عبدالله أبوالعباس
النحات العراقي هيثم حسن / مدارات المعنى والألوان في النحت الآخر/عبدالله أبوالعباس
النحات العراقي هيثم حسن
استاذ فن – ناقد ونحات
ليس ثمة أفضل من استعارة ما دار بين خلف بن الأحمر وابي نواس حين كلفه بحفظ ثلاثة آلاف بيت من الشعر ثم نسيانها
ونحن نترسّم معرض النحات العراقي الكبير هيثم حسن ميثولوجيا المقام بصالة مركز النحت الكندي بدعوة من جمعية النحاتين الكنديين
فدون مقدمات وبقدر كبير من البساطة المحترفة تنفتح ذات المتقبل على فضاء أثثته أقباس من العهد الماضي وشّحها هيثم حسن تفرّد المبدع وترجمها إلى مجسمات تبوأ النحت فيها فعلا وجوديا يخوض صراع الظن واليقين ازاء إطراء الحياة واغواءاتها المسرفه في مقتضيات الحداثة وما بعدها يفتح ما تغاضت عنه الإرادة ويستعيد بشخوصه الملونه أشياء من الفطرة والصفاء أو دفء الأرض . رحم الشعور الأول وملاذ الطهر عند الابتعاد عن جوهر الإنسانية والانغماس قي متاهات المصنع من الشعور والأشياء. لا معنى يناط إلى معالم الابتعاد عن الأصل ( الطبيعي ) ولا مفر من الانتهاء ضمن بوتقة الانبتات لذلك تجد شخوص هيثم حسن ترتدي اللون ناقوسا يدق مدارك المتقبل وهو يصافح معالمها ويتمشى ببصره وحواسه بين ردهات معانيها ونحو المعنى الأزلي الغائم وراء ضبابية القلق الوجودي وما لم يتيسّر فهمه من الحياة والأشياء انه يفتح بوابة ونافذة للبصر واللطائف القابعة خلف سياج ما . هي فتحة تمر منها الذات إلى عوالم أخرى تخالف الداخل الفتحة لا تفتح إلا عن جزء من قوام مختزل الملامح والكينونة عبر صورة مترسبه في الوعي نصطلح مواضعه ونشير اليها بكلمة انسان. انسان خال من جزئيات الدقائق صفا ت وزمنا
إنسان يولد مع النظر وتتشكل أطرافه القليلة الناحلة مع تدرجات الأصباغ والانصهار المحكم بين الكتلة واللون
يعنون هيثم حسن أعماله أو بالأحرى هذه الخيالات فيعطيها كينونة أسطورية ففي عمله جلجامش يوفق النحات في تقديم قراءة جديدة لطلب الخلود وتتشرئب ملكاته ليتجاوز المحاكاة. يعمد النحات هيثم حسن الى الاختزال الاحترافي ويجعل المتفرج مؤلفا لما يشاهده ومكملا لما غاب من صمت النحات لكأنه في صلب حكاية سومرية لانعثر إلا على جزء منها
فكما تاكلت ألواح الطين وغابت بعض مقاطعها يذوب الجسد المنحوت مع الزمن الإنشائي للفعل.
هيثم حسن يشابه الأبطال في زمن الأساطير فمثلما تبعث برسلها إلى عوالم المجهول يُحمّل النحات أجساد منحوتاته بما تبقى من رسائل إلى حاضر الإنسان أينما كان وهو يدمي الذاكرة بما عاش ويعيش من وجع الحروب وخلاف الصراعات التي تتنكر لأحلام المدينة الفاضلة وأحلام منتسكيو وفولتير
هو يسائل إنسان زمن … صار أشبه بمخلوق خارج حدود المنطق يتطوع للعنف ويحارب لأجل الحرب كغريزة حتى لو كان العدو وهما في الخيال انه يربك الإنسان ويذكره بالفن وان الحياة مازالت على قدر من الجمال وان بها ما هو جدير أن يعاش
إن تمازج اللون مع الكتل هي أسطورة هيثم حسن مع النحت, فقبل تشكّل المنحوتة كان عبء الاشتغال على اتساق اللون مع الكتل والفراغ هذا الثالوث في بعث معالم العمل النحتي الذي يتشكل بين أنامله تماما كأسطورة البابلي القديم (في العلى ) لحظة اضطراب الماء واختلاط العذب منه مع المالح وظهور الزبد لتعلو الجبال وتدح الأرض سهولها تحت ما تطاير من رذاذ الاختلاط والخلق سماء فوق سماء. الملمس ظل وفيا لأديم الرافدين وحصى نبعه المحلى بسمرة الحماء المسنون وليونة الضوء وهو يداعب قسماته انك لا تشعر بخشونة مهما تجولت في نتوءات وتجاويف المنحوتة و تكتشف لطفا في قوام الجسد ورقة أبهى من الرخام الصقيل وتمر النخيل بين الشفاه. تتحرك كامل ملكاتك الحسية فتمسي العين بوابة السمع واشتهاء الذوق تستنشق عبق الروح القادمة من غابة الأرز النائمة في الألف السابع قبل الميلاد
جنب بوابة عشتار وهي تفتش مثلك الآن عن سرّ الخلود والحقيقة أو تعب أتنبشتم وهو ينجو متهالكا من جماح الطوفان.
هيثم حسن تجاوز في أعماله هذه مستوى الحديث والسرد التمثيلي لمحتوى الحكاية أو النقد الذي يلزم نفسه بقراءات وتحليلات شكلية عقلانية حول التقنية والكتل والتكوين وأبجديات النحت لأنه وببساطة خَبر أسرار الخامات وتجاوز الشكل في الدلالة وصار مثل أبلغ الشعراء الذي يخجلك حين تحدثه عن نحو القصيدة أو العروض انه نحات معلم من طينة الكبار يخاطب في الإنسان إنسانية مشتركةويتعدى كل المرجعيات النقدية ليؤسس لخامته الملونة أسلوبا جديدا ومرادفايصريا لتأريخ الانسان وهو يتأرجح بين عبق الماضي وحاضر الزمن المفتوح لا تهمه المشابهة أو التماثل مع من سبقه
هذا هو هي
عشتار
عبد الله ابو العباس/ تونس
استاذ فن – ناقد ونحات
ليس ثمة أفضل من استعارة ما دار بين خلف بن الأحمر وابي نواس حين كلفه بحفظ ثلاثة آلاف بيت من الشعر ثم نسيانها
ونحن نترسّم معرض النحات العراقي الكبير هيثم حسن ميثولوجيا المقام بصالة مركز النحت الكندي بدعوة من جمعية النحاتين الكنديين
فدون مقدمات وبقدر كبير من البساطة المحترفة تنفتح ذات المتقبل على فضاء أثثته أقباس من العهد الماضي وشّحها هيثم حسن تفرّد المبدع وترجمها إلى مجسمات تبوأ النحت فيها فعلا وجوديا يخوض صراع الظن واليقين ازاء إطراء الحياة واغواءاتها المسرفه في مقتضيات الحداثة وما بعدها يفتح ما تغاضت عنه الإرادة ويستعيد بشخوصه الملونه أشياء من الفطرة والصفاء أو دفء الأرض . رحم الشعور الأول وملاذ الطهر عند الابتعاد عن جوهر الإنسانية والانغماس قي متاهات المصنع من الشعور والأشياء. لا معنى يناط إلى معالم الابتعاد عن الأصل ( الطبيعي ) ولا مفر من الانتهاء ضمن بوتقة الانبتات لذلك تجد شخوص هيثم حسن ترتدي اللون ناقوسا يدق مدارك المتقبل وهو يصافح معالمها ويتمشى ببصره وحواسه بين ردهات معانيها ونحو المعنى الأزلي الغائم وراء ضبابية القلق الوجودي وما لم يتيسّر فهمه من الحياة والأشياء انه يفتح بوابة ونافذة للبصر واللطائف القابعة خلف سياج ما . هي فتحة تمر منها الذات إلى عوالم أخرى تخالف الداخل الفتحة لا تفتح إلا عن جزء من قوام مختزل الملامح والكينونة عبر صورة مترسبه في الوعي نصطلح مواضعه ونشير اليها بكلمة انسان. انسان خال من جزئيات الدقائق صفا ت وزمنا
إنسان يولد مع النظر وتتشكل أطرافه القليلة الناحلة مع تدرجات الأصباغ والانصهار المحكم بين الكتلة واللون
يعنون هيثم حسن أعماله أو بالأحرى هذه الخيالات فيعطيها كينونة أسطورية ففي عمله جلجامش يوفق النحات في تقديم قراءة جديدة لطلب الخلود وتتشرئب ملكاته ليتجاوز المحاكاة. يعمد النحات هيثم حسن الى الاختزال الاحترافي ويجعل المتفرج مؤلفا لما يشاهده ومكملا لما غاب من صمت النحات لكأنه في صلب حكاية سومرية لانعثر إلا على جزء منها
فكما تاكلت ألواح الطين وغابت بعض مقاطعها يذوب الجسد المنحوت مع الزمن الإنشائي للفعل.
هيثم حسن يشابه الأبطال في زمن الأساطير فمثلما تبعث برسلها إلى عوالم المجهول يُحمّل النحات أجساد منحوتاته بما تبقى من رسائل إلى حاضر الإنسان أينما كان وهو يدمي الذاكرة بما عاش ويعيش من وجع الحروب وخلاف الصراعات التي تتنكر لأحلام المدينة الفاضلة وأحلام منتسكيو وفولتير
هو يسائل إنسان زمن … صار أشبه بمخلوق خارج حدود المنطق يتطوع للعنف ويحارب لأجل الحرب كغريزة حتى لو كان العدو وهما في الخيال انه يربك الإنسان ويذكره بالفن وان الحياة مازالت على قدر من الجمال وان بها ما هو جدير أن يعاش
إن تمازج اللون مع الكتل هي أسطورة هيثم حسن مع النحت, فقبل تشكّل المنحوتة كان عبء الاشتغال على اتساق اللون مع الكتل والفراغ هذا الثالوث في بعث معالم العمل النحتي الذي يتشكل بين أنامله تماما كأسطورة البابلي القديم (في العلى ) لحظة اضطراب الماء واختلاط العذب منه مع المالح وظهور الزبد لتعلو الجبال وتدح الأرض سهولها تحت ما تطاير من رذاذ الاختلاط والخلق سماء فوق سماء. الملمس ظل وفيا لأديم الرافدين وحصى نبعه المحلى بسمرة الحماء المسنون وليونة الضوء وهو يداعب قسماته انك لا تشعر بخشونة مهما تجولت في نتوءات وتجاويف المنحوتة و تكتشف لطفا في قوام الجسد ورقة أبهى من الرخام الصقيل وتمر النخيل بين الشفاه. تتحرك كامل ملكاتك الحسية فتمسي العين بوابة السمع واشتهاء الذوق تستنشق عبق الروح القادمة من غابة الأرز النائمة في الألف السابع قبل الميلاد
جنب بوابة عشتار وهي تفتش مثلك الآن عن سرّ الخلود والحقيقة أو تعب أتنبشتم وهو ينجو متهالكا من جماح الطوفان.
هيثم حسن تجاوز في أعماله هذه مستوى الحديث والسرد التمثيلي لمحتوى الحكاية أو النقد الذي يلزم نفسه بقراءات وتحليلات شكلية عقلانية حول التقنية والكتل والتكوين وأبجديات النحت لأنه وببساطة خَبر أسرار الخامات وتجاوز الشكل في الدلالة وصار مثل أبلغ الشعراء الذي يخجلك حين تحدثه عن نحو القصيدة أو العروض انه نحات معلم من طينة الكبار يخاطب في الإنسان إنسانية مشتركةويتعدى كل المرجعيات النقدية ليؤسس لخامته الملونة أسلوبا جديدا ومرادفايصريا لتأريخ الانسان وهو يتأرجح بين عبق الماضي وحاضر الزمن المفتوح لا تهمه المشابهة أو التماثل مع من سبقه
هذا هو هي
عشتار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire