الخزف ذو البريق المعدني تجاور اجتماعي جديد في الفن الإسلامي في العراق / محمد العبيدي
مقدمة علمية: كان الإقبال على الخزف ذا البريق المعدني، ولصناعة هذا اللون من الخزف وكما هو الشأن في أغلب البلاد العربية يستوجب المرور بمراحل عدة لصناعة الخزف ذي البريق المعدني، وهي كالآتي : 1- تصنيع الآنية من الطين الجيد، وحسب الشكل المطلوب. 2- تغطى المصنوعات بطبقة رقيقة آخرى من طين نقي من النوع الجيد، وهي المسمّاة البطانة أو الملاط. 3- توضع الآنية في داخل الفرن، كي تشوى وتصبح فخارا. 4- تخريج الآنية من الفرن، وهنا يقوم الخزاف بتسوية سطحها وطلائها بطبقة زجاجية معتمة. 5- تعاد إلى الفرن ثانية لتثبيت الطبقة الزجاجية عليها. 6- تخرج من الفرن وتزين بالزخرفة والنقوش التي يتم رسمها بواسطة مزيج من مواد مختلفة قوامها أوكسيد الفضة أو كلوريد الذهب السائل، وقد تستعمل أكاسيد أخرى عند الحاجة وتتم عملية مزيج هذه المواد بعضها مع بعض بإضافة التراث الحديدي، مع أحد الحوامض، كالخل مثلا، لكي تتفاعل هذه المواد بعضها مع بعض مكونة محلولا بواسطة ترسم الأشكال الزخرفية المطلوبة. 7- تعاد الآنية إلى الفرن للمرة الثالثة على أن تكون نار الفرن هادئة، وذلك لأن الفرن الشديد الحرارة يذيب المحلول الذي رسمت به الزخرفة. 8- تبقى الآنية داخل الفرن فترة قصيرة، ثم تخرج منه، وحينئذ تظهر عليها طبقة براقة متلالئة لا تلمس، ويترك المحلول المعدني فوق سطح الآنية، وهذا نجد أن تلك العمليات المتعددة المتبعة في صناعة الخزف ذي البريق المعدني هي التي تكسبه اهمية وتمنحه قيمة جمالية ومادية عالية، وهنا يتضح لنا أن أصل الخزف ذي البريق المعدني يعود إلى الصلصال المشوى المزيج، وقد استطاع الفنان/الخزاف أن يحول تلك الخدمات الأولية بما أسبغه عليها من زخارف دقيقة وألوان جميلة ومزاوجة بين الخامات إلى أعمال فنية غاية في الإتقان والجودة والروعة. هكذا إذن أمست صناعة الخزف وزينته فنا ذا بال في حياة العراقيين فمن الصناعة الفخارية العادية التي تسد الحاجة إلى الأواني أواني الطهي والأكل، إلى التحف والمآثر الثمينة التي تستخدم فيها تقنيات عالية ومعقدة في الصناعة، مثلما ثم بيان ذلك، وإنك لتجد انتشارا واسع النطاق لهذا الفن مثلا في مدينة سامراء وانطلاقا مما تم بيانه أمكن القول إن صناعة الخزف وكذلك صناعة "البريق المعدني" وما ارتبط بها من فن كانت حقا من الابتكارات العظيمة التي اهتدى إليها الخزافون والحرفيون المتفننين من المسلمين "في المائتين الثانية والثالثة للهجرة. وقد اخرجت لنا حفريات بغداد وسامرّا مجموعة على جانب كبير من الروعة والبهجة، منها : بلاطات فاخرة، جملية الصنعة، ذات رسوم من لون واحد أو أكثر من لون، كما عثر بداخل القصور السلطانية في إيران وتركيا والهند والأندلس على مجموعات، لا بأس بها من التحف الخزفية التي تميزت قيمتها الفنية الراقية، وحالتها الجيدة ويبدو أن ذلك عائد لكون استخدام المسلمين للخزف في صناعة البلاطات الخزفية لكسوة الجدران في القصور والمنازل والمساجد والمدارس، وغيرها من العمائر الإسلامية كان أمرا ذا بال وعناية فائقة، ذلك أنه "لاتزال إلى اليوم أغلب هذه الكسوات الخزفية في أماكنها شاهدة على إبداع الفنان المسلم، وتفوقه في هذا المجال" كما كان تبادل فنون صناعة الخزف والفخار وكذلك النقش على الخشب مستمرا ومتعدد المسالك بين مختلف المدن والعواصم الإسلامية، وفي ذلك تقول المراجع التاريخية- مثلا- إن جملة بلاطات جميلة رائعة من صناعة بغداد مع منبر خشب نفيس الصنعة صنع في بغداد أيام الخليفة هارون الرشيد، إن أبرز ما ميز صناعة الخزف، وفنونه هو تفرّده في كامل البلدان العربية والإسلامية بزخارفه البارزة المطبوعة بالقالب وباستخدام طلاء زجاجي أصفر أو أزرق أو بنفسجي اللون، وفي بعض الأحيان كان يستخدم طلاء مذهب نتج عن طريق استخدام أملاح الرصاص، وتظهر فيه محاكاة الخزافين للأواني الذهبية التي تستعمل عند الرومان والفرس، وكان هذا النوع من الخزف معروفا في مصر مع نهاية العصر الساساني ويعتبر بعض المتخصصين هذا البريق بريقا معدنيا حقيقيا، في حين يعتبره البعض الآخر بريقا قزحي اللون (أي يتغير لونه بانكسار الضوء عليه) ويحتمل أن يكون بعض ما عثر عليه من القطع الخزفية، في سامرّاء والمدائن وسوس والفسطاط ذا بريق معدني حقيقي ناتج عن تلوين طلائها بأملاح الحديد والأنتيمون وتزخرف أواني "هذا النوع من الخزف رسوم طيور وحيوانات يتدلى من مناقيرها وفمها أفرع نباتية تخرج منها وريقات، وزخارف هندسية تتمثل في أشرطة مجدولة، وعقود متجاورة تزينها حبات اللؤلؤ، وأخرى نباتية تتمثل في اوراق عناقيد العنب، وهي موضوعات مقتبسة من الفن الساساني البيزنطي، إلى جانب استخدام الكتابات الكوفية في الحياة كما في اللغة " يأخذ الشيء حكم الشيء إذا جاوره " فالكائنات الحية بكل أنواعها وألوانها ومستوياتها وأبجديتها وجذورها واشتقاقاتها، ودلالاتها ووظائفها المتعددة وعلاقاتها المتبادلة ضمن سياق الفن والثقافة وغيرها من الفنون ولان علاقات التجاور لم تقتصر على البشر بل كانت تبادلية بين الفكر والذهنية والأدائية، في اللغة (التجاور يجب أن يسبقه التحاور لان العلاقات المسبوقة على الحوار هي الأقرب والأمثل في أن تحقق التوازن والنضج والوعي) ويعرف المرء بقرينه لتجاور قائم دون قصد تجاوز الحدود الشخصية ليدخل حدوده في الكثير من أفكاره التي تولد نوع من الاختلاط وهذا الاختلاط في الفكر، أو في الأداء يمحو ويذيب كون أن الخصوصيات الفردية تعطى دورا ضروريا للوصول إلى نوع من الاقتراب. ولهذا ليس من الضروري في الجانب الآخر أن يكون التغيير صاعدا إلى أعلى وكما انه ليس بالضرورة، أن يكون نازلا في الأسفل ولكن من المؤكد أن هناك نوع من التغيير، يحصل حتما ويقع على الطرفين ولكن بنسب متفاوتة علاقة التجاور ضمن مجالات اهتمامها هي نظم من العلاقات الطبيعية تفرضه خصائص كل منهما في مجال عمل الاثنين، وهنا قد يكون تحديد أنواع التجاور بالسلب أو الإيجاب فيه الخصام والتنافر (في بعض الأحوال مجرد تجاور مكاني لاتفاعل فيه لاسلبا ولاايجابا فأي تجاور من هذا النوع هو مانجده بين الثقافة مضمونا ورموزا) وهذه التجاورات الايجابية المتفاعلة والسلبية المتنافرة أو التجاور المكاني تقسم مفاهيمه وفق البيئة الزمانية أو المكانية، حيث يكون التجاور في المفردة يقترب من الخصام أكثر إلى الوفاق وهنا يكون التفاعل بينهما مفقود بالإضافة إلى ذلك أن يعمل بمهمة ليست مجرد وسيلة نقل أو توسيع دائرة الانتشار بل انه يقوم في تحديث نوع الأفكار وتجديد معطياتها وتطوير أدواتها وأساليب صياغتها لتلبي الحاجات، وتتجاوب مع إيقاعات العصر بكل مايتم من حيوية (إن المعطيات التي تسمح لنا بالوصف الموضوعي في مجال الدراسات التشكيلية لتمكننا من الاستنباط المعنى ألا في حالة أن يكون القياس المادي قليل النفع) هذا التركيب هو احد الإمكانات التجريبية بينما هو متاح وماهو غير متاح جزء من عمل الفنان أن يتجاور مع اللحظة للوصول الى معنى ثابت فانه من الطبيعي أن يساعدنا أولا في تمثيل الواقع كما نراه ونضمن سلامة البيانات في عمليات مثل استنباط المعنى ففي التجاور" (adjacency contiguity) نجد أنها عملية تتضمن تقييم تجاور الظواهر مثل الظواهر التي تتماس مع بعضها البعض (touch- one- anather) والقرب (proximity). التجاور وفق الظاهرة محدد بالتجاور المكاني والايجابيات الأساسية للنموذج البنائي هي التحليل المكاني فكثير من العمليات يمكن ان تتم وفق التجاور البنائي الذي سيساعدنا على ضمان عدم تكرار المفردات وخصوصا التي تكون طارئة في النتاج هناك ثلاثة مفاهيم مهمة للتركيب البنائي في تمثيل العلاقات المكانية للظواهر . 1- التجـاور Adjacencyلتمثيل الحدود المشتركة 2- الاتصالية Connectivity لتمثيل العقد المشركة 3- الاحتواء Connectivit التحديدات بهذه الفعالية التجاور ربما تفرضه هذه المفاهيم ليصبح تحصيل حاصل يؤدي في بعض الأحيان الى اكتساح مفردات المتجاورين، بعضهما البعض ولكن عمل التجاور وفق آليات التقطيع والانتقال الزمني ومن ثم مشهد العمل الفني والحوار بدون الوصف هنا بدا يقترب من التشبيه وصار نوع الانفتاح المختلف وفق المفاهيم البصرية. من ملامح التوجه الجديد في هذه التجربة هو القدرة الرقيقة على الإحساس بالتجاور بين نتاجات الفنون وفق تأثيرات بيئية مكانية وزمانية وهو توجه مابعد حداثي بالدرجة الأولى ولان العالم يتميز بمجالات من التجاور بين كافة الظواهر المتجانسة وغير المتجانسة نتيجة هذه الفرزة وتوالد التلقائي المهول بتفاصيل كثيرة من ناحية أخرى. "التراث والمعاصرة وهناك بشكل عام تجاور بين التراثي والعصري" هناك حالات مستعارة بين الفنون بأشيائها الرمزية يمكن أن يتداخل المادي والمعنوي وتتجاور مفردتين ليستقدم من الأسلوب اللغوي وبقصيدة الشعر (نلاحظ بجلاء تجاور الفنون المختلفة التي يستعير الشاعر أدواته لينشى رؤيته الشعرية ويذهب إلى سينما وبذكر أسماء أفلام مشهورة وللفن التشكيلي مكان مهم أيضا في التجربة) ويكاد الشاعر أن يعلن إلى ماضي بعض اللوحات الكبيرة وفي احد المقاطع يطابق المفردات، ويمزج بين حياته بتأثيرات البيئة من هنا تنفتح واقعة التجاور إشكالية خصائص طرح العديد من التساؤلات "الخصوصية- والحرية- الإبداع- التواصل" هذه أسئلة هوية قد يمضى هنا النتاج بنوع من التوتر وتصبح الإشكالية معقدة المجاورة في الزمان والمكان، هو تجاور وفق خصائص يمتلكها وحرية يتمتع بها وإبداع يتميز به وتواصل بأعبائه الداعي وجود الجهة إنما يبرره وجود الخصوصية لها سواء يكون متعلق بالفنون التشكيلية أو بالفنون الأخرى بحيث لامجال لان تشابه الجهات ولا أن تتطابق فالخصوصية، هي فحص تعدد في جوهر الجهة ومجرد تعدد في عرضها الجهة بما هية جهة تتقاسم المكان مع غيرها من الجهات وتشارك غيرها الزمان وليس ذلك الابفضل خصوصيتها التي ميزتها عبر التاريخ هذه (الخصوصية إنما هي خصوصية تاريخية أساسا دراسة الروابط المضمونية والمصادر وقضايا أخرى قد يكون الأمر هو تحقيق من صحة النص ويعهد للدراسة التاريخية) ولهذا بالإمكان التجاور ان يكون بدراسة حتى المضامين ويؤكد في نفس الوقت على الكلية والعلاقات والاختلافات المشكلة (التداخل) وهنا يتم التأكيد أيضا عل تحد شبكة العلاقات خضوعا للعمل الفني الخزفي وليس للعنوان ولاحتى أهواء الناقد، مفاهيم التجاور والتداخل عملية (تأويل تحكمها شبكة العلاقات"الفروق" المؤلفة للنص المدروس) التحقق يتركب من جدل زمن مع زمن حاضر يتشكل في جوف الماضي والمستقبل منذور في غياب المفردة وانصهارها في داخل العمل هذا التمايز للروابط هو(نتاج متلاقيات محوري التجاور والاختيار كمحورين يتحقق في تقاطعهما مستوى العمل نفسه) وبدور كل واحد من هذه المفاهيم يسيطر الفكر والقصد، فكل مفردة فنية تمارس دورها بوصفها سياقا لوحدات ابسط في الوقت نفسه في ان تحتل مكان مفردة أخرى وربما هنا يصبح التعقيد أكثر ممكن هذا النشاط عند(ياكوبسون). (هو مايسمى بعلاقات سياقه حضورية في سلسلة من العناصر الموجودة بالفعل أي الحاضرة في الخطاب) هنا الاختيار – الاستبدال – في المفردات تترابط بصورة متجاورة وان كانت فيها نوع من التباين يكون على أساس من مشابهه تتراوح، بين تكافؤ المفردات ونواة مشتركة حدود العملية هنا إمكانية رصد عمل المحورين" التجاوز- والاختيار" وإثرهم في العمل الفني الخزفي نرى ان تحديد لمستويات مفهوم التجاور، يساعدنا على بيان خريطة المركبات التي يتكون منها العمل نفسه هذا التلافي بين الدلالات هو محور اختيار التتابع للمفردات نفسها. مفهوم التجاور ربما يكون غير متناغم خصوصا الذي عمل وفق نظام في "مابعد الحداثة" هنا الدور سيكون في العمل الفني الخزفي تكون المشاعر، هي المؤسسة وقد تغيب عنه نظرا للطبيعية الزمانية والمكانية الضاغطة باستمرار نحو الإنسان، والسجال بين الحداثي ومابعد الحداثي المنظم والمنسق يؤمن بالتجاور .. التجاور فقط فيوافقه لما بعد الحداثي على الوصف الأخير التجاور عمل مع الاثنين مع الحداثة عندما تتجاهل الماضي وتجاور المعاصر ومابعد الحداثة في العيش متجاورين الواحد لصق الآخر ولكن كيف يتم كشف التناسق الكلي التجاور هنا يحتل حيزا مهما في فكرة مابعد الحداثة (إعادة تنظيم للمعرفة الشمولية ورغبة بالتعقيد وتناقض وتنافر قبل للانتظام تعارضات، انقطاعات، فجوات) تتجاور هذه النماذج في اختلاط ساحر وعجيب يكشف أول مايكشف عن تمنى اللحظة الراهنة، وإمكانية التجاور القائم على الاختلاف والذي يعززه الحوار الفني ولا القطعية بل أن التجاور يسمح في ان يكون يتراكم المدلولات الجزئية، والتكوينات التجسيدية بعد ان يضع المفردة تلو الأخرى والصورة تلو الصورة والتصور جوار آخر هذه الكيانات هي ابرز مظاهر لدلالات ومواردها متقاربة من حيث هيمنة العمل نفسه التدارك الاتصالي بين العمل والذهن يبدأ من الصغائر – في مراتب التعقيد، ويجاور البنى ويتعاشق مع المتوالدات هذه الثلاثية أعطت لمفاهيم العمل الفني الخزفي ذو البريق المعدني المظهر السائد المسميات (التجسيدية) غاية هذا التشابك هو صياغة أفكار يحتمل التأويل لأكثر من جهة، وهذا كافيا لان تحقق الغرض بالشراكة مع العمل أو حتى الأفكار من خلال التأويل في لعبة الدلالات في نص العمل تقرا نواتج الدلالات بفعل علامات تجاور بين الأشكال، وعلاقات متداعية أظهرت الترتيب لتلك النواتج على مستوى الوحدة هنا يبدو أن التجاور يعطى مساحات فكرية عامة تسمح بتجاور الدلالة الأخرى وإلا لما قبلت جوارها وإذا لم تقبلها أصبحت العلاقة تضاد،الخاصية المنتجة هو تبلور الدلالة من تعيين المكان ولكن دواخل العمل مخالفة هذه المقاطع المتجاورة تبقى ثبوت الدلالة الرئيسية الاان المكان يعطي تماثل كافي مع بقية الموجودات في النص التأكيد على التجاور المكاني هو عملية إرسال وحدات وربما لم يكن مهما لان التأويل متوقع في استخدام أسلوب،التأكيد مع الوحدات المتكونة بها قبلها التجاور التجاور المكاني الذي يعزز مكانه العمل هناك علاقات تداع فرضت وجودها مع مفهوم التجاور، وهي ناشئة تكميلية تقوم على معطيات مفروضة وجود هذه العلاقة في الناتج الدلالي وهنا أريد أن أتطرق لعملية (التناص) لدورها في الدلالة المقطعية للعمل الفني الخزفي ذو البريق المعدني تبلور الناتج الدلالي من خلال التداعي في بنية العمل وبطريقة معقدة تتوالد وحدات صغرى،وتبقى المحسوسان البصرية غير ذائبة في النص ولكن دلالات العمل تنشأ وفق مفهوم التجاور الذي لازم الصفة والأخبار عن المفردة العلاقة هي ثبوت الصفات واستخدام الحضور المكاني هو مرور عبر رؤية النص الناتجة ضمن استدراكات التنامي المعرفي (لتبرز تجليات ظاهرة التناص فانطلقت من اعتبار أي نص هو متتالية من النصوص وبناء مكون من أنظمة أخرى) قيمة هذه الإحالات هي الاعتماد على الثقافات الخاصة هي عملية إلزام إحضار رموز عملية الاستبدال هنا هي نمط من تجاور العلاقات الداخلية في إطار توالد دلالي قائم على وظائف اللغة الفنية المتعددة ولاسيما نراه دور ايجابي في تحديد الهوية ولا تنحصر دلالة المفردة وفق النمط الاستهلاكي كون المفردة هنا هي المؤشر حتى في التأويل في النص تصل إلى حالة من التهيئة لانجاز العمل في هذه الناحية بموضع التناص يعطي لمفهوم التجاور مؤشرات ثلاثة(المستوى التركيبي، المستوى الصوري، مستوي اللغة) منها يتبلور الناتج الدلالي في هذا النص من السلسلة الدلالية المنسوجة، من الأساليب التركيبية المتنوعة وفي طياتها تبرز دلالات الجمل وما تحوي من أشياء كانت سبب في إسقاطها وتكسرها على النص. علاقات التشابه الشكلي التي ينطلق منها التجاور، في بناء صورة أعطى للتداخل رابطة تجمع بين شيئين جمعا قويا الطريقة هي ليست استدعاء مفردة لغرض التداخل في بعض المواقف والرؤى وتعطى ربما نوع من الانقلاب أو إحلال الشيء مكان شيء آخر هنا الآلية في بناء العمل الفني، وتجسيد الصورة هو الموقف الفكري القائم على إسقاط الحواجز أي أعطاء فرصة للمعنى بإيحاءات ومضامين جديدة تناسب التعبير عن بعض الرؤى والتصورات، هذه الصياغة الجديدة كونت لمفهوم التداخل (ثلاثة مفاهيم مهمة للتركيب البنائي التجاور الاتصالية – الاحتواء في تمثيل العلاقات المكانية للظواهر) المشتركات موجودة مع مفاهيم التجاور أي بمعنى أنها لم تكن في تضاد ولكنها تتقارب بتجاوز الأحداث وبتعاقب المفردات بقدر كاف من أن تميل الواحدة على الأخرى وهذه جملة من المكونات الذاتية، تعطى هي الأخرى خصائص دلالية لمسير العلاقات وتكشف غموض الأشياء من خلال تنوع التفاعلات التي تحدثها البيئة. هنا المقاربات بالثنائيات ضدية ومفاهيم التجاور والتداخل تماثلية تشاكلية من حيث النص الموازي هنا الاعتراف بشرعية الأفكار كانت داخل العمل الفني أيا كان نوعه وعملية الاكتساب هو الاعتماد على العناصر الأساسية، ولكنها بأشكال منفردة لان التجميع بالمفردات يصبح كل واحد له ملامح خاصة (اعترفنا بشرعية الأفكار الموضوعية داخل العمل الفني وبدخولها نسعى لاكتساب بعد جديد عناصر التشكيل الأساسية منفردة وتبرز في مجموعات منفصلة ثم العلاقة ببعضها البعض وفي تداخلها معا) هنا الصورة وفق مفاهيم التجاور والتداخل هي واقعة بصرية لان الوحدات التشكيلية بعناصرها الأولية متنوعة لايمكن أن تدرك إلا ضمن حيز من المفاهيم المشتركة والذي يحتاج إلى إعداد ولهذا السبب هذه الوحدات تحتاج إلى مساحة قادرة على استيعاب مجمل الانفعالات الحادثة بين المفهومين التركيب الثنائي يفترض قبل كل شيء إدراك كلي للموضوع الذي يقدمه العمل الفني، هنا يحسب الفارق الزمني المتوقف في لحظة استيعاب المفاهيم الذي يقدمه التركيب وبالتالي التركيب تداخل مع متوسط الصورة الذي تحول بدوره الى عملية مسح لكل عناصر الموضوع هذه إشارة أولية على طبيعة الوعي لمفاهيم التجاور والتداخل وبالذات حقيقة التداخل، الذي ظل متحفظا بالرغم من حملة صفة المطابقة والمشابهة ويختص بوظيفة مساعدة ولكن هذه المفاهيم عندما ترتبط بالفن تصبح الأكثر جدلا ضمن العناصر التي تتصل عادة بأشكال التعبير الفنية. التداخل يحيل ادراكات في قوالب لم تكن جاهزة وعلى حتى الاعتماد على المحدودية، بل لها القدرة على التدخل في بناء صورة العمل الفني هنا لايكون أسير ميكانيكية مفاهيم أخرى والإلحاق بركب الفن هو الذي يؤسس للقيمة الفنية زخم روحي مع الإحساس، بجماليات وإمكانيات تكون أكثر اقتدار على إثبات حضور إبداعي عندما تقترب تلك المفاهيم من بعضها عملية رصد الأشياء، هي امتياز حقيقي يتعذر الحصول علية بالابتعاد عنها غير ان مسألة المجاورة والمداخلة هي محل مراجعة جوهرية من وجهة الطبيعة الممثلة حيث سعت مناهج النقد الحديث، ومن خلال إسقاطات العمل الفني إلى إخراج العمل الفني الخزفي ذو البريق المعدني وفق تلك المفاهيم والغرض هو التبسيط والبحث عن مدخل جديد لاكتشاف العمل الفني نفسه ضمن الطبيعة المحددة للعلاقة بين الشكل وموضوعة ومن ثم إعادة التعريف للأفكار المفترضة وفق المناهج الجديدة، هذا التمييز بين إدراك مفاهيم التجاور والتداخل يعتمد على مستوى وجودها وبين مستوى إدراكها وفق الدلالة والمعنى العمل الفني هو إشارة صريحة (لان تتصل فيه المفاهيم للتعرف على هذه الواقعة باعتبارها شيئا موجودا خارج الذات عملية مختلفة عن عملية تأويلها وتحديد كامل دلالاتها داخل صرحها الفني). د. محمد العبيدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire