www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

mercredi 23 juin 2010

الحداثة في النص التشكيلي العربي المعاصر، دلالة ناقصة،،،أم إنعكاساً للمطلق الإستعراضي خارج احتملات التأمل؟


الحداثة في النص التشكيلي العربي المعاصر، دلالة ناقصة،،

،أم إنعكاساً للمطلق الإستعراضي خارج احتملات التأمل؟
الأحد 13 جوان 2010

* التقنية: على حافة الحدود والوهم:


عند التأمل في الحداثة الـ(مفترضة) في التشكيل العربي المعاصر يتبادر للذهن عدد من التسؤلات مفادها الأول، هل انتزعت التقنية وظائف المقدس، لتدفع بالمفاهيم خطوة بعيدة نحو الانفصال عن الطبيعة، وكذا العصور القديمة: خطوة نحو تفكيك أنظمة الوهم والأقنعة؟.. بمعني آخر، هل غدا المستقبل مرئياً، ومسيطراً عليه، ومحسوباً بالتقنيات الجديدة، أو لنقل تقنيات عصر ما بعد الصناعة، والتقنيات التقليدية؟.. إذ إن التقنية في حد ذاتها لم تعد تلك الثمرة المتمخضة عن حالة التراكم الممتد على رقعة الذاكرة لمجمل العلوم والتجارب.. إنها صارت تستبدل تفكير (المفكر) لتذكر (له)، بل وصارت تذهب أبعد من ذلك : إنها غدت تعمل علي صياغة قناعات مختلفة بمعنى التخالف، فنظام العالم، بعد تفكيك عصور الأساطير، صار يحدق في قوانينه الأبدية.. فكيف نجد صلة بين أقدم الفنون، وأكثرها حداثة، بعد ان كانت رسومات عصر الكهوف، علي سبيل المثال، تشتغل بما يعمل علي بلوغه فنان الألفية الثالثة..؟، هل مكثت القوانين، والوعي برمته، في الداخل، أي داخل آليات عمل الفنان، كمعتقداته أو علومه ومعارفه.. أم ان الفنان، مثل كل الكيانات، يعمل بآلية بالغة التعقيد، والعمق حد إنها تمتلك مغزاها الروحي، بل، والمقدس، ولكن خارج حدود العبارات الوثنية؟ سؤال كهذا يجد مغزاه المباشر إذا ما أنفتح بالرؤية على ماهية الفنان نفسه، فما الذي يفعله الفنان أصلاً، خارج عمله الوظيفي، والاستهلاكي.. وما دور الإرادة - الحرية - في صنع العلامات الدالة والعلائق السيميائيات؟.. ان التعبير لم يغادر الذات.. لكن أي ذات، وفي أي منجز، لا تتحرك حركة تلقائية، أو عشوائية.. إنها بحسب هذا كله، تشتغل بكل الذي غدا محذوفاً. إنها محكومة بالوعي الذي يبلغ درجة الاستحالة أو العجز، لكن الأخير، يجعل العجز قناعة للتواصل، والتتابع. وبعيداً عن تفحص المراحل والحقب والعصور، يبدو أن تعريف التقنية لا يمكن عزله عن المسيرة الخاصة بتاريخ الإنسان وتاريخ فنه.لقد ولدت تجارب فنية خارج زمنها، ولم تتحقق تلك التجارب إلا لأنها ولدت داخل زمنها. ولابد أن أوضّح هنا: ان الزمن لا يصبح إلا كمثل الجاذبية، أو انحناءات الزمن (هناك أزمنة - أي هناك تقاطعات في الانحناءات، زمن المجرة - زمن الكوزرات - زمن الثقوب السود الخ) : كلها كانت تتحرك داخل الوعي المقدس، والأسطوري، الذي رسم علاماته بعلامات خضعت للتحليل. بيد أن أي عصر بفعل هذا المصير المتواصل للتقنيات له أثره ومميزاته.. وهو الذي دفع بالتحليل الي أراء متباينة.. ووظائف تبدو مختلفة.. حتى صار اللا معني - أو الشيء في ذاته - أو العلامة التي بلا دلالة.. الخ معني لهذا التداخل في الأبعاد، والأشكال والمخفيات، فهل كانت تجارب الفنان تدرك أنها بصدد مصائر أسلوبية تناسب هذه الوثبات، أو الارتدادات مثلاً.. أم لنقل هل كان الفن، وهو يراقب عصر تحرر الكيانات الوطني، يلقي، ويولد، بدافع الضرورات.. بينما كان الفنان في أعماقه يتوقف عند قناعات راسخة.. أو لا تقبل الدحض؟.التقنية إذاً، وخلال النصف الأخير من القرن العشرين، لا تعّرف أو تقيد عند مفهوم أخير.. بيد أن مقدسات الماضي، وأساطيره، لم تعد تعمل في بنية الحضارة الأوربية.. خاصة أنها ستولد بوثبات أكثر عناداً وقوة في تجارب ما بعد الحداثة ذات التأثير والقيادة غير الأوربية.. فهل يمكن القول بانقسام التقنية الي أداة.. أي الي معرفة تدحض الثابت المقدس المكتمل، هذا الذي صار وثناً.. أي المعرفة التي تعيد فتح ممرات في تدفقات المجهول.. أم أنها في مجتمعاتنا المؤجلة لا تعدو سوي أن تكون نداً ميتاً للفراغ والثابت؟... في كل الأحوال، ظهر أثر التقنية في المجال الأول، المنقول من أوربا، ولم يظهر الثاني، إلا عبر التماعات وجيزة. فالصراع الحاد بين الشمال والجنوب، مكث يحفر في الهوة بينهما. لقد تراجعت التقنية، حتى بالمفهوم السائد، تاركة أثر المنتج في بنية المستهلك. فالفن - في الغالب - لم يصر، كما في عصوره المزدهرة - تقنية تفكر ذاتياً. بل صار انعكاساً للأخر في جوف المغاير، وربما تعبيراً عنه في أفضل الحالات،.. والشاهد أن أبسط مراجعه للقرن الماضي، لا تفضي إلا إلي تقسيمات لا تغادر المدارس الأوربية. فالحداثة لم تعُد تأملاً في التأمل.. ولم تصر تجربة في الحضور.. بل انشغلت التقنية بلعبتها الزمانية.. وكما شكل محور الزمن الغائب محركاً للتكرارات والثوابت، شكل الزمن التاريخي، فقراً في الهُوية، ففي مجتمعات الفراغ، لا تحدث الصدمات أثراً جذرياً، بل ربما أقول، تقود الصدمات للقبول بالاستحالات، ما يعني أن الأعمال الفنية النادرة، في هذا المناخ، تغدو مطرودة ومبعدة.. لأن مجتمعات الفراغ، تهلل لغوايات الرفاهية.. إنها تواكب فرحها الوافد.. فهي عملياً لا تمتلك إلا ذاكرة مستعارة. إنها لا تتقدم. وفرحها في النهاية ليس إلا قناعاً مستساغ الحضور.. فهي مجتمعات قائمة علي الاستعادة وبلا رصيد محرك لتسلسلها داخل المشهد الكلي. ومن هنا تغدة التقنية في نهاية المطاف، غائبة. ولذلك فالمهارات القليلة التي ظهرت، لا تني ان تكون أكثر من خبرة محدودة، ومنسحبة في حالة انفلات عن السياق العام، فكيف سننظر الي حداثات قائمة علي هذا الوهم؟.ان الصلابة التي يتمتع بها عدد من الدارسين، وبعض هواة الكتابة، وحواة الأكاديمية (بالمعني البهلواني) من أساتذة الدراسات العلياً، لا علاقة لها بكل دحض أو شك يكرس النتائج لتأسيس معرفة قادرة علي نسف منطق الوهم.. فالفن مازال يتمتع برصيده من السائد، فإما أنه يخفي وهم المقدس وإما أنه دخل لعبة وسياقات مسالك السوق، وبهذا لن تكون الشروحات والدراسات أكثر من مباركة لجهود الرتابة وأسسها القائمة علي مجتمعات لا تنتج إلا فراغها. فنحن نعلم يقيناً إن إنسان الكهف، رسم، ليس بصفته رساماً، أي أنه لم يمارس عملية تحقيق الذات والرؤية في حدود وعيه بالتقنية العملية فحسب، بل كان يتمثل زمنه هُوية في التتابع، والمغامرة.. فالتقنية لم تمكث منزوية داخل النص أو داخل الكهف، بل هي المنتج ذاته بما لا يقبل الانغلاق. إنها حرية ضمناً جعلت الوجود ممكناً ومحتملاً. أما الحريات القائمة علي أنظمة التداول لما هو سائد أو متداول، لا علي مشفرات الوجود، فإنها لم تنتج إلا سلاسل من العلاقات الاستهلاكية. فعندما تغدو التنمية وهماً، ولا تنتج إلا أشكالها وأقنعتها وعاداتها العنيدة، فإنها ستطرد كل وعي تقني شفاف بالصيرورة، وما دامت هذه الحال، فالحداثة التي مازالت تنتظر أن تكون واضحة المعالم والحدود، لن تولد إلا في حدود استهلاكها المتواصل.


* لازمة التكرار وانتقائية الحذف:




ما تريد ان تكتشفه الحداثة، وهي لا تكف ان تكون مستقلة في خصائصها، ومعالمها الداخلية.. ليس هو النزعة لمواكبة مصائر أخري علي صعيد عصر مختلف. لأن نزعة الاستهلاك، بما تتضمن من فراغات وفجوات غير مشغولة، مازلت مغرية وقائمة علي التجريب.. كما أنها صارت لا تنظر الي الماضي، إلا باعتباره أثراً، أو محركاً مطموراً، حذف، أو يتم حذفه في سياق بدايات بلا نهاية؟.. حيث أن حداثة ما بعد منتصف القرن العشرين، لم تعد انعكاساً أو قائماً علي نظريات التعبير.. إنها غدت مستقلة في صياغة أهدافها، ودلالاتها وسيميائياتها الفنية.لكن الأمر، في البلدان ذات التاريخ الراسخ والمفهوم المكرس، والمشغولة حد الإنهاك بالمصائر الحياتية والأيديولوجية، فيأخذ شكل التحديث نمط المحاكاة والتبعية، فكما لم تعد ثمة منافسات في السوق، فأن الفن هو الآخر لا يغادر تلك العلائق الكلية. فهو هنا لا ينتج نفسه، وليس استكمالا ً أو امتداداً لماضيه.. لكنه في هذا المأزق، يبحث عن حلول شبحية. فالفنان لا ينتج فنه من أجل الفن كما هو هُوية، في سياقات المقدس والتأمل.. بل يجد نفسه إزاء مجهول أسمه الآخر، فالأساليب تولد وتندثر خارج وعيه للمحركات الشاملة، والقسرية في سياق نهايات متكررة، كموت الفن وموت الإنسان كنتيجة لتيبس الذاكرة، المفضي لإحتباس الرؤية.لأن هكذا حداثة لا تمتلك قدرة المنافسة، ناهيك عن قدرتها ان تكون عالمية بمعنى المساهمة بنصيب في صنع الأزمنة، وهي من هنا تدخل في تصادمات من نوع آخر، إنها ترتد على نفسها كي تأكلها، وكحلول شبحية، تتمسك بأشكالها السابقة، فهي تنتج تكرارات للمدارس المتحفية، المدروسة، بدل التوقف عند جوهر الأسئلة. ومثل هذا الواقع عامة، جعل البدائيات، والنقوش، والفنون الشعبية، سلعة قابلة للتداول، فهي لا تغادر المشهد السياحي، الاستهلاكي، الذي لا يفضي الي التراكم، والي ميلاد أفكار في النقد والفلسفة، فالمصادرات المتواصلة للرموز وأنظمة التعبير دفعت بالفن الي السطحية، بدل الدحض والمحاججة واستنباط البرهان. فالذي أخذ شكل الحداثة، بالمعني الأوربي، هو الأخر يواكب - ويغاير - التيار السابق. لأن الأخير يكرر الأنظمة ذاتها التي لم تعد حداثوية.. وفي هذا التضاد، لا يمكن أن يقود هذا المشهد، الي الابتكار. فالهيمنة العامة للاستهلاك لا تتوازن مع الذاتي في الفن.. حتى ان المراقب يتساءل : ما الذي يحدث في الفن.. وماذا يريد ان يقول، عدا، مشاهد البذخ والجماليات الأحادية؟.. ان شئت فإن أسماء قليلة حاولت التفرد بالعثور علي توازنات، وترميمات للنص الفني التشكيلي عربياً، وهي المحاولات الأقل شهرة في هذا السياق. فالذي يحدث خارج النص، لا يجد علامة له إلا في إخفاءه.إذ ثمة جهد متكرر وعنيد يتمثل في غالبية أعمال نهاية القرن وفاتحة الألفية الثالثة، جهد يكمن في حذف المرئيات، والسرد، والشرح.. وهو التيار الذي يتوخي تحقيق الحداثة بما تعنيه من حيث الإنطلاق المؤسس على إدراك حقيقي ومراجعة دينامكية لتجليات أوجه الهُوية والإحساس بالذات ولألا يفقد ذاتيته أمام موضات التحديث الإغترابي أو المغترب، وأمام تيارات ما بعد الحداثة. فالعدم ليس فلسفة، بل هو ماكث في عمق الواقع.. والعدم هو الشكل الواقعي للنسف المتواصل والدامي للأحداث والثوابت.. لكنه لم يصر، داخل التجربة، عاملاً فنياً، إنه يستقر بعيداً عن المرئيات، كي يأخذ مغزاه الرمزي، أو تمظهره الحيادي في نهاية المطاف، ومن ذا الذي يقدر علي حذف هذا كله، إزاء تكرار متواصل لمجريات المشهد المجرد : السطح والثقوب والتقنيات المستعارة، عدا بعض استخدامات للبيئة وتحويرات للأساطير والرموز. فالغالب ان حداثة بلغت عزلتها حد القطيعة نتيجة سطحية الممارسة المنتشرة، تنتظر مهارات استثنائية تدرك أنها ان لم تغادر هذا المشهد، فأنها لا تكف إلا ان تكون امتداداً لرغبات السوق، وأقنعة الابتكار المزيف


* ما الذي يقال..


هل اجتازت الحداثة على رقعة واقع الهًوية عتبة محاكاة ومواكبة النموذج الأوربي.. عبر عصر تتحكم فيه التحولات ما بعد الرأسمالية، ودخول العولمة بصفتها أحد أشكال ما بعد الحداثة.. وهل كان للسمات البيئية والمحلية والرمزية والشعبية، الأثر المتوازن مع تحولات الأساليب، ودخول الفن، بعد التصدع المتعاقب للأيديولوجيا، إلى فضاءات ما بعد التقنية؟.يصعب تحديد سمات هذه الحداثة.. وتحولاتها.. في عمق هذا الصراع.. حيث الحداثة ذاتها لم تكتمل.. زد عليه أن تهميش دور الفن له انعكاسه علي المؤسسة الفنية والمجتمعية، وحتى حالة المغامرة الإبداعية، ففي الحصيلة لم تظهر تيارات أو مبادرات ذات قيمة إلا وفقدت هذا الامتياز، فبعد ان تبلورت جماعات الخمسينات، الرواد وبغداد للفن الحديث والانطباعيين العراقيين والمصريين، ظهرت نزعات متطرفة وجماعية مثلتها جماعة الرؤيا الجديدة.. وجماعة المجددين، والبعد الواحد.. مع ظهور تجارب فردية لم تجد صدي يناسبها وسط ارتدادات دفعت بالفن الي السوق الكاسد، الأمر الذي أرهق التجارب المتناثرة وأخرى انحدرت إلى هوة التكرار والمحدودية، تجارب محمود صبري في واقعية الكم، بصفتها محاولة إعطاء العلم - الفيزياء - دوره في الرؤية الجمالية، بغض النظر عن مدى نضجها وسوية طرحها.. وتجارب شاكر حسن آل سعيد، وعلي الرميص حول تحقيق انتصابة الحرف المعفي من جاذبية المعنى اللغوي، و فائق حسن، وعلي العباني حول تقصي اللا مرئي والمخفيات في الطبيعة والفن، وعمر جهان في استلهام إيقاع مكونات الذات المجردة، وسعدي الكعبي، وعدنان معيتيق في تعميم الخاص بالإنفتاح المتوازي على الذاتي والمغاير.. إنها تجارب مكثت تخفي نزعتها التجريبية، ضمن مجتمع لم يكن فيه الفن حاضراً بحمولات ثقافية وهُوية، إلا بصورة محدودة ووظيفية وشكلية، أو في أحسن الأحوال كعلامة عصر، وبعد هجرات كبري لمئات الفنانين، وغياب الحوار المناسب الذي يحدث في الفلسفة والأسواق والتقنيات، صار الفن ظاهرة لا تقول الذي كان محيط نشئته وامتداد وجوده المجتمعي يتكلمه.ان الفارق بين حداثات تولد صلبة، وهي تواجه مصيرها في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وتحديثات هشة كظاهرة استبدال الكوكاكولا بالشاي، تولد محتضرة.. ولا تترك مساراً معرفياً يفسر مغزى واقعها الحتمي، وانتظار تصدعها عبر التحولات والتصادمات المتكررة، حيث الغياب شبه التام لأثر الفن في المجتمع، والعكس، جعل المدينة العربية تتراجع بلا مبالاة في حالة عناد نحو الزوال.فهل صارت المدينة العربية، بعد المحاولات القائمة لتدمير النظام عبر خلط ماهيته بالدولة، عاصمة تحمل علامات النظام المتهاوي ذوقياً.. أم أن المدينة كانت في أفضل حالاتها، لا تمثل إلا مشهداً احتفالياً واستعراضياً لتحولات الأقنعة؟، ان انسحاب تجارب الحداثة لم يسهم بظهور نزعات مغايرة إلا لدي البعض من نموذج عمر جهان، وعلي الرميص، وعلي العباني وعدنان معيتيق، فريد بلكاهية، وعبدالباسط دحمان، وبشير بليس، ومحمد راسم، ومحمد أسياخم، وقرماز عبد القادر، وآخرين محلياً ومغاربياً، وشاكر حسن، ولدي طلابه عربياً، وكذا ضياء العزاوي وآخرين مشرقياً، وهي نزعات لم تكتمل، أو أنها مكثت داخل جدران الذهن وحالات العرض، مع هجرة الأعمال الممثلة لها، بدل ان تجد مكانها في المشهد الثقافي لمحيط وجودها - الفني لأن الأخير، ومنذ فاتحة العقد السابع من القرن العشرين شكل قطيعة شبه تامة مع التحديث ومع الحداثة، خاصة علي المستوي النظري، وعلي صعيد المبادرات الفكرية والتنظيرية، فالحداثة لا تصنعها عوامل العزلة والقمع المنظم لمجتمع مكث حياً بدافع وجوده التكراري الذي يكاد أن يكون وجوداً بيلوجياً محض، فعندما يدرك هذا المجتمع إنه لا يمتلك قدرة على أن ينفي مراحله لينتج مغامرته الوجودية، في إطار نموه الطبيعي، فإن هُوية الحداثة، مثل هُوية الكائن، تنتج انقسامات وتنويعات قد تمتد إلى حد تدمير أهدافها، وكما نعلم فإن الطرق إلى الهاوية محفوفٌ بالنوايا الطيبة، فهل يحق لنا ان نمتد في الكلام.. عندما تكون عناصر ومكونات الحداثة غائبة.. وعندما تكون التحولات العالمية قد هيمنت علي مسار توزيع المواهب والطاقات، فضلاً عن العوامل الكبرى، مثل شكل المدينة ومغزاها.. ودور المؤسسات الغائب أو المدمر، وركاكة القوة الإنتاجية للمجتمع وتدهور التخطيط، حيث انتصار عصر ما قبل الكتابة، أدي الي ظهور تناقضات لا علاقة لها بجوهر الحداثة.فهل لي بعد هذا أن أتساءل، هل يحق لنا أن نمتد في الكلام، عندما أصبحنا لا نصغي حتى لأصواتنا الداخلية.. وبعد ان أصبحنا لا نترقب إلا مشهداً سحرياً لجوهر اللا مبالاة الأجمل.. هل يحق لنا ان نترقب موتاً بعمق أحلامنا المؤجلة، بعد ان أصبحت ظاهرة انتظار الغائب أزلية، منذ نهاية عصر سومر وأكاكوس وتاسيلي والخلافة الراشدة، كل ما أخلص له هنا مجرد تساءل، عن جدوى ومعنى الوجود في غير حرص على ملامح تنعكس في رؤية تطل على الأزمنة الثلاث بفاعلية الذات.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر جزء منه بالقدس العربي عدد 19-06-2008

Aucun commentaire: