www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

mercredi 25 février 2009

انا لله وانا اليه راجعون / بوكرش محمد


الشاعر الكبير المرحوم الصديق عمر البرناوي في جلسة حميمية معي بالبيت المتحف



الشاعرالصديق المرحوم عمر البرناوي والدكتورالصديق محمد سعيد




انا لله وانا اليه راجعون

انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاعر الكبير الصديق والأب الروحي المرحوم عمر البرناوي اليوم 24/2/2009 بمستشفى عين النعجة قبل أن يختم ربيعه 74، شاعر أنشودة من أجلك عشنا يا وطني...، والرواية المولد الثاني...
تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
بهذا أقول أن الساحة الثقافية الجزائرية قد فقدت أحد رموزها وأعلامها، أقول هذا لأنه كان بالفعل السند والمساعد الذي أخذ بيد كثير من الشباب في بدايات طريقهم الفني الإبداعي ومن بينهم أنا الفقير إلى رحمة ربه يوم تقلد منصب مستشار لدى وزارة الثقافة الجزائرية ويوم كان مدير دار الثقافة ببسكرة، يوم كان يجمع بيننا وبين أعلام الجزائر أمثال المرحوم زهير الزاهري،الشيخ بوعمران، السعيد شيبان، محمد الأخضر السائحي، عبد القادر السائحي، أحمد حمدي، المرحوم عبد المجيد حبة، علي المغربي، أبو القاسم خمار، محمد التين، سعد الله ، عبد الله الركيبي، لخضر بن تركي والقائمة طويلة...
كان قد جمعنا بهم المرحوم ومعهم... بمثابة تبني واستحقاق، تكريم ، تسجيل وترشيح لنا لدخول الجامعة الحقيقية، جامعة تواصل الأجيال والتكوين المتواصل...الشئ الذي فقدناه... ونفقده يوما بعد يوم بفقدانهم بالتهميش العمدي وغيره.
وحد تلو الآخر...فقدنا الكثير... فقدنا الأبوة ،الأخوة، فقدنا العزة والكرامة...فقدنا المدارس... فقدنا الوطنية...فقدنا الإنسانية...فقدنا الجزائر تدريجيا...أين اتحاد الكتاب...؟ أين اتحاد الفنانين...؟ أين الجامعات...؟ أين المدارس الوطنية للفنون التشكيلية؟ أما المدارس الابتدائية...والمدرسة العليا للفنون الجميلة حدث ولا حرج... أين وزارة التربية الوطنية...؟، أين وزارة الثقافة...؟، وبالتالي أين الجزائري وبالأحرى أين الجزائر...؟.
المستوى... صدم به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وصدمت به أولاياء الأمر منا وأصبح موضوع خطاباتهم...بالمناسبة وغير المناسبة،همش الكل وبات ...بقبضة ....وحكم على الجزائر بالإعدام والتخلف المأبد.
رحمة الله واسعة...وعزاؤنا... إنا لله وإنا إليه راجعون...الله يرحم شهداء البارحة وشهداء اليوم... وألهم ذويهم الصبر والسلوان، الله يرحم أستاذي وصديقي وأبي الروحي الشاعر الكبير عمر البرناوي والله أكبر.

بوكرش محمد24/2/2009
BOUKERCH ALGERIA

mardi 24 février 2009

الرواية والتشكيل.. وتبادل الأدوار / الفنان المبدع علي النجار

الفنان المبدع علي النجار

الرواية والتشكيل.. وتبادل الأدوار
...................................................
في البدء انعدمت حدود القص(كحادثة معاشة), عند سكان الكهوف الأوائل. وكانت الصورة الجدارية الكهفية تتشكل بتفاصيل الحدث اليومي الملح كصراع من اجل الحياة وإدامتها عبر سبل مراقبة سلوك الحيوان واصطياده. هذا الديالوك الصوري بنصوصه الجغرافية المتعددة شكل بذرة القص الأولى قبل اكتشاف رموز وحروف التشكيل الأولى. ثم نطق الإنسان. وتحت إلحاح الذكرى أو انمحاء الذاكرة والتوثيق المعرفي والإجرائي العملي تشعبت طرق وأساليب التدوين لتشمل الذات ومحيطها عبر سبل التاريخ المتتابعة. وكانت الخرافة الأولى والصور الميثولوجية الأولى والإرث ألتدويني المادي أو الواقعي الأول. ولم تكن الحروف الأولى إلا رسوما مختزلة شذبت باستمرار حتى فقدت ملامحها وتحولت إلى علامات تدوينية دالة


.
لقد تعددت الألسن حد تكريس واقعة التعدد هذه لمرجعية خرافية( بابل وتبلبل الألسن), وتعدد الألسن نتج عنه تعدد الثقافات. وبالرغم من هذه التعددية الألسنية الا ان الرواية والفن اشتركا في السمات الأساسية لمصادر مرجعية انتمائهما بشقيها الذاتي والجمعي(الاجتماعي, الميثولوجيا وسلطة التاريخ ورموزه المحركة). وان تمثل التاريخ لنا قصصا. فقد كانت معظمها قصصا رسمية. كما هي في الحضارات القديمة(الآشورية الرافدينية ’ والمصرية واليونانية). أما الميثولوجيا الدينية فقد أورثتنا قصص الذات الجمعية بكل فنتازياتها. وكان الفنان يجهد عبر كل العصور لتلبية متطلبات هذه القصص بالتعبير المتماهي فنيا ومعظمها. وكان في أحيان كثيرة مجرد سارد للقصة الرسمية الملكية أو الإمبراطورية في عصورها الأولى وللحد الذي كان يجد نفسه مجرد عامل ماهر لا يحيد عن ألأسلوبية المتوارثة لصيغ هذه الأعمال والتي شاء الصانع المتقن الأول وضع خطوطها العامة التي تماشي وسلوكية سطوة الحكم وهيبته المدنية والكهنوتية. وهذا ما نلاحظه في كل الموروث التشكيلي الأثري الموازي والمترجم للنصوص المروية لهذه الحضارات. لقد كانت صناعة الفنان وقتها تتناغم وملامح صناعة الكاتب(المؤلف) التدوينية في ملامحها العامة. وتشعبت صور حكاية (ملحمة كلكامش) السومرية,ومن ثمة البابلية, ضمن العديد من المنحوتات والرقم الطينية والأسطوانية. مثلما تم تمثيل الحكايات الأسطورية الأولى مع نصوص أخرى لا تقل أهمية. وهذا ما تثبته الاكتشافات الأثرية لحد الآن .
أثر الخطاب الأيديولوجي (الكهنوتي القديم والحديث, ومنه العهد القديم والجديد والإسلامي والبوذي) والسياسي, وبما أنتجه من ثقافة وعبر العصور التاريخية في خلق أرضية مناسبة من الإرث ألتدويني ومنه الملحمي والروائي. وفي موازاة هذا الكم ألتدويني انبثق كم تشكيلي( منحوتات ورسوم) تأثرت وأثرت في هذا النتاج. وسعت السلطتين السياسية والدينية لكسب الجهد الثقافي ألتدويني والتشكيلي إلى جانبهما بأي شكل من الأشكال وحتى العصر الحديث المتأخر(الواقعية الاشتراكية, الرسوم الجدارية المكسيكية) واندمجت فروع الإبداع الفني ألتدويني ومنه الروائي والصوري على اختلافه لتنتج خطابا موحدا يتوافق وخطاب السلطة المؤدلجة. وان اشتغل هذا النتاج ضمن ضوابط الخطاب الجمعي أو المجتمعي الموحد. فان الحداثة الأوربية بأطرها الواسعة فجرت الإبداع الذاتي لدى المبدع كفرد فاعل ومتأثر بذائقة عصره ومحركاته المحيطية والوجدانية. كما هي الأعمال الرومانسية وسليلتها السريالية وصولا إلى الخرافة المعاصرة التي محت الحدود التعبيرية والأسلوبية وانطلقت لآفاق لم تشهدها البشرية سابقا ومن خلال اختلاط المعلومة العلمية والتكنيكية والذات المشتغلة والمعبرة عن واقع جديد تجاوز حتى المدركات الواقعية الملموسة واختلطت فروع الثقافة الإنسانية من خلال تنافذها تدوينيا وصوريا. وكثيرة هي الشواهد على عدم استقلالية الخطاب الروائي أو التشكيلي أو الفيلمي, بل إننا لا نعدم تنافذ شروط إنتاج كل منهما فيما بينهم وحتى السيولة الثقافية المعولمة وأداتها الفيديوية والانترنيت(وكلها صور رقمية). لقد أنتجت النص الروائي التشكيلي(السينمي) والأدائي التشكيلي المسرحي والنص السائل العولمي بهاجس السرد القصصي والصوري والذي بمعظمه ذاتي. أو ذاتيا تحول إلى جمعيا



.
تتشابه السمات التعبيرية لفروع الإبداع الإنساني لارتباطها بالنزوع التعبيري الذاتي للمبدع أولا وللمؤثرات الاجتماعية المحيطة. وغالبا ما يغلب احدهما على الآخر وان بقيت الذات هي مصدر الحراك الإبداعي الأول على الرغم من تشعب طرق التعبير وأساليبه عبر كل الأزمنة. فالنصوص التدوينية التي اشتغلت على الإرث الجمعي والتي أضفت عليه غرابة قدسية أثرت على أفكار وأساليب فنانين أوربيين لاحقين للحد الذي أبقاهم أسرى غرابة عوالمها الغريبة من خلال تناولهم لمتاهات الذات الكامنة (الميتافيزيقية) المتلبسة ذهنية تنـأى عن محيطها بقدر تنامي محركات خيالها المتساوقة والصور الخيالية لهذه النصوص. كما هو الحال في أعمال الفنانين الفلمنكيين( جيروم بوش و برويل الأب) وكذلك الشاعر الإنكليزي ( وليم بليك) وبعض من نتاج الأسباني( كويا) المتأخر.
تتشكل طقوس وشعائر وممارسات الديانات الشرقية والغربية ضمن ايدولوجيا شمولية تكرس الذات العليا حقلا للممارسة بمطلقية خطابها المكرس لجوهر خطابها وبتفويض من هذه الذات الخالقة حسب تصورها. خطاب يجمع ثنائيات النفس المتعددة وروح الكون المتصور. في مسعى منها لاستحضار الذات الكونية التي تعتقدها كامنة في الذات الإنسانية. الخطاب الميتافيزيقي هذا حمل في ثنايا رواياته(قصصه) المتعددة كما هائلا من صور مخلوقات مرئية وغير مرئية مكرسة كواسطة بين الذات العليا والإنسان. وضمن رواياتها المتعددة عن عوالم الدنيا والآخرة وبمفهوم ثنائياتها المتعددة والتي كرسها الخطاب الديني ومنها العقاب والثواب. سعى العديد من الروائيين والشعراء في كل الثقافات لتناول هذه الروايات والتعمق في إخراج تصوراتهم عنها بما يوازي سلطة الخطاب الديني, واشتغل خيرة الفنانين عبر العصور الحضارية المتعددة لترجمة هذه الروايات بما يوازيها بصريا. وان كانت السلطة الكنسية في أوربا استحوذت على غالبيتها وسيرتها عاملا مساعدا لتثبيت سطوة سلطتها. مع ذلك فان فرادة تجارب بعض الفنانين( بوش و بليك مثلا) شكلت خرقا لمألوفة النتاج الروائي الكنسي. وذلك من خلال: أولا اختياراتهم لصور العالم الثاني ( ما بعد الموت والثواب والعقاب) بشكل تفصيلي خيالي, وثانيا من خلال ترجمة الصور المتخيلة لبعض من ألاعيب السحر والقص الفولكلوري تشكيليا وخاصة عند (بوش) أو الأسباني (كويا). تكمن أهمية نتاجات هؤلاء الفنانين بكونهم خرقوا المألوف من ترجمة النص الروائي(دانتي وملتون) عن مألوفة الرسوم الواقعية المثالية (الكلاسيكية) المفترضة في نتاجات الفنانين المعاصرين لهم, من خلال غرابة تصورهم للإنسان والمخلوقات الافتراضية المصاحبة له في رحلة عوالمهم الغيبية. غرابة أبقتهم على مبعدة من شروط التلقي أو القبول السائدة في زمنهم لمعظم نتاجهم. ولم يكن ذلك نزقا منهم بقدر تحكم القدرات التعبيرية الذاتية في إنتاج أعمالهم وعلى الصيغة التي تتواءم مع تركيبتهم السلوكية والسيكولوجية الذاتية. مثلما تحكمت هذه العوامل في إخراج الأثر الروائي لأصول أعمالهم. واعني من ضمن ذلك (كوميديا دانتي وفردوس ملتون). وان تشكل النتاج الفنتازي لهذين الفنانين(المثالين) ما بين القرن الخامس عشر وحتى الثامن عشر. إلا أن نتاج فنان شرقي مغاير تشكل قبلهم, خلال القرن الثالث عشر في بغداد. هو الآخر اعتمد القصة مجالا واسعا لإنتاج أعماله وبناء شهرته تاريخيا من خلالها, ويدعى هذا الفنان( يحيى الوسطي).
إن كانت الرواية مصدرا إلهاميا عند بوش وبليك, فهي تشكل للفنان الواسطي جغرافيا بيئية لمنطقة تجوال بطل اقصوصاته المعتمدة(أبي زيد السروجي) والمسماة بمصطلحها المتداول ب(المقامات) وهي اقصوصات بلغة عربية مسجوعة(شعرية مخارج حروف الكلمات المنتهية للجمل أو المقاطع النصية(1).أي بمعنى ما هي اقرب إلى اللغة النثرية العربية للعصر الوسيط منها للغة العصرية. والواسطي يتابع الراوي(الحارث بن همام) في تفاصيل سرده لوقائع اقصوصاته(مقاماته) في كل حله وترحاله ملاحقا بطل رواياته وعبر الجغرافيا العربية والمجاورة. انه يدون إضافة إلى إشارة الحدث القصصي للمقامات ملامح هذه الجغرافيا البارزة وبيئاتها وحيواناتها وملامح أناسها وأزياءهم وعماراتهم السكنية ووسائل تنقلاتهم. أي انه يحيط بدقائق النص النظرية ومظهريته البيئية الواقعية في محاولة لخلق نص إبداعي مواز ومزاحم للنص الأصلي. وما يميز ملامح نتاج هذا الفنان التصويرية التدوينية هي صيغ الاختلاف عن مجمل النتاج الفني الصوري الإسلامي لعصره. وفرادته في تأسيس أسلوبيته التي أطلقت عليها تسمية (المدرسة البغدادية في التصوير). تقشف . هوامش أو الحاشية أو الخلفية الزخرفية لبعض رسومه , ليس كما هو حال النتاج الصوري الفارسي أو المغولي(بتفاصيله الدقيقة الميكروسكوبية) لنفس الفترة الزمنية على سبيل المثال. واحتلال مجاميع الرسوم الشخصية غالبية مساحة السطح الصوري وبهيئات قريبة من الهيئات النحتية(الفور مات) الرافدينية , مع التأكيد على إبراز فرادة ملامحهم واختلافات تعبيراتها الموازية لحادثة الرواية. وبشكل عام تشكل رسومه وبموازاة النصوص الروائية منحى لسلوكيات دنيوية لا تجد غضاضة حتى عن نقد سلوكيات بعض رجال الدين الغير سوية. وتشكل نصوصا مغايرة بشكل واضح للنصوص الصورية
المقدسة(الأيقونة). وان كانت رسوم بليك وبوش مغرقة بالنص الديني وهي على مبعدة حداثية من نصوص الواسطي. فان الواسطي اختار منطقة أدائه الدنيوية قبل عصرهم وفي ذروة عصر عربي منفتح على محاور ثقافية متعددة ومختلطة. و شكل نتاجه بعض من ملامح ثقافة ذلك العصر. مثلما شكلت نتاجات الفنانين الآخرين بعض من ملامح عصرهم الذي ساده الخطاب الديني والرومانسي وبأثر من العصور الأوربية السابقة. وما يميز فرادة تجارب هؤلاء الفنانين هو غلبة نوازعهم الذاتية ومحمولاتهم الثقافية على اختياراتهم التصورية والأدائية وبدون الخضوع للسائد من النتاج الثقافي والفني. كذلك ترجمتهم الذاتية لنصوص تحمل فرادتها الأدائية والتصورية وتؤسس لمناطق مغايرة أو مخالفة لمألوفة نصوص زمنها. و تتشكل من خلال ترجمتها لنصوص تصورية مترجمة وموازية للنصوص الروائية على اختلاف مناطقها الأدائية والتعبيرية ولا تبتعد عن رومانسية روح عصرها مع كونها طليعية تؤسس لذائقة مستقبلية تتعدى ذلك الزمن



.
وأخيرا ما دور الأسلوب في إبراز أهمية صياغة التعبير الموافق لتصورات الراوي أو الفنان. في أمثلتنا هذه نكتشف أهمية ذلك من خلال اختلاف أساليب كل منهم بما يوافق ما تبثه نصوصهم المختارة. وباختصار, لقد أضفى كل من(بوش وبليك)طابعا فنتازيا على رسومهما. وبما أن الخطاب الفنتازي يتمتع بخفة وهوائية محتوياته. فقد اشتغل كل منهم على أن تلف شخوصهم المرسومة دوامات متجهة إلى الأعلى إن لم تكن الشخوص نفسها تشكل الدوامة وتفقد ثقلها الأرضي, وخاصة في رسوم (بليك) مما يضفي على هذه الرسوم خفة موازية لخفة شخوصها حالها حال هيئات الشخوص الدينية أو الأسطورية الخيالية المفترضة التي حاورتها رسومهم. أما في رسوم الواسطي فقد اشتغل على إبراز الكتلة الأرضية الثقيلة ومن خلال المنظور الخطي, وليس الجوي(لم يكن معروفا لهذه الشعوب وقتها) كما هو حال الرسوم الإسلامية لتلك العصور. الذي يوظف الحاشية السفلى من الورقة المرسومة. مما عزز المفهوم أو الصيغة الدنيوية المرتبطة بالأرض وليس بالسماء وكان موفقا في تناوله لطبيعة النصوص الروائية الدنيوية التي ترجمها صورا. وسوف تبقى إمكانية التعبير وأدواته الإجرائية تتنافذ وتختلط عبر وسائله المتاحة مادامت تلبي حاجة الإنسان الذاتية والمعرفية الخيالية والواقعية(أو جوارها) وبما يجعلها متاحة للجميع عبر وسائط مختلفة, المتوفر منها أو المكتشف لاحقا.
................................................................................................................................................

1ـ كتب هذا النص أصلا لأجل الترجمة للغة الانكليزية. لذلك كان هذا التنويه واجبا.
..........................................................................................

( 09-02-16) علي النجار

mardi 17 février 2009

هندسة التشابكات في لوحات الفنان التشكيلي كريم الشاوي / الكاتب: سعيد العفاسي

الفنان كريم شاوي
لوحة الفنان كريم شاوي

هندسة التشابكات في لوحات الفنان التشكيلي كريم الشاوي


الكاتب: سعيد العفاسي
12/02/2009
قدم الفنان التشكيلي كريم الشاوي المغربي السوسيري، أعماله الفنية برواق محمد القاسمي بفاس في دجنبر 2008، واختار لها عنوانا شاملا – تشابكات-، هذه الكلمة التي ستصبح الدال والمدلول، الرمز واللغز، السؤال والجواب، اللبس والوضوح، الجماعي والفردي، الحضور والغياب، من خلال عملية تلقي هذه الأعمال التي تصطادك بشباكها الجمالية،
وتقترف حب الوقوع في شراك هويتها الهاربة إلى القلب والعين، خارج رواق محمد القاسمي بفاس كانت خيوط المطر غير الملونة تشكل أعمدة مائية رقيقة ترحم الأرض بسخاء سماوي كريم، لتتبرعم الألوان فيما بعد على سند الأرض مشكلة لوحات طبيعية لا يضاهيها أبرع الفنانين في الكون، داخل الرواق كانت ألوان وخطوط الفنان كريم الشاوي قد شكلت بفعل التراسب الفكري والتتبع البصري لوحات فنية تحمل أرقاما مختلفة وعنوانا واحدا- تشابكات-، إن المتمعن في السيرة الذاتية لهذا الفنان القادم من أم سويسرية وأب مغربي، سيدرك سر هذه التشابكات التي تحاول أن تسبر غور المسافات الروحية والذاتية والجغرافية، والتي انطبعت في ذاكرة الفنان، وهو الذي ألف الترحال والتجوال والبحث عن هوية ترتكز على الخط واللون والسند، والانفتاح على قراءات متعددة من شارل بودلير إلى حكايات الأب وتوغل الطفولة في تقاليد مغربية ترمي بخيوطها الساخنة نحو اللامتناهي، فلا يكشف سره بسهولة، ولا يميط اللثام عن حقيقة هذه الجسور المعرفية التي تمتد في كل لوحة بطرائق مختلفة وزوايا نظر متباينة، وتلوينات على إيقاع موسيقي هادئة، وكأن كريم الشاوي يبحث له عن شبكة تقرب بين الرحمين، بين اللغتين، بين الثقافتين، بين الحضارتين... وبين اللغة اللونية التي تستمد جذورها المعرفية من المدرسة التجريدية تارة ومن المدرسة التكعيبية تارة أخرى، في محاولة لإيجاد صيغة تؤطر المختلف في المدرستين والمتفق فيهما، أسئلة ينثرها الفنان ملفوفة في شرائط لونية طبوغرافية تهندس المخفي، وتفضح من علي ما قد لا تنقله الأحاسيس.

هل في تشابكاته خرائط منسية ؟ أم أن بحثه المضني عن هويته الهاربة في صقيع سويسرا والمتجذرة في التربة المغربية، قادته إلى نهج فلسفة الرواقيين؟ أم أن الرغبة في العودة إلى الأصل منحته إرادة التغيير؟ وكيف السبيل إلى توقيع الهيولى المتفردة والمتشابهة في رسوماته الخطية؟ أم أنه يرص شرايينه الوجدانية والمعرفية في محاولة للقبض على تجليات نفسه الأخرى؟ وكيف السبيل إلى ولوج عالم كريم الشاوي الذي يتبرعم في السند خطوطا ملونة بعبق مغربي سويسري عمودية وأفقية ودائرية ومسترسلة، كل الخطوط تؤدي إلى حقيقة ما، وكل الأسئلة قمينة بالنبش في هذا السفر المعرفي الجمالي، وكل القراءات التي تستفز المتلقي بغموضها الشفاف، وتبوح بلغتها المشفرة قابلة للتأويل، إذ أن العمل الفني عند كريم الشاوي، حتى في لحظة انجازه، لا يكون ذا جدة مطلقة تظهر فجأة في فضاء لوحاته، فبواسطة مجموعة من القرائن اللونية والخطية والإشارات، المعلنة أو المضمرة، ومن الإحالات الضمنية والخاصيات التي أصبحت مألوفة، يكون المتلقي مهيأ سلفا لتلقيه على نحو معين وفي أمكنة وأزمنة مختلفة، إذ كل لوحة تذكر المتلقي بأعمال أخرى من تشابكات الشاوي، تخلق منذ البداية توقعا ما، رصدا ما، حوارا ما، بل قلقا ما، لاستكمال ما بدأه الفنان، أو تتمة ما لم يكمله، أو إنهاء الحكاية، أو السفر، أو السيرة، وهو توقع يمكن كلما تقدمت القراءة، أن يمتد أو يعدل أو يوجه وجهات أخرى، بحسب المراس القراءاتي والفكري، والتجربة الجمالية البصرية، الصريحة أو الضمنية، وفي هذه المرحلة من التجربة الجمالية، فإن السيرورة النفسية لاستقبال لوحات كريم الشاوي لا تنخزل إطلاقا إلى تواتر طارئ لمجرد انطباعات ذاتية، فالأمر يتعلق بإدراك حسي موجه عبر تشابكات لونية وحسية وخطية وشكلية، يتم وفق ترسيمة دالة محددة من طرف الفنان، أي سيرورة تطابق نوايا معينة وتحركها إشارات يمكن تبينها بل ووصفها بمصطلحات اللسانيات النصية، فإذا عرفنا أفق التوقع، الذي تأتي في اللوحة لتندرج فيه، بكونها تماكنا جدوليا، يتحول كلما امتد الخطاب، إلى أفق توقع نسقي محايث للوحة، فإن بالإمكان وصف سيرورة التلقي بكونها انتشارا لنسق سيميولوجي يتم بين قطبي تطور النسق وتعدله، كل القراءات في تشابكات الفنان كريم الشاوي تتم وفق سيرورة مماثلة قوامها الدائم هو خلق أفق توقع وتعديله. إن لوحاته العائلية في اللون والخط والشكل، تستدعي بالنسبة للمتلقي مجموعة كاملة من التوقعات والتدابير التي عودته عليها الأعمال الفنية التي سبق مشاهدتها، والتي يمكنها في سياق القراءة، أن تعدل أو تصحح، أو تغير أو تكرر. ويندرج التعديل والتصحيح ضمن الحقل الذي تتطور فيه اللوحة، بينما يرسم التغيير والتكرار حدود ذلك، وحين يبلغ تلقي اللوحة مستوى التأويل، فإنه يفترض دائما سياق التجربة السابقة في أعماله، الذي يندرج فيها الإدراك الجمالي، فلا يمكن طرح سؤال ذاتية التأويل والتذوق بالنسبة إلى المتلقي الواحد أو إلى فئات أخرى مختلفة على نحو ملائم إلا إذا تمت أولا إعادة بناء أفق التجربة الجمالية التذاوتية السابقة، وهذا ما يؤسس إلى كل فهم ذاتي للوحة وللأثر الذي تنتجه.تشابكات كريم الشاوي رحلة غير مؤطرة، لا تقود إلى معنى معين، ولا إلى مكان له خصوصية ما، ولا إلى زاوية نظر بذاتها، بل تقود الخطوط نحو عالم من الأسئلة المتشابكة التي تفضي ولا تنقضي، تبدأ ولا تنتهي، توحي ولا تسلب، إنها بكل عمق رحلاته الروحية المدججة بالموسيقى والصورة والنحت والرسم.وحتى وأنت تغادر بصريا لوحات الفنان كريم الشاوي، تأسرك تشابكاته بسر عميق، لا يدرك في اللحظة، ولا تفك شفراته، ولا يغادر الذهن إلى على شكل تشابكات تتقاطر أسئلة مطرية قد تبحث عن أجوبة في مكان ما من العالم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعيد العفاسي فنان تشكيلي من المغرب

lundi 9 février 2009

معرض فني تجريدي لصباح المعمار في كوبنهاكن

معرض فني تجريدي لصباح المعمار في كوبنهاكن


ستار موزان
09/02/2009

أقامت الفنانة التشكيلية صباح المعمار معرضاً فنياً بعنوان ( اشراقات لونية) وذلك على قاعة المركز الثقافي العالمي في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن وكان ذلك في اول نوفمبر 2008 وقد ضم المعرض على عشرين لوحة ذات ابعاد فنية تجريدية إذْ جاءت معظم اللوحات الفنية حاملةً اللون البني أو الارضي ولكن بشكل يثير البصر حيث دخل اللون في فضاء اللوحة مرمزاً نفسَهُ ، إذ تارة يقع في عالم الصحراء المختنقة في حلم وتارة اخرى يمضي على هيئة حرز يمتثل امام انهيارات وبناءات محددة كانت قد حددت المشهد الفضائي للون البني او الارضي الذي انا بصدد الحديث عنه منسجما مع اللون الفضي الذي اكتنز اللوحات التجريدية الاخرى التي لونت نفسها بذلك الانسجام اللوني ، اقول ان العمل او الشغل الفني المتشكل تجريدياً الذي قُدِمَ فكرياً على يد الفنانة صباح المعمار في ذلك المعرض الذي اقيم في كوبنهاكن كان بمثابة العمل الفني الذي اشتغل على دمج اللونين الاساسيين البني والفضي مع الهياكل او العناصر المجردة التي رمزت ابتدءاً لتعطي قيمة فنية متناوبة مع الفعل اللوني او التقاطر اللوني الذي انبجس من خلال تفاعل تينك اللونين اللذين رسما سوية مع تلك العناصر الواناً وانبعاثات لونية وهياكل اسست لمنخفضات ومرتفعات بنيوية تجريدية داخل اللوحات نفسها ، بموازاة ذلك العمل المشترك للون والهيكل واكب الترميز بشكل عام ذلك المشترك الفني الذي تشكل بمخيلة المعمارية الفنانة صباح المعمار تفصيلياً إذ اتجه الترميز بمسارات ذلك المشترك الفني ليعطي لنا تجريداً متنوعاً ومنتشرا على سطح معظم اللوحات الفنيةً وفضائتها ومدياتها المتصلة بنتوئات استحلالية وفكرية أي تتنقاطرُ فكراً تجريدياً عند اية حالة من حالات الركود والشرود فوق وتحت الشغل الفني نفسه


فعلى سبيل المثال واذا ما اخذنا احدى لوحات المعرض الفني الحامل العنوان ( اشراقات لونية) والحاملة اي اللوحة العنوان ( مربعات على الجدار) حيث تتشكل اللوحة تجريدياً من صناعة اللون الفضي والبني مع العناصر المتجمعة من المرمزات والعناصر التشكيلية التي اعطيت لنفسها لوناً اغترابياً حمل في سره اللون الضوئي الذي شكل هو الاخر اغترابا لونيا ادى ليكوّن المعنى التجريدي في اللوحة نفسها ، ان العمل الفني الذي الصق المربعات الفضية كانت لتتجرد وتتداخل في مداراتها لتكّون مربعات اصغر حجما ومن ثم أصغر حتى يتدافع اللون مع نقيضهِ من اللون والترميز والشكل الاغترابي ليفضي باللوحة لأن تكون في المسار التجريدي الذي يحول العمق الذي نتوخاه هنا الى مربعات لصق الجدار وكأنَّ المربعات التي رُسمتْ على الجدار كانت لتمثل تلك الصحراوات المختنقة والغائرة في القِدم او المتحدة في ذلك الحلم المُرمز والجارف معه اللون البني الذي هو رمز لصحراء حالمة ، ستمضي تلك المربعات لتؤسس مشهداً اغترابيا مرساه القوة العميقة او القوة اللونية التي اقتصرت على الوان معدودة في رسم ذلك المشهد الاغترابي وحسب .

في اللوحة الثانية على سبيل المثال ايضاً ، اللوحة التي حملت العنوان (لوحة عيون) يظهر تناثر الحيوات المضمرة التي تبدو بدون ملامح لتشكل معنى مرمزاً بعد ان تبدو عيون تلك الحيوات المتناثرة ايضا على جسد الحيوات نفسها حيث نشاهد ان هناك جسدا واحداً يجمع تلك الحيوات والعيون التي تعمل على رصد اية حركة كونية أو لها علاقة بفضاء العمل نفسه وبشكل مجرد اي العمل هنا كان تجريدياً محضا للغاية بسبب الاتصال او الاتحاد التجريدي بين الجسد والعيون والحيوات وعملية الرصد التجريدي ، لكنَّ العمل هنا اشترك معه فيروزات او لون الفيروزات او عيون الفيروز او العيون التي اخذت اللون الفيروزي أو الاقرب الى اللون الازرق الذي يشكل هو الاخر شرائط او احزمة تحيط بتلك الاشكال الحيواتية او الجسد الواحد الذي يضم نلك العناصر بشكل تجريدي مجسم
حيث تتجسد العيون بين الشرائط والاقواس اللامرئية المنحوتة في فضاءات ذلك الجسد والتي احتوت على لون بني ينطوي على تقلبات الوان لامرئية لكنها تبدو منبثقة من تفاعل الوان على ذلك الجسد المكتظ بحيوات كانت ارواحها ملهوفة للاغتراب والهبوط بشكل مرئي على جسد محطة التجريد نفسه . لقد تم بناء شكل تجريدي مبعثه الترميز التشكيلي هنا وهناك اي في الضفة المرئية للوحة والضفة اللامرئية للوحة نفسها اي بمعنى من المعاني ان التركيز على الفعل الترميزي اخذاً معه اللون الفضي او الفيروزي او البني حتى ما كان ليمثل في واقع او مشهد اللوحة إلا تكويناً تجريدياً متصلاً يحدد مساره الفني الشغل المركب للالوان وتداخلانها والحيوات والعيون التي حملت ترميزاً محيراً من الجانب الفني التشكيلي الذي تدافع على هيئة تجريد استحواذي . ان الفنانة صباح المعمار حاولت في معظم لوحات هذا المعرض الفني الشخصي ان تعطي لنا مغايرة تجريدية من خلال التفاعل او الانسجام او الدمج بين مجموعات من المرمزات او العناصر او الحكايات اللونية وما ينبجس منها من الوان افتراضية وما ينطوي عليها من اسرار تجريدية او تشكيلية تتقاطع او تتراكب بين هلالات واحزمة واقواس وعيون وحركات مرصودة اصلا من خلال ذلك التجريد المرسوم فوق جسد اللوحة او الحيوات نفسها والتي حملت العنوان ( لوحة عيون
) .



في اللوحة الثالثة وهي المثال الاخير من انتقاء ثلاث لوحات والتي حملت العنوان ( رموز طلسمية ) نرى او نعثر على الموزانة اللونية والدينامية الشكلوية والرموز المتحولة من شكل الى اخر بفعل حركة الطلاسم او طلسميات التجريد المتشكل جدلاً ، بل نعثر ايضاً على عملية التوازن بين الفعل اللوني فعلى سبيل المثال هناك ثمة حرز اخذ اللون الفيروزي او المائل الازرق حيث كان الحرز ممتثلاً على جانب اللوحة التجريدي على هيئة دائرة بل نرى ايضاً وبنفس البُعد التشكيلي الرمزي نجد حرزمثلث او هيئة مثلث كان قد مدَ بندولاً متحركا زمنياً مابين اللون الأحمر الرمزي واللون الاصفر المذهب حيث تتصل بتلك الرموز الطلسمية واقعية لونية واشراقات ترميزية منبجسة بسبب التراكيب المرمزة التي اتحدت لتكون الرموز المطلسمة التي تعني تجريداً خلاقاً في عالم اللوحة التي بدأتْ تشكيلاً مجرداً او تجريداً تشكيلياً . ان موضوعة لوحة (رموز طلسمية) تبدو متحدة فكرياً من الجانب الترميزي ومتحدة تجريدياً من الجانب الطلسمي وتبدو اكثر غرابة من المرمز اللوني نفسه اذا ما فكرنا جلياً بأن الاشكال التي رمزت روحها ونفسها على هيئة اشكال هندسية مرمزة هي الاخرى على هيئة طقوس سرية تنطوي على استحداث الوانٍ تغور في البُعد الزمني اللوني المتحد هو الاخر في فضاء اللوحة المجتزأ ، ان موضوعة اللوحة هي رمزية تجريدية للغاية فكل ما يوحى منها والى محيطها هو بمثابة تجريد فكري الا انه في الضفة الاخرى ترميز طلسمي فهو محاولة ذهنية أيضاً من خلال مخيلة الفنانة صباح المعمار في قيادة القاع الى السطح وابتكار المعنى التجردي على سطح المجزوءات المتوهجة .

ستار موزان

حوار مع الفنانة الإنطباعية إبتهال توفيق الخالدي


حوار مع الفنانة الإنطباعية إبتهال توفيق الخالدي

09/02/2009

الطبيعة جمال يثير مشاعر الفنان وهي المادة الخام المفتقرة إلى الكمال المطلق
حاورها / جاسم فيصل الزبيدي
تُعدُّ الفنّانة الإنطباعية إبتهال توفيق الخالدي من الأسماء التي حجزت لنفسها مقعداً متميزا في فضاء المشهد التشكيلي في خانقين خاصة والعراق عامة. وهي تنتمي إلى الجيل الذي تمكّن من الجمع بين نَتاجاتِ روّاد الفن والحداثة..حاورنا الفنانة الإنطباعية إبتهال توفيق الخالدي من خلال الحوار التالي:

* منذ عام 1992 ولغاية عام 2008 ومعارضك لم تنتهي..إلى أين ستستمرين؟
-بدأت الرسم منذ نعومة أظفاري وأنا في عمر العاشرة وشاركت في الكثير من النشاطات المدرسية وحصلت على الكثير من الشهادات التقديرية والجوائز لكن استغليتها بالتسعينات وسأستمر إلى مالا نهاية إي إلى اجلي المكتوب لان الرسم والفن اعتبرها كالبحر لانهاية لهما ولا نعرف إلى أين يجرفنا هذا البحر ويجب علينا أن نعرف كيف نسلك إبحاره.

* من مِن الفنانين الذين تأثرت بهم ابتهال خلل مسيرتها الفنية؟
- لم أتأثر بأحد لكل فنان أسلوبه الخاص ولكن يعجبني أعمال الفنان محمد مهر الدين وألوان جميل حمودي ومن هذا الجيل ثامر داوود السوداني

* لماذا الانطباعية دون سواها؟
- اليوم انتمي إلى الانطباعية اليوم لا أدري إلى أي مدرسة انتمي غدا ولكني انتمي إلى الانطباعية وذلك لان الفنان شخص يتأثر وينفعل من الطبيعة ويستوعب الأشياء الموضوعية حوله ويحللها في وجدانه كما يقول بيكون،الفن هو الإنسان مضافا إلى الطبيعة أي لا يمكن بمعزل عنها لكن ليس مقلدا حرفيا لها وإنما تدرك من خلال اختمار صور الطبيعة في الوجدان وملاحقتها مع رؤية وخبرة الفنان وممارسته في الحياة فالطبيعة هي وسيلة التعبير وليس الغاية فكل إحساس بشئ جميل نحو التطور يمثل الإيجاب للجمال وعدم الإحساس بالشئ الجميل مرده إلى ضعف الإحساس،إن في الطبيعة جمالا يثير مشاعر الفنان المبدع ليجسدها في عمله الفني حسب الموهبة والخبرة لذا الطبيعة بالنسبة لي هي المادة الخام المفتقرة إلى الكمال المطلق الذي ارتقي بها في عملي الفني ولأنني من عشاق هذه المدرسة.
*-الطبيعية وسحر الأزهار أخذت من فراغ لوحتك الكثير...أين أجدك بين كل هذا؟
- ستجدني بين أعماق الطبيعة ورحيق أزهارها للكشف عما لا تراه العين المجردة وإيصالها الى المتلقي بأسلوب فني مستوحى من وحي ذهن الفنان.

* ما رأيك في الحركة الفنية التشكيلية في كردستان؟
- الحركة الفنية التشكيلية في إقليم كردستان فيها نوع من البطئ في التقدم رغم إن مديرية الثقافة والفنون في الإقليم تدعم الفن بالمستوى الجيد وارى أن هناك حركة من قبل الثقافة والفنون لجمع شمل الفنانين بشكل عام لاحتكاكهم بعضهم البعض والتعرف على ثقافاتهم وأعمالهم الفنية ولكن نطمح إلى المزيد من التقدم ومشاركة الفنانين جميعا في المهرجانات والمعارض في جميع أنحاء العراق والعالم اجمع لكن نحتاج الى من يساندنا طبعا وأقدم شكري الجزيل إلى وزارة الثقافة والإعلام في إقليم كردستان لاستضافتنا بالمشاركة في مهرجان كركوك الأول وإقامة معرض شخصي لفناني خانقين في السليمانية خلال هذا الشهر والذي شارك بها أكثر من 15 فنان تشكيلي.

* يقولون إن أفكار الفنان التشكيلي تتغير بتغير البيئة التي يعيش فيها؟
- بالنسبة لأفكار الفنان التشكيلي نعم تتغير بتغير البيئة المحيطة به ولذا من المن المفترض ان يتجول ليكتسب الكثير من الأفكار ويستوحيها من البيئة الذي يتعايش معه ليكون متذوقا للفن ليعطي الكثير في مجال فنه.

* ماهي ابرز مشاركاتك الفنية؟
- شاركت في العديد من المعارض اكثر من 25 مشاركة على مستوى القطر في بغداد وكركوك وبابل في مهرجانه السنوي المعاصر ودربندخان وخانقين مع مجموعة من الفنانين ولي 3معارض شخصية2في مدينة خانقين ومعرض في بعقوبة واتهيئ لافتتاح معرض شخصي في السليمانية وبغداد ان شاء الله لعام 2009 .

* الكثير من يلاحظ غياب العنصر النسوي عن المشهد الثقافي أو التشكيلي؟
- نعم هناك غياب عنصر نسوي على الساحة الفنية نرى كل50%من الرجال يقابله امراة واحدة وذلك يرجع السبب لتأخر المجتمع عن الحضارة ولان المرأة لاتجد الى من يدعمها ويشجعها في مجال فنها هناك مقولة تقول (وراء كل رجل عظيم امراة) لكن انا مقولتي( وراء كل امرأة عظيمة رجل) وهناك نساء وصلن الى مبتغاهن في اي مجال لو تجرفوا الى ماوصلت اليه تلك المراة سر وهذا السر هو ذلك الرجل وهذا مانحتاج اليه في يومنا هذا فانا مثلا كان من يدعمني ويشجعني والدي اما الان من يشجعني دائما زوج خالتي وخالي.

* أراكِ تنقلين الطبيعة بمسحات ألوانكِ الهادئة المائلة للتجريدية تارة والانطباعية تارة أخرى؟
- نعم اني استلهم من الطبيعة الوانها وسكونها وانعكاسات الضوء فيها واجردها من الواقع لاسمو بها كي ابتعد عن التصوير نوعا ما كما يقول افلاطون (بان الفن تصوير الطبيعة والسمو بها الى المثل الاعلى