الخزاف الأمريكي ريتشارد نيكتون
د. م العبيدي
28/08/2010
((هناك علامات الترقيم تعامل معها الخزاف على نحو فني يثير فيها مخيلة الملتقي ويعطي نوع من الاستقرار لتجميع عدد من المفردات المشكلة والموجهة لخطاب فيه تعرية للتقنيات واستخدام اللون الاوكسيدى الواحد لهذا العمل مع فرضيات الخزاف في المحافظة على لون خامة الطين ليفعل الخزاف بدوره نوع من التقنية الجديدة))
على مدى السنوات أل 40 الماضية ، وريتشارد نيكتون الخزاف من الولايات المتحدة الأمريكية ، من ولاية كاليفورنيا و ضعت سمعته كفنان يلبي عواطفه الخاصة ، وينقلها في فنون التشكيل وبالتحديد فن الخزف انه يغطي النهج الفنية والجمالية المختلفة التي تستخدم لخلق شخصيته من خلال أعماله الفريدة من نوعها في هذا المجال. وطوال ورشة العمل التقنية بين الأفران ودرجات الحرارة والاكاسيد اللونية ، انه فرصة لمناقشة مختلف الاعتبارات الجمالية ، بما في ذلك : تنسيق الأجهزة التكوينية ، وتغيير والتحول من حيث الشكل والصور ، واختيار الحجم ، وخلق السرد ، وما إلى ذلك. من فن الخزف المعاصر في أمريكا. انه قام مؤخرا 3 أيام من ورشات العمل الفنية في هذا التخصص فكانت فرصة كبيرة للسير في أغوار هذا الفن .
في اليوم الأول من ورشة العمل تألفت من عدة جلسات عمل ، يتم تزويد الطلبة تجارب فريدة من نوعها في العمل التقني ، مما يشكل تحديا لاستكشاف كل أنواع الطين بطرق غير مألوفة وغير متوقعة. يوم واحد حجم الصف 18 فنان يمثلون التخصص ومن كل أنحاء العالم تم اختيارهم وفق أعمالهم المقدمة وبالتالي انضمامهم إلى الورشة.. نرحب جميع المستويات.
في اليومين الثاني والثالث تم عرض العديد من الشرائح والمحاضرات التي يلقيها ريتشارد ، التي تغطي مجموعة واسعة من المعلومات الجمالية والتقنية واستعراض لعدد من أعماله الخزفية التي كانت ضمن تجربته الفنية والعملية ، بما في ذلك : handbuilding ، الصغيرة والكبيرة ، والقوام السطحية وبالتفصيل ، وإجراء التعديلات والتعامل مع هيئة الطين من خلال إضافة مواد خزفية وغير خزفية أي ألوان الطين نفسها ليتعامل بها وفق تقنيات الفخر ، وتقنيات طبقات من الطين والجص صناعة القوالب ، ، وأكثر من ذلك. عن طريق تشجيع المشاركين على التفكير خارج المعايير التقليدية للأستوديو القياسية ، ورشة العمل هذه تهدف إلى توسيع الآفاق الجمالية والتقنية للطلاب من خلال بداية متقدمة ، فضلا عن خبرة الخزاف المهنية.
وهنا وجدت من المهم أن نتناول احد التجارب المهمة في هذا المجال ، من خلال تحليل بعض من أعماله الخزفية
1
تكوين خزفي (( 1)) أنجز عام 1980 يتراوح أبعاده من (30-35سم) يأخذ شكل(البريق) في تجاور الشكل ويتوافق بمفهوم متداخل الشكل الهيكلي العظمي لرأس الإنسان(جمجمة) هذا الاهتمام من قبل الخزاف بالبعد الغير المألوف وجعل مقصديه العمل الخزفي غايته مقترنة بها هي التي سوغت فيما بعد تصاعد الإحساس بجوهر الفن القائم على الغرابة وجعل مخالفة المألوف وانزياح عنه معيارا أو حدا لجمالية الخزفي وهنا بني (شكلو فسكي) بوضوح الآن الموضوع هو خارج دائرة الفن وهو لايدخلها إلا عبر مجاور التعريف وجعله شكلا لانظير له في الواقع وبدا واضح العمل الخزفي يعطى وفق مبدأ التجاور لعملية إدراك مساحة واسعة لأنه يكون غير معقول وفي نفس الوقت يتداخل الإحساس بالمتعة ويجعلها تنطوي بغاية جمالية غير مسبوقة يتم هذا بطرائف وتقنيات لابد من تعريتها والتعبير بها. فالتعريب المجاور للفنان يعبر استجابة الشكل القرائي ، أي قراءة العمل الفني من حافاته وخوارجه يترتب على هذا المنجز الخزفي هو أن يتجمع بحركة فعل الخزاف لحافة الطين واقتصر استدعائها على لونيني(الأسود+ الذهب الأصفر) هذا البناء وفق هذا المعيار يجاور فيها المدركات والأفعال إلى الوصف (المغترب ) أو غير المألوف هو الغير محدد وقائم على أسس مفتوحة لتراكم تقنية الخزف وفق احدث ضغوط للعالم التقني ولنهائيته واندماجه للأسلوب الذي غالبا مايؤشر على طبيعة الإدراك بالوعي ومنظور الأسلوب الجمالي عبر وسائل الخزاف الخاصة والخاضعة لإمكانات التجريب المفتوحة المكشوفة والسريعة، في إعدادها التقني والمألوفة عند اغلب الخزافين، ومن ثم مناقشة مختلف الاعتبارات الجمالية بما في ذلك تنسيق الاكاسيد وأجهزة الإعداد للخامات المشكلة والمبنية على تغير وتحول الشكل واختيار الحجم ومن ثم خلق تقريب معلن في عمل الخزاف لاي عمل فني . غير إن لاحت بالنظر إلى أن الخزاف (( نيكتون)) يجري على هيئة الطين ضمن تقنية صناعة القوالب لم تكن متعارف عليها بمعناها العملي الخاضع إلى حسابات رياضية وهذا احد المعايير المتداخلة في معيار التقليدية للعمل الفخاري هذا أيضا يبقى الخزاف إلى أن يجاور في أعماله الكثير من المفردات مع بعضها البعض وتوزيعها بشكل يتناسق مع أفكاره وبثها بشكل تفصيلي على القطعة الخزفية(( 1)) المجاورة لفكرة التغريب.
2
تكوين خزفي((2)) أنجزه الخزاف عام 1980 يتراوح أبعاده مابين الارتفاع 25سم في محيط العمل 40سم تتخلص فرصة العمل في التعامل مع الشكل المكعب (النرد ) بالعلامات الاشارية لحالة الشكل الهندسي بفعل تلك العلامات يعطي الإذن و الخروج من تقليد المكعب وسكونيته إلى عامل حركي كان عاجزا الشكل الهندسي عن توصيل أي شكل للكثير من أعماله عدا العمل الخزفي ( النرد) هنا علامات الترقيم تعامل معها الخزاف على نحو فني يشير مخيلة الملتقي ويعطي نوع من الاستقرار لتجميع عدد من المفردات المشكلة والموجهة لخطاب فيه تعرية للتقنيات واستخدام اللون الاوكسيدى الواحد لهذا العمل مع فرضيات الخزاف في المحافظة على لون خامة الطين ليفعل الخزاف بدوره نوع من التقنية الجديدة هو نوع تقني آخر مع حافة اللون كان جديدا مستخدما في هذه الورشة ليجعل اللون لخامة الطين كما هو وغير مؤثر به لا بفعل حرارة الفخر ولا بفعل احتراق الألوان الاوكسيدية. هذا الترويج في الأمر يعكس هدية الفنان الاعتراض ومن خلال استدعاءه( نرد) موضوعة التمثيل لجوهر المفهوم وينتزع على هذا الأساس فكرة مزدوجة لمفهوم التجاور والتداخل والتي سمحت بالتعرف على الأشياء والمدركات والموضوعات ذاتها الذي قام (( نيكتون)) بتغريب المفردة وكسر واقعها إزاء تشكيلات الفنان إبريق خزفي والنرد والقلب إضافة صفة للمألوف في دائرة غير مألوفة تتعامل مع الأشياء بحيث تفقد الأشياء المألوفة لدينا واقعيتها وتشير فيها الدهشة والتساؤل وهذا بالإمكان يحتل مكانا يعوض فيه الإمكانية المعروفة للتعامل مع خامة الطين، وبفعل الوعي التقني، سيكون الإدراك والفعل وهذا ربما يتفوق في بينة التجاور والتوافق مع إمكانية الخزاف في إعطاء فرصة لعناصر بصرية عديدة لجأ إليها الخزاف في أعماله الخزفية لعبة الفراغ والمساحة، والتعامل مع مفردات مألوفة ونقلها إلى دائرة تبتعد عن المألوف كثيرا. تتضح من خلال التكرار في كثير من أعماله الخزفية التشكيلية التي نلاحظها على مستويي: الصياغة الفكرية والتشكيل التقني ، ولذلك فالثبات والحركة في ثنائية المألوف وغير المألوف على نحو ما يولدان التركيب لمفردات لم تكن في حسابات المتلقي ، كون محور التركيب فيشير إلى أن لظاهرة العمل الخزفي التشكيلي له عناصر متتالية تتداخل معاً كما في تقسيم ألوان خامة الطين وعدم استدعاء أي ألوان أخرى ، والذي يحمل العمل طاقات لونية أخرى ، غير مبررة.
وختاماً نستطيع القول إنه يقدم تشكيل بصري يحمل قصدية المبدع، ويثير المتلقي، حيث يتم تفسيره من قبل كل متلق وفقاً لثقافته ووعيه ودرجة تخيله، وكلما تواجد متلقون متعددون فهذا يعني تحقق الاتصال بين المتلقي والعمل الخزفي . وهو الهدف الأساس لورشته ، وتعتبر أعماله تواجدا حياً بتواجد متلقين كثر، معروفين ومتجددين في كل زمان ومكان ينتجون أعمال خزفية جديدة غير مطروقة . ومن ثم فجمالية أعماله الخزفية التشكيلية تخضع لسلطان الذوق القائم على متعة المشاهدة بين الخزاف والمتلقي .
د. محمد العبيدي