الفنان علي النجار / وجه - فم
وجه - فم
...............
نمتلك وجوهنا غالبا ونفقدها أو نفتقدها أحيانا. وان كانت العينين تبصر الخارج داخلا. فان الفم امتلك سلطة وداعته أو مشاكساته, عبثه أو نزقه. وافتض سلطة الوجه ولملمه ضمن حيزه الضيق. وان امتلك الفم سلطة صوته. فانه غالبا ما يقع أسير فخاخها. وما أكثرها في عالمنا العربي. وان كان اللسان في موروثنا حصانا فانه الآخر غالبا ما يجنح بنا ولا ينفع معه أي لجام. ثقب الصوت هذا هل بالإمكان سبر غوره كفنتازيا مستحدثة من ارث عتيق. هذا ما حاولته في هذه الرسوم ألثمان التي تتشكل كصورة واحدة ملغزة ومتدثرة بفعل وجداني- صوتي يتردد صداه على وقع إيقاعاتها اللونية. وآمل أن تشكل الاقتباسات المعرفية التالية كنصوص مرادفة للفعل الفني الذي تضمره هذه الرسوم. أو أن تكون موازية لها. أو ربما هو يحمل استقلاليته الخاصة التي لا تعدم إشارات أخرى مختلفة. وان حافظت هذه النصوص المجزأة على استقلاليتها أو تفردها بموازاة استقلالية نواياها المعرفية. فالرسوم هي الأخرى , وكنص مفتوح, تجيز القراءات المفتوحة المتعددة.
........................................................................................................................................
- الفن الحديث يتخلى عن الجمال في معناه الأهم, لا شيء إلا لأن ذلك اللون من الجمال يسر الجميع. وإذا أصبح متاعا عاما فقد قيمته الشخصية.(*)
- التكوين الشكلي يتكرر بوصفه نتيجة للتنظيم الذاتي, أطلق عليه (هنري مور): الشكل الفردي للذات في مركز العالم فوق الواقعي.
- يظهر إن أوليات الفم قد تطورت ونشأت من ثانويات الفم. مما يعني أن ثنائيات الفم هي الأصل.
- وجعل ماء الفم عذبا: ليدرك طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها.
-( كريما) فيلسوف فرنسي يستخدم المعايير السيمولوجية: المادة الفيزيقية( الصور, العمل) – فكرة( إشارة) – إدراك حسي.
- في لغة الإشارات الوجه يعبر, أما في اللغة الناطقة فبواسطة الكلام.
- يجتاز إدراك الحياة وتفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في( البيوغرافيا) الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق هذه البيوغرافيا الذاتية لتصبح لوحة تاريخية. – دالتاي-
- كل متكلم يستعمل أصوات لغته استعمالا صوتيا, وهو يجهل الصفات الصوتية ولكنه يجيد استعمالها, أي انه يمتلك معرفة حدسية لوظيفة أصوات لغته.
- الإحساس بالصوت في الأذن البشرية يستمر(0,1) ثانية ولذلك عند وصول الصدى للأذن قبل مضي(0,1) ثانية فانه يمتزج بالصوت الأصلي وبالتالي لا يمكن تميزه.
- الظاهرة الصوتية جزء حيوي من عملية الوجود الإنساني برمته.
- الحب: تتوهج هذه الصفة في الشفاه الدقيقة التي هي ليست متسعة ولا ضيقة, وحمرة الشفاه هي التي تميز كثرة ما يتمتع به صاحبها أو صاحبتها من حب للآخرين.
هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق الوعي. وهكذا يجتاز إدراك الحياة, تفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في البيوغرافيا الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها,
- إلا أن الجنون يكشف عن الحقيقة النهائية للإنسان: انه يبين إلى أي حد قذفت به أهواءه وحياة المجتمع وكل ما يبعده عن طبيعة بدائية لا تعرف الجنون. فالجنون مرتبط دائما بالحضارة وبأمراضها( فحسب شهادة المسافرين, فان المتوحشين ليسوا عرضة للفوضى التي تصيب الوظائف الفكرية). إن الجنون يبدأ مع شيخوخة العالم, وكل وجه يتخذه الجنون مع تتابع الأزمنة يتحدث عن مشاكل هذا الفساد وحقيقته. – فوكو- تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي.
- (بستس - كف): أداة كانت من أهم القطع المستخدمة في(فتح الفم) الذي كان يعاد من خلاله المتوفى أو تمثاله إلى الحياة.
- كانت النقوش الدينية والمواضيع الأسطورية, على التوابيت, من أهم معالم الفن الهيليني. وكان من أهم الإضافات التي شاع استخدامها في ذلك العصر, تصوير الوجه البشري. كما شاعت كذلك أقنعة الموميات والأقنعة الجنائزية التي تحمل صورة وجه المتوفى. وهذه كانت توضع مباشرة على وجه المتوفى, حاملة ملامح وقسمات الوجه الفعلية, لكي يتسنى لروح المتوفى التعرف على جسده. وكثيرا ما كانت التوابيت تصنع في هيئة الشخص المتوفى نفسه. ويمكن إرجاع ظهور فن تصوير الوجه أو(البورتريت) إلى القرن الثاني الميلادي, وقد بدأ في مقابر المسيحيين الأوائل.
( يعامل التمركز حول الصوت الكتابة بوصفها صورة شوهاء من الكلام اقرب إلى الفكر المولد. وحين نسمع الكلام نعزو أليه (حضورا) نفترض افتقار الكتابة إليه. والكلام الذي نسمعه من ممثل كبير, أو خطيب, أو سياسي نعتقد أن فيه (حضورا), فهو يجسد روح المتكلم ويجسمها. فيما تبدو الكتابة مشوبة نسبيا وغير خالصة فهي تقحم نظامها بعلامات مادية ذات ثبات نسبي. فالكتابة يمكن أن تتكرر(تطبع ويعاد طبعها, الخ) وهذا التكرار يدعو الى التأويل وأداة التأويل. وحتى حين يكون الكلام موضوعا للتأويل فانه غالبا ما يكون مكتوبا. والكتابة لا تحتاج حضور الكاتب. لكن الكلام يتطلب دائما حضوره المباشر. إن الأصوات التي يطلقها المتكلم تتطاير في الهواء ولا تبقي أثرا(ما لم تكن مسجلة) وبذلك لا تشوه الفكر المولد, كما في الكتابة. وكثيرا ما عبر الفلاسفة عن كرههم للكتابة, فهم يخشون ان تدمر سلطة(الحقيقة) الفلسفية.... وهكذا فان ملامح التروي في الكتابة التي تهدد بتكدير نقاء الفكر كانت قد صقلت من اجل الكلام أصلا.) - دريدا -
.......................................................................................................................................................
(*)- الاقتباسات التي لم يثبت مصدرها مأخوذة من صفحات الانترنيت المتعددة.
.......................................................................................................................................................
علي النجار
مالمو- 09-01- 14
وجه - فم
...............
نمتلك وجوهنا غالبا ونفقدها أو نفتقدها أحيانا. وان كانت العينين تبصر الخارج داخلا. فان الفم امتلك سلطة وداعته أو مشاكساته, عبثه أو نزقه. وافتض سلطة الوجه ولملمه ضمن حيزه الضيق. وان امتلك الفم سلطة صوته. فانه غالبا ما يقع أسير فخاخها. وما أكثرها في عالمنا العربي. وان كان اللسان في موروثنا حصانا فانه الآخر غالبا ما يجنح بنا ولا ينفع معه أي لجام. ثقب الصوت هذا هل بالإمكان سبر غوره كفنتازيا مستحدثة من ارث عتيق. هذا ما حاولته في هذه الرسوم ألثمان التي تتشكل كصورة واحدة ملغزة ومتدثرة بفعل وجداني- صوتي يتردد صداه على وقع إيقاعاتها اللونية. وآمل أن تشكل الاقتباسات المعرفية التالية كنصوص مرادفة للفعل الفني الذي تضمره هذه الرسوم. أو أن تكون موازية لها. أو ربما هو يحمل استقلاليته الخاصة التي لا تعدم إشارات أخرى مختلفة. وان حافظت هذه النصوص المجزأة على استقلاليتها أو تفردها بموازاة استقلالية نواياها المعرفية. فالرسوم هي الأخرى , وكنص مفتوح, تجيز القراءات المفتوحة المتعددة.
........................................................................................................................................
- الفن الحديث يتخلى عن الجمال في معناه الأهم, لا شيء إلا لأن ذلك اللون من الجمال يسر الجميع. وإذا أصبح متاعا عاما فقد قيمته الشخصية.(*)
- التكوين الشكلي يتكرر بوصفه نتيجة للتنظيم الذاتي, أطلق عليه (هنري مور): الشكل الفردي للذات في مركز العالم فوق الواقعي.
- يظهر إن أوليات الفم قد تطورت ونشأت من ثانويات الفم. مما يعني أن ثنائيات الفم هي الأصل.
- وجعل ماء الفم عذبا: ليدرك طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها.
-( كريما) فيلسوف فرنسي يستخدم المعايير السيمولوجية: المادة الفيزيقية( الصور, العمل) – فكرة( إشارة) – إدراك حسي.
- في لغة الإشارات الوجه يعبر, أما في اللغة الناطقة فبواسطة الكلام.
- يجتاز إدراك الحياة وتفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في( البيوغرافيا) الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق هذه البيوغرافيا الذاتية لتصبح لوحة تاريخية. – دالتاي-
- كل متكلم يستعمل أصوات لغته استعمالا صوتيا, وهو يجهل الصفات الصوتية ولكنه يجيد استعمالها, أي انه يمتلك معرفة حدسية لوظيفة أصوات لغته.
- الإحساس بالصوت في الأذن البشرية يستمر(0,1) ثانية ولذلك عند وصول الصدى للأذن قبل مضي(0,1) ثانية فانه يمتزج بالصوت الأصلي وبالتالي لا يمكن تميزه.
- الظاهرة الصوتية جزء حيوي من عملية الوجود الإنساني برمته.
- الحب: تتوهج هذه الصفة في الشفاه الدقيقة التي هي ليست متسعة ولا ضيقة, وحمرة الشفاه هي التي تميز كثرة ما يتمتع به صاحبها أو صاحبتها من حب للآخرين.
هنا تدرك الذات مسيرة حياتها, ذلك أن الأسس الإنسانية, العلاقات التاريخية التي نسجت منها تستحضر ذاتها إلى الوعي. وهكذا يمكن في النهاية أن يتسع أفق الوعي. وهكذا يجتاز إدراك الحياة, تفسيرها سلسلة من المراحل, على أن أفضل تمثيل لها يكمن في البيوغرافيا الذاتية. هنا تدرك الذات مسيرة حياتها,
- إلا أن الجنون يكشف عن الحقيقة النهائية للإنسان: انه يبين إلى أي حد قذفت به أهواءه وحياة المجتمع وكل ما يبعده عن طبيعة بدائية لا تعرف الجنون. فالجنون مرتبط دائما بالحضارة وبأمراضها( فحسب شهادة المسافرين, فان المتوحشين ليسوا عرضة للفوضى التي تصيب الوظائف الفكرية). إن الجنون يبدأ مع شيخوخة العالم, وكل وجه يتخذه الجنون مع تتابع الأزمنة يتحدث عن مشاكل هذا الفساد وحقيقته. – فوكو- تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي.
- (بستس - كف): أداة كانت من أهم القطع المستخدمة في(فتح الفم) الذي كان يعاد من خلاله المتوفى أو تمثاله إلى الحياة.
- كانت النقوش الدينية والمواضيع الأسطورية, على التوابيت, من أهم معالم الفن الهيليني. وكان من أهم الإضافات التي شاع استخدامها في ذلك العصر, تصوير الوجه البشري. كما شاعت كذلك أقنعة الموميات والأقنعة الجنائزية التي تحمل صورة وجه المتوفى. وهذه كانت توضع مباشرة على وجه المتوفى, حاملة ملامح وقسمات الوجه الفعلية, لكي يتسنى لروح المتوفى التعرف على جسده. وكثيرا ما كانت التوابيت تصنع في هيئة الشخص المتوفى نفسه. ويمكن إرجاع ظهور فن تصوير الوجه أو(البورتريت) إلى القرن الثاني الميلادي, وقد بدأ في مقابر المسيحيين الأوائل.
( يعامل التمركز حول الصوت الكتابة بوصفها صورة شوهاء من الكلام اقرب إلى الفكر المولد. وحين نسمع الكلام نعزو أليه (حضورا) نفترض افتقار الكتابة إليه. والكلام الذي نسمعه من ممثل كبير, أو خطيب, أو سياسي نعتقد أن فيه (حضورا), فهو يجسد روح المتكلم ويجسمها. فيما تبدو الكتابة مشوبة نسبيا وغير خالصة فهي تقحم نظامها بعلامات مادية ذات ثبات نسبي. فالكتابة يمكن أن تتكرر(تطبع ويعاد طبعها, الخ) وهذا التكرار يدعو الى التأويل وأداة التأويل. وحتى حين يكون الكلام موضوعا للتأويل فانه غالبا ما يكون مكتوبا. والكتابة لا تحتاج حضور الكاتب. لكن الكلام يتطلب دائما حضوره المباشر. إن الأصوات التي يطلقها المتكلم تتطاير في الهواء ولا تبقي أثرا(ما لم تكن مسجلة) وبذلك لا تشوه الفكر المولد, كما في الكتابة. وكثيرا ما عبر الفلاسفة عن كرههم للكتابة, فهم يخشون ان تدمر سلطة(الحقيقة) الفلسفية.... وهكذا فان ملامح التروي في الكتابة التي تهدد بتكدير نقاء الفكر كانت قد صقلت من اجل الكلام أصلا.) - دريدا -
.......................................................................................................................................................
(*)- الاقتباسات التي لم يثبت مصدرها مأخوذة من صفحات الانترنيت المتعددة.
.......................................................................................................................................................
علي النجار
مالمو- 09-01- 14