www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

jeudi 28 janvier 2010

من إيحاء لوحات فنية....القصة الأولي **مناجاة القمر / التحفونة حمو

لوحة فنية للرسام الاسبانى بافاروتي دالي
من إيحاء لوحات فنية....القصة الأولي **مناجاة القمر


مجموعة قصصية صغيرة مستوحاة من لوحات فنية للرسام الاسبانى بافاروتيالقصة الأولي ...مناجاة القمرلطالما أرادت ليلي البقاء لوحدها ,تبحث عن الهدوء والسكينة ,تسأل فيها الذات علي أخبارها الماضية , وتقف عند عتبة حاضرها بخطوات ثقيلة أعياها تعب اليوم ,تدخل الغرفة المظلمة ,إنكسرت أبجورتها البارحة فنست أن تشتري أخري...أصبحت تنسي كثيرا ,همومها غيبت عن ذاكرتها كل شىء جميل...فتحت الباب , قدمت رجلها اليوم وذكرت إسم الله ودخلت.... لم تكن الغرفة مظلمة و إنما شعاع القمر أضاء جزءا منها ,, أحست بدفء المكان وبيدها اليمنى جرت كرسها الخشبي و قربته من النافذة وجلست ونور القمر ينير وجهها البائس.........ظلت جالسة دون حراك ,تجمع يديها وفكرها سافر إلي جميع العتبات ...عتبات حياتها ظلت ترسم علي سطح القمر تعب يومها وشهقة النفس الجميلة الحانية علي درب السنين .."مساء الخير ياقمر.....هلا بعثت لي شعاعا منك ينير لي فكري ,وعلي درب الأيام ألون بألوان الربيع زهور الشتاء البارد"رد إليها قائلا : ” قد أظلم الليل علي كتفي ,كتفاي صقعتا من بردة الكون الواسع, والنجوم رصعت فستاني , مالي أراك تسكنين ظلمة الغرفة وظلمة الفؤاد ” " أيها القمر لن أشكوك ضعفى وحزني فالشكوى لن تكون الا لله , أردتك مناجيا لصراخ النفس الانسانية ,,سألتك بشعاع صامت منك آخذ به من قولي أو تراني آخذ بكلامي و أنصرف....فلن تأخذ ما في نفسي" فظل القمر ينظر إليها و يسمهعا و يجيب : ” رأيت زخات أنفاسك تتناثر كتناثر لؤلؤ المحبة على القلوب تنزع منها الأحلام , تحمل الي ملكوت الغيب فرحا وترحا , و أخري ألعابا وفرحا ,,والغيب يسجل كل الأسماء , تختلف الألقاب والأنساب , الكل سواسية في قدر الموت...أعجب منك يا مظلمة الفؤاد..هل لك إسم أضعه فى تاريخ عصر من عصور التراب ؟؟؟؟؟؟ " مالك ومالي يا قمر ,أسحب منك حديثى ؟؟ ,لن أريك دمعاتي بألوان أسرارها تسطع ,أريد أن أخبأها في داخلي كالخيال الحزين....خيال لأمل يسمونه الحب ,الأمل المعذب ,, الأمل المربوط بالحقيقة ,الناس لا يحبون معرفة الحقيقة , رأيتها وسماعها فعلا يقصر العمر...باطنها سر محزن , ظاهرها جميل " عن أي حقيقة تتكلمين وبالله عليك ألا توضحين " تعالي معي أفتح لك شباك آخر يسكن داخل غرفته بشرا آخرين ,شباكي أنا دائما مفتوح ,,,إتبعني ولا تتكلم” بالله أخبرني يا قمر كم تحلم نفس الانسان بالحرية..كما يحلم أطفاله بالحب...وتغيب أحلامه الإلاهية كلما يغيب الوجه الجميل ,تنزع من عينيه القوة ومن فمه بسمة الطفولة ” بقيت على كرسها الخشبي تناجي قمر الليل ,أخذها النعاس ونامت متكئة كتفها ...صاح الصباح بأشعة شمس تداعب عيونها النائمةفتحت عيناها وتبسمت ......" تغيب معاك كل الأحلام السعيدة أيها القمر......طلع الصبح بأشعة الحياة التي جمعتها من ضياءك ومن أعين النائمين ............. ولن تكون إلا مناجي يا قمر

زمن بلال الضوئي الجديد / الفنان التشكيلي الناقد علي النجار

الفنان التشكيلي الناقد علي النجار








زمن بلال الضوئي الجديد
تمثل الصور الفوتوغرافية شيئا, هذا صحيح,
لكنها لا تمثل نفس الشيء الذي أراه ..........
(وفاء بلال)






لم يكن في ذهن الأندلسي(عباس ابن فرناس) المولود في عام(810) وهو يعبر طائرا بأجنحة من ريش فوق أسوار سجنه ان يخترع الإنسان آلة تطير به إلى أقاصي الأرض, ثم وقع في البحر وغرق وهو على حافة الامتثال لهكذا حلم. لكن ان نتجول افتراضيا في كل مساحات كوكبنا الأرضي أو بما نستطيعه من مساحات فضاءات الكون والتي لا نستطيعها. فهذا ما حققته التقنية الرقمية ووسائلها الميديوبة. وان تكن مساحة الإنشاء والتعبير الفني تستهوينا كسلطة جمالية نحن المشتغلين في الحقل الفني. فإنها تكون فاعلة أيضا في محاورة سلطة القرار السياسي وسلطة نقيضه المعارض. مؤسسة(الفلم المواجه الجديد(2) الأمريكية, وتحت شعار(نحن الجبهة الأمامية من اجل بناء أمريكا عادلة) قدمت وجها جديدا من الإعلام الأمريكي(الخاص) بأفلامها الوثائقية الخبرية المناهضة لسلطة الميديا التي تروج للحروب وتجمل وجوه صانعي قراراتها, ولسعيها لاستقراء سبل العدالة الاجتماعية استغلت وسائل الميديا لبث وثائقياتها المضادة للصوت والصورة الرسمية عبر الانترنيت. وما فعله العراقي(وفاء بلال) لا يبتعد عن مقاصد جماعة(الفلم المواجه الجديد), لكنه يبقى مقصدا شخصيا لعمق التجربة أو الهزة الشخصية التي تعرض لها, وهي أصلا مأساة جماعية.
الفيديو ارت ألغى فضاء العرض التقليدي ووسائله ليتحول إلى فضاءا رقميا يشرك المشاهد في شبكة
صوره الضوئية وثائق وفنتازيا تستمد قدرتها الإبداعية من خطوط فكرة الفنان وتفاعلها وقدرة إمكانيات
برمجيات الكومبيوتر(الفوتو شوب, والكوريل دور والفلاش والثري ماكس وغيرها) وفهم الفنان(وهو تقني هنا) لإمكانيات هذه البرامج الأدائية لاستخلاص تصوراتها بالشكل الذي يناسبه. لقد أسست هذه التقنية الفيديوية قاعدة شعبية واسعة في مجالها مثلما ألغت البصمة الشخصية للفنان الحداثي وما قبله. فكل فلم فيديو جديد له خصائصه المختلفة والتي تتوافق واختلاف الأفكار المنتجة لها( والأفكار دوما متحركة). وهذا ما نلاحظه أيضا في نتاج الفنان(بلال) وتركيبه(الأنستليشن) الأكثر شغبا الذي كان يود ان يطلق عليه(اقتلني انأ عراقي) الذي أقامه في عام(2007) والذي وجد منظم العرض(كلري فلايفيل(3) في(شيكاغو) ان عنوان العرض الذي اقترحه الفنان يحمل طابع سياسي صارخ لذلك اقترح عليه عنوانا آخر اخف وقعا هو(توتر داخلي(4) وهو الذي حمل اسم العرض بشكله الرسمي.
توتر داخلي أو اقتلني أنا عراقي استلهمه الفنان من تقنية الانترنيت للقتل عن بعد التي ابتكرها في تكساس (جون لوكود) لصيد الحيوانات والتي استهجنت وألغيت, وعلى الرغم من استبدال أطلاقات الذخيرة الحية بكرات الألوان عبر الانترنيت كما فعلها لاحقا, إلا ان قتل البشر لا يزال مستمرا بواسطة الطيارات التي بدون طيار والتقنيات الرقمية الأخرى العابرة للقارات. بلال حجز نفسه ل(42) يوما في غرفة مصنعة في قاعة العرض وأثثها بسرير متواضع وجهاز كومبيوتر مكتبي وساتر بلاستيكي(بلكسي كلاس(5) وجهزها بمدفع يتحكم بإطلاقه بواسطة نظام تفاعلي يمكن المستخدمين من الدخول على شبكة الإنترنيت واستخدام المدفع لإطلاق النار عليه ومن كل الاتجاهات والنار المستعملة هي كرات جيلاتينية تحتوي صبغا اصفر(تشبيها لنار أو ومضة الاطلاقة الحقيقية). كذلك يمكن محادثته عبر برنامج المحادثة. وتحول هذا العمل التركيبي إلى حقل ممارسات شتى من قبل المشاهدين ومستعملي الانترنيت للنيل من بلال سلبا وإيجابا ومن مكان إقامته للحد الذي أصبح تلوث المكان لا يطاق بعد انتهاء العرض(قتل معنوي له وللمكان). وازداد توتر وقلق الفنان وارقه ومعاناته النفسية يوما بعد يوم. (هذا التجهيز يذكرني بمعاناتنا الشخصية من قصف بغداد لأربعين يوما في حرب الخليج(1991) في ذلك الوقت كانت السماء ملتهبة وغرف نومنا الجماعية تختض بسبب العصف العنيف ولا نعرف مصيرنا. رعب واقعي معلب بحيز فظاءاتنا الصغيرة) وكما افترضه بلال. لم تكن فكرة هذا العرض عبثا أو امتحان مقدرة بلال على التحمل بل كانت بوحي من معاناته الشخصية لمأساة عائلته فبعد مقتل أخوه في عام(2004) بواسطة اطلاقات طائرة أمريكية بدون طيار في مدينته(الكوفة) في العراق بزمن قصير قتل والده أيضا. وهو الناجي من الحروب العراقية والهارب من العراق بعد الانتفاضة في عام(1991) إلى مخيمات اللجوء في الجزيرة العربية. الناجي بنفسه ليفقد أباه وأخاه في حرب كان من المفترض بها ان تنجيهم. لكنها وكأي حرب خضعت لسلوكياتها الغاشمة المتناقضة. وعلى مدار فترة إقامته في مكمنه الافتراضي تلقى موقعه(80) مليون زيارة وأطلق عليه(65000) أطلاقة من(136) بلدا. لقد حقق بحربه الشخصية الافتراضية حشدا أمميا أكثر بكثير من تحالفات جيوش الدول التي حاربت العراق في الحربين الأخيرين.
الحرب الافتراضية في الألعاب الالكترونية مشاعية مشاغبة لبهلوانيات الإرث الغريزي لعنف الصيد من العصور الحجرية الأولى. لكنها وعبر وسائل اللهو(اكس بوكس) بوسائطها الرقمية تحاول التجاوز على وقائع الحروب الفعلية وحجزها في حيز المطاردة الشخصية الشبحية(لا يظهر من شخصية المحارب الرئيسية سوى مدفعه واتجاهات تصويباته). وان كانت هذه الألعاب وعبر سبل انتشارها تؤسس لصغار السن ثقافة رديفة تجمل لعبا كوارث الحروب الحقيقية بل وتهيؤهم لثقافتها. فان لعبا بدائية أخرى تداولتها أعداد هائلة من أطفال مناطق النزاعات الحربية. أطفال تقود دروب لعبهم مشاهداتهم ومحنهم الشخصية ثقافة سلوك يومي معاش. كذلك هو حال بلال في لعبته الاستغمائية هذه. وان كان قد نجى مرة من كوارث الحرب وتداعياتها الملتبسة بإثم القرارات السياسية ومنها الأممية. فان الحرب وقد كانت له لعبة مصير سابقا تحققت بفعلها ألتدميري لتلغي حيواة بعض من أفراد عائلته ولتمس وجدانه في الصميم ولتفجر لديه ولع اللعب بأدواتها الافتراضية. لكنه خرج من كل ذلك وهو محمل بندوب إضافية لجروحه السابقة. جروح العزلة والاستهداف العبثي لاصطياده كما الطرائد الحيوانية وكما اصطيد آخاه وأباه. لقد اشتغل على كل ذلك بمحاذاة سياق التسويق للعبة الرقمية عبر مسارات الانترنيت ليوصل محنته الشخصية للعالم رسالة شجب ودعوة للسلام. ولقد تم له ذلك عبر الدردشة والفيديو والمذكرات توسيعا لعمل فني لم يكن له من الممكن ان يوسع أدائه بالوسائل الفنية التقليدية السابقة.
ان شكل هذا العمل شهرة الفنان فان له أعمالا أخرى لا تقل عنه وبوسائل مختلطة(ملتي ميديا) توزعت اهتماماته الأدائية من خلالها ما بين العمل الفني ذي الطابع السياسي, والعمل الفنتازي حفرا في رسومات فنية لعصور سابقة. وبناءا لمكان ساكنه الأول الافتراضي, وعمله اللعبة الفيديوية المثير للجدل(جهاد افتراضي), أو( ليلة القبض على بوش(6) والموجود على(اليوتوب) أيضا, الذي اشتغله في عام(2008) كنسخة مقلوبة من فلم(ليلة القبض على صدام) للقاعدة, وعلى خلفية نشيدها, كردة فعل لمقتل عائلته. واستعمل نفسه كوسيط افتراضي لبطل اللعبة الذي تجنده القاعدة بعد مقتل أخيه. هذا الفلم مكتظ بالصور الوثائقية عن شخوص الدولة العراقية الجديدة وشواخص التغيير الدراماتيكي وبعض الحوادث الإعلامية والرئيس الأمريكي السابق والرسوم والشخوص الافتراضية التي تصوب أطلاقتها من المدفع الافتراضي للعبة الفيديوية. في محاولة منه للتجاوز على نمطية الإرهابي التي كرسها الإعلام مما أثار النقاش وحفيظة الكثيرين والدعوة إلى عدم عرضه في الولايات المتحدة لمساسه بثوابت رموز السلطة الوطنية. لكنه عرض في مركز بيروت للفنون مع أعمال أخرى في مشروع(أمريكا) لعام(2009). ومثلما حولت وحورت لعب الحرب الفيديوية مفاهيم الحرب لهوا عبثيا كذلك سعى بلال لنفس الهدف العبثي في إلغائه الهالة المحيطة برموز الحرب وصناعها, في محاولة منه للبحث عن جذور الإرهاب في إحدى صوره التأسيسية. وان تكن الصورة تمثل شيئا فهي وبكل الحالات المشهدية لا تمثل نفس الشيء. لذلك حصل هذا التأويل الملتبس للمشهد الصوري السيال لهذا العمل الفيديوي. وهذا ما تسعى إليه صور ما بعد الحداثة من خلال منهجية تفكيكها لكل المنظومة الصورية التقليدية السابقة وإعادة إنتاج المعاني اللا منتهية منها. وبلال وهو علماني الثقافة يحاول كسر ثوابت التابو الملغوم بنوازعه الأيديولوجية بحثا عن خلاص الإنسانية والذي هو خلاصه الشخصي أيضا. وما هذا العمل إلا نتاج تفاعل ذهنية الفنان والذهنية الرقمية التي وكما هو الحال في أعمال(الدجتال ارت) تتشكل كنتاج صوري في بعده الرابع يحرر من خلاله الفنان الطاقة الداخلية المكبوتة لتجوب خبايا دهاليز السلوكيات السياسية المتعثرة بخطايا اداءاتها الكارثية. وما دخولنا شركاء في الإثم إلا لإثارة نوازع نقائضه.
أخيرا أود ان أبين ان هذين العملين لا يمثلان نمطا أسلوبيا أو سلوكا ثقافيا واحدا طبع نتاج هذا الفنان العراقي الأمريكي الشاب. بل لتقارب سماتهما السياسية ومساسهما بذات الفنان. وهو مثل العديد من الجيل الفني العراقي المغترب الأحدث عمرا والتي عطلت الحروب والحصارات الاقتصادية بعض من مسيرة حياتهم المبكرة وخلفت داخل ذواتهم ندوبا حاولوا بكل طاقاتهم الإبداعية وبتقنياتهم المعاصرة واغلبها صورية رقمية التعبير عنها في مسعى لتجاوز حدة الألم الذي ورثوه من تلك التواريخ, ولا يزال بعضهم في خضمه. لقد استمدا هذين العملين قوة انتشارهما ولفتوا الانتباه لمساسها بسيرة حياة الفنان أولا, وثانيا من فاعلية سيرة الحدث العراقي المعاصر ووضعتهما في دائرة الضوء العالمية لتوفرهما على الحدث السياسي الإعلامي(كظاهرة إعلامية شعبية) ضمن منطقة أساليب التعبير المعاصرة التسويقية. ونجاح العمل التشكيلي بالمفهوم المعاصر يكمن في قدرته على تسويق نفسه.
سؤال النقد:
ماذا يعمل النقد التشكيلي تجاه أعمال كهذه؟. أعمال تحتكم إلى سوسيولوجيا ظاهرة الذائقة الشعبية وانتشارها ضمن سلوك ديمقراطي وحتى لو كانت لعبا عبثية. فكيف بها وهي تناور القضايا الإنسانية الملحة, البيئة, الاضطهاد والفقر, الشمال والجنوب, عولمة الإرهاب. وما يقدمه الفنان في هذه القضايا هو سابق على تنبؤات الناقد. فهل أصبح الناقد في هذه الحالة أرشيفيا, أم تجاوز ذلك في محاولاته لرصد متغيرات الذائقة التشكيلية ومحركاتها السرية والعلنية. لكنه وبالتأكيد يبقى بعيدا عن شراك ضوابط التقييم التي ورثها عن المراحل السابقة. والكم الكبير من الأعمال المعاصرة خرجت وباستقلالية من معطف التشكيلي نفسه انجازا وتنظيرا(الفنان مفكرا). اعتقد انه وضمن هذه المتاهة الإبداعية( بما ان غالبية المنتج التشكيلي الجديد تشكل كبدعة أو إبداع) وجد الفنان نفسه محاطا أو عالقا بشراكها. وليس أمام الناقد إلا الرصد والأرشفة وجمع البيانات كما المعلومة العلمية ومتابعة ومقابلة ومقارنة عروض أهم مراكز العرض العالمية شرقا وغربا والبحث عن منافذ وسط كل ذلك ليحاول من خلالها إيصال إضاءة أو رأيا ما أو نبوءة ربما تكون فاعلة أو لا تكون. لكن يبقى أهم ما لديه هو ان يتماها والفنان في تنبؤاته. فالعصر عصر تنبؤات تجوب مدارات لا يحدها وهم. وهذا أيضا ينطبق على مديات متابعة وتقديم وتقويم نتاج التشكيليين العراقيين المغتربين الأحدث سنا والمنتشرين ضمن خارطة النتاج التشكيلي الحالي والذين اختاروا طرق الأداء ألمابعد حداثي نبوءة لعصر تشكيلي عراقي جديد لا ينفصل عن نتاج التشكيل الذي
يطلق عليه افتراضا(عالميا) لتعويمه أو تعميمه صوريا. والتشكيل العراقي عودنا على اجتراع تنبؤاته منذ أزمنة بداية تأسيسه الأولى, فهل نحن حقا على موعد مع زمن تشكيلي عراقي جديد؟ هذا ما نأمله.
................................................................................................... ………………
1.. ولد وفاء بلال في مدينة الكوفة التابعة لمحافظة النجف في العراق في عام(1966). ودرس الفن في عام(2001) في شيكاغو. وكان وصوله للولايات المتحدة في عام(1992) بعد هروبه من العراق اثر الانتفاضة في عام(1991) عبر الكويت ومخيم الصحراء للاجئين في الجزيرة العربية.وهو الآن أستاذ مساعد في قسم التصوير بجامعة نيويورك.
2-Brave New Films.
3-Flatfile galleries.
4-Shoot an Iraqi. Ore(Domestic Taersion).
5-Plexiglass shied.
6-The night of Bush capturing: (A virtual jihad).
يمكن الاطلاع على موقع الفنان الشخصي على هذا الرابط:
http://www.crudeoils.us/wafaa/html/humanCondition.html
#
.................................................................................................................................
علي النجار
02
-12-30

أنعكاسات الطبيعة فى لوحات " سكوت جيفرى "/ Adel Fortia

الفنان التشكيلي عادل فورتية
الفنان سكوت جيفري







أنعكاسات الطبيعة فى لوحات " سكوت جيفرى "


سكوت جيفرى " فنان تشكيلى يمتلك آدواته من الطبيعة ذاتها وهو قادر بالتالى على النفاذ الى جوهر الوجود الظاهرى من خلال اللون , لوحاته التجريدية تضعه فى مقدمة الفنانين المعاصرين اللذين يحاولون رؤية الطبيعة بأتقان عقلى مجرد , فهو يسعى أحيانا ألى تشظى موضوعاته بأستخدام تقنية البعثرة اللونية ( فن الآيرسول - Spray ) , وعليه نراه يؤثر فى رؤيتنا البصرية المعتمدة على " السليكشن " آى الفرز الخاص الذى يعزل مابين الأضاءة والعتمة , فيما يبدو مثيرا على النسق المكانى الذى نكتشفه فى أرضياته وسطوحه المتعددة الرائحة هو قدرته على تحديد ألوانه كبداية للتجلى وأستمرار مخاضها لكى يتسنى لها التنوع والتعدد بعد ذلك مابين الازرق اللازوردى والأحمر القانى والأصفر المتحلل فى تراتبية هادئة وصادمة فى الوقت ذاته , الأمر الذى يجعل من رؤيته للطبيعة رؤية مغايرة تماما لما يعد مسبقا , تلك المخاصصة هى التى جعلت من " مالفيتش " يرنو الى التمييز بين الفن التشبيهى أو التمثيلى والفن التجريدى , وعلى ذلك الأساس يمكن تصنيف فن " سكوت جيفرى " ضمن الفن الطلائعى الذى لايرتهن ألى النظرة التقليدية الكلاسيكية للموضوع وأنما يسعى ألى الشكلية Formalism المعتمدة على اللون كركيزة اولى للعمل الفنى , وحيث يقودنا " سكوت " ترانا نحتضن معه تلك التهويمات اللونية المنعكسة والمتضادة فى بعثرتها , فتارة نجد الأحمر يحترق بنشوة التلاقى والتمازج مع سطوح متداخلة الألوان مفعمة يغلب عليها بعض الرتوش التى تظهر وكأن صراعا ما يحتويها , وكذلك تقابلات الأصفر مع الأزرق المتشح بالسواد فى محاولة تجريدية تعبيرية عن قوة الرياح وهى تعانق شجرة السرو ..... فى شغفى المتواصل للبحث عن لوحات " سكوت " كان هاجسى الاول كيف أصطاد قدرته على تعقل حلمه تجاه الطبيعة فهو كائن وجودى النزعة فى لوحاته التى تخدش حياءنا البرىء عند اللجوء البدائى للطبيعة الأم , وتبدو بالتالى قدرته على التنقل بين الخامات هو مايخلق هذا الحوار المتواصل بين عديد أشكاله اللونية المتواجدة داخل عوالمه , فنكاد نرى من خلال تعامله مع خامة ( الأكريلك ) الكيفية التى يتقابل فيها الأزرق بقلقه وطموحه اللامحدود مع بواقى الأحمر والأصفر , وأيضا فى تركيباته اللونية غير المعتمدة على التوازن أحيانا هو مايجعل من موضوعه التجريدى نغمة فسيحة تستثار لأجل الأنسياب من جهة ما فى اللوحة , فيما يقوله " سكوت " عن نفسه يؤكد دور الصدفة والحظ فى أختياره كفنان من حيث رحلته اللاتقليدية فى ذلك فهو قارىء نهم للمعرفة بأشكالها من شعر وفلسفة وتاريخ فن , وأيضا نراه يستمتع فى قبول الآخر لفنه " عملى يستقبل بالأحترام والأعجاب من قبل الكثيرين بالأضافة الى أن يكون معترف به " , المسألة المثيرة فى فن " سكوت " أنه يتجه بنا ألى الداخل ألى العمق فى خطابه المتكرر للروح " مازال القلب هو روح الفن عندى آى المرآة التى تستطيع أن ترى كل الحقائق " , وذلك الفن لايطمح ألى الجلبة والضوضاء أو ألى التمكين والتصنع المتقن وأنما ألى الأفاضة دفعة واحدة ومن ثم ألى التحقق ...... تبادلت مرة مع " سكوت " رسالة بالبريد الآلكترونى أثنى فيها على فنه فقابلنى بالثناء أيضا لكن جوابه لى كان فى أطار التصور الجمالى الذى يبلغ فيه الفنان ذروة الكمال الأنسانى الخالص - فترددت كلماته .... شكرا جزيلا للفنان عادل على المراسلة كنت مشغول جدا الفترة الماضية ... أحاول جاهدا بقائى المتواصل فى عملى كفنان أنا أيضا تمتعك بفنك وأتمنى أن أسمع أكثر منك أستمر فى عمل ماتحب أن تعمل ... Keep doing what you love to do ... حظ طيب عادل فورتية فنان تشكيلى http://www.adelfortia.com






سكوت جيفرى – فنان تشكيلى امريكى مولود فى عام 1957 فى الملجأ الجديد بولاية كوينكتيكت بأمريكا له العديد من المعارض والمشاركات يقول عن أبويه أنهم شجعوه كثيرا على نمو وتطور فنه أمه تعمل كمدرسة فى وسط المدينة وهى الأن ترسم ايضا أبوه يعمل طبيب

mardi 26 janvier 2010

فنانون مغاربة وعرب في مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية / عزيز باكوش فاس المغرب

الكاتب عزيز باكوش فاس المغرب

الفنان التشكيلي المغربي عبد المالك العلوي" عصامي" مواليد 1941

فنانون مغاربة وعرب في مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية

عرض الفنان التشكيلي المغربي عبد المالك العلوي" عصامي" مواليد 1941 بفاس أعماله الفنية منذ سنة 1968 داخل وخارج الوطن ، وامتدت تجربته المتعددة المواهب لتحضن الكثير من المؤلفات والكتب سواء بتصميمه لها أو ازديان أغلفتها . تجربته التشكيلية التجريدية العميقة رشفت من الذاكر ة المسبوقة بحضارات قديمة ومستديمة تؤرخ للمعنى وتخص العلامة في أبعد تجلياتها" ، وحسنا فعل المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل بتكريمه في إطار المهرجان الدولي الثامن للفنون التشكيلية بفاس تنوع التجارب واختلاف التقنيات بحثا عن سبل التشكيل .
فتحت شعار" سبل التشكيل " ستشهد مدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 09 إلى 30 أبريل مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية، في دورته الثامنة " دورة التشكيلي عبد المالك العلوي" الذي ينظمه المرصد ، بدعم من وزارة الثقافة و بشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس، ومقاطعتي فاس المدينة وأكدال.
ويتوقع أن يشارك في هذه الدورة فنانون ينتمون إلى: المغرب وفلسطين وسوريا وتونس والجزائر ومصر والبحرين والسعودية واسبانيا وبلغاريا وكندا وسويسرا وايطاليا وبريطانيا وأمريكا واليمن وفرنسا والكويت والعراق وليبيا والسويد والنرويج . بمشاركة ثلاث لوحات لكل فنان.
في لوحات الفنان عبد المالك العلوي الابتعاد عن التقليد لأته يريد أن يرى كل شيء في أعماله دفعة واحدة، بل يؤمن بأن النظر يرى ولا يرى، النظر ترجمة ترهف الانتباه لحركة الخط والشكل واللون في اتجاه سبل التشكيل ، فاللوحة عنده إعادة تشكيل العلامة والتاريخ لها، وتحويلها ما هو متخيل ولا مرئي إلى ما هو مرئي وقابل للقراءات التي تمتد إلى ما لانهاية، ويؤكد الفيلسوف الباحث إدريس كثير أن عبد المالك العلوي يشعر انه ينتمي على تيار فني يجسده إدوارد مونش وجورج براك، مع معرفة دقيقة بتطور الصورة لدى الغرب،"موكدليان، دالي وبيكاسو..."
وجاء في ورقة تقنية عممها المرصد "الفنان عبد المالك العلوي يوجد في مفترق الطرق،ويفاوض بفنه قوة الاندهاش ويرسم بنظره توازن اللوحة وانسجامها، في فنه تثنية للذاكرة، تمتد عميقا في تاريخ الفن العربي وتمتح طليقا من تراث الفن الغربي..." لقد امتدت تجربة الفنان التشكيلي المحتفى به على مدى أكثر من 40 سنة لتكون حاضر في مختلف المحافل الوطنية والمحلية، وتساهم في تعبيد طرق التشكيل، وهي اليوم تستحق هذه الوقفة التكريمية لربط جيل الأمس بجيل اليوم".
في ذات السياق أكد الفنان التشكيلي سعيد العفاسي مدير المهرجان : المهرجان يعد انفتاحا على العالم الخارجي حيث تنوع المشاركات واختلاف التجارب لإغناء الميدان الثقافي الوطني وخلق نقطا للتلاقي والتبادل ومقارنة التطور الفني المحلي بنظيره في الثقافات الأخرى، وكذا تحسيس السلطات المحلية والمنتخبة والهيآت الحكومية وغير الحكومية بضرورة إعطاء الأولوية للتعبير عن الطاقات الثقافية والمحلية والجهوية، لتوسيع دائرة النقاش حول سبل ومناهج التشكيل التي تهدف على التربية على قيم المواطنة المبدعة وتعزيز التنوع الثقافي لدى الفرد، إن النجاح التنظيمي والإعلامي للدورة الدولية السابعة هي التي جعلتنا نفكر في الرقي بهذا الفعل التشكيلي وتوسيع المشاركات فيه وإغنائه بما يعطي لفاس وللمدعمين والشركاء والمتعاونين والفنانين رؤية واضحة نحو المزيد من الاستمرارية الجادة والفاعلة، نحو ترسيخ الفن ضرورة وليس تكميليا، لأن إستراتيجية المهرجان تهدف إلى الرفع من عدد المهتمين بالفن التشكيلي تذوقا وحضورا ومشاركة، لتأسيس ميثاق مشترك بين الفنان والمتلقي يعتمد على الجماليات والبعد التربوي للرقي بالثقافة البصرية،وتأهيل مبادرات الشباب المبدع نحو التألق والنجاح، ولقد حرصنا على اختيار نخبة من الفنانين التشكيلين الذين أثثوا معنا فضاءات المهرجان بالتنوع التقني والفكري .
تبقى الإشارة أن إدارة المهرجان أعدت برنامجا حافلا ومتنوعا يتراوح بين إقامة ثلاث معارض بأروقة والمركب الثقافي البلدي الحرية والبنك الشعبي فاس و l’etend’art، بمشاركة نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب، المتمرسين في الرسم أو التشكيل أو التصوير أو الإنشاءات أو النحت.."، بالإضافة إلى فتح ورشة تكوينية في مجال تقنيات الطباعة اليدوية لفائدة 60 متدربا ومتدربة من جهة فاس بولمان، وندوة فكرية تجمع بين الفنانين المشاركين والفعاليات الثقافية والفنية والصحفيين لمناقشة موضوع الدورة " سبل التشكيل"، وإقامة ورشات فنية لفائدة تلاميذ وتلميذات المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية في ساحة فلورانس ومقر المرصد، وتنظيم 12 حلقة تشكيلية بساحة أبي الجنود، كل حلقة ستؤطر من طرف فنان مشارك بمحاور وتقنيات ومناهج مختلفة. مع فتح نقاش موضوعاتي مع الفنانين والمتلقي حول سبل تطوير الفن التشكيلي لخدمة الثقافة البصرية. كما ستنظم جولات سياحية بالمدينة العتيقة فاس ، ورحلة إلى حامات مولاي يعقوب وعين الله وسيدي حرازم.

عزيز باكوش / فاس - المغرب (2010-01-26)

معرض الفنانة التشكيلية رشيدة عمارة / تونس

الفنانة التشكيلية رشيدة عمارة


























samedi 23 janvier 2010

كمائن التربة الحمراء وثقوب الذاكرة في منحوتات(أنيش كابور) الذهنية / الفنان التشكيلي الناقد علي النجار





كمائن التربة الحمراء وثقوب الذاكرة
في منحوتات(أنيش كابور) الذهنية
.................................................................................................................................
(ان الذات(أتان) المتحررة من الشر, والمتحررة من الشيخوخة, والمتحررة من الموت, والمتحررة من الجوع والظمأ, والتي تنشد الواقعي, والتي يواكب الحق أفكارها, ينبغي ان يسعى إليها من يرغب في الفهم, ومن يعثر على هذه الذات ويفهمها يظفر بكل العوالم والرغبات) (الأوبانيشاد)
( لا سبيل لرؤيته, أو الإحاطة به, لا نسل له, لا لون بلا عين ولا أذن. بلا أيد أو إقدام, يتخلل كل شيء, وهو كلي الوجود, انه الواحد الذي لا يبصر, الذي لا ينظر إليه الحكماء باعتباره مصدرا للموجودات) (الأوبانيشاد مون داكا)
.................................................................................................................................
فجأة بصر(ما تسو باشو(1) نبتة برية نبتت في شق لوح خشبي من سياج حديقة مهجورة فانشدها قصيدة(هايكو) هي الآن من درر هذا النظم الشعري. ولم يكن إبصاره هذا إلا معبرا لشعاع النور في لحضه افتتان النفس به. نور البراري هذا هو ذاته الذي وجد الفنان(أنيش كابور) نفسه منغمسا في محاولات كشف إسراره الطبيعية. في الشرق كان مولده(2) ومن اختلاط بذرة جنسين(3), ومن الشرق حمل جينات ارثه إلى لندن(4) حينما كان يافعا. وباختلاط الزهرة البرية وتكنولوجيا الفن المعاصر امتلك حرفة التعبير الفني في أقصى مدياتها الأدائية والتعبيرية المعاصرة.
قبل ان نعاين منحوتات كابور علينا النظر إلى رسوماته. فالرسم النحتي وبكل الأحوال يشكل معبرا مهما لانجاز الفنان النحتي ومثلما هو واضح أيضا في رسوم نحاتين معاصرتين وحداثيين وكلاسيكيين والتي نستدل من خلال مساراتها الخطية على الملامح المهمة لانجازاتهم النحتية كما هو الحال مع المعماريين. ولا غرابة ان اختلط الانجاز النصبي النحتي بالمعماري, كما في أمثلة حديثة وقديمة. وان كانت رسوم(هنري مور) تحمل كل ملامح منحوتاتها, فإنها بقيت محافظة على أسلوبها التخطيطي الكفافي معظم الأحيان, بالوقت الذي صنع(جياكومتي) من تخطيطاته رسوما زيتية تحمل سمات العمل الزيتي ألتلويني ولا تنفصل في نفس الوقت عن هاجس التجسيم النحتي في منطقة الظل منه. (كابور) صنع رسوماته(الفنية وليست المعمارية الإيضاحية) بوحي من المصادر الفيزيائية لأعماله التجسيمية, وبالذات من ظلال النور والعتمة وانعكاسات شبحيه لبعض مخلوقاته العضوية وبؤره البصرية. وشكلت هذه الرسوم منطقة إبداع محايثة لا متنافذة ومعظم منجزه النحتي مع محافظتها على شروط أداء المادة الصبغية وحاضنها الورقي. ان كانت نبتة(الهايكو) البرية حركت الهام الشاعر. فان رسوم كابور تدخلنا في ديالوج إسرار الكون الخفية و ديالوج ظلالها الشبحية وفي العمق من مناطق إشعاعاتها الهلامية وكما هو الكون ظاهريا مادة هلامية قابلة للمسح الضوئي. كذلك هي معظم رسوم كابور صنعت من مادة صبغية أولية(بكمت) هي بعض من نثار هذا الكون وهي أيضا قابلة مثله للمسح الضوئي لإجلاء مخبوءاتها.
لم تكن تجارب منحوتاته الأولى على الصخر إلا بحثا عن الذي لا سبيل إلى رؤيته أو الإحاطة به. كانت ثقبا في المجهول الذي لا يزال يلاحق أحلامه في لحظات يقضه مثالية الشروط. حفرة الولادة الأولى لعناصر البيئة الخبيئة خلف ملايين التفاصيل التظليلية. لكنها وكمنحوتات ذهنية(5) حافظت على شروطها الأدائية الكفافية المكتفية بذاتها والتي لا يزال يتابع ويناور مناطقها بحثا عن مخارج أخرى أكثر ديناميكية ومناسبة لأمكنتها الفضائية جزء من معمار المدن المستقبلية. مستوحيا مصادره من غنى وتنوع المنطقة الإلهامية للبوح البيئي للعناصر الكثيفة لتربة الهند وعتمة ملونتها والتي لا تزال ترافق مخيلته حتى آخر عرض له في نهاية عام (2009)في (الرويال أكاديمي) بلندن. رغم كل تجاربه المتعددة في مجال المواد النحتية والبنائية والوسائط اللدائنية الأخرى. في حفرته الحمراء(في هذا العرض) وما يحيطها من تكوينات تربة شريطية حمراء هي جزء من ارثه الترابي الأول الذي لا يني يلح على ذاكرته ربما اعترافا أو اكتفاء بما لا يمكن نسيانه أو تجاوزه رغم انفصام المسافات الجغرافية. وان تكن تربته لونا فقد اكتشف ووظف اللون البيئي بحساسية عالية مادة أولية صنع منها معجزة أعماله الأخرى وتحول اللون وهو تربة(بكمنت) اشتغل عليها منذ عام(1980) إلى زهرة برية أو قبة محدبة أو مخروطا أو نبتة مجهولة المصادر ومعلومها, وكما يقول(انأ اللون أعمالي كمنحوتات), وهي في كل ذلك تتشكل كوحدات عانية تحافظ على مقدرتها الإيحائية كذرات مفردة تتجاور أو تتقابل أو تتباعد لكنها تبقى تتخاطر وكائنات افتراضية عبر مساراتها أو تقاطعاتها.
السطح الصخري المسطح الذي ينفذ عليه أعماله يتشكل بدءا كفراغ قابل للأفتضاض. كما هو سطح رسوماته الملونة. وهو إذ يصنع عليه ثقبه أو حفرته المقعرة فإنما ليؤكد من خلالها ذبذبات انكسارات ظلالها(عمقا أو إشعاعا) على ما حولها وعلى محيطها. والكائن الافتراضي المقعر أو المحدب الذي يحاوره هو بعض من حلقات دوائر (الثانكا) البوذية مفرغة من تفاصيلها التشخيصية رغم كونها تمت أيضا لتأثيرات رسوم أل( كاما سوترا ) الحسية الهندية. فالجنس وهو هيكل لهضبة مقعرة أو محدبة قابلة للمس ومكثفة في إيحاءاتها الايروتيكية التي لا تنفصل عن ايروتيكية الطبيعة في لحظة توالدها. وما بين جذب القعر وإشعاعات التحدب الطاردة أو الصاعدة يكمن السر الوجودي المنفتح على جذوة الحياة وعصبها المحرك في عمق التصادمات السرية والديناميكية لدواخل النفس. من كل ذلك تكتسب هذه المنحوتات الصخرية بعض من جماليات مظهرها وبعض من أسرار إيحاءاتها سواء كانت صوفية أو حسية.
من اللون مادة صنع تشكيلات منحوتاته الزهرية. ومن الفراغ وهو فضاءات مقننة صنع منحوتات أخرى. ولم تكن الكتلة(الفورم) عنده في أعمال لاحقة إلا فضاءا مضاعفا وجد حلولا له في الأشكال الكروية أو الكبسولية, و الكرة قطرة تدحرجت أو سقطت من علو فثبتها في لحضه ارتجاجها وأحال هندسة منحوتاته المعمارية إلى مصدرها العضوي البيئي ليفقدها غالبا ثقلها الفيزياوي. هذه الفورمات المتريالية التي لعب بتشكيلات أسطحها لا بجوهر شكلها استمدت سطوة إيقاع مشهديتها من فعل حركة انزياحات أو ثقوب أو شطب لبعض من محاور سطوحها وبتدخل من تقنية حرفية معملية جمع فيها الفنان مابين الفعل الفني كمصدر ألهامي والفعل التصميمي المعماري الذي هضم درسه فصنع منها أنصابا تغازل السماء والغيوم. أنصاب احتلت أمكنتها المدنية البيئية جزأ من عمارة معاصرة. وان هي لم تحمل كل مميزات العمارة التفكيكية إلا أنها تقاربها كما في نصبه(باب الغيوم) في ساحة(ميلنيون) في شيكاغو والذي يتجاور مشهديا ونصب المعمارية المعاصرة(زهاء حديد) المصمم لنفس البارك( سرداق, آو متحف الفن الحديث(6) الكبسولي أو تصميمها الآخر(سولو باخ). وان كان الاختلاف في توظيف كلا النصبين وظيفيا. إلا أنهما متقاربين استيتيكيا في مظهريتهم. لكن يبقى نصب كابور محافظ على ثبات سكونيته وحراك تلاوين انعكاسات سطحه. بالوقت الذي تتحرر سطوح أعمال حديد من سكونيتها. وليس غريبا ان يكون هذا التجاور ما بين النصب النحتي لكابور وعمل المعمارية زهاء بما ان محركات موروثاتهم الشرقية هي أيضا متجاورة. فزهاء حديد حررت منطقة الأرابسك الشرقية من ضوابطها تفكيكا لوحدات أعلت من العلامة الدائرية أو المقوسة وحدات قياس معمارية جديدة. كما الشكل الدائري أو المحوري عند كابور. ولا غرابة في ان يستعين كابور بزملائه المعماريين المعروفين استشاريا في تنفيذ بعض إعماله ذات الممرات والأحجام الكبيرة.
لقد اوجد(لوكوربوزيه) مقياسا معياريا معماريا للإنسان الحديث واسكنه احيازا مستوية مناسبة. وهو مثل بقية نظراءه الذين عاصروه من المعماريين أسس للعمارة الحديثة الاجتماعية بمواصفات تكعيبية متقشفة. وعلى النقيض من ذلك انطلقت شياطين العمارة المعاصرة لتفكك وتعيد وتوسع المخيال المعماري ليتجاوز في اندفاعات خطوطه ومساحات فضاءاته وليشكل كائنات معمارية عضوية مقوسة ومدومة تشع نورا وتطلق سطوحها الطائرة في كل اتجاه بحثا عن هواء جديد. وبالتزامن مع هذه الابتكارات المعمارية, حرك كابور التربة والملونة الهندية إلى سهول مقعرة وهضاب مرتفعة وأطلقها في الفضاء أجساما كروية منورة . لقد قادت التكنولوجيا المعاصرة خطى المعمار, و قادت التكنولوجيا خطى كابور عبر دروب مخياله الذاتي ليحرر التراب من كثافته ويطلقه أجساما هوائية.
من الجسم المكور اشتق الشكل الكبسولي الذي حشره ضمن فضاءات متحفية هي أصلا غير مهيأة لأن تكون حاضنا طبيعيا أو مألوفا لهذه الهياكل المتعارضة وشكلية جدرانها المستوية ومساحتها. الهياكل الفولاذية الخام هذه بمظهرها التوربيني (إيحاءات خطوط فواصل مقاطعها الطولية المنحنية) وملونتها المؤكسدة تنحشر اقتحاما في حيز مكان عرضها لتفاجئ المشاهد كمائن تحافظ على أسرار دهشتها. وخير مثال على ذلك عرضه في متحف (كوكنهايم(7) نيويورك. بهيكله الفولاذي المخاتل لحيز المكان الذي اختاره بناءا على تصميم مسبق و بذكاء لكي لا يمنح المشاهد من زاوية معينة سوى بعض من مساحة هيكله كتحريض لتقصي ملامحه الكاملة التي تظهر على أوضح ما يكون من خلال تقصيها في فضاء مكاني آخر, لم يكن عرض الهيكل أمرا مرهونا بفضاء واحد وعلى المشاهد اكتشاف زواياه لتكتمل دهشته. وهو يرزح بثقل مكوناته المعدنية التي تقتحم فضاءاته حشوا طاردا للكثير من هواءها وغير بعيد عن إيحاءات من ميكانيكزم الفعل الجنسي ألحشوي نفسه, رغم كونه ملغوما بميتافيزيقيا معمارية تعلي من شأن مصادرها الخفية.
ما يكرره كابور هو ان( يصنع جسما في الفراغ), لكنه ليس فراغا فنتازيا مطلقا, بل هو ممغنط بادراك شبقي وبشكل خاص في أعماله المعوية(نسبة للأمعاء) بمجاريها ومنافذها ذات الفوهات(المجسات) التي تلامس حافات فضاءاتها ممرات للنور المخبوء. هياكل الشبق هذه لا تنفصل عن موحيات موروث الشبق الديني الهندي في نصوص(كاما سوترا), لكنها منذورة للبشر و بالذات لفضاءاته المعمارية البيئية, لا للآلهة. وكممرات حسية صنعت من لدائن حمراء يتحكم بمسارات هياكلها ومسارات توربيناتها المجازية التي تخترق الفضاء وتتفتح مجساتها نوافذ تنغلق على أسرارها التي سرقت من الفضاء هوائه وأنواره وخبأتها بين دهاليزها وممراتها الأفعوانية ولتدع الحدس يواصل مسيره عبر مسالك ممراتها الملتوية والملتهبة بذبذبات فيزيقية, والحدس استشعارا لعبة الفنان القادم من فضاءات هي موطنه. و كابور يعي تماما شروط توظيف حدوسه الإبداعية في فضاءات البيئة المعاصرة, بأحادية مزاجية ألوانه الحسية الأثرية ووقع حجوم أعماله المكرسة لفضاءات تقتحمها بمهابة لتزيح الفضاءات النحتية والمعمارية القديمة و الحداثوية ولتؤسس لمسارات متوازية لثقافة المكان مابعد الحداثي. ممراته للضوء المخبوء والمتفجر هذه والتي يصل أطوال بعضها إلى(150) مترا ما هي إلا ممرات للوهم المستحضر عبر دروب الذهن والمقنن بشروط صنعة إخراجه. لكنه وهم يشيد سكنا افتراضيا للبصر موازيا لصروح سكننا وبنفس شروطه البنائية.
الهياكل التوربينية التي نفذها الفنان في السنوات المتأخرة وبعدة تنويعات ولعدة أمكنة عرض في(لندن, برلين, نيويورك, بلجيكا ايطاليا..)ولم يستثني الطبيعة. هي بعض من درس ثقب الصخر الأول الذي وجد نفسه مدوما وسط حفرته التي باتت منافذ دائرية. وان أصبحت الحفرة نقطة خضعها لفعل الضغط الجوي في عمله باب الغيوم. فإنها تماهت أيضا في مرآته للسماء(كما في مرآته لسنتر روكفلر في نيويورك8) و وانعكاسات متبادلة لأنصاب محيطها المعمارية وانعكاسات مياه النهر المجاور , لقد استطاع كابور في هذا العمل ان يلبي شروط المحيط المعماري ويحقق بؤرة استقطاب تكثف وتعلي من جمالياته. وللكثافة والمضاعفة درس آخر في عمله(9) الذي كونته عشرات المرايا المعينية المعدنية لتشكل صورة بانارومية موشورية وليحاور بها مرة أخرى وحدته النحتية الصورية المصغرة لا بعثرة بل جمعا مكثفا يتجاوز محيط إطارها الذي يتشضى بوهم وحدته. فان كان الثقب كائنا ملغزا يتسرب من بين أيدينا حتى القاع, فقد تحول في هذا العمل إلى طيف تتشضى بعض أطرافنا على سطحه نثارا متوهجا. وان كان الثقب أو التكور كائنا ثقيلا بكثافة كتلته للحد الذي حاول شطره بلوح مستوي في بعض منحوتاته, فان أعمال كابور المدورة والمكورة بتحدباتها ما هي إلا أجسادا افتراضية تبث أضوائها ملامسة نبض أحاسيسنا. وان كان الجنس نذرا كهنوتيا فان أعمال هذا الفنان تقاطرت من رحم معبدها هبات بشرية تسر النظر وتدغدغ الأحاسيس.
الدرس الأخير:
.....................................
ان يتوسع الفنان في مبحثه فهذا أمر مرهون بمقدرته الإبداعية وحوافز مخيلته. لكن المقدرة الأدائية وحدها وتصورات المخيلة تبقى قاصرة بدون توفر الأداة التي هي في نفس الوقت تقنية وثقافية تواكب مكتشفات العصر الاستشعارية الثقافية والبيئية وتشير إلى متغيراتها المحتملة. وما تشير إليه منجزات التشكيل المعاصر هو غلبة العنصر الأدائي ضمن فهم كامل لشروط المكان البيئي والمدني ووضوح خطوطه العامة واختلاط المفاهيم ومصادرها اظافة لشيوع الأداة التكنولوجية وتطويعها لمناطق العمق الخفية من الذهن البشري. وكما في تجربة كابور تحولت الكائنات المصغرة والمهملة إلى كائنات عملاقة شكلت بؤر جذب سحرية لمحيط عرضها المكاني وأذهلت مشاهديها استقطابا لولوج منافذها السحرية.
...........................................................................................................
1.. شاعر ياباني من القرن السابع عشر.
2.. بومباي.
3.. ولد في عام 1954من أب هندي وأم عراقية.
4.. سافر في عام 1972 إلى لندن لدراسة الفن والتصميم.
Mental sculpture..5
.Chanel Art Contemporary Container..6
Memory. Guggenheim..7
Sky Mirror..Rokefller Center, New York..8
Hexagon mirror dish..9
.................................................................................................................................
علي النجار
2010-01-02



mercredi 20 janvier 2010

الرسم وطنٌ للحلم / عدنان بشير معيتيق

عدنان بشير معيتيق

من أعمال الفنان علي العباني




الرسم وطنٌ للحلم

(الجمال هو انكشاف أو تألق النواميس الخفية التي لولا هذا الجمال تبقى محجوبة ، وان الطبيعة تكشف خفاياها وأسرارها للفنان الذي هو شارحها الأمثل ) غوتهعندما تطبق الهموم على الفنان من كل جانب يحق له..... أن يهرب... أن يرسم .....أن يحلم... وباعتبار الرسم وطننا للحلم ، هذا الوطن الفسيح الذي يتسع لكل الناس ويسود فيه الحب والخير والجمال ويكون الفنان هو البطل الأسطوري الوحيد الذي يعيش تفاصيل حلمه الجميل، بكل اكتشافاته البصرية والمعرفية.الفنان علي العباني يرسم فضاءات الذاكرة والحلم بروح البحث فائقة الحساسية ، تلك الفضاءات الروحية المستلهمة من سهول ووديان ترهونة الوطن حيث الحقول أشجار اللوز والزيتون والأحراش والآفاق البعيدة وتبدل الفصول والليل والنهار وتجاور البر والبحر والخيول واختلاف الوجوه وثنائية الأرض والسماء بكل أمزجتها من ألوان الفرح والحزن المستقى من أغوار النفس البشرية ، وحالات الضوء وانعكاساته كمثل تسلل وميض لون ازرق من بين كتل السحب البيضاء الكبيرة ذات الظلال البنفسجية يجتاز بصمت تلك المسافات الفاصلة بين السماء والأرض وانعكاس هذه الظلال العملاقة على ارض مترامية الأطراف ذات ألوان قزحية تنعش الروح وتمنح الوجدان أحلاما جديدة عند المتفرج .يجمع الفنان بين حرية الرسم عند الغرب وصرامة الشرق وروحانيته .فكانت حركية الفرشاة وأثرها المتروك على أرضية اللوحة بضربات لون ابيض تفصل الأرض عن السماء وتفتح نافذة في الآفاق البعيدة لتجعل النظر يتنقل بكل حرية في فضاءات النفس الفسيحة ، فهذا كله انعكاس طبيعي لامتلاء النظر بتلك المفردات التي كان ومازال يعيشها ويحس بها الفنان.العناصر عنده متماهيه مع الأفق البعيد حيث لا يمكن فصلها فهي متوحدة معه أبدا ، فضربات الفرشاة هي التي تصنع نسيج اللون ، ذلك الرداء الأبدي بكل قصائده ...أحزانه ، أفراحه ، آماله .جرب الفنان الكثير من التقنيات وتوقف في عدة محطات فنية ابتداء من الواقعية ثم الانطباعية وانتقل إلى الحروفية و الخط العربي ، اهتم بالتزيينية ورسم سروج الخيول والسجاد ( الكليم ) ومفردات الفن الإسلامي التي كانت تمثل إبداعا جماليا أصيلا من الموروث الشعبي .استغنى عن المحاكاة للواقع الخارجي وركز على الصوت الداخلي الذي بدا من الأشكال وانتهى بالألوان ، بتجريد الشكل وان يكون اللون النور هو الغاية في موضوعات ( land escape ) التي استقر على رسمها بحساسية فائقة وأداء رفيع ، تأسس عنه أسلوبه الذي ميزه عن غيره من الفنانين.الفنان علي العباني من ابرز الفنانين التشكيليين في ليبيا ، درس فن الرسم بإيطاليا وتخرج بتقدير ممتاز ، عضو مؤسس لنادي الرسامين بطرابلس سنة 1960 ، له العشرات من المعارض في الداخل والخارج، تحصل بمعرض السنتين العربي بالكويت سنة 1975 على جائزة ( الشراع الذهبي ) ، صدر له كتاب يضم أهم مراحله الفنية بعنوان ( معزوفة التجريد الطبيعي ) يحتوي على مجموعة كبيرة من أهم أعماله.عّبر الفنان عن اللون بهذا النص الذي جاء في حوار معه بمجلة الثقافة العربية قال فيه :( اللون ذلك المتسرب عبر ثقوب الخيمة القديمة في الصباحات ، بأطيافه المتلألئة على قطرات المطر العالقة بعد ليلة شتوية ، اللون رداء الزمن المتغير في الذاكرة ، ذاكرة الضوء والظل والزوايا المغبشة ، بسرده اليومي وروايته الأبدية ، بغلا لته الشفافة عند النبع ، وبروحه المزمجرة في ليل العاصفة ، ظلال بنفسجية على سطوح جير الحوائط في أزقة المدن الحميمة )بلاغة النص التشكيلي عنده هي نتيجة لتراكمية المشاهدة وعمق الرؤية الخاصة به والكم الكبير للخبرات المختلفة التي اكتسبها من خلال مشوار حياته الفنية الطويلة والمتنوعة بكافة أصناف الأنشطة الإبداعية التي مارسها ( رسم – تصوير فوتوغرافي – كتابة ) ، هو من اكثر المبدعين إنتاج وارتباط بالحالة الإبداعية ، يعيش الحلم في وطن فسيح هو الرسم








عدنان بشير معيتيق فنان تشكيلي ليبي

" الفن والأدب ليست آدوات تغيير مباشر , وأنما على المدى البعيد يمكن جواز ذلك

" الفن والأدب ليست آدوات تغيير مباشر , وأنما على المدى البعيد يمكن جواز ذلك




الفن والأدب ليست آدوات تغيير مباشر , وأنما على المدى البعيد يمكن جواز ذلك "

حوار مع التشكيلى - عادل الفورتية حاوره - صابر






فى لوحاته التشكيلية خصوصية وثراء روحى , هو من جيل الشباب الذين حققوا حضورهم على مستويات عربية ودولية , ولم يكتفى بالموهبة وحدها ليشير للأخرين أننى فنان , إنما تخصص ليذهب الى البعيد فيما هو عازم عليه , يحض باحترام من الذين سبقوه رغم التمرد على اللون الذى يدفعه للمشاكسة والاختلاف وصولا الى صفاء الذات , يعتبر مجتهدا بامتياز يذاب من أجل عرض لوحاته فى فضاءات تتسامق مع تطلعاته وأحلامه , تجاذبنا أطراف حديث ثقافى معه استحضرنا فيه هموم الفعل الإبداعى واكتشفنا رؤية أخرى له خارج اللوحة.يعانى المثقف العربى من عدة اشكاليات ماهى ابرز هذه الاشكاليات ؟ج – ابرز الاشكاليات التى يعانى منها المثقف العربى هى بالاساس غياب الحرية والازدواجية فى التعبير والسلوك , فالحرية عامل مهم وضرورى للمثقف على الصعيد الشخصى ومن ثم العام , فلاو جود لمثقف أسير لأفكار بالية أو ماضوية أو مثقف عبد لغرائزه ونزواته الدونية مثلا أو مثقف يردد مايقوله الآخرون دون تمحيص , هذه الحالات نراها تعيش داخل مجتمعاتنا العربية وبالتالى لايمكن لها أن تحقق مثقفين بالمعنى الشامل للكلمة ربما أشباه مثقفين .... والجزئية الأخرى هى الازدواجية فى السلوك والتعبير بمعنى هناك ثنائية مقيته يعيشها مايسمى بالمثقف العربى فى حياته فتارة تجده ليبراليا وتارة ديكتاتوريا وتارة متسامحا وأخرى عنيفا وسلطويا , ولربما كل ذلك يعتبر هينا أمام ازدواجية الفكر والواقع التى تنبع من ذات المثقف العربى والتى أعتبرها أساس كل انهيار صروح الثقافة داخل مجتمعاتنا العربية , ولست هنا فى اطار التعميم فنسبية الاشياء هى الحكم بين كل تلك الظواهر السلبية.وربّ قائل – ان هذه الخلطة ( الازدواجية ) هى الرافد للمثقف ! كون الثقافة بالمفهوم الساسى فوضوية الماهية , ولكن ليس بالمستوى الذى نعيشه على جميع الأصعدة فلربما المثقف الغير مسئول نجد له المبرر فى ذلك لكن أن يكون ذى مكانة رسمية فهذا لايجوز لأن من المفترض أن تتقلص الغايات الذاتية والشخصية أمام الغايات العامة والكلية , وبالتالى تختلط فى ذوات مثقفينا كل تلك المفاهيم فيصبح الناتج كائن هجين غير قادر أحيانا حتى التلفظ بجمل ذات قيمة ومعنى ..... هل ممكن ان تكون عوامل الاحباط امر ايجابى يدفع الى الامام ؟ ج – لست مما يعتقدون بأن المعاناة هى العامل الايجابى الوحيد فى الفعل الابداعى والثقافى عموما فالحياة بشمولية رؤاها ( أى حالات الحزن والفرح والضيق والغضب ) والتى تصاحب الكائن الإنسانى الممارس لذلك الفعل قادرة على أن تعطينا نتاجا فنيا راقيا وذو قيمة عالية من الحساسية والشعرية – لكننا هنا أمام عوامل وجودية ذات فعل استمرارى يواجه الانسان فى كل ثانية.اما ان تكون تلك الحالات هى من فعل مؤسسة أو سلطة محددة كأن تضع تلك المؤسسة أو السلطة العراقيل امام الفنان أو المثقف لكى يطمس ويغيّب فذلك لاأعتقد بأنه عامل ايجابى ابدا , اما بالنسبة لقضية الدفع الى الامام فأظنه امر خاص بالتكوين الجمالى والمعرفى لدى الشخص , فهناك بعض من المثقفين يستسلمون فى بداية الطريق وهناك من يستمر ... وهكدا , فالتخصيل المعرفى مهم جدا فى استمرارية ذلك المثقف من عدمه. متى تصبح الحاجة الى الكتابة او اى فعل ابداعى اخر ضرورة ؟ ج – بالنسبة لى النتاج الثقافى بعمومه شىء ضرورى جدا ولايمكن إرتهانه بإستقطاع زمن ما , فمثلا المجال الذى امارسه فى الفن التشكيلى اعتبره مجالا حيويا والغاية من إرتجال لوحة تشكيلية هو فعل ديناميكى باستمرار فالذاكرة المتأملة والمخيلة والرؤيا البصرية لما حولنا من الاشياء ومحاولة اعادة ترتيب الظواهر من حولنا من جديد , كل ذلك لايرتبط بوقت محدد فالفن كينونة بمعنى عدم إختصاره ضد الزمن لابل الفن والزمن وجهان لعملة واحدة ويسيران فى خطان متوازيان , فلايمكن تصور عالم بدون فن أو بدون إرث ثقافى عام .هل يستطيع الادب والفن ان يصنع تغييرا ويؤثر فى الحياة ؟ج – الامر لايدخل فى دائرة المطلق وانما يمكن تصنيفه نسبيا , فالفن والادب ليسا أدوات تغيير مباشر وانما على المدى البعيد يمكن جواز ذلك , فاللوحة والمسرح والكتاب وكل آليات الثقافة بوجه عام لاتستطيع فرض التغيير اللحظى من خلال التعبير فقط فلابد من وجود مترادفات أخرى لكى يؤدى الفعل الثقافى دوره داخل منظومة المجتمع مثل تفعيل الدور المؤسساتى , وبالتالى مع الاستمرارية تصبح هذه الأنساق الأبداعية قادرة على توجيه شفرة معينة تختصر احيانا فى توضيح السلبيات التى يعانى منها مجتمع محدد .المبدع العربى فى البداية نجده متمسكا بعدة ضوابط فنية لكن سرعان مايتغير ويصبح كالماكينة حريصا على الكم ... هل توافق هذا القول ؟ج – المثقف والمبدع العربى يعيش مثالية تخيليية بمعنى انه يتموضع داخل يوتوبيا ومن خلالها يريد مواجهة العالم , وايضا المجتمع العربى يعيش واقعية تجهيليية سطحية اذا جاز لى التوصيف والمعنى ان ذلك المجتمع يريد كل شىء جاهزا ودون أن يبذل اى مجهود.فمثلا الثقافة والفن بمفهومهما الشامل شيئان أساسيان وضروريان لكى تتخطى المجتمعات الأطر القبلية والثقافة السكولاستيكية أى المدرسية الكلاسيكية فى المعرفة وبالتالى يمكن لها ان تقف على مشارف ثقافة مغايرة تجديدية يكون للعلم النصيب الأوفر , ولكن دون ذلك سيظل المثقف والمبدع العربى يعيش هذه الدوامة من فرض ظوابط أحيانا وخرقها أحيانا أخرى.فالجودة والنوعية مصطلحات أصبحت تبدو غريبة عن واقعنا الثقافى العربى بوجه عام والسبب فى ذلك التحول المادى الرهيب الذى نعايشه وماأدى أليه من تناقضات على مستوى القيم والأخلاق , ولسنا هنا ضد هذا التحول ولكن ينبغى ان يرافق ذلك التحول والتغير فكر ناضج قادر على استخلاص الشوائب وإستبيان الجيد من الردىء.كيف ترى مستقبل المنجز الفكرى العربى ؟ ج – مستقبل المنجز الفكرى العربى جيد جدا وأحيانا يصنف عالميا بامتياز , لكن تظل المشكلة فى القراءة اشكاليتنا كشعوب عربية أننا لانقرأ أبدا , ولهذا يبدو الأفق عندنا ضيق وثقافتنا أحيانا ظلامية .النقد عندنا هل هو متخلف عن الابداع ؟ج – نعم للأسف مجال النقد عندنا يبدو كذلك بمعنى مجمل الأعمال الابداعية لاتجد طريق النقد لها . فى عالمنا العربى ينظر دائما بنظرة تقزيم لأى منجز فى حين يتم الاحتفاء بما ياتى من الخارج ؟ج – صحيح وهذا ماأشرت اليه قبل قليل الاسشكال فى القراءة والوعى نحن أمة لاتقرأ وعلى هذا الأساس يبقى كل فعل ابداعى خاص ببيئتنا فى الظل وطى النسيان وينظر الى صاحبه نظرة المسكين الغافل , ولذلك تصبح الشعوب العربية عُرضه للتغييب والتجهيل والتأثير عليها , أما بالنسبة لإحتفاء الجمهور العربى بالمنجز الذى يأتى من الخارج فلاأظنه نابع من رؤية ثقافية معمقة فالأمر لايعدو كونه مقولة رسّخت داخل اللاوعى الجمعى العربى مفادها – أن القوى هو الذى يفرض ثقافته على الضعيف – يشهد الوطن العربى سلسلة من التوترات فى فلسطين والعراق ولبنان وايضا السودان – ماموقفك ازاء ذلك ؟ج – ومصير الشمس أن تشرق فى كل القلوب ...كل قلب شمسه فيه وحتى ان يكن عصبوا عينىّ فمن يعصب قلبى !!- الشاعـر الليبى – محمد الشلطامى ترتفع الأصوات المنادية بالاصلاح والتغيير – هل فنون الكتابة والصورة فى حاجة ايضا لمثل هذه المطالبات ؟ج – التغيير فعل وجودى لايمكن وقفه على فترة تاريخية محددة والاصلاح كذلك , وهذا بالتأكيد ما تحتاجه آليات الثقافة الأخرى ....تختلف حيثيات الابداع من بلد الى اخر ماهى الخصائص التى تراها موجودة فى بلدك وهل هناك مشهد ثقافى عربى واحد كما كان ؟ج – بالنسبة لى لاأرى اختلافا كبيرا بين النسق الابداعى الليبى وغيره فى الدول العربية , فالمستويات الثقافية هى ذاتها الّلهم بعض الاختلافات الظاهرية نوعا ما أى مايعترى اللغة المكتوبة من مفارقات فى الشكل والمعنى أحيانا – مشهد عربى واحد - فى اعتقادى ان ذلك سيظل قائما فهذه الامة تحمل فى وجدانها عوامل إتفاق كبيرة رغم سطوة مايسمى الان بالعولمة ومحاولة تنميط العالم وفق ارادة السوق .ظهرت عدة اسماء فى فترة الستينيات والسبعينيات ولم نعد نرى ذلك البريق يتكرر وتظهر اسماء جديدة – هل الاجيال التى جاءت من بعد اقل مقدرة ؟ج – لاأظن ذلك الأجيال الجديدة لازالت تكابد وتعمل المستحيل لكى يُسمع صوتها , ولااعتقد بأن الثقافة يمكن حصرها فى القديم فقط , نعم هناك العديد من الأسماء لايسع المجال لذكرها والتى تنتمى للأجيال الحديثة والمعاصرة وهذا أبدا لايقلل من مقدرة وعطاء هذا الجيل . تكاد تنحصر حصيلة الجوائز العالمية العربية فى جنس الرواية – هل تراجعت كافة الاجناس امام مد الرواية ؟ج – ربما يرجع ذلك فى قدرة الرواية على الإحاطة بتفاصيل الوجود الإنسانى عموما , لكننى على دراية جيدة بأن هناك جوائز عالمية فى مختلف الأنساق الثقافية الأخرى فى الغرب طبعا ماهو جديدك بالتفصيل ؟ج – " لاشىء تحت الشمس بجديد " – هيجل - سأشارك قريبا فى المهرجان المغاربى الثانى للفن التشكيلى – فى مدينة وجدة بالمغرب .- كلمة أخيرة .....أن يكون من أمر ماكان ...أرانى لم أنفق أيامى سدى ...ففى هذا العالم المجنون , وككل أحد ...لم أفعل شىء , إلا أن لهوت .- سيوران -*( شاعـر من رومانيا )

lundi 18 janvier 2010

معرض رشيدة عمارة برواق كالستي / الفنان الناقد عمر الغدامسي

الفنانة التشكيلية رشيدة عمارة
معرض رشيدة عمارة برواق كالستي / الفنان الناقد عمر الغدامسي



الشخوص في اطوارها الاولي





الشخوص في طورها الثاني

الطور الثالث

خيط نيتشه


عمر الغدامسي

أقتطف هذه الفقرة من الكسندر اليوت:
كل شيء قد بني حول لا شيء، كالكهف، ولذا يسمع المرء الصمت وقد يرى الفراغ. وهذان ينسابان الى دخيلة الإنسان. والإنسان ينساب اليهما. في داخل الصمت يسمع اللامسموع، وفي الفراغ يرى اللامرئي. ومن هنا جاءت رسوم الكهوف.
لا أستشهد بهذا المقتطف لمجرد أنّ أعمال رشيدة عمارة ـ في جزء منها على الأقل ـ تعيدنا بتكوينات شخوصها وبألوانها الى جداريات كهوف تاسيلي وأكاكوس. بل ولأنّ تلك الأخاديد والخطوط المحفورة، والتي تتلاقى وتتقاطع مجردة أو مشخصة ملوّنة أو في عري البياض، هي الموسيقى القادمة من لحظة البدء ومن تلك البراري، عندما كان الانسان الأول منجذبا بإزميله البدائي الى صخرة تحييه ويحييها صوتا وشكلا في آن اللحظة.. في لحظة الصمت بين حركة ازميل وآخر. كان ذلك الإنسان يسمع اللامسموع الكامن في داخله، ليراه متجليا على صخرته، كفراغ يرى فيه اللامرئي.
تحمل الفلسفة التاوية هذا المعنى ايضا والذي تترجمه رشيدة عمارة بصريا في اعمالها حيث يحيل عندها اللامرئي الى المرئي ويكون فيه المرئي امتدادا للامرئي.
الغياب صوت التجلي.. التجلي جسد الغياب.

يمتلك الفن هذه الخاصية الروحية وهو يعرف كيف يرتوي ويتجدد من لا وظيفته.
يتجدد الفن من قدرته على اللعب ومن غياب الضوابط المدرجة في أكاديميات معلبة ومحفوظة بعناية. وهذا ما تقوله لنا رشيدة عمارة في اعمال معرضها وذلك عندما جعلت من الامكانيات التقنية المتاحة لها في الحفر. مطية وليس حاجزا للبحث والمغامرة. فكان أن روّضت الحدود التقنية الصارمة في مجال الحفر وخبراتها ضمنه، لتبدو أكثر توافقا مع ذروة اللحظة وزخمها، ذلك أن العملية الابداعية لدى هذه الفنانة، تبدو أكثر انجذابا لفن الرسم الحركي، وللحظة التجلي امام بياض الحامل بشحناته وانفعالاته وانفلاتاته.

عندما نشاهد أعمال رشيدة عمارة في هذا المعرض، فعلينا أن نتذكر اعمال معارضها الأولى، لأن ذلك وحده سيجعلنا نتساءل عن الكيفية التي يعايش بها الفنان شخوصه ان وجدت.
الروائي يفعل ذلك وفق تطور الاحداث وكم من روائي تمردت عليه شخوصه. أما في الفن سواء كان رسما أو حفرا فإنّ الأمر مختلف تماما، فالشخصية لا تخضع للمعايشة بل للتنزيل، بوصفها شكل وتلوين. لنتذكر مثلا لوحات فرانسيس بايكون أو ايغون شيلي. عكس الرواية فإنّ الرسم أو الحفر يبرز حالات تعبيرية أو شعورية مكتفية بذاتها لكن لو نظرنا الى مسار رشيدة عمارة منذ اعمالها الأولى والى غاية ما تقترحه علينا في هذا المعرض، لاكتشفنا انها تعالج شخصياتها وفق بناء تصاعدي. انها تلك الشخصيات والتي تجلت في لوحاتها الأولى بأشكالها وتكويناتها الموحية بالخفّة والتكثيف والاختزال، نراها تحضر في جانب من اعمال هذا المعرض وقد تمددت على خيط ممتد، يضاهيها خفّة واختزالا، رشاقة وبساطة وكأنه امتداد لهم وهم امتداد له. لكن ذلك الخيط نراه معلقا في الفراغ وكأنه يطل على الهاوية ولعله بذلك يشير الى انسانية تلك الكائنات المعلقة عليه. انه خيط نيتشه: حيث ليس الإنسان الا خيط منصوب بين الحيوان والإنسان المتفوق، فهو الخيط المشدود فوق الهاوية.
في لوحات اخرى تبدو تلك الكائنات والتي لا تحتمل خفتها وقد غدت مثقلة بأجسادها. وما بدا تفاصيل شديدة الاختزال في اشكالها غدى ملامح مشوهة، قاسية ومتعبة اننا في أتون الهاوية والسقوط.
ونحن نذكر تلك الشخوص المعلقة وما آلت اليه، علينا أن نتوقف عند تلك الكائنات الوسطية ـ ان صح التعبير ـ والتي تبدو رغم غرائبيتها اكثر تناسبا مع الجسد البشري، اكثر دنيوية وشهوانية، أكثر تصميما وجاذبية.. انها كائنات ما قبل السقوط في الهوة.