بأوتار النحات سامي محمد كانت سانفونية ابن عربي مسلم / بوكرش محمد
ما من سانفونية سياسية عربية معاصرة، إلا ومؤلفوه
اعديمي الجنسية الإنسانية، تعزفها لهم فرق عديمة الهوية والانتماء، لا أوتار لآلاتهم وآلياتهم غير أوتار الخبث، النفاق الخداع، الذل والجريمة المنظمة...
كل الرؤساء رؤوس الفرق دون استثناء أحد، بمجرد اعتلائهم سدة المجموعات إلا وتزورهم لجان الطاعة والولاء المنقطع النظير التابعة للمؤلفين...واضعين أمامهم (بتفاوض...) خيارا بين صكوك على بياض وسيجار لتدخينه (....) علامة القبول والولاء، وإما أن يرفضوا ذلك ويلقوا ومن تبعهم مصيرهم(...)كخيار ثاني.
بعيدا عن نيران السياسة ( النفاق ) وخداع الشعوب والأمم، نقترب من عالم الفنون والفنانين لسان حال الشعوب المضطهدة، ضمير الإنسانية والأمم... هذا ما يلقن في أحسن الظروف بمعظم مدارس الحياة السوية وما تبعها من ثقافة وأخلاقيات...
هل كل من هب ودب فنان أو مثقف؟.
بين ذا وذاك تتأصل صيحات نادرة خارج تغاريد السرب... خارج عولمة السانفونيا الواحدة، المتجددة بألوان التركيب الثنائي.. واحتمالات ما تقدمه من مساحيق تغيير لون القناع مرارا حسب ما تمليه قواعد اللعب الوسخة.
من بين الصيحات النادرة نذكر على سبيل المثال تفرد الفنان الرسام والنحات المظلوم الكويتي سامي محمد، بكويتيته وحدودها المفروضة عليه فرضا، بفعل فاعل من التركيبة، تركيبة عنصري اللون المركب وعزف نشاز سانفونية التمزيق الجغرافي للجسد الواحد.
من الغير منطقي أن أتناول الفنان الكبير سامي محمد وأوفيه حقه، ما لم أذلل وأتجاوز الحدود الضيقة التي يراد له أن يكون داخلها، وهي الصبغة الكويتية الحق...الحق الذي أريد به باطلا...
الفنان سامي محمد أكبر من أن يكون كويتيا...وأكبر من أن يكون عربيا...الفنان سامي محمد ابن حضارات عريقة، إنسان ابن حضارة الرافدين والنيل، ابن الحضارة الإسلامية قبل أن يكون فنان (واسمه دليل مفحم على ذلك)، وأصبح بالإسلام ونعمه عليه الفنان العالمي... مكسب وحق من حقوق الإنسانية كلها.
الفنان سامي محمد يدرك هذا وأكثر تمام الإدراك، وذلك بما نستشفه بأنفسنا من قراءة أعماله أولا، وبما صرح لي به، بعظم لسانه ثانية، بقوله لي، مساء يوم 15/7/2012 :
(
لقد أفنيت عمري خلال خمسون عاما أصارع القهر، وأنا الآن عمري سبعون عاما ولا زلت أتحدى القهر...لا لشيء، إنما دفاعا عن المظلومين والمسحوقين والمضطهدين بالعالم ومعظمهم بعالمنا، وأتى هذا اليوم وأنا لازلت حيا ارزق، ألا وهوه الربيع العربي، تحقق وأنا أسمع وأرى بعيني...، انه عيدي)*.
مهما اجتهد النقاد، ومهما كان مستوى القلم أمام قامة الفنان، يبقى سامي محمد أحد شيوخ الفنانين، والأقلام له وللنقاد مجرد وسيلة لا غير، تميز الإنسان (بالعمل) بما يعلم للخوض في تشريح ما لم يكن يعرفه ويتعلم،(.....علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) .
سعيد جدا بلقائي بالفنان الجميل النحات الأستاذ سامي محمد، بدون جواز السفر ولا التأشيرات المقيتة... لقاء عبر جسور الشبكة العنكبوتية لدقائق معدودة، أثمرت بهذه الثرثرة....اللحظة (...) العابرة للزمن، رغم انف الساسة....
المرجع:
1
http://mohamed-boukerch.blogspot.com/2012/07/blog-post_521.html
2
http://www.samimohammad.com/
بوكرش محمد