«قباب» يستضيف أضخم معرض تشكيلي عراقي في أبو ظبي
تقرير: محمد الأنصاري - أبو ظبي
Saturday, 15 November 2008
في تظاهرة تعتبر الأوسع في تاريخ الفن التشكيلي العراقي المعاصر؛ يقيم غاليري «قباب» في أبوظبي مساء الجمعة 21 الجاري؛
أضخم معرض للفنون التشكيلية العراقية «ميزوبتميا» بمشاركة 75 ـ80 فناناً تشكيلياً من رسامين ونحاتين وفناني سيراميك، ويضم المعرض لوحات وأعمالاً نحتية وسيراميك للفنانين العراقيين الرواد والمعاصرين والشباب من مختلف بلدان المهجر والشتات، وأعمالاً أخرى من داخل العراق.
يرافق المعرض الذي يستمر حتى 12 ديسمبر المقبل؛ «ليلة فنية عراقية» يشارك فيها الفنان العراقي جواد الشكرجي بقراءة مختارات من الشعر العراقي للجواهري والسياب وعبدالرزاق عبدالواحد ونخبة من الشعراء الكبار، كما يصاحب هذه الليلة الفنية أنغام وغناء لفرقة «الشالغي البغدادي» الفلكلورية التي ستقدم مجموعة من الأغاني الفلكلورية، إضافة لإقامة عرض للمأكولات الشعبية العراقية وبعض المنتجات المصاحبة لها. لقد كان حلماً يراودني منذ سنوات؛ أن أقيم معرضاً يجمع أعمال التشكيليين العراقيين وتقديمها للعالم بصورة لائقة ـ بهذه الكلمات بدأت لميس البازراكان مؤسسة وصاحبة جاليري «قباب» حديثها عن المعرض الذي يجري الإعداد له.
وتضيف: «إن ما جرى على العراق منذ عقود طويلة ويجري الآن؛ هو بمثابة حرب متكاملة على الإبداع والحضارة والفن والتاريخ والإنسان، وقد اشتركت أطراف عدة في ذلك، وقد أدى ذلك إلى ضياع وتدمير الآلاف من الأعمال الفنية العراقية والحديث في ذلك يطول، ولكننا لو أردنا الحديث عن الفن العراقي المعاصر؛ فإن التشكيل العراقي أثبت لنفسه مدرسة فنية خاصة لها أسسها وقيمها وخطوطها التي لا تشابه مدرسة أخرى. وحين يجري الحديث بإنصاف؛ فإن التجربة التشكيلية العراقية تعتبر الأبرز بل الأكثر فرادة في العالم العربي والشرق الأوسط، وقد أدت الحروب والكوارث المتلاحقة التي حلّت بأرض الرافدين إلى تشتت الفنانين العراقيين وتغربهم في مختلف بقاع العالم، ولم تحفل مؤسسة فنية ـ سواء كانت عراقية أو عربية أو عالمية ممن تدعي حرصها على الفن ـ بهؤلاء الفنانين وأعمالهم أو حاولت على الأقل جمعها في متحف أو قاعة عرض لتخليد تلك الأعمال».
وتسترسل البازراكان في حديثها عن الفن التشكيلي العراقي وفكرة معرض «ميزوبتميا» فتقول: «لقد بذل جاليري «قباب» طاقته القصوى من أجل جمع أعمال الفنانين العراقيين من مختلف بقاع العالم وقاراته الخمس، لعرضها في معرض واحد يقول للعالم ان الفن العراقي حاضر وحي ولن يموت أو ينتهي يوماً، وأن الفنان العراقي الذي يستلهم إبداعه من حضارة 7 آلاف عام، سيواصل الإبداع في جميع الدروب حتى وإن ذبلت في تلك الدروب الورود وحلّت بديلاً عنها الأشواك. فالفنان العراقي المعاصر هو سليل ذلك الفنان السومري والبابلي الذي ما أوقفته مصاعب وأحزان الحياة يوماً عن ابتكاره لأساليب الفن الذي يساوي الحياة، ولئن طفتَ بعينيك في رحاب الأرض شرقها وغربها، فستجد أن التشكيليين العراقيين يشكلون حجر الزاوية وقطب الرحى والعلامة الفارقة في معظم بلدان العالم، لا من ناحية العدد والكم الذي يتجاوز عشرات الآلاف؛ بل في المضمون الفني وقوة الأعمال التي ترتبط بمدرسة فنية عريقة».
يضم معرض «ميزوبتميا» عشرات الأعمال الفنية لفنانين رواد ومعاصرين وشباب، حول دلالات الاسم والتنوع فيه؛ تقول لميس البازراكان: «اسم ميزوبتميا؛ معروف لدى العراقيين والمؤرخين في كل أنحاء العالم، ويعني في اللغات القديمة ـ ما قبل ظهور السامية ـ بلاد ما بين النهرين أو أرض الرافدين، وكما هو معروف فقد سكنت أرض العراق سلالات متنوعة من الحضارات القديمة.
وقد منحه هذا التنوع ثراءً فكرياً وحضارياً لا شبيه له في العالم، وهذا ينطبق على الجانب والمنجز الفني أيضاً، وقد أردتُ إنشاء علاقة بين اسم المعرض ودلالته، فهو يحتضن التنوع الحاصل في المدرسة التشكيلية العراقية.
وهذا من الناحية الفنية؛ كما أن له دلالات وطنية تجمع الفنانين تحت مظلة واحدة بغض النظر عن اتجاهاتهم أو اختلافاتهم الإثنية أو الفكرية، فرأيتُ أن «ميزوبتميا» هو الأصل الذي يستظل به الفنان العراقي، ولتذكير العالم بفنون بلاد الرافدين التي نشرت أجنحة إبداعها كشجرة الخلق الأولى التي انطلقت من تحت ظلالها إبداعات البشرية.
أما تنوع الأعمال المشاركة في المعرض من رواد ومعاصرين وشباب، فإنني أردتُ تقديم «بينالي عراقي مصغّر» للعالم أجمع، وأردتُ منح الفرصة لأكبر قدر من الفنانين العراقيين الشباب الذين لم تخدمهم الآلة الإعلامية كما خدمت من سبقهم من الرواد، كما أنه بمثابة تكريم للفنانين الرواد، ومواكبة ودعم للفنانين المعاصرين».
..................
يضم معرض «ميزوبتميا» عشرات الأعمال الفنية لفنانين رواد ومعاصرين وشباب، حول دلالات الاسم والتنوع فيه؛ تقول لميس البازراكان: «اسم ميزوبتميا؛ معروف لدى العراقيين والمؤرخين في كل أنحاء العالم، ويعني في اللغات القديمة ـ ما قبل ظهور السامية ـ بلاد ما بين النهرين أو أرض الرافدين، وكما هو معروف فقد سكنت أرض العراق سلالات متنوعة من الحضارات القديمة.
وقد منحه هذا التنوع ثراءً فكرياً وحضارياً لا شبيه له في العالم، وهذا ينطبق على الجانب والمنجز الفني أيضاً، وقد أردتُ إنشاء علاقة بين اسم المعرض ودلالته، فهو يحتضن التنوع الحاصل في المدرسة التشكيلية العراقية.
هذا من الناحية الفنية؛ كما أن له دلالات وطنية تجمع الفنانين تحت مظلة واحدة بغض النظر عن اتجاهاتهم أو اختلافاتهم الإثنية أو الفكرية، فرأيتُ أن «ميزوبتميا» هو الأصل الذي يستظل به الفنان العراقي، ولتذكير العالم بفنون بلاد الرافدين التي نشرت أجنحة إبداعها كشجرة الخلق الأولى التي انطلقت من تحت ظلالها إبداعات البشرية.
أما تنوع الأعمال المشاركة في المعرض من رواد ومعاصرين وشباب، فإنني أردتُ تقديم «بينالي عراقي مصغّر» للعالم أجمع، وأردتُ منح الفرصة لأكبر قدر من الفنانين العراقيين الشباب الذين لم تخدمهم الآلة الإعلامية كما خدمت من سبقهم من الرواد، كما أنه بمثابة تكريم للفنانين الرواد، ومواكبة ودعم للفنانين المعاصرين».
ميزوبتميا العصر الحديث
يضم المعرض أعمال ولوحات عشرات الفنانين التشكيليين العراقيين؛ من رواد ومعاصرين وشباب، ومن بين أبرز الفنانين الرواد: حافظ الدروبي مؤسس الانطباعية العراقية وصاحب أول مرسم حر في العراق 1942م، إسماعيل فتاح الترك الذي يعتبر من أشهر النحاتين العراقيين، نوري الراوي الذي يعتبر أحد أشهر أعمدة الفن التشكيلي العراقي، الفنانة العالمية وداد الأورفلي الحائزة على عشرات الجوائز الدولية وصفت بأنها ترسم شعراً في توصيف لعلاقتها بمدينتها بغداد، التشكيلية عفيفة لعيبي التي تمتاز بأسلوبها الفني الراقي في رسومات تشكل المرأة محورها الأوحد، الخزاف الشهير ماهر السامرائي الذي وصف في المشهد النقدي الفني العالمي باعتباره أحد "ملوك الخزف".
من جيل الفنانين المعاصرين يقف "خماسي الفن التشكيلي العراقي" الأخوة: ناطق، نشأت، شاكر، أنس وشوكت الآلوسي في طليعة الفنانين المعاصرين، فتبرز في المقدمة أعمال الفنان التشكيلي نشأت الآلوسي بأسلوب متميز وألوانٍ تضج بالحياة، بينما تنتصب الأعمال النحتية لناطق وأنس الآلوسي لتقدم أنموذجاً مغايراً في عالم النحت، ومن الفنانين المعاصرين أيضا: المتمرد الجميل ستار كاووش، التشكيلي فاخر محمد الذي ظل صامداً في عاصمة الخيبة وفردوس العراق الضائع، التشكيلي عامر العبيدي، الخزافان الرائعان سرمد الموسوي وأوس البحراني، إضافة لعشرات من التشكيليين العراقيين، ويقع جاليري قباب في أبو ظبي، منطقة البطين، قرب معهد أبو ظبي لتحفيظ القرآن الكريم، شارع 15- فيلا 3.
أبوظبي ـ محمد الأنصاري
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire