www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

mardi 22 décembre 2009

الرسم على الروح / هيام الفرشيشي





عملها كمعلمة رقص لم يخمد عشقها للفن التشكيلي إذ تهوى "هدى" الرسم وتتمتع بمشاهدة اللوحات في المعارض والمجلات .
وتقرأ كل ما يكتبه النقاد عن مدارس هذا الفن وتجاربه، وغالبا ما تعود إلى اللوحة الخالدة: " الموناليزا " بابتسامتها المخادعة، لوحة "بيكاسو": " امرأة مكتوفة اليدين" تجلس على طريقة "بوذا" وتقرأ السر الدفين .

كانت تمج العنف وتميل إلى الرسومات الناقدة، قد تكون سلسلة لوحات ل"هوغارت" ذلك الأنجليزي المصور للهو، لوحات تعج بالمشاهد الناطقة، ترسم الفساد وتهتك خبث البشر . لوحات ساخرة لا تقل قيمة عن كتابات "برنارد شو" اللاذعة . فيكفي الرسام أن يضفي ابتسامة على هذا العالم . وينظر إليه مكتوف اليدين في جلسة صامتة .

تتابع هذه الأيام ما تكتبه الصحف عن الرسام "جمال الصافي"، صاحب الألوان المغامرة والمشاهد المتحركة والتشكيل الضاج بالعنف . لم لا تزور مرسمه ؟ هذه فرصة اكتشافه من جديد والتوغل في عوالمه، فالحياة تتسع لعوالم غير تلك التي نعيشها !

طفقت تستعيد رواية ذلك الشاب المغامر" ستيورات كوندللي" الذي قرأت عنه في إحدى المجلات، "لقد صمم على جلب الزمرد من قبيلة متوحشة لا تبارك إلا المجانين" ! الجمال كالزمرد كامن في أراض خطرة .. يكفي" كوندللي" أن يرقص ويضحك ويغني ويرسم على وجهه تعابير البلاهة، ويحول حركاته إلى قفزات مجنونة !

في الطريق إلى المرسم طفقت تنظر إلى السماء بنظرة ساذجة تخفي توقعها لخطر ما . ولكن في ذاكرتها صورة "بوير تونابو" تلك القرية القابعة ب "الاكوادور" التي مر منها "كوندللي"، ذلك الشاب لم يكن مجنونا حقا ولكن حلمه بالحصول على الزمرد بدا ملحا ! فقد قطع النهر وبيده مزمار من الخيزران وفي حنجرته أصوات ساخرة مغناة بأحلام تحدق نحو المجهول .

أيقنت أنها وصلت إلى المكان المنشود غير بعيد عن البحر . فقد تراءى البحر عن بعد مبتهجا . الطقس خريفي لكن السماء لم تكن كئيبة بل موشحة بغيوم قطنية خففت من حدة الون الرمادي . استرسلت قطرات الرذاذ برفق فبللت شعرها ووجهها . بدت السماء لوحة متحركة سرعان ما اكتست ألوانا زرقاء باعدت الغيوم وأرسلت الضياء ... البحر لم يكن صاخبا تماما لكن أمواجه كانت تندفع بحرية محدثة إيقاعا عند ارتطامها بالرمل ... حركها مشهد الأمواج المتدافعة، لترتد تاركة أصداءها . هزها شوق لمعانقة هذه الأمواج والإبحار في أعماقها، لكن المطر تساقط على شعرها، فتخلصت من الذهول الذي انتابها جراء مراقبة الطبيعة الجذابة وأسرعت السير رغم ثقل خطاها على الرمل .

قرب المرسم ثمة فريق سينمائي، يحمل أفراده ملامحا آسيوية غالبة تطبع وجوها حازمة منغلقة تطفح بصورة الشرق الاقصى . يطلب المخرج من الممثلة بعبارات أنجليزية ذات لكنة هندية أن تغطي وجهها تعابير السذاجة، وأن تنبعث من عينيها نظرة بلهاء، أما الشاب الذي يطلب منه تصنع دور المخادع فدعاه إلى النظر إليها بخشوع وكأنه يصغي إلى تراتيل الآلهة .. جلسته الرصينة أعادت إلى هدى صورة "بوذا" المتأمل منذ قرون في نفس الهيئة .. رددت بين طياتها وهي تهم بالدخول إلى المرسم: من نقطة السذاجة تدخل بطلة الفلم إلى قبيلة متوحشة ك"كوندللي" .

كان المرسم أشبه ما يكون بقلعة أثرية، ذا شكل دائري، أقرب إلى "القبة المبنية من الحجارة الضخمة"، وفرش بلاطه فسيفساء عليها حيوانات ونسور وطيور . "الشبابيك كبيرة من الخشب المزخرف بها فتحات تتسلل منها نسمات هواء البحر الرطب، أما الأعمدة القائمة الحراس فقد كانت تشد السقف كما لو كانت تباعد بينه وبين الأرض ." انتشرت الرطوبة في المرسم وتراءت الجداريات وقد رسمت عليها تماثيل وأشكال هندسية غريبة كما لو أن "كل الحضارات قد مرت من هنا" وتركت بصماتها على الجدران .

رسوم اللوحات تنضح بالعنف، على إحداها رجل يقطع رقبة الآخر بسيفه، الثانية تصور نمرا يفترس رجلا زائغ النظرات . واجهتها اللوحة الثالثة بوجه شاب حاد النظرات، دقيق القسمات، تغطي لحية كثيفة نصف وجهه، أسمر اللون . كان يلبس ملابس فضفاضة ذكرتها ب"هندود الراجبوت القدامي المنحدرين من آل غورخاس" في النيبال . وتراءى لها الشاب في صورة مهراجا يروض الفهد المكشر . كان شكل السيف في اللوحة يختلف عن" السكين المعقوف النصل" عند "آل غورخاس" . شعرت بحاجة لبعض الهدوء ولكن يبدو أنها دخلت طريقا مجهول النهاية . استحالت مشاهد اللوحات إلى كوابيس تعصف برأسها . انبرت تلك المناظر المزعجة أشباحا ماانفكت تمتد وتتطاول عبر غياهب الوهم، ثم أخذت تهتز في رغبة مسعورة . أشاحت بوجهها عن اللوحات، فلم تعد ترى فيها سوى أحاسيس حادة تخزها، وتبخر كل ما قرأته عن الانطباعية والرمزية والتكعيبية . الأشكال تمثلت كوجوه تنظر لها بشراسة، وأجساد متوثبة تريد الانقضاض عليها ! فقد تعمد الرسام "إحداث الخدوش على سطح لوحاته ليصدم المشاهد" بصوره المرعبة وألونه الحادة، و"بتلطيخ اللوحات باللون الأسود مما حال دون انسياب أحاسيسها" .

غابت عن ذهنها قوانين الترابط والتجاور والتراكب وحل محلها قانون متوحش ... إنها تتوه في لوحة نفسها الغامضة، تحاول تصميم رقصة صاخبة على الايقاع المتسارع لموسيقى" جون ميشال جار" الذي يحاكي ارتطام الأمواج الصاخبة على الصخور المدببة ... في ذلك الايقاع الغامض راودها الشعور بالرهبة وهي تتوقع أن تشاهد بطلة الفلم ضالة في الأزقة المظلمة كما القطة الباحثة عن عظام، وتدور حولها قطط ذات رؤوس كبيرة وعيون براقة .

يدخل جماعة التصوير بتجهيزاتهم وآلات التصوير إلى المرسم، يتقدمهم المخرج، يتحدث إلى الرسام الذي كف عن تلوين لوحته، ثم يطلب من تقني الإضاءة إطفاء النور الكهربائي ليعكس الضوء الصناعي على لوحة النمر المفترس، ويعكس التمويج عند التقاط الصورة عن قرب، أما تقني الصوت فقد كان يركب الصوت السيكولوجي على المشهد: بدا كصوت العاصفة المنبعث من جوف الروح، في حين انشغل المخرج بترتيب مشاهد اللوحات المعروضة، فيخرج النمر من اللوحة في خدعة سينمائية ويلتهم البطلة . في تلك اللحظة تعلو صرخاتها بين أرجاء المرسم، يضاء النور الكهربائي وترصد الكاميرا بقايا لهيكل بشري ... إثر ذلك يطلب المخرج من الرسام أن يضع على وجهه القناع المنحوت من الخشب، ويصحبه إلى خارج المرسم رفقة فريق التصوير حيث كهف صنعه مهندسو الديكور .

شرح المخرج له موضحا: ـ أنت الآن أمام " كهف هندي قديم في حيدر أباد"، "الرسومات التي وجدت عليه هي محاكاة للطقوس الهندية القديمة" . ستخرج من الكهف كدرويش ورع، وتوقد نارا ثم ترمي داخلها بقايا هيكل الفتاة وترقص على ايقاع صوت الطبل، في حين لا تحرقك النار المباركة وأنت تمرر عصا غليظة بها شرارات اللهب على لسانك وكتفيك وصدرك .

شعرت "هدى" أنها داخل متاهة لا تعرف حدودها: هل هي في حلم أم في واقع فقد ثباته ؟ هل كانت في مرسم أم في أستوديو تصوير .. كيف استحال الرسام إلى ممثل بارع يتقن الخداع البصري وهو يؤدي تعليمات المخرج بدقة ؟ أما ذلك المخرج الهندي فقد كان أكثر جنونا من الرسام، فقد بدا كإلاه يلهم الرسام لغة الغيب:

ـ حاول أن تتقمص دور "جلجامش" قبل آداء الطقوس ! نازل النمر ذلك الوحش الأرضي ! حينها ستنتشي على ايقاع رقصة الروح إلى حين انطفاء النار، وتأخذ مزمارك القصبي لتعزف سر إعادة خلق الروح، فتبعث الفتاة من جديد على شكل كوبرا مقدسة ترقص على نغمات المزمار ...

لم يكن ذلك صوت المخرج حتما بل صوت "هدى" المنبلج من المتاهة وهي تتخيل عودة "آل غورخاس" إلى الهند القديمة .

لم ينتبه الرسام المنهمك في تلوين لوحته إلى أثر لوحاتها على روحها ... غادرت المرسم، تأملت أشعة الشمس الحمراء المنتشرة على أمواج البحر المتلاطمة والبجع الوحشي وهو يفتح أجنحته . في تلك اللوحة الخلاقة عاد إلى اللون توازنه وهي ترقص مع البجعات رقصة الانسياب .

Aucun commentaire: