الصدر البدائي والنملة
محمد بوكرش
إلى روح كل الفنانين التشكيليين المغاربيين المسحوقين تحديدا
من البدائية ما هو فخر، وأصل تجربة ذاتية في محيط له من الغرابة والشراسة والحضور الفعال، ما لا يشفع لتواجد موسوم بالضعف والهشاشة،
دخيل لا يقوى على مقاومة ما يتطور بطبيعة الأشياء بين مد وجزر الفصول الأربعة والسنين المتعاقبة وتحول الأشياء بالعمر أو السن.
لتجد النملة نفسها بصغر حجمها أقوى مخلوق في هذا الكون، اعتلت كل القمم وسلكت كل الدروب دون هوادة، لضمان استمرارية التواجد وبالتالي ضمان الحياة .
دون أن تعارض أو تلغي أو تعطل سير حياة ما يتطور طبيعيا حولها، بالعكس كانت توظف كل ما بوسعه أن يكون لها حلقة وصل بينها وبين ما يضمن لها المشي قدما نحو ما تراه يؤدي إلى بيت القصيد.
بالعدد والتآزر والهدف المشترك والمسارات السليمة التي لا تخلو من العراقيل والضرائب، حققت معجزة اختراق الزمن وسافرت عبره مختزلة العصور التي أتت على كم من سلالة كائنات أقوى منها بملايين المرات لتزول وتستمر ويستمر في ذلك من حولها بامتياز نشهد له بالحضور نحن اليوم.
نشهد للبدائي صدر الدين أمين وبدائيته التي جعلت منه الأمين الطبيعي لما هو حوله بالتوظيف الحسن والفعال لإثارة الخطاب الناضج والمثالي للعمل والاقتداء به.
لن تمر نملة صدر الدين في لوحاته عبثا، أخذت من مساحة اللوحة ما يكفيها شرفا أن تكون موضوعا للساعة ومثال بفضل عدد النمل الخلفي التي ضمن لها الكيان، وبالتالي كيان المشهد المثالي العام وكيان اللوحة الفني والموضوعي لمن يعتبر.
هذه النملة بالذات التي خاطبت سيدنا سليمان وخاطبها، تخاطب اليوم بدائي مثلها عرف كيف يخاطبها ومن خلال ذلك خاطبني لنظمن استمرارية الحياة باستمرارية وجودنا ككائن له الحق في العيش والعمل وحفظ ماء الوجة على الأقل .
دمت في الصدارة صدر الدين الطبيعي الصافي ودامت بك الطبيعة مفاتيح قدرات التوازن في ضمان البقاء المفيد.
بوكرش محمد
3/2/2008
الجزائر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire