في لقاء لي مع الفنان النحات عمر بن محمود بباب الخضرة بالعاصمة التونسية قريبا من منحوتة بن خلدون الذي شارك في انجازها مساعدا لزبير التركي صاحب المشروع، قال لي بالحرف الواحد: يوم سألت زبير التركي عن المراجع التي تخص صورة بن خلدون والشبه لننجح في العملية أجابني بكلمة انه يشبهني...
بوكرش محمد الجزائر
الخميس 14 جانفي 2010وفاء
الفنان التشكيلي عمر بن محمود إحدى علامات جيل التجاوز
ابراهيم العزابي
غادرنا بتاريخ يوم الجمعة 01 جويلية 2009 الفنان التشكيلي الكبير والنحات والأستاذ بمعهد الفنون الجميلة عمر بن محمود.وهو من جيل محمود السهيلي ونجيب بلخوجة حيث ولد بالقيروان في 25ديسمبر 1938 غير ان هذا التاريخ ليس دقيقا كما اكد لي ابنه محسن الذي يعيش بالمانيا وهو من ام المانية ونتيجة زواجه الاول اما التاريخ الصحيح فهو سنة 1934 .درس بالمعهد الثانوي بالقيروان ثم انتقل الى مدرسة الفنون الجميلة بتونس (1954 - 1958 ) ثم واصل دراسة الفن بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس (1958 - 1966) كان تحصل سنة 1956 على جائزة تتمثل في الحصول على منحة دراسية ليختص في النحت وكان انجز معرضا خاصا بالقيروان.وعند انتهاء دراسته بباريس أنجز معرضا خاصا هناك ثم رجع ليبدأ مغامرته الفنية الطــويلة في تونس حيث كان معرضه الاول في سنة 1969 بقاعة يحيى (شارع قرطاج) بمثابة المفاجأة السارة للحركة الفنية التشكيلية آنذاك، كان المعرض يعدّ قرابة المائة عمل فني من أحجام متنوعة وكانت غالبية الاعمال تجريدية خالصة، ليست تلك التجريدية الهندسية الفاقدة للحركة والغنائية بل هي تراكيب غنية بالتقنيات المختلفة وبالدرجات الضوئية ـ كان الراحل يستعمل الرماديات الملونة بحذق كبير ليخلق اجواء تشكيلية درامية ـ في تلك الاثناء كانت الحركة الادبية في تونس زاخرة بالمدارس او الحركات الطلائعية.وكان معرض عمر بن محمود يواكب الارادة التجديدية للفنانين التونسيين وكان قبله بلخوجة والأرناؤوط والسهيلي وغيرهم قد تناغموا مع هذه الحركة، وكان بن محمود اضافة الى الرسم يكتب احيانا مقالات نقدية مشفوعة بصور كاريكاتورية مما احدث حركية في الساحة الفنية خاصة اذا علمنا ان حاتم المكي كان يفعل نفس الشيء وكانت مدرسة تونس هي الطرف المقابل حيث كانا يهيمنون على الوضع وكانوا متمسكون بالنهج الفلكلوري الذي لا يستجيب للمسار الثقافي الذي ينشده الشبان انذاك.المعرض الثاني لعمر بن محمود (1972) كان ايضا حدثا فنيا بارزا، انجز بنفس القاعة وضمّ قرابة المائة لوحة وبعضها بقي في الذاكرة مثل اللوحة الكبيرة «فرسان جلاص» اين تظهر قدرات سي عمر الكبيرة في التخطيط والتركيب والتلوين والتعبير.وكانت لوحة le gardeau، العبء معبرة عن الحياة اليومية الشاقة في الريف، انجزت بتقنية عفوية، ولوحة «البصير» (الاعمى) هي ايضا تجسم الدراما الانسانية، خاصة وقد انجزت بالابيض والاسود، الملونين وتوزيع الضوء فيها اكد على المأساة الانسانية.فــي الســنـــوات الثـمــانين 1982 - 1994 ارتبط عمر بن محمود برواق الفنون بالمنزه.. ويمكن القول انه تغير جذريا في طريقة التعبير، فقد أصبح ينجز مواضيعا انطباعية بالوان اكثر بهجة وقد تخلى عن تلك الاعمال الفنية الذاتية.كان بن محمود معجبا بالرســام الاسبــانـي فرانشيسكو غويا وهو من أكبر الرسامين في كل الأزمان وقد نبهنا الى ذلك وأعجبنا به ولا نزال، ان جداريات غويا ولوحاته وخاصة ما يسمى بالفترة السوداء كان لها تأثير على عديد الرسامين ومنهم محمود السهيلي وعمر بن محمود اللذين استوعبا جيدا مهارة غويا وعفويته وأجواءه الدرامية ووضفوها في مواضيع تخصّ البيئة التونسية وهذا عمل مشروع، فالرسم تقليد حديث في بلادنا ولا بد أن نلتفت الى التراث العالمي القديم والحديث لنتمكن من بناء تقاليد خاصة بنا.عمر بن محمود النحاتصادف أن عملت قرابة السنة مع عمر بن محمود والهاشمي مرزوق النحات في إنجاز معلمين في سنة 1975 وكان مرزوق صاحب المشروع وكانت تلك انطلاقة بن محمود في عالم النحت فقد أنجز بعد ذلك عدة مشاريع لحسابه الخاص لعل اهمها نصب الشهداء بالسيجومي وفي سنة 1994 انجز «عرائس البحر الثلاث» بالحمامات، و«الخزاف» بنابل.بن محمود المدرس بمعهد الفنون الجميلةكان لي شرف التتلمذ على يدي الفنان الكبير عمر بن محمود وكان عطاؤه سخيا، يبدع الوسائل المختلفة لتلقين تلاميذه اصول الرسم، من الرسامين الذين تتلمذوا عليه نذكر: عبد المجيد بن مسعود، مجيد عياد، توفيق بن عمران، علي الزنايدي وغيرهم.تغمده الله برحمته وأسكنه فراديس جنانه ورزق عائلته الصبر والسلوان.
بوكرش محمد الجزائر
الخميس 14 جانفي 2010وفاء
الفنان التشكيلي عمر بن محمود إحدى علامات جيل التجاوز
ابراهيم العزابي
غادرنا بتاريخ يوم الجمعة 01 جويلية 2009 الفنان التشكيلي الكبير والنحات والأستاذ بمعهد الفنون الجميلة عمر بن محمود.وهو من جيل محمود السهيلي ونجيب بلخوجة حيث ولد بالقيروان في 25ديسمبر 1938 غير ان هذا التاريخ ليس دقيقا كما اكد لي ابنه محسن الذي يعيش بالمانيا وهو من ام المانية ونتيجة زواجه الاول اما التاريخ الصحيح فهو سنة 1934 .درس بالمعهد الثانوي بالقيروان ثم انتقل الى مدرسة الفنون الجميلة بتونس (1954 - 1958 ) ثم واصل دراسة الفن بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس (1958 - 1966) كان تحصل سنة 1956 على جائزة تتمثل في الحصول على منحة دراسية ليختص في النحت وكان انجز معرضا خاصا بالقيروان.وعند انتهاء دراسته بباريس أنجز معرضا خاصا هناك ثم رجع ليبدأ مغامرته الفنية الطــويلة في تونس حيث كان معرضه الاول في سنة 1969 بقاعة يحيى (شارع قرطاج) بمثابة المفاجأة السارة للحركة الفنية التشكيلية آنذاك، كان المعرض يعدّ قرابة المائة عمل فني من أحجام متنوعة وكانت غالبية الاعمال تجريدية خالصة، ليست تلك التجريدية الهندسية الفاقدة للحركة والغنائية بل هي تراكيب غنية بالتقنيات المختلفة وبالدرجات الضوئية ـ كان الراحل يستعمل الرماديات الملونة بحذق كبير ليخلق اجواء تشكيلية درامية ـ في تلك الاثناء كانت الحركة الادبية في تونس زاخرة بالمدارس او الحركات الطلائعية.وكان معرض عمر بن محمود يواكب الارادة التجديدية للفنانين التونسيين وكان قبله بلخوجة والأرناؤوط والسهيلي وغيرهم قد تناغموا مع هذه الحركة، وكان بن محمود اضافة الى الرسم يكتب احيانا مقالات نقدية مشفوعة بصور كاريكاتورية مما احدث حركية في الساحة الفنية خاصة اذا علمنا ان حاتم المكي كان يفعل نفس الشيء وكانت مدرسة تونس هي الطرف المقابل حيث كانا يهيمنون على الوضع وكانوا متمسكون بالنهج الفلكلوري الذي لا يستجيب للمسار الثقافي الذي ينشده الشبان انذاك.المعرض الثاني لعمر بن محمود (1972) كان ايضا حدثا فنيا بارزا، انجز بنفس القاعة وضمّ قرابة المائة لوحة وبعضها بقي في الذاكرة مثل اللوحة الكبيرة «فرسان جلاص» اين تظهر قدرات سي عمر الكبيرة في التخطيط والتركيب والتلوين والتعبير.وكانت لوحة le gardeau، العبء معبرة عن الحياة اليومية الشاقة في الريف، انجزت بتقنية عفوية، ولوحة «البصير» (الاعمى) هي ايضا تجسم الدراما الانسانية، خاصة وقد انجزت بالابيض والاسود، الملونين وتوزيع الضوء فيها اكد على المأساة الانسانية.فــي الســنـــوات الثـمــانين 1982 - 1994 ارتبط عمر بن محمود برواق الفنون بالمنزه.. ويمكن القول انه تغير جذريا في طريقة التعبير، فقد أصبح ينجز مواضيعا انطباعية بالوان اكثر بهجة وقد تخلى عن تلك الاعمال الفنية الذاتية.كان بن محمود معجبا بالرســام الاسبــانـي فرانشيسكو غويا وهو من أكبر الرسامين في كل الأزمان وقد نبهنا الى ذلك وأعجبنا به ولا نزال، ان جداريات غويا ولوحاته وخاصة ما يسمى بالفترة السوداء كان لها تأثير على عديد الرسامين ومنهم محمود السهيلي وعمر بن محمود اللذين استوعبا جيدا مهارة غويا وعفويته وأجواءه الدرامية ووضفوها في مواضيع تخصّ البيئة التونسية وهذا عمل مشروع، فالرسم تقليد حديث في بلادنا ولا بد أن نلتفت الى التراث العالمي القديم والحديث لنتمكن من بناء تقاليد خاصة بنا.عمر بن محمود النحاتصادف أن عملت قرابة السنة مع عمر بن محمود والهاشمي مرزوق النحات في إنجاز معلمين في سنة 1975 وكان مرزوق صاحب المشروع وكانت تلك انطلاقة بن محمود في عالم النحت فقد أنجز بعد ذلك عدة مشاريع لحسابه الخاص لعل اهمها نصب الشهداء بالسيجومي وفي سنة 1994 انجز «عرائس البحر الثلاث» بالحمامات، و«الخزاف» بنابل.بن محمود المدرس بمعهد الفنون الجميلةكان لي شرف التتلمذ على يدي الفنان الكبير عمر بن محمود وكان عطاؤه سخيا، يبدع الوسائل المختلفة لتلقين تلاميذه اصول الرسم، من الرسامين الذين تتلمذوا عليه نذكر: عبد المجيد بن مسعود، مجيد عياد، توفيق بن عمران، علي الزنايدي وغيرهم.تغمده الله برحمته وأسكنه فراديس جنانه ورزق عائلته الصبر والسلوان.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire