libya ,,,,,study of monumental sculptral form belongs to the people whom offer their life to freedom of Libya
ابراهيم أبو طوق
ابراهيم أبو طوق
التلوين والتدوين في عتبات الجمر
بقلم :عدنان بشير معيتيق
لا يدوم إلا ما هو قابل لتعدد التأويل (سيوران)
وصف بصري متقن لحالات وجدانية عميقة تتدرج بالأحمر لرسم زمن الفنان الخاص على عتبات الجمر في حدود التماس مع الوجدان المتقد بالمعاني والمشترك مع كل البشر في أمالهم وتطلعاتهم مع انتصاراتهم وهزائمهم.
ضوء عابر مشبع باللون – النور على أجساد شبحية طافحة بشهوة التلوين والتدوين وهي تتنقل بكل خفة في جداول ري الجسد المتعطش للمعرفة وبقع اللون المتصلة بنبض الروح ومنابع وجود الكون بأسره.
أعمال فنية متأصلة بمكامن الشعر ومنابع ضوء فلسفات معاصرة تتخذ مكان وسط جماليات يراعي فيها الفنان ذائقة بصرية معينه رغم كل ما تحدثه هذه الأعمال من استفزاز للكثير من الناس برؤيته الغير تقليديه في الطرح مع ما هو سائد على الساحة الليبية بالاختزال في الشكل وتأكيد المعنى رغم محاولات الفنان التوفيق ما بين حالتين الأولى تدعوا للمحسنات التشكيلية والتي كان الفنان ناجحا في تطويرها بشكل كبير وتمثلها في مهارة التلوين وضربات الفرشاة المتقنة على سطح اللوحة والتي لا تخلو من استعراض في بعض الأحيان وربما هذا هو الخيط الرفيع والصلة المتبقية بينه وبين الكثير من الجمهور التي كان الفنان لا يحرص على بقائها بقدر ما كان يحرص على تواصله الداخلي والثانية هي تدارك المعنى التي كانت خبرته المعرفية تجبره على التركيز عليه أيضا في حدود النص التشكيلي المقترح من عنده ومثال على ذلك إضاءات وظلال تكشف عن كائنات مجتمعة, نافذة, وجوه من مدينة,الشطب,أجساد,ارض ,ضوء,لون يصرخ...
رغبة في اكتشاف الذات قبل الآخر وترك عالم الواقع إلى عالم الروح الفسيح وانحسار التفكير في زواياه بألوان غامقة تومض بفكرة متغيرة ,هي دعوة لتعدد القراءات في نصوص تشكيلية مفتوحة تستمد قدرة بقائها من عدم وضوح مكنوناتها وعدم مكاشفتها إلى كل من يمر من أمامها فهي تهب نفسها إلى العارف بقيمتها والمدرك لجوهرها ,المالك لعين نشطة لا تعتمد على الغير في الشرح والتواصل.
فراغات الصمت وفزاعاته المتصلة من حيث لا تدري لهيكل يتداعي أو يتكئ على جدران بنوافذ ذاكرة أحلام صغيرة تنضح باقتراحاتها التشكيلية المجنونة, تدهش عينك وتدعوك للحاق بها حتى منتصف الطريق ثم تفلت منك أو تجبرك على الرجوع.
بهذه النصوص النشطة والمكتظة بالمعاني الملونة ومقابل هذا كله مناطق فارغة في اللوحة من كل المفردات التي يستعمله الفنان إلا من لون محايد وحيد, نتيجة لمناطق فارغة في عقل الإنسان الكائن حيث تكون هي البرزخ الكامن بين الصمت والنطق والحامل لكل ما ترسب أو سقط دون قصد من مسيرة الفنان المعرفية في عالم النسيان وتكون بمثابة أصوات خلفية خافتة تدعم المشهد وتزيد من نشاط عين المتلقي وتركيزها على هذه النصوص .
الفنان الفاخري يقبض على روح متجددة قلقة متعطشة للمعرفة والاطلاع بكل أشكالها البصرية والعلمية وغيرها بخلاف الشخصيات الراديكالية التي مازالت تعج بها الحركة التشكيلية والتي تهاوت عليها أعمدتها الوهمية التي صنعتها من التهويل والإبهار حيث دفنت تحته .
القذافي الفاخري من مواليد مدينة اطرابلس 1963 أقام العديد من المعارض الفردية وشارك بمعارض جماعية في كل من ليبيا ,الجزائر ,المغرب ,تونس,مصر,الكويت,السعودية,ايطاليا,مالطا وفرنسا. يرسم, يكتب ويحلم أيضا في مرسم جميل بالمدينة القديمة منذ عدة سنوات وهذا المكان ملتقى لكل المثقفين من أصدقائه التشكيليين ,الشعراء ,الكتاب والموسيقيين .
عدنان بشير معيتيسق
فنان تشكيلي من ليبيا