الناقد التونسي عمر الغدامسي
عراف يتكهن باحوال الفن و التشكيل في سنة 2010
ما تخفيه الكواكب والنجوم في سنة 2010
عمر الغدامسي
ونحن نستقبل سنة ادارية جديدة، نتمناها مليئة بالنجاحات والتألقات للجميع.قلنا وكما فعلنا في نهاية السنة الادارية المنقضية،وضمن هذا العمود بالذات .لماذا لا نقصد احد العرافين،عله يخبرنا عمّا تخفيه النجوم للفن والتشكيليين خلال سنة 2010.عملية البحث لم تكن سهلة ذلك ان كل العرافين والمنجمين عبروا لنا عن كامل عجزهم على افادتنا بأي شيء ،ذلك لانعدام درايتهم بالنجوم والكواكب المتحكمة في هذا الفن التشكيلي.الامر زاد تعقدا عندما لم ننجح في العثور على العراف الذي اتصلنا به في نهاية السنة الفارطة،كل الاشاعات تقول انه اختفى وهو يحاول تعزيم سفينة متجهة الى مثلث برمودا اشاعات اخرى قالت بأنه لم يختف بسبب مثلث برمودا بل لانه تكشف على النجوم والكواكب المتحكمة في الفن التشكيلي عندنا.وهي وكما ذكر لنا المدافعون عن هذا الموقف، نجوم مغلقة باحكام وكواكبها محاطة بافخاخ تماثل تلك التي كان يأتي بها الفراعنة لحماية كنوز اهراماتهم من المتطفلين واللصوص.من جهتنا عملنا على تفنيد هذه الاشاعة مرددين:هذا فن لا يغني ولا يسمن من جوع وهو لايعني الا المجانين واليائسين والحالمين.
بحول الله ورعايته نجحنا وقبل ان تغير النجوم والكواكب مواقعها باتجاه السنة الجديدة، نجحنا في العثور على عراف ملم وخبير.
فهو طالب سابق في الفنون الجميلة خير الانقطاع عن دراسة الفن وخوض غمار الدراسة الاكاديمية لعلوم التنجيم والفلك باعتى المعاهد العليا ببلجيكا ثم بأنقلترا،ووفق نص سيرته الذاتية فان تحصيله القليل في مجال الفنون الجميلة،لم يجعله ينقطع عن عالم الفن، سواء باقتناء الاعمال وزيارة المعارض او من خلال تلك العلاقات التي تربطه بالفنانين وبعضهم من حرفائه، يقصدونه خاصة لمعرفة الطالع قبل كل معرض ينظمونه او للتعزيم على قماشاتهم قبل البدء في تلوينها.
استقبلنا هذا العزام بمكتبه، مؤكدا لنا بأن سنة 2010 ستشهد تحولات استثنائية وعميقة في مجال الفن، كيف ذلك؟ سألناه.حسنا،ردد وهو يتأمل في بعض الاوراق المليئة بالعلامات والكتابات الملغزة.ثم قال لنا: انتم تعلمون ان نهاية سنة 2009، شهدت اهتماما كبيرا بمسألة الاثار المسروقة، ونجاح الامن في كشفها واماطة اللثام عنها.وفي بداية السنة الجديدة، سيتم اقرار اجراء عملية جرد ضخمة لكل الممتلكات الاثرية،بما فيها تلك المحفوظة في مخازن المتاحف وحتى لدى الخواص.وهذا سيخلق ما سيسمى بحمى الجرد،ليشمل الاعمال الفنية المقتناة والمحفوظة في المخازن وفي الادارات والمؤسسات العمومية. الامر لا يقف عند هذا الحد البسيط ذلك ان مفاجأة كبرى ستحدث، اكتشاف مذهل.فبعد عملية الجرد، ستتم مراجعة القائمات التقريبية وغير المحينة، ليكتشف الجميع وجود مئات من اللوحات والمحفورات والمنحوتات التي لم يتم ترسيمها في قائمات وان اغلب تلك اللوحات خاصة تساوي ملايين الدينارات.الغريب ان لا احد يعلم كيف الحقت تلك اللوحات، ولا وثائق تثبت كيفية دمجها ضمن المقتنيات العامة.لوحات مجهولة لجيل الرواد والمستشرقين.
بعض اللوحات لروبتزوف ترى لأول مرة،وقد قدم احد اثرياء مدينة بيترسبورغ.مسقط رأس روبتزوف،مبلغا خياليا لاقتنائها وعندما رفض طلبه، قامت حملة معادية بروسيا غذى نيرانها المتطرفون،وكاد الامر يتسبب في ازمة ديبلوماسية،لكن الامر تم تجاوزه، بفضل الحكمة وعدم التشنج، وتمت تسوية الامر بتنظيم معرض ضخم بأكبر متحف بروسيا،لاعمال روبتزوف ولأعمال فنانين تونسيين من مختلف الاجيال.هذا وقد تكفل الثري الروسي بدفع تكاليف التأمين على الأعمال والتي كانت باهظة،خاصة وانه كان هناك خوف من ان تتعرض تلك الاعمال لاعتداءات القوميين المتطرفين الروس.
صمت العراف ثم اردف، لا يمكنكم تصور الفائدة الاستثنائية التي ستحصل من وراء كل ذلك للفن التونسي، خاصة وان القنوات الفضائية وكبريات الصحف اهتمت بالموضوع ونشرت ملفات عن الفن التونسي.احدى اكبر المجلات المختصة، ستنشر في صفحتها الاولى لوحة لفنان شاب تونسي وقد كتب تحتها وبالخط العريض:« لوحات روبتزوف تخفي كنزا نجهله عن الغرب».سألنا العراف عن هوية الفنان الشاب الذي نشرت المجلة صورة احد اعماله على الغلاف فذكر بأن ذلك ليس مهما، لاننا سنجد داخل العدد صور اعمال واسماء فنانين عديدين،بعضهم من الشباب ومن الاجيال السابقة.
سألنا العراف.عما اذا كانت سنة 2010 ستخفي اخبارا واحداثا هامة للفن التشكيلي بتونس، فأجابنا بعد انغماس وصمت قال لنا سيحدث امر جلل لاحد الدكاترة والمعنيين بالنقد ممن يتهمونه خصومه غيرة وادعاء بأنه مشعوذ ومجرد متلاعب بالمعاني الفلسفية يرضخها ويغمّسها ويعجنها وهي في يديه كالهلام. صمت العرّاف ثم قال طبعا هذا ما يقال عنه. وهذا ابعد ما يكون عن الشعوذة التي يتهمنا بها نحن بعض الناس. ذلك ان في الشعوذة سحرا للألباب لنقل انها فن شعر العرّاف بأنه جانب جوهر الموضوع. فردد متلعثما ، هذا الناقد الجامعي سيتقاسم مجد الشهرة مع احد الاثرياء العرب... سألناه هل ان هذا الثري العربي فنان مادام صاحبنا جامعي ناقد. لا اجابنا العرّاف بل ان هذا الثري العربي لا يعرف اصلا هذا الناقد ولم يحصل وان التقاه كل ما في الامر ان هذا الثري مغرم بالحمام التركي ويمتلك واحدا في بيته، ولانه في بيئة صحراوية. فان ثمن الحطب هناك مرتفع، هو كان يؤمن ذلك بشحنات من الخارج. لكن عملته البنغلاديشيين كانوا يتصرفون في ذلك الخشب. وفي المقابل كانوا يطعمون الفرن بفضلات الاقمشة وما شابهها من المواد القابلة للاحتراق وصل الخبر الى الثري فقام بتوقيف عملته.
حسنا سألنا عرّافنا وما علاقة عمل هذه الاحداث بالناقد الجامعي صبرا، قال لنا مبتسما فلا أحد يعرف كيث تحبك الأقدار الاطوار قلنا ان العملة تم توقيفهم ثم تم تسليمهم للعدالة بتهمة سرقة الخشب وخيانة مؤتمن والغش خلال المحاكمة تفاعلت القضية وتدخلت عدة اطراف بما فيها سفارة بنغلاديش ولأسباب انسانية تنازل الثري عن القضية. فكافأته سفارة بنغلاديش ودولتها بهدية رمزية تمثلت في فيل. فرح الثري بالهدية وازدانت حديقة قصره بالفيل واصبح الاخير صديقه الحميم، يلاعبه ويهتم بامره ويدلله حتى انه كان يأتيه بأسطل مليئة بالألوان وبقماشات كبيرة. لينظر الى الفيل وهو يرسم بخرطومه. الثري وبعد حادثة حمامه التركي، اصبح أكثر تيقظا في مراقبة عملته المكلفين، بالفرن وتطعيمه بالأخشاب دون سواها. خلال احدى زياراته الفجئية لعملة الفرن، صحبة الفيل الذي لم يعد يفارقه، كان في احد أركان الفرن كومة من الكتب التي كان العملة البنغلاديشيون يستعملونها لتطعيم الفرن، وضع الشيخ الثري يده على احد تلك الكتب وقرأ عنوانه «اشغال الندوة النقدية في فن التشكيل العربي» فتح الكتاب واخذ يتصفح عناوينه وفقراته، توقف عند أحد النصوص وبدأ في قراءتها شعر بالعجز على الفهم وهو الحافظ على ظهر قلب لكل المعلقات ولدواوين المتنبى وعروة ابن الورد وحتى نزار قباني. توقف امام كلمات ومعاني بدت له غريبة... انقلاب العين... مقبولية مستحدثة... كنه اللامتناهي... خبرة الانقسام وكلمات وتوليدات لغوية بدت له اشبه تلغيزا بخريطة جزيرة الكنز. بعد ايام من هذا الحادث. وعندما كان الشيخ الثري يراقب فيله وهو يلون ويبعثر بخرطومه على القماشة صاح فيه الثري: يا فيلي العزيز لقد وجدت لك ناقدا.
لم يكن من السهل على الشيخ الثري الوصول الى هذا الناقد الجامعي خاصة وانه سلك الطريق الخاطئ حيث انه اتصل بفنان رسام تونسي يعرفه وسأله عن عنوانه غير ان هذا الفنان انكر أصلا علمه بوجود ناقد يحمل هذا الاسم. باختصار يقول عرافنا نجح الشيخ الثري في الوصول الى الناقد واثمر النقاش بينهما معرضا حول تلك الاعمال وسيكون النص النقدي والذي سيضفي على الناقد الجامعي شهرة كونية وعالمية: «المعقولية الغريزية ضمن البؤرة الخرطومية في الفن المستقبلي».سألنا العراف عما اذا كانت السنة الجديدة ستحمل احداثا مهمة اضافية فابتسم وأشار الى ساعته مرددا ان الكواكب والنجوم ذهبت في اللحظة لتنام الا ترون بزوغ الشمس.... شمس النهار ليس أكثر فلا تطمعوا
ما تخفيه الكواكب والنجوم في سنة 2010
عمر الغدامسي
ونحن نستقبل سنة ادارية جديدة، نتمناها مليئة بالنجاحات والتألقات للجميع.قلنا وكما فعلنا في نهاية السنة الادارية المنقضية،وضمن هذا العمود بالذات .لماذا لا نقصد احد العرافين،عله يخبرنا عمّا تخفيه النجوم للفن والتشكيليين خلال سنة 2010.عملية البحث لم تكن سهلة ذلك ان كل العرافين والمنجمين عبروا لنا عن كامل عجزهم على افادتنا بأي شيء ،ذلك لانعدام درايتهم بالنجوم والكواكب المتحكمة في هذا الفن التشكيلي.الامر زاد تعقدا عندما لم ننجح في العثور على العراف الذي اتصلنا به في نهاية السنة الفارطة،كل الاشاعات تقول انه اختفى وهو يحاول تعزيم سفينة متجهة الى مثلث برمودا اشاعات اخرى قالت بأنه لم يختف بسبب مثلث برمودا بل لانه تكشف على النجوم والكواكب المتحكمة في الفن التشكيلي عندنا.وهي وكما ذكر لنا المدافعون عن هذا الموقف، نجوم مغلقة باحكام وكواكبها محاطة بافخاخ تماثل تلك التي كان يأتي بها الفراعنة لحماية كنوز اهراماتهم من المتطفلين واللصوص.من جهتنا عملنا على تفنيد هذه الاشاعة مرددين:هذا فن لا يغني ولا يسمن من جوع وهو لايعني الا المجانين واليائسين والحالمين.
بحول الله ورعايته نجحنا وقبل ان تغير النجوم والكواكب مواقعها باتجاه السنة الجديدة، نجحنا في العثور على عراف ملم وخبير.
فهو طالب سابق في الفنون الجميلة خير الانقطاع عن دراسة الفن وخوض غمار الدراسة الاكاديمية لعلوم التنجيم والفلك باعتى المعاهد العليا ببلجيكا ثم بأنقلترا،ووفق نص سيرته الذاتية فان تحصيله القليل في مجال الفنون الجميلة،لم يجعله ينقطع عن عالم الفن، سواء باقتناء الاعمال وزيارة المعارض او من خلال تلك العلاقات التي تربطه بالفنانين وبعضهم من حرفائه، يقصدونه خاصة لمعرفة الطالع قبل كل معرض ينظمونه او للتعزيم على قماشاتهم قبل البدء في تلوينها.
استقبلنا هذا العزام بمكتبه، مؤكدا لنا بأن سنة 2010 ستشهد تحولات استثنائية وعميقة في مجال الفن، كيف ذلك؟ سألناه.حسنا،ردد وهو يتأمل في بعض الاوراق المليئة بالعلامات والكتابات الملغزة.ثم قال لنا: انتم تعلمون ان نهاية سنة 2009، شهدت اهتماما كبيرا بمسألة الاثار المسروقة، ونجاح الامن في كشفها واماطة اللثام عنها.وفي بداية السنة الجديدة، سيتم اقرار اجراء عملية جرد ضخمة لكل الممتلكات الاثرية،بما فيها تلك المحفوظة في مخازن المتاحف وحتى لدى الخواص.وهذا سيخلق ما سيسمى بحمى الجرد،ليشمل الاعمال الفنية المقتناة والمحفوظة في المخازن وفي الادارات والمؤسسات العمومية. الامر لا يقف عند هذا الحد البسيط ذلك ان مفاجأة كبرى ستحدث، اكتشاف مذهل.فبعد عملية الجرد، ستتم مراجعة القائمات التقريبية وغير المحينة، ليكتشف الجميع وجود مئات من اللوحات والمحفورات والمنحوتات التي لم يتم ترسيمها في قائمات وان اغلب تلك اللوحات خاصة تساوي ملايين الدينارات.الغريب ان لا احد يعلم كيف الحقت تلك اللوحات، ولا وثائق تثبت كيفية دمجها ضمن المقتنيات العامة.لوحات مجهولة لجيل الرواد والمستشرقين.
بعض اللوحات لروبتزوف ترى لأول مرة،وقد قدم احد اثرياء مدينة بيترسبورغ.مسقط رأس روبتزوف،مبلغا خياليا لاقتنائها وعندما رفض طلبه، قامت حملة معادية بروسيا غذى نيرانها المتطرفون،وكاد الامر يتسبب في ازمة ديبلوماسية،لكن الامر تم تجاوزه، بفضل الحكمة وعدم التشنج، وتمت تسوية الامر بتنظيم معرض ضخم بأكبر متحف بروسيا،لاعمال روبتزوف ولأعمال فنانين تونسيين من مختلف الاجيال.هذا وقد تكفل الثري الروسي بدفع تكاليف التأمين على الأعمال والتي كانت باهظة،خاصة وانه كان هناك خوف من ان تتعرض تلك الاعمال لاعتداءات القوميين المتطرفين الروس.
صمت العراف ثم اردف، لا يمكنكم تصور الفائدة الاستثنائية التي ستحصل من وراء كل ذلك للفن التونسي، خاصة وان القنوات الفضائية وكبريات الصحف اهتمت بالموضوع ونشرت ملفات عن الفن التونسي.احدى اكبر المجلات المختصة، ستنشر في صفحتها الاولى لوحة لفنان شاب تونسي وقد كتب تحتها وبالخط العريض:« لوحات روبتزوف تخفي كنزا نجهله عن الغرب».سألنا العراف عن هوية الفنان الشاب الذي نشرت المجلة صورة احد اعماله على الغلاف فذكر بأن ذلك ليس مهما، لاننا سنجد داخل العدد صور اعمال واسماء فنانين عديدين،بعضهم من الشباب ومن الاجيال السابقة.
سألنا العراف.عما اذا كانت سنة 2010 ستخفي اخبارا واحداثا هامة للفن التشكيلي بتونس، فأجابنا بعد انغماس وصمت قال لنا سيحدث امر جلل لاحد الدكاترة والمعنيين بالنقد ممن يتهمونه خصومه غيرة وادعاء بأنه مشعوذ ومجرد متلاعب بالمعاني الفلسفية يرضخها ويغمّسها ويعجنها وهي في يديه كالهلام. صمت العرّاف ثم قال طبعا هذا ما يقال عنه. وهذا ابعد ما يكون عن الشعوذة التي يتهمنا بها نحن بعض الناس. ذلك ان في الشعوذة سحرا للألباب لنقل انها فن شعر العرّاف بأنه جانب جوهر الموضوع. فردد متلعثما ، هذا الناقد الجامعي سيتقاسم مجد الشهرة مع احد الاثرياء العرب... سألناه هل ان هذا الثري العربي فنان مادام صاحبنا جامعي ناقد. لا اجابنا العرّاف بل ان هذا الثري العربي لا يعرف اصلا هذا الناقد ولم يحصل وان التقاه كل ما في الامر ان هذا الثري مغرم بالحمام التركي ويمتلك واحدا في بيته، ولانه في بيئة صحراوية. فان ثمن الحطب هناك مرتفع، هو كان يؤمن ذلك بشحنات من الخارج. لكن عملته البنغلاديشيين كانوا يتصرفون في ذلك الخشب. وفي المقابل كانوا يطعمون الفرن بفضلات الاقمشة وما شابهها من المواد القابلة للاحتراق وصل الخبر الى الثري فقام بتوقيف عملته.
حسنا سألنا عرّافنا وما علاقة عمل هذه الاحداث بالناقد الجامعي صبرا، قال لنا مبتسما فلا أحد يعرف كيث تحبك الأقدار الاطوار قلنا ان العملة تم توقيفهم ثم تم تسليمهم للعدالة بتهمة سرقة الخشب وخيانة مؤتمن والغش خلال المحاكمة تفاعلت القضية وتدخلت عدة اطراف بما فيها سفارة بنغلاديش ولأسباب انسانية تنازل الثري عن القضية. فكافأته سفارة بنغلاديش ودولتها بهدية رمزية تمثلت في فيل. فرح الثري بالهدية وازدانت حديقة قصره بالفيل واصبح الاخير صديقه الحميم، يلاعبه ويهتم بامره ويدلله حتى انه كان يأتيه بأسطل مليئة بالألوان وبقماشات كبيرة. لينظر الى الفيل وهو يرسم بخرطومه. الثري وبعد حادثة حمامه التركي، اصبح أكثر تيقظا في مراقبة عملته المكلفين، بالفرن وتطعيمه بالأخشاب دون سواها. خلال احدى زياراته الفجئية لعملة الفرن، صحبة الفيل الذي لم يعد يفارقه، كان في احد أركان الفرن كومة من الكتب التي كان العملة البنغلاديشيون يستعملونها لتطعيم الفرن، وضع الشيخ الثري يده على احد تلك الكتب وقرأ عنوانه «اشغال الندوة النقدية في فن التشكيل العربي» فتح الكتاب واخذ يتصفح عناوينه وفقراته، توقف عند أحد النصوص وبدأ في قراءتها شعر بالعجز على الفهم وهو الحافظ على ظهر قلب لكل المعلقات ولدواوين المتنبى وعروة ابن الورد وحتى نزار قباني. توقف امام كلمات ومعاني بدت له غريبة... انقلاب العين... مقبولية مستحدثة... كنه اللامتناهي... خبرة الانقسام وكلمات وتوليدات لغوية بدت له اشبه تلغيزا بخريطة جزيرة الكنز. بعد ايام من هذا الحادث. وعندما كان الشيخ الثري يراقب فيله وهو يلون ويبعثر بخرطومه على القماشة صاح فيه الثري: يا فيلي العزيز لقد وجدت لك ناقدا.
لم يكن من السهل على الشيخ الثري الوصول الى هذا الناقد الجامعي خاصة وانه سلك الطريق الخاطئ حيث انه اتصل بفنان رسام تونسي يعرفه وسأله عن عنوانه غير ان هذا الفنان انكر أصلا علمه بوجود ناقد يحمل هذا الاسم. باختصار يقول عرافنا نجح الشيخ الثري في الوصول الى الناقد واثمر النقاش بينهما معرضا حول تلك الاعمال وسيكون النص النقدي والذي سيضفي على الناقد الجامعي شهرة كونية وعالمية: «المعقولية الغريزية ضمن البؤرة الخرطومية في الفن المستقبلي».سألنا العراف عما اذا كانت السنة الجديدة ستحمل احداثا مهمة اضافية فابتسم وأشار الى ساعته مرددا ان الكواكب والنجوم ذهبت في اللحظة لتنام الا ترون بزوغ الشمس.... شمس النهار ليس أكثر فلا تطمعوا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire