تقدیم لأعمال الفنان محمد سعود / الدكتور مصطفى رمضاني

الفنان محمد سعود

من أعمال الفنان

تقدیم لأعمال الفنان محمد سعود

تعود معرفتي بالمبدع محمد سعود إلى مرحلة الدراسة الجامعیة حین كان وقتئذ
طالبا بكلیة الآداب ، فكان لي الشرف على بحثھ الجامعي لنیل الإجازة. ولمست فیھ
سمات الطموح والجدیة والبحث عن التمیز ولا أدل على ذلك من
أنھ قام بمغامرة البحث في موضوع یكاد یكون حصرا غلى أدق المختصین إذ ھیأ بحثھ في
موضوع المنمنمات وعلاقتھا بالأدب العرب.
والیوم وبعد مسیرة إبداعیة أكاد أجزم بان ھذا الفنان الشاي یخط لنفسھ أسلوبھ المتمیز بكل
اتزان بعیدا عن الارتجال والتبعیة ...
إن اللوحة عند محمد سعود تعتمد على أسلوب التجرید بالفعل – ولكن سیمیائیة
الألوان تجعل من ھذا الأسلوب یحمل بداخلھ مفاتیح القراءة المتأنیة والمعقلنة ، بعیدا عن
الإیھام الذي یكاد یكون الطابع العام للأسلوب التجریدي
في الفن التشكیلي.
وإلى جانب اللون ، یأخذ أسلوب المنمنمات مساحة مھمة في تشكیل اللوحة عند محمد
سعود . وھو أمر یجعل من لوحاتھ محطة یلتقي فیھا كل ما ھو أصیل ومعاصر . فھو من
ناحیة یلتقي مع آخر موجة في الفن التشكیلي المعاصر ، ومن ناحیة ثانیة ، یغوص في
المعمار والخط التراثي العربي والإسلامي.
وإذا كان التجرید ھو الأسلوب الطاغي على إبداع ھذا الفنان، فان واقعیة الرؤیا ،
وعقلانیة الطرح ھو ما یمیز موقفھ الفكري . فالتجرید عنده وسیلة لاستكناه طموحات
الإنسان العربي والتناقضات التي یتخبط فیھا واقعھ .
ومع ذلك فان البعد الجمالي یغطي مساحة مھمة من ھذا الأسلوب . كما أن حضور
التجسید في خضم ھذا الأسلوب نفسھ یساھم في بلورة ھذا البعد الجمالي ، وفي إبراز
الموقف الفكري ، أو ما یمكن أن نطلق علیھ مصطلح الرؤیا للعالم عند محمد سعود.

الدكتور مصطفى رمضاني
جامعة محمد الاول بوجدة