنا كتب التاريخ أو الغزوات السالفة. خضرة هي بعض من غبار لطلع النخيل وعبق أريجه الجنسي الولود. وبإصرار نادر تحدى ظروفه الخاصة ليواصل تعليمه الفني في معهد بغداد للفنون¸وليكتسب شرعية انتسابه لولعه التشكيلي بموازاة اكتسابه لمهاراته. ثم, وفي عام(1977) غادر بلده أو هجره تحت وطأت استشعار لبداية هجرة أفرغت العراق من مثقفي اليسار ومستقلي الرأي. وكانت وسط ايطاليا مستقره بعد رحلات عديدة. ولم ينسى رسمي درس الطبيعة الأول وهي ملهمته بأثر رجعي. مثلما لم ينسى غربته رغم تعدد حيواته الجغرافية والوجدانية. لقد بقيت تربة ملغزة تستوطنه, مثلما بقيت أطيافها اللونية تغمره وتعيد وهج شفق صيفي كان ملك ازمنتة المفقودة.
الواقعية الخلوية الانطباعية في أعماله السابقة ليست كمثيلتها في الانطباعية الفرنسية. بل تظهر كمختبر يعزل من خلاله بعض مفردات الطبيعة ويغرسها وسط فضاء ميتافيزيقي يكرس الإنسان من خلاله, لا كمهيمن بل كعلامة فارقة غالبا ما تدل على تفرده أو وحشته. ليس سوى الشجر والبشر, والفضاء هنا حاضن رومانسي استرجاعي. وليس ثمة من حادثة أو حديث سوى الهمس وحسيس الريح أو الروح. والشجرة وهو مؤنثة بحملها تحاذي نساء الأرض التي تستظلها. عالم مؤنث متلاقح بوشائج نبوءة تسكن وجدان الفنان خلاصا من ذكورية كوارثيه تعم عالمنا المعاصر خرقا لكل ما هو جميل وعذب لحاضنتنا البيئية في كل زوايا كرتنا الأرضية التي لم تعد كروية بامتياز. مفردات رسومه لهذه المرحلة وهي شحيحة بتقنين تقنية لونية كثيفة لا تغادر منطقتها إلا لتعود إليها حاضن بيئي خلوي. ليس سوى الفضاء مفتوحا على افقه ولا من جدران أو من حيز داخلي يحتضن أناسه في جوفه, ربما خوفا من فقده لفضاء الروح والجسد. وهو الذي جرب فضاء حجزه عن مكان نشأته.
الطبيعة والمرأة بعض من ابرز شواهد البيئة المؤنثة. ملكت أنوثتها حواس الفنان وباتت رسومه مفعمة بأطيافها. وان كان العمل الفني يمثل ولو بقد ما نوازع الفنان الباطنية, وبأقل, حصيلته الفكرية الذهنوية(في هكذا أعمال). فالأنوثة وهي بعض من عوامل الكبح لشراسة الذكورة سواء كانت سياسية, إيديولوجية أو سلوكية حياتية, هيمنت على مشهديه أعماله. لذلك فان تجربته تقع على الضد من معظم التجارب التشكيلية العراقية الذكورية وهو منجز لم يتعب من تهديم بناءاته, شطبها, تعفيرها , تحزيزها, خرقها. سطوح معلنة شراستها وسادرة في نهج تهويم خشونة صنعتها. وان كان الزمن العراقي وغل في تمزقه, فلا يعني ذلك فقداننا لبركة الجمال صنوا للنقاء ونحن بأحوج ما نكون له. وليس في الهدم وحده نعبر عن ميزة اعتراضنا. فللجمال وسائله الاعتراضية. ورفض العنف لا يستوجب أيضا الإشارة إليه دوما. وان كانت الإشارة مطلوبة أحيانا, فعلينا عدم تكريسها لكل أزمنتنا. وان لم يكرسها رسمي بشكل واضح. فلكونه يرفض العنف أساسا شرعة قابلة للإثارة. ويفضل توحده وعنصر جمال الطبيعة ملاذا تطهيرا لزمن طالت غربته وأيام بعد نأيها.
لم يبتعد هذا الفنان في مائياته الأخيرة عن ولعه الخلوي. لكنه خضعها لمنولوج لوني واحد(مونوغرام). مكرس الهيمنة أو العزلة- التوحد. طغيان عناصر الطبيعة وضآلة الإنسان هي الإشارة الأولى. لكنها إشارة وهمية. فبقدر ما تشكل وضوح معناها. فإنها تغادره إلى مدلولات أخرى. إذ ربما يكون هذا الإنسان ألمجهري ليس إلا شاهد على ضآلة حجمه تجاه سطوة حاضنه الطبيعي. أو ربما يمثل بمحدودية حجمه سطوة خفية هي مصدر تأمل, أو عبث وجودي. أو هو مجرد ملحقة زائدة. أو بعض من فيض مجهري لا يختلف عن المخلوقات الأخرى إلا بحاسة استشعاره العالية. هيمنة حجوم ظلال أناسه المجهريين الغامضين على سطوح ومنحدرات بيئته سواء كانت غابة شجر أو توأم جبال. شهادة غامضة لرجع أزمنة غامضة. أحلام طفولة لم تبرح نشأت بستان أحلامها الأول. وان شكلت هذه الرسوم لغزا, فانه يبقى شهيا مفعم بلذائد حسية غالبا ما نفتقدها. وان بدا الإنسان, وهو أنثى دوما, يشكل مفردة عمله الوحيدة أحيانا. فانه لا يخلو من انتماء لعناصر الطبيعة, إما تمثيلا أو محمولا. وما منحنيات هذه الأجساد إلا وديان استيطانية أخرى.
شخوص الطبيعة عمودية مغروسة وسط تربتها, عن مجهريات طبيعية أخرى. لكنه مع كل ذلك يبقى العلامة الفارقة للعديد من هذه الرسوم. لقد أكد الفنان كل هذه الافتراضات بتك غالبا ما تكون في حبريات أو مائيات الفنان مكتظة لحد فقدان ملمح التربة الأفقي ولتشكل أفق مرادف. مما يؤكد نزوع الفعل الأستلقائي(والاستلقاء نزوعا تأمليا) بموازاة سطح التربة الأم, رغم جذر فعلها العمودي. مثلما اوحت له هذه الفعلة الإيحائية الاستلقائية استيحاء متوازيات أجساد أنثوية أفقية متبادلة انشطاراتها وهواجسها البيئية. وان تفردت بعض شخوصه بهيئة عمودية, فإنها مع ذلك تبقى اقرب إلى حلم الشجر غرسا يتضوع بعطر ثماره, وليس إلا مناجاة أو حوار خفي يتبادل خطوط الوصل عبورا ما بين هذه الشخوص الإنسانية وجزيئات الطبيعة المؤنسنة الأخرى. حوار يلغي نبرة العنف لصالح خفة روحه وريشته, أداءه التنفيذي لأعماله المائية هذه يتسم أيضا بقدر من الموازنة مابين الفكرة الخاضعة لمعالجات تصميمية, وما بين اللعب عليها بخفة الروح وبعناية الإخراج كفنتازيا لا تحمل من صرامة خطوطها التصميمة إلا وهمها الذي استحوذ على ذهنه لحضه تنفيذه الأولى.
رسوم رسمي المتأخرة تستحم بفضاء يكرس الصفاء منولوجا يقصي عناصر التصادم لصالح تآلف مفرداته البيئية. وثم برد كثير يغلفها. فن بارد, فن حار. ليس بالمقياس الحراري المعروف, بل بخضوع محركات الإبداع وإجراءاته التنفيذية لديناميكية ردود الفعل العاطفي بعنف موازي, أو بإجراءات تجاوزت هذا العنف بعد أن خبرت عدته عمرا محايثا لحدوده. ورسمي كغيره من عديد مثقفي العراق لحقبة الستينات أو السبعينات ولجو منطقة جذب ملغزة تقع ما بين قطبي الإرث الماركسي الرومانسي وأرث التصوف الوجداني, وأعماله تقبع في منطقة حياد وسط القطبين.
لم تفقد رسومه الأخيرة نصوصا تدوينية وجدانية تتسلل عبر ثناياها, ليس إقحاما زخرفيا, أو مهارة حروفية كلاسيكية. بل كنسج هو اقرب لقطرات المطر حين امتزاجها بالتربة. وبمعنى ما, هي تربة ترتوي بنسغ وجداني هو بعض محمولاتنا الثقافية المهاجرة. وهجرة الثقافة كهجرة الروح موصولة بسرة الوطن ومشدودة بأوطاننا الأخرى.
ليس استحواذ اللون الواحد(الميكركروم) في رسومه المائية المتأخرة على اهتمامه إلا نوعا من استراحة تعويضية لخرق الملونة لشروط الفعل الفني الأبتكاري, وشراسته أحيانا. هي استراحة لاسترجاع نبض الإبداع بعيدا عن اكتظاظ تهويمات الملونة بعد استهلاك مقدرتها الأجتراحية لخلق الفعل الإبداعي بموازاة الحالة النفسية والذهنية المستجدة للفنان, بعد استهلاكه لكم التعبير بمتشعبات أدواته, سواء كانت ألوانا أو تفاصيل فائضة. استراحة تلبي الحالة الجديدة التي هي اقرب إلى كفاف الفعل التعبيري منها إلى عنف وهجه. وأعمال رسمي الأخيرة تتمتع بكفافيتها الأدائية ضمن فضاءات مسترخية تحاول جس نبض الطبيعة بفعل إدراكي انسانوي. الفنان فيه يقبع وسط عزلته مفككا علاقات مكوناتنا الوجدانية بشذرات الوصل البيئي الذي لا تفارق مخيلته خرقا لأطياف تتشابك فيها أزمنته المهجورة وأزمنته المهجرة وأزمنة أخرى ربما هي الأيسر والأكثر وضوحا. ويبقى فعل الدلالة, وهو هنا إشارة لسعادة هي بعض من نبض روحه تدوم خلل رسومه, شهادة لزمن أمكنة تتمتع بنقاء معلن. وعلينا أن نعايين هذه الرسوم ليس بما تظهره من مهارات أدائية, بل بما تختزنه من محركات جزئياتها السرية بمحاذاة أمنياتنا الخفية ونزوع روحنا للخلاص من اكتضاض تفاصيل معاشة تعيق استمتاعنا بنسائم فضاء السهل والشجر والجسد الأول.
......................................................................................................................................................

علي النجار
مالمو- 28-12-24