www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

dimanche 26 octobre 2008

سوزان العبود / بوكرش محمد



سوزان العبود...؟، آ، أي نعم، وما كنت أتمنى وأريد


محمد بوكرش
Sunday, 09 March 2008
إلى أمهات البارحة وكل أمهات المستقبل


في خرجاتي السياحية الثقافية بين موقع وموقع فني وثقافي اختطفتني أعمال النحاتة السورية سوزان العبود واستولت عليا لتمنحني قسطا من المتعة والراحة، الشيء والضالة التي يتمناها كل متعب ومنهك الأعصاب.
من الألوان والأشكال ما هو منقذ الناس من معاناتهم وآلامهم ولو للحظات معدودة، هذه الآلام الملازمه لهم مذ نشأتهم وتعاملهم مع الأشياء التي في معظمها متمردة، على ألا تكون مثل ما يشتهي ويرغب كل واحد منا، كل واحدة منها عالم بحاله والخوض فيها والنيل منها ومن البقية بمثل ما نتمنى بالمقادير التي تفي بالأغراض والاحتياجات التي تلبي رغبات
وتسعد حياة


بين ذا وذاك من هذه الأشياء وعوالمها تختطفنا وتستدرجنا بنفوذ منقطع النظير مناظر مثيرة للدهشة والاستحسان والمحبة والرغبة، رغبة في البقاء عالقين بها دون أن يكون لنا تفسيرا لذالك أو التفكير فيه.

من بين هذه المغريات ما تتمتع به محاولات تجريبية نحتية للفنانة السورية سوزان العبود وهي التي تحضر في نفس الوقت بالموازاة شهادة الدكتوراه.
لها من المعارض والجوائز ما يدل على نجاحها وتفوقها بكل تأكيد في دراستها السابقة زيادة على ما توفر لديها من ذكاء وذوق وحسن الصنع.

بحسن صنعها وجمع الخامات باختيار وترويض مقصود وغير مقصود لبعضها البعض، ما يجعلها مدهشة وغريبة وسحرا للناظرين، تلبس سوزان العبود البعض منها ألوانا لا علاقة لها أصلا بطبيعة المادة أحيانا، كأن نلون الخشب المضروب بضربات نظام وحشي


ضربات تموج لها الوجه الخارجي بأخضر وأصفر أوراقه الربيعية والخريفية بخلطة اللون الأزرق بالأصفر ليتسنى لنا سحر الناظر بفصفورية ما لا يعد ولا يحصى من جميل ألوان الأزرق الأخضر المائي، بالتدرج من الزرقة وبحركة التموج والزرقة الخضراء إلى صفرة الشاطئ وعلى أقصر مسافة ممكنة يستقر لها النظر ويرتاح لها البال، وأخرى تجمع بين نبيل اللون الصخري وشكله وما نحتت الطبيعة فيه وبريقه الذي يعانق لون وبريق المعدن تجمعهما الحركات اللولبية من عنيف يتهادى بالتدرج وذكاء الحكمة والتحكم التي لا يماثلها سوى متعة من عرف عنف الحب ومارسه بقواعده السوية مستسلما لأرجوحة لمده وجزره.

أرجوحة امتطيت متعاها بكل حب واسترخاء آمنا مطمئنا لمستقبل عباقرة مستقبل الفنون التشكيلية ودورها بالنفوذ الواجب العمل به في قطاع الصحة وعلم النفس.
بوكرش محمد 9/3/2008

vendredi 24 octobre 2008

عوالم عبد الجبار سلمان التشكيلية حلم اثيري يتشح بالسواد / محسن الذهبي



عوالم عبد الجبار سلمان التشكيلية حلم اثيري يتشح بالسواد


محسن الذهبي
23/10/2008


يعد الفنان التشكيلي العراقي المغترب عبد الجبار سلمان( مواليد بغداد 1936) احد ابرز الوجوه التشكيلية الستينيه التي فرضت حضورا متميزا على الساحة الفنية العراقية والعربية منذ تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1969 ليعمل استاذ لمادة اللون في معهد الفنون الجميلة ويقيم العديد من المعارض الفردية والجماعية في داخل العراق ومدن العالم و التي عرفت به فنان ذو اسلوب يدور في أطر جمالية لاتنفك تضفي على اعماله ذلك التميز الذي تفرد به وصار عنوانا له ، حتى ليستطيع المشاهد دون احتمال للخطأ ان يتعرف على لوحاته من خلال انتماء عمله الفني لوحدة فكرية متجانسة . فان الفنان ينزع الى خلق عالم جديد ،عالم له مذاق خاص فهو يرسم بوجدانية الباحث عن الرؤى المتفرده




ان النمو الطبيعي لرؤية الفنان اوصلته سريعا - الى حد بعيد - الى مفهوم تفتيت الصورة فليست شخوص الفنان التي يصورها في لوحته مجرد تمثيل للواقع الطبيعي ، بل هي وسيلة للتعبير عن الشحنة الوجدانية التي يريد الفنان يفرغها داخل اطار اللوحة . فالانسان عنده يبقى مقياسا لكل شيء وصورته محور فنه لكن الاشكال التشخيصية تتفتت لتكون لغة شكلية خاصه تجسد رؤيا الفنان المعاصرة للواقع ، لغة الالوان الغير قابلة لان تترجم عبر وسيلة اخرى .
فالواقع - كما يقول الشاعر (أبو للينير ) - ليس أكثر من ذريعة ، فهو عند الفنان بداية ينطلق منها نحو تجريد انطباعي يجسد من خلاله رؤيته الجمالية بين الفن والواقع و بين الفن والطبيعة مطلقا العنان لحريته في تصوير الفراغ الاكثر اتساع والبحث عن تشخيص الكامن في اعماق الشيء لكي يجد المعنى العميق والمبهم لما يحيط به ، ساعيا في الوقت ذاته الى التجديد بالغاء التشريح الواقعي وابداله بتشريح بصري انطباعي لتغدو اشكاله اكثر صفاء واقرب الى جوهر


النقاء والمعانات التي حاول الفنان بكل جهد ابرازها..



فالوعي داخل الشكل واللون يندمج في حالة نوعية ليتحول الى وعي يمسرح الواقع بشعرية مكثفة دون ان يتحول الى تفسيرات حسية مادية جامدة فهو مثلا يعالج خصوصية اللونين الاحمر والازرق في اغلب اعماله من خلال البحث عن كمون بصري وخصوصية حرارة تلك الالون وشدة اضاءتها وسط غبش لوني ابيض بارد يحيط اللوحة كغبش الفجر محاولا خنق طغيان ما تلتحف لبوس تشخيصاته النسائية و غالبا ما يكون بالون الاسود ، كذلك يعالج هوية الملمس بخشونة ونعومة الضربه اللونية ودرجة توترها لحظة التنفيذ مما يخلق حوارا بين كل عناصر التكوين بثنائية الحسي والعقلي حتى تبلغ الاشكال والالوان حد الالتئام والتلاشي فاللون وعناصر التشكيل الاخرى تمثّل انبجاس لما هو حسي . فيما الفنان يعمد الى تفجير هذه الاشكال لعله يعثر تحت هذا الركام اللوني على معان سرية تكمن وراء الضربات اللونية التي يحاول بها ان يخلق عالم خيالي يتميز بدقته الشاعرية ، فالبقع القاتمة التي تبدو كالأشباح الهائمة تصرح بعمد عن احساس بفجيعة ما ويلفها حزن دفين ، انهن نساء عبد الجبار سلمان التائهات في عوالم شرقية ممتده يكررهن ملتفعات بحلم اثيري يغير وجه في كل لوحة .
ان المرأة في اغلب اعماله تعيش عبر ايقاع متميز من خصوصية فنية ونزعة تاملية تتسم بشفافية الرؤية وان اكتنفها شىء من الغموض جعل اعماله تقترب من تيار الوعى بالتداعى الحر للهواجس والافكار ، اذ تتمركز الفكرة فى اعماق الذات لتصل الى المتلقى - الاخر - بشكل متنامي ، فهن يخرجهن من التجسيد الآدمى ليتحولن الى معانى وخواطر ، منطليقات الى عوالم علوية محفوفة بنورانية باهتة لكنها موحية ومتوحدة ، ينصهرن فى مجاهيل الغياب والهواجس ليعدن جزء من انكسار اجتماعى كبير يحاور ذاته بصمت عبر مكونات الذات التى تمور فى اعماق الشخصيات للبحث عن طريق ما فى معرفة ما هية المتنافضات ومعاقل الحيرة التى تكسر كل محاولات الطمانينة .
اننا امام لوحات توحى بحوار لا يطغى فيه العقل على الوجدان ،ولا العكس، وانما هو حوار يّخلق مع العمل . اذ يرتفع الرمز الى مستوى مساوي فى ارتباطة بالضرورة الحياتية كى يغنى مدول ذلك الرمز. انها نموذج لرحابة الرؤية واتساع الافق والوعى بايقاع العمل الفني دون اللجوء الى الابهار او الصراخ بالشعارات.
ان هذة الرؤية الغامضة التى تزداد وضوحا كلما زاد التامل ، تشتغل على وتر الاثارة الهادئة ذهنيا لحث المتلقى على متعة التامل ، عبر دلالات رمزية موحية لعالم الشخصيات (المراة) الداخلى بتاثير شعورى يفجر اكثر من سؤال عن حلم هذا الكائن وهواجسه وما يعانية تحت تاثير ضغط الحياة. ويبقى (عبد الجبار سلمان ) وفيا للبيئة التي تربى في احضانها فرغم تغربه في اصقاع بعيدة عن اجواء الشرق الصحراوي لكنه استمر ياخذ من معين تراثه المحلي وبقت الوانه متاثره بالسطوع الفيروزي والاجواء الحاره.وتبقى تجربته ثريه ومستمره على امتداد اكثر من اربعة عقود في مجال الابداع التشكيلي.

محسن الذهبي

mercredi 22 octobre 2008

الفنان التشكيلي نبيل تومي وسيرة الحدث / الفنان علي النجار

الفنان علي النجار
ـــــــــــــــــــــــ

الفنان التشكيلي نبيل تومي



وسيرة الحدث

من تحت وطأة ثقل الحدث خرجت أعمال الفنان التشكيلي (نبيل تومي(2). ولم يكن هذا الحدث سوى اقصاءا لحريته وإبعاده من محيط حياته العراقية. وبما أن أزمنتنا مرهونة بأمكنتنا. ومنها أمكنة أو مكان نشأتنا الأولى. فقد تم إقصاءه بعنف بعد أن مر بتطهير جسده في دهاليز القمع الدكتاتوري للعام(1982). زمن الإقصاء الآني على قصره ما هو إلا بترا لسيرة حياة وتجفيفا لمنابعها المحيطية السوية. وهذا الزمن الزمن العصي على النسيان, هو بالذات زمن رفقة نبيل في كل أعماله التشكيلية التي نفذها بعده. وان لم تكن تكتمل عدته الفنية قبله , فقد تم تنشيطها واكتمالها بعدة تجاوزت منابع قهرها حاضنه الأوربي الجديد, ثم بقي هذا القهر خفاء يرافق ظل فرشاته على مدى مسيرته الفنية


الانتظار

في ظل هكذا هاجس مستفز بفعل المصادرة والإقصاء. وبفعل مصائب تاريخ وطنه الأم الغير منتهية والتي لا يحدها حد و التي طالت حتى المقربين منه. تسللت عناصر تعبيرية حادة مساحة انجازه التشكيلي العام, موازية لحدة وشدة الصخب الخارجي والداخلي وللحد الذي أقصاه عن سكونية بيئة حاضنته الجديدة في الشمال الأوربي(السويدية). بيئة سادرة بلون الشفق القطبي وما دونه, يذوب في ثناياها وينصهر وهج الضوء وحدة موشوره الشرقي(الشرق أوسطي) حد الأنمحاء. وان كانت هذه الانتقالات عبر الأمكنة تخترق بتؤدة, أو تتسرب بتؤدة, موازية لمكونات الفرد الوجدانية والثقافية, وجاهزيته للفرار من تبعات ماضي أيامه الغير سوية( كما هو حال غالبية العراقيين المهاجرين, أو المنفيين, أو اللاجئين). وهذه –اللا- المرافقة لملايين الذوات في عصرنا الحاضر, وليس للعشرات. هي عصب حراك النتاج التشكيلي لنبيل, والتي لم يجد مجالا للفظها أو نبذها مطلقا. ربما لم يسعفه تاريخه الشخصي الماضوي(المستحضر دوما) كما لم يسعفه التاريخ الكارثي العراقي على ذلك.
القسوة أن يتحول الأسود ضوءا والأحمر فضاء وان تفقد الشخوص طراوة ملامحها حد المسخ أحيانا وان تتوسد الأرض وجعها وليس رونق خضرتها.



التعذيب

صيغ التعبير هذه تأخذ بتلابيب رسومات نبيل حد تخومها أو انحلالها. رغم صلابة بنائياتها. مثلما سكنته سلوكيات فجاءة التعبير وعفوية الأداء في آن واحد, ولم يكن همه البحث عن جماليات الكائنات بقدر همه نبش عوامل خلل أقدار بعضها, هذا البعض الذي يمت بصلة لا شبحيه لشخصه, وعوامل من هذه هي التي دفعته لتكريس اللوعة الذاتية وفضها خارجا. هل هو مستوحش. متفرد بصيغة الانتكاس. أم هو يحاول صياغة تاريخ غير سوي بأدوات مقاربة. اعتقده الاثنين معا.
هل حقا ان السياسة ملح الأرض. هذا ما نشعر به دوما في زمننا الحاضر. وان يكن ملحا بوارا لأرض الجنوب, وهذا أيضا ما تعلنه كل المؤتمرات المناهضة للعولمة الاقتصادية, مع ذلك فإنها طالت شعوب الأرض كلها من خلال ما أفرزته الكارثة الاقتصادية العولمية الحالية. ومع ذلك فلا يزال الجنوب هو الأكثر هشاشة(ونحن منه). مثلما العديد من أعمال نبيل التي لا تبتعد عن مقاصدها السياسة كونه يجد نفسه وسط هذا الحاضن العالمي السياسي الواسع. لكنه درب نفسه على الابتعاد عن حبائلها المراوغة لصالح التعبير عن الهم الإنساني, بدأ من هم أناسه العراقيين عبورا إلى أقصى الجنوب(2), عبر محاورته لشخوصه المحلية ولأرث أرضهم الجغرافي والتاريخي الذي أنهك وينهك باستمرار. لقد اختلطت صبغته أعماله بنبرة وثائقية لا تخطئها العين في بعض أعماله مأرشفة تداعي أزمنتها, وبات هاجس فظ دلالتها لا ينفصل عن تواريخ


صرخة من الهور

دحرائق لونية مبعثرة خلل معظم رسوماته. ووثاق صورية تغطي بعض من مساحات أعمال أخرى. وان خانته الوثيقة اللونية لهول الحدث فقد استعان بالصورة(تلسيقا) مشهدا يدلنا على مباشرته. وما بين المباشرة التوثيقية وحفريات الأجساد والبيئة والحدث ظلت اللوعة هي القاسم المشترك. وفي خضم كل ذلك لم تفارقه هيئات وسحنات أناسه العراقيين. ولم تغريه كل السحنات الشمالية البراقة بمحاورتها وهو الذي قضى حوالي نصف عمره يجوس خلالها. فهل هو قدر عراقي تلبسه!,
لقد استحضر(نبيل) مقابرنا الجماعية في بعض أعماله التجميعية ووهبها رعبا لشعوب الشمال. وان يكن الشمال غير مدرك لهول الرعب هذا. لكن الصدمة المباشرة تمثل له رعبا. رغم انه لا يود أن تكون أعماله مبعث رعب بقد كونها حافزا للشجب وتثويرا للقيم الإنسانية المثلى. فلا يزال إنسانا ولا نزال أناسا كباقي البشر.
واقعية أعماله لا تحيلنا لسكونية مألوفة الواقع. بل كما هي سمات الأعمال التعبيرية الأوربية في اختزال التفاصيل لحد فطريتها غالبا مع توهج ألوانها, ما دامت تحركها عاطفة تتجاوز مألوفة واقعه المحيطي(رغم التباسه أو شبحيته الفيزيقية). لكنها تبقى تناور مقاصده الفكرية والسياسة بحمولاتها الرمزية أحيانا.
هل ثم قلق يسكن ذاته.


لوبين

هذا ما تنبأنا به رعشة ملونته ونثار عتمتها أو اكتضاض تفاصيلها, حتى في رسوماته لبيئته الجديدة وحاويات زهورها. فليس ثم استراحة نظر وسط اكتضاض التفاصيل وقساوة محفوراته اللونية. هذه الأعمال بالذات تحيلنا لنظائر لها في رسوم بعض الفنانين الشماليين والتي تنبأنا عن مدى انشطار الذات وتوحدها أو وحشتها نتيجة لانحدارها وقساوة مناخ يكرس العزلة والظلمة الشتائية شطرا للروح والجسد( وبدون تصالحهما يفقد السلوك توازنه) في وسط بيئي يكرس الفردانية سلوكا جماعيا. مقارباته التعبيرية هذه تجعلها ضمن حيز منجز العديد من أقرانه التشكيليين السويديين( وهم مع ضمن فناني الشمال الآخرين الذين ساهموا في اكتشاف التعبيرية في الأدب والفن عموما) وتنفي عن نتاجه الحيرة الاستفهامية المرافقة للعديد من التجارب التشكيلية العراقية والعربية المهاجرة. ربما يكون لدراسته الفن في مبتدأ هجرته في السويد أثرا واضح لنتائجه التعبيرية, وربما غير ذلك, لكن يبقى الحكم قاصرا دون الأخذ بالعوامل الاغترابية الأقصائية والمحركات الثقافية.
بعد كل حرائق نبيل المتكررة, يبقى السؤال عالقا؟ هل ثمة أمل في مراودته لفضاء أكثر رقة ولملامح أكثر انبساطا؟ سؤال تبقى أجابته مرهونة بمستقبل نأمل ان يجيب هو على استفهاماته التي رافقت مسيرته الشخصية والإبداعية,
....................................................................................................
1- فنان تشكيلي عراقي سويدي. مقيم في السويد منذ(1984) ودرس الفن فيها.
2 - إفريقيا. من خلال اشتغاله في منظمة الأمم المتحدة للمتوطعين(شؤون منظمات المجتمع المدني) منذ عام 2005.
....................................................................................................

علي النجار

الفنانة التشكيلية الجزائرية لطيفة بولفول قسنطينة

الفنانة الجزائرية لطيفة بولفول رصاص بوكرش محمد
تقول الفنانة بولفول لطيفة
' In my childhood, I crossed person over 18 party in my time with my maternal grandfather,he was an erudite person,he spent his time to be read and written, I was impressed because he wrote pounds and made himself his bookbindings. I saw he blending colours to accomplish calligraphy and I tried to imitate him then I discovered that I had a taste pronounced as the drawings and painting to the point of making a job.



'Dans mon enfance, je passais la majeur partie de mon temps avec mon grand-père maternel, c'était un érudit, il passait son temps à lire et à écrire, j'étais impressionnée parce qu'il écrivait des livres et faisait lui-même ses reliures. Je le voyais mélanger des couleurs pour réaliser des calligraphies et j'essayais de l'imiter ensuite je découvris que j'avais un goût prononcé pour le dessin et la peinture jusqu'à en faire un métier


Go through
1972-1976: School of Fine arts Constantine.1976-1977: College of higher education of Fine arts Algiers.1977-1979: Trip of study in Italy.1997 and 1998: Trip of study in Hoggar.
Parcourt
1972-1976 : Ecole des Beaux-Arts Constantine.1976-1977 : Ecole Supérieure des Beaux-arts Alger.1977-1979 : Voyage d’étude en Italie.1997 et 1998 : Voyage d’étude au Hoggar.


Collective Exhibitions:
1974: Colisée Constantine.1978: Rome – Italy. From 1987 till 1991: Several Exhibitions to Constantine.1992: National Museum of Fine arts Algiers. Palace of Culture Algiers « 40th day of the death of the President BOUDIAF »1993: Concourse « Home of Culture Constantine » Museum CIRTA "April 16th"1994: Palace of Culture Oran. « Panorama of Algerian Painting »1995: Palace of Culture Algiers.Algerian Cultural Week, Museum of Damascus Syria.Algerian Cultural Week, Palace of Culture Tripoli - Libya.Algerian Cultural Week, Johannesburg - Southern Africa.Algerian, biennial Cultural Week of Dakar - Senegal.1997: Palace of Culture Constantine "April 16th" 10th International Festival of Plastic arts, Mahares - Tunisia.1998: Palace of Culture Constantine.1999: Home of Culture Mohamed El-Aid El-Khalifa.2000, on 2001 and 2002: Constantine's national Living room.
2002: 40th Birthday of Independence.2003: National Living room of the Spring, Annaba.2003: Day of the Artist "June 08th", Annaba.2003: Mediterranean Living room, Oran.2004: National Living room, Batna.2005: National Living room, Annaba.2006: National Living room, Annaba.2007: Day of the artist, Constantine.2008: 1st National Living room of Biskra2008: Cultural week constantinoise in Algiers.2008: Algerian cultural week in Teheran (Iran).


Expositions Collectives :
1974 : Colisée Constantine.1978 : Rome – Italie. De 1987 à 1991 : Plusieurs Expositions à Constantine.1992 : Musée National des Beaux-Arts Alger. Palais de la Culture Alger « 40ème jour de la mort du Président BOUDIAF »1993 : Convergence « Maison de la Culture Constantine » Musée CIRTA « 16 avril »1994 : Palais de la Culture Oran. « Panorama de la Peinture Algérienne »1995 : Palais de la Culture Alger.Semaine Culturelle Algérienne, Musée de Damas Syrie.Semaine Culturelle Algérienne, Palais de la Culture Tripoli - Libye.Semaine Culturelle Algérienne, Johannesburg - Afrique du Sud.Semaine Culturelle Algérienne, Biennale de Dakar - Sénégal.1997 : Palais de la Culture Constantine « 16 avril » 10ème Festival International des Arts Plastiques, Mahares - Tunisie.1998 : Palais de la Culture Constantine.1999 : Maison de la Culture Mohamed El-Aid El-Khalifa.2000, 2001 et 2002 : Salon National de Constantine.2002 : 40ème Anniversaire de l’Indépendance.2003 : Salon National du Printemps, Annaba.2003 : Journée de l’Artiste « 08 juin », Annaba.2003 : Salon Méditerranéen, Oran.2004 : Salon National, Batna.
2005 : Salon National, Annaba.
2006 : Salon National, Annaba.
2007 : Journée de l'artiste, Constantine.
2008 : 1er Salon National de Biskra
2008 : Semaine culturelle constantinoise à Alger.
2008 : Semaine culturelle algérienne à Téhéran (Iran).





Individual Exhibitions:
1983: Institute of Communications – Constantine's University.1987: Outside Bank of Algeria on the occasion of its 20th Birthday – CIRTA Constantine hotel.1989: Home of Culture Mohamed El-Aid El-Khalifa.1993: Palace of Culture Algiers.2000: Room ISSIAKHEM, Constantine.



Expositions Individuelles :
1983 : Institut des Communications – Université de Constantine.1987 : Banque Extérieure d’Algérie à l’occasion de son 20ème Anniversaire – Hôtel CIRTA Constantine.1989 : Maison de la Culture Mohamed El-Aid El-Khalifa.1993 : Palais de la Culture Alger.2000 : Salle ISSIAKHEM, Constantine.
Mentioned:
- Algerian Memory: Biographical A dictionary. CHEURFI / Editions DAHLAB.- Dictionary of the Algerian Artists: 1917 - 1999 / Home Abrous, Edit KASBAH.- Panorama of Algerian Painting from 1962 till 1994.
Mentionnée :
- Mémoire Algérienne : Dictionnaire Biographique A. CHEURFI / Editions DAHLAB.- Dictionnaire des Artistes Algériens : 1917 – 1999 / Maison Abrous, Editions CASBAH.- Panorama de la Peinture Algérienne de 1962 à 1994.
canvas Private Collections



1989:
Creation of the Group " the Rock ": Mohamed BOULKROUNE – Hacène CHORFI – Latifa BOULFOUL.From 1989 till 1991: Several Exhibitions.
Toiles Collections Privées
1989 : Création du Groupe « le Rocher » : Mohamed BOULKROUNE – Hacène CHORFI – Latifa BOULFOUL.De 1989 à 1991 : Plusieurs Expositions.
Differentiations:
1993: Price of Honour of the Cultural Committee of the City of Constantine.1996: Price of Honour of the Ministry of Culture and Communication on the occasion of the 2nd National Living room of the Ceramic in the Palace of Culture Algiers.1997: Price of Honour of the Cultural Committee of the City of Constantine.1997: Medal in the 10th International Festival of the Plastic arts of Mahares – Tunisia.1999: Certificate of Honour and Gratification of the Wilaya de Constantine.1999: Price of Honour by the Direction of Constantine's Culture.
Distinctions :
1993 : Prix d’Honneur du Comité Culturel de la Ville de Constantine.1996 : Prix d’Honneur du Ministère de la Culture et de la Communication à l’occasion du 2ème Salon National de la Céramique au Palais de la Culture Alger.1997 : Prix d’Honneur du Comité Culturel de la Ville de Constantine.1997 : Médaille au 10ème Festival International des Arts Plastiques de Mahares – Tunisie.1999 : Diplôme d’Honneur et Gratification de la Wilaya de Constantine.1999 : Prix d’Honneur par la Direction de la Culture de Constantine.





Miscellaneous Artistic Achievements:
1987: Participation in the Decorating of the City of Constantine.1985 in 1989: Ceramic Realization- Frescoes for the city of Constantine.- Fresco History of Algeria for the City of Khenchela.- Fresco in El Hadjar.- Frescoes SIND BAD hotel, Annaba.- Frescoes PANORAMIC Hotel, Constantine.- Ceramic Wall Frescoes for individuals, Algiers.- Ceramic frescoes, France Italy.- Frescoes for the Constantine's 2500th Birthday.2007: fresco for the 5th military region.
Divers Réalisations Artistiques :
1987 : Participation à l’Embellissement de la Ville de Constantine.1985 à 1989 : Réalisation en Céramique- Fresques pour la ville de Constantine.- Fresque Histoire d’Algérie pour la Ville de Khenchela.- Fresque à El Hadjar.- Fresques Hôtel SIND BAD, Annaba.- Fresques Hôtel PANORAMIQUE, Constantine.- Fresques Murales en Céramique pour particuliers, Alger.- Fresques en Céramique, France Italie.- Fresques pour le 2500ème Anniversaire de Constantine.2007 : fresque pour la 5ème région militaire.
Conferences:
1999: "Baya" in the club of Monday, Home of Culture Mohamed El-Aïd El-Khalifa.
Conférences :
1999 : « Baya » au club du Lundi, Maison de la Culture Mohamed El-Aïd El-Khalifa.

متعة الفن والتواصل / الفنان علي رشيد

متعة الفن والتواصل
الفنان علي رشيد
Mardi 21 Octobre 2008 9h40mn 31s
De:
"علي رشيد"
alirashid@wanadoo.nl
À:
art@alirashid.nl

Cc:
founoun54@yahoo.fr


اصدقائي
محبتي
ارجو الاطلاع على الاعمال الاخيرة والمنجزة لعام 2005التواصل والحوار
علي رشيد
ali rashid

Burg . velt huijsen laan 302
2262 XB Leidschendam
The Netherlands
0031 70 3177919
0031 6 45098622


من منجزات سنة
2005


الفنان علي رشيد














mardi 21 octobre 2008

أهلا بأحلام مستغانمي في بيتها / بوكرش محمد

أحلام مستغانمي


Publié par بوكرش فنون تشكيلية BOUKERCH TASHKILART à l'adresse vendredi, octobre 17, 2008
2 commentaires:
Ahlem.Mosteghanemi a dit…

مدونة دافئة تستحق جلسة هادئة رفقة فنجان من الشاي يقوي قدرتك على التركيز مع هذا


الكم الهائل من الألوان والمعاني....


BOUKERCH TASHKILART a dit…
شكرا أختي أحلام على مرورك وخطوتك العزيزة على صفحات التشكيليين بمدونتي، اذا كانت مدوني دافئة فهو من وهج حضورك وذوقك العالي الفنانة الكاتبة صاحبة القلم الذهبي الواخز...
شكرا أختي أحلام...
بوكرش محمد الجزائر
21 octobre 2008 05:20

معرض محمد البندوري المغرب / نجاة الزباير

نجاة الزباير




يمثل الفنان التشكيلي المتفرد محمد البندوري المغرب؛ بدعوة من مركز أجنحة عربية الذي يرأسه الدكتور محمد بحراوي في معرضه الثالث، المقام تحت عنوان "لوحة وقصيدة ونغم"،الذي ينظمه مركز سلطان العويس الثقافي بدبي بالإمارات العربية المتحدة. يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2008 ، ابتداء من الساعة السابعة مساء بشارع الرقة.

و يفتتح هذا اللقاء المهم وزير الثقافة الإماراتي سلطان العويس.

للاتصال :
0097142243111

Arabian-wings@hotmail.com

مكتب
Art Gallerie
مراكش
مزامير من شدو الفنان التشكيلي المغربي العالمي محمد البندوري

أجرت الحوار الشاعرة نجاة الزباير
29/3/2008


مزامير من شدو الفنان التشكيلي المغربي العالمي محمد البندوري
حاورته الشاعرة نجاة الزباير
خاص بجماليا
http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://www.jamaliya.com/new/admin/rte/upload/10001046.jpg&imgrefurl=http://www.jamaliya.com/new/show.php%3Fsub%3D2735&h=400&w=300&sz=43&hl=fr&start=1&usg=__5nKLSq1-mXC_pibrcZOBGK5CLzI=&tbnid=tuxYuancKYRvDM:&tbnh=124&tbnw=93&prev=/images%3Fq%3D%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25AF%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%258A%26gbv%3D2%26hl%3Dfr
نقرة فوق شفة البداية:
محمد البندوري، هذا الفنان التشكيلي الذي يقرأ الواقع بأصابع روحه، ويشعل مصابيحه ليسري نورها بين أوردة الجمال، وكأنه يزف لوحاته في عرس وجودي وحده يملك صولجانه.
يركب فوق حصان التراث ، بين يديه رغيف الحرية، ويشد السفر نحو عوالم الذات، حيث تبدو الأشياء قطيعا من جمر، يؤسس لها مملكة تتدفق في دمها؛ نبوءات تنزع عن الكون أقنعتها.لا يسمع غير هذه اللغة المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي على الخصوص. رغم ثقافته التي منحت لمعارضه في البلدان العربية والأوروبية أيقونة التميز.
لقد خرج هذا الفنان التشكيلي من بين سعف النخيل ، رادما مسافات البوح بلغة تفتح صدرها للجمال، يتنفس تفاصيل الأشياء، ويحرث أرضا يدق وتد التميز فيها، ممسكا بأيقونة المستحيل، حيث ينطلق في براري الكلام المنساب من بين فرشاة أنفاسه ظلالا وألوانا مشبعة بالدفء، تتخللها نسائم تستمد من قوس قزح صخبها الرائع، ومن الشمس لطفها.
...لوحاته قوافل محملة بالزهر والغبار والماء والضياء، وبين سَاقَيِ الحضارة يهوي لابسا سيمياء الأرض، بدهشة طفولية تتهجى بين شفتي الوجود حبوها. يوقد مهجته سراجا للفن الأرقى ، حيث تنمحي نرجسية الخطاب، معانقا فراشات الحلم التي لا تركن لغير أشجار الياسمين.
نصغي لنبضه الماطر ألوانا ممزوجة بعطر الشمس،وسنستظل بحكاياته قرب نوافذ الفرح حيث يصنع الوطنُ حضوره البهي.
نعم، محمد البندوري، هو هذا الفنان الكوني الذي يشعل ذاكرتك بأسئلة، تركض فيها أسماء وتجارب سرعان ما تتجاوزها من خلال الغوص في أبعاد فرشاته، التي تستند على الحضارة المغربية، المتجسدة في تجريد الحرف كعلامة بارزة في أعماله المتفاعلة مع الفن الحديث، خالقا تنوعا فريدا في لوحاته المشبعة بفلسفة خاصة تضم الإنسان.
فمن هو هذا الرسام المشاغب الذي يقدم لنا حلما أثيريا، كما فرضته أفكاره وتصوراته وثقافته الباذخة؟.
وريقات من شجرة التعريف به:
كيف أنثر بعضا من سيرته، وهو القادم من مراكش بالمغرب ليعانق أوروبا والشرق كشهادة ميلادية حقيقية تترجم هويته اللصيقة بالفن كبوصلة وجودية ؟.
اشتغل أستاذا باحثا في مجال الفنون التشكيلية والخط العربي، حاصل على دبلوم الإجازة العليا، و دبلوم المركز التربوي في الفنون التشكيلية. رئيس نادي البشير للفنون التشكيلية، ورئيس مؤسس للرابطة العصامية للفنون التشكيلية والخط العربي .مؤلف مقالات و كتب في الخط العربي والفنون التشكيلية.
يعتبر أول من وظف الحرف المغربي بأبعاده الخمسة خارج الإطار الكلاسيكي، وأول من مزج حروف تيفيناغ بالحروف المغربية لاستنطاق التراث بشكله العام
كما كان أول من وضع قواعد الخط المغربي ( الزمامي ) و ( المجوهر )
= عضو الجمعية المغربية التابعة للهيئة الدولية للفنون التشكيلية
= عضو للجمعية الأوربية فن بلا حدود
= عضو ممارس بدار الفنانين التشكيليين بفرنسا
= عضو هيئة أكريوم التشكيلية بأوربا
= عضو لجنة التتبع الثقافية والفنية بأوربا
= عضو لجنة أبكانت الفرنسية للفنون الإحصائية في الفنون التشكيلية
= عضو هيئة أرت ستي للفنون التشكيلية بفرنسا
= عضو هيئة أرتونسيون للعروض المزادية للفنون التشكيلية بأوربا
= عضو برازارت الاوربية للفنون التشكيلية
= عضو شرفي بجمعية أسوسياتيف آرت بوان دوسيسبونسيون التشكيلية بأوربا
= عضو منسق بهيئة أطونوميك الفرنسية
= أستاذ مؤطر بنادي التربية الجمالية بمراكش
= مؤطر لعدة ورشات تشكيلية أكاديمية محلية ووطنية
مشاركاته:
شارك في عدة مهرجانات محلية ودولية على سبيل المثال لا الحصر ، مصر، فرنسا ، إسبانيا، ستراسبورك، بلجيكا،البرتغال، المغرب في مختلف مدنه، كما حصل على جوائز يضيق هذا الفضاء بذكرها...
حضرنا آخر معرض له نظمه بيت الأدب المغربي بمراكش ضمن مهرجان ملتقى الحمراء، إثر عودته من أحد معارضه بفرنسا فكان لنا معه هذا الحوار:
1– كيف بدأ تعلقك بالفن ؟
- الإحساس بالجمال وتذوق الفنون هبة سكنت القلب، و اعترشت كرسي الذات وحركت الوجدان فانصهرت فيها النفس بتوهج وتعلق نحو آفاق فنية صرفة.
2-هل لك أن تحدثنا عن الهواجس التي تطاردك عندما تقف أمام بياض اللوحة؟
- الفن بقدر ما هو جمال وحسن وفسحة للنفس بقدر ما تكتنفه الهواجس ، وحينما أقول الفن أتحدث عنه في علاقته بالفنان ، تلك العلاقة الجدلية التي يتولد عنها الكثير من الإبداع . إن الانفعالات الداخلية والتراكمات التي تتولد مع الأيام في شتى المجالات مما يصخب القلب بل والحجر وتعمى البصيرة إليها بالنظر ودون ذلك كثير ، إنها عوالم حمراء وسوداء وذات ألوان مختلفة تكسر البياض وتؤججه تارة، وتزرع فـيَّ بصيصا من الأمل طورا لتصب في محور إنسية هذا العالم.
3 متى تقبض على الجملة الأولى في دواخلك لتحولها فرشاتك إلى عوالم من ضوء؟
- تغازلني الأفكار أحيانا وتؤرقني وتجأش بمخزونها المتناثر وتنهمر بسيولها المتنوعة لتروع هدوء الفرشاة وسكونها، و تارة تمضي ولا تعود فألاحقها مجنونا فتأبى وتتخذ مسلك العصيان، إنه مخاض عسير لكنه جميل ورائع .
4- ما هي المدارس الفنية التي أثرت على مسيرتك ؟
- بما أن لكل مدرسة فنية خصائصها ومميزاتها وأسلوبها في التعبير ومسلكها في الأسلوب الملائم للشرط التاريخي وتجربة أصحابها وروادها في الإبداع ، فإنني لم ألتزم بلون أو شكل أكاديمي أو مدرسة معينة ، على أن الانتهال ينتقى فيه ما هو ملائم لخلق أسلوب خاص ينبثق من تجربتي الخاصة ، كما أن الاطلاع والتعرف على الثقافات المختلفة وحيثياتها أمر لابد منه لتطوير مجال البحث والمعرفة .
5- كيف توفق بين إكراهات الحياة وبين هذا العالم المخملي المليء بالألوان الذي اخترت السكن فيه؟
- انه خضم مليء بالتناقضات ، فبينما تأخذك علوم الحياة وتقذف بك في سحقة الوهج والصخب، بينما تغمرك سماء الإبداع بلطفها لتفسح لك مجال الانصهار بين الألوان الزاهية في كرم وسخاء . انه عالم المتناقضات والألغاز ، وتفكيك ذلك هو جزء من تصورات يحتدم فيها هذا الصراع الخفي ..
6- كيف تستطيع اللوحة إذن أن تواجه فظاعة الواقع ؟
- تتغير ملامح الحياة وتتجدد ، كما أن ثقافة المجتمعات تكتسب من جذور الواقع المعاش وتتأثر بالمؤثرات الخارجية ، سلبية كانت أم إيجابية ، واللوحة هي حضن للواقع أحيانا ، لكنه حضن يتلون ويتشكل وفق التقلبات التي يفرضها الواقع ، لذلك ترى الحركة والثوران يلف اللوحة أحيانا كما يسيطر عليها في أحايين أخرى الصمت والسكون والهدوء ، إنه حضن لا راض ولا مطمئن .. وتلك سمات تتلون للتصدي والمواجهة على اعتبار الانبثاق من الواقع والمآل إليه . لكن التساؤل يبقى قيد مدى تجاوب الواقع وتفاعله مع تصدي اللوحة ومواجهتها..
7- صنفك بعض الخبراء الأوربيين والمهتمين على أنك أول من وظف الخط المغربي بتقنية خارجة عن المألوف داخل الفضاء التشكيلي
- يشكل الخط المغربي قوة باطنية وقاعدة انطلاق رئيسية تحطم فضاء اللوحة ، والتشكيل بكل تراكماته ومكوناته صرح رصين يمد ظلاله في أفق لامتناهي ، في خضم هذه المقاربة أبني المزيج الذي ينبني عليه فضاء اللوحة . ثم إن تجربتي مع الخط المغربي طوال سنين مضت وارتباطي الوجداني بمجال التشكيل جعل من تلك المقاربة وسيلة إبداع تكسر الفضاء الأبيض، يشكل فيه البحث الجاد في التراث المغربي وفي الحرف المغربي بفروعه الستة محورا لخلق مساحة يتألق فيها هذا الحرف ويتجود بأساليب التقارب والتناوب بين الحرف واللون في فضاء يعتمد أبعادا تصورية يشكل فيها عنصر الرمز والحرف المغربي قيمة مضافة وأسلوبا جديدا في التوظيف.
8- لماذا التركيز على جمال الحرف وتطويره في لوحاتك؟
- إن جمالية الحرف المغربي باستداراته الرائعة أجمع عليها عمالقة الفن في العالم واعتبروه من أجمل الحروف العالمية ، كما أن عشقي له نما إثر توظيفه مع اللون و إثر مغازلته ثقافيا وتاريخيا في إطار علاقة وجدانية فرضها الواقع والتاريخ والأصل والنبع الحضاري ، انه إجلال لما صنعه الأسلاف على مر التاريخ المغربي.
9- هل عزوف الكثيرين عن ارتياد المعارض يرجع إلى تقصير مدارسنا في تلقين النشء مدى أهمية التربية الفنية؟
- المجال الثقافي عنصر مميز لكل أمة ومقياس هام يدل على مدى اهتمام وعناية الأمم بالمجال المعرفي وكذا نجاعة التربية الموسوعية والتكوين الشامل سواء تعلق الأمر بالحقل التربوي أو الثقافي ، فإن المسؤولية في ضخ الثقافة الفنية والتربية على الجمال وتشييء النشء على هدى التطلع والاستطلاع وولوج فضاء الجاليريهات . إنها تربية وثقافة يجب أن تترسخ في جيلنا .
10- هل شملت الثقافة التشكيلية القاعدة الجماهيرية أم اقتصرت على المهتمين فقط؟
- دائرة الفن التشكيلي لها مقومات ولها أسس خصبة جدا ، تتعدد أساليبها وأشكالها وأنماطها ، وذلك اعتبارا للمرحلة الحضارية وخصوصية التطور والنمو الكبير الذي فرضه الحقل المعرفي الواسع ، إلا انه بالرغم من ذلك فإن مجال المواكبة القاعدية لا يزال بطيء الخطى ، لتظل النخبوية سائدة في حقل الثقافة التشكيلية .
11 – تعتمدون على لغة بصرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة كيف توفقتم في ذلك؟
- إن الرؤى الجمالية متعددة في مجال الفن التشكيلي ، كما أن الجمال لاحدود له، وإذا أضيف إلى خصوصية البحث في الماضي ، فإن هناك أنماط ثقافية ، فنية وجمالية تطفو في سماء الماضي المشرق ، إنها أصالة شامخة يزيدها الحرف إشعاعا على أنه رمز قوي في الحضارة المغربية العريقة . كما أن نشوة الحاضر وآليات الاشتغال ومقومات العمل الآني وروح الأساليب الفنية الجديدة، دافع قوي إلى المزج بين الرؤى الأصيلة والرؤى المعاصرة في إطار تجارب راسخة تنهل من الماضي وتنفتح على الحاضر. وهو ما يساهم في خلق أنماط جديدة خصوصا وأن التراث المغربي يزخر ويحفل بمعطيات ذات مغازي قوية . إنه أسلوب يستمد ثقافته من جذور التراث الأصيل ويرمي بفروعه في عالم التجديد والتحديث وفق دلالات فكرية بلا حدود .
12- هل استطاع الفن التشكيلي بالمغرب أن يراكم أعمالا فنية ينتج عنها القول بوجود سمات خاصة به؟
- لقد قطع الفن التشكيلي ببلادنا أشواطا كبيرة ، من خلال أعمال عدة لفنانين سواء تعلق الأمر بجيل الرواد أو اللاحقين ، فإن هناك بصمات خالدة طبعت وتطبع الفن التشكيلي بطابع مغربي صرف ، جعل من الفن المغربي ذو سمة خاصة في حدود واسعة ومنفتحة . ومما ساهم في نشوء وارتقاء هذه السمة، كون المغرب يتوفر على تراث غزير ومتنوع ، حيث إن مجال البحث يقود إلى العديد من التصورات التي يصبح معها هذا الموروث قاعدة ذات طابع موجه نحو أسلوب خاص يتقاسمه اغلب الفنانين وان اختلفت توجهاتهم وتجاربهم .
13- يدفعني هذا القول إلى التساؤل عن رأيك بالنقد التشكيلي بالمغرب
- في العادة : كلما قوي مجال التشكيل إلا وقويت معه الحركة النقدية . ومعلوم أن الحركة التشكيلية بالمغرب تعرف نموا وتطورا كبيرين كما أن المجال عامة يعرف تقديرا خاصا للأسلوب المغربي الخالص من طرف الأوربيين المختصين . إلا أنه بالرغم من ذلك فإن وجود حركة نقدية على مستوى راق من الثقافة التشكيلية لا يزال يمشي بخطى بطيئة لا تواكب هذا التطور السريع . وهو أمر يجب الوقوف عنده ويستوجب الكثير من الاهتمام .
14- ماذا منحتك مشاركاتك في المعارض الدولية؟
- إن مجال الاحتكاك بالآخرين والانخراط في الثقافات المختلفة ، وخلق مجال للمحاورة بين التجارب والخبرات ومحاكاة فلسفة أعمال الخبراء في المجال التشكيلي وولوج الفضاءات العالمية الكبرى للعروض ، كل ذلك له أثره العميق وبصماته الخاصة في مسيرتي الفنية .
15- تطلعنا الجرائد والمجلات باحتفاء النقاد بالغرب وفي الدول العربية بمعارضك المتسمة بالتميز المطلق ، دعني أهمس هل أنصفك النقد بالمغرب؟
- أشرت قبل هذا إلى أن التطور الباهر في مجال الفن التشكيلي بالمغرب لا تواكبه حركة نقدية مماثلة ، وذلك له أسبابه الخاصة والعامة وهو ما يغيب عدة عطاءات وإنتاجات زاخرة . لقد مررت بلحظات فنية رائعة جدا وذات أبعاد نقدية سواء بالغرب أو في الوطن العربي ، إلا أن هذا لا يحمل طابع الموازنة بين اللمسات النقدية في هذه الأقطار وبين المغربية فلكل خصوصياته ومميزاته وتوجهاته .. إنني أحمل الحرف المغربي ، فهو الوثيقة الرائعة التي تحظى بتقدير العالم وهو تميز مدعاة للفخر سواء بالنسبة لي أو بالنسبة للنقاد المغاربة .
تراتيل مساء يجمع حقائبه:
تتدفق الكلمات من نبع ثقافته شلالا، لا تملك غير أن تصغي لطموحاته المسكونة ببصمة خاصة به، هي المشاريع المستقبلية إذن من تأسره فبغدو في كفها طفلا عانقته الأرض بردائها الأخضر، تركتُه وسط النغمات المتصاعدة كما ترانيم أورفه ، لأغوص في بهاء الشعر، أو ليس الشاعر كما الفنان التشكيلي في اصطياده للحظات الجمال التي تمر من بين تلافيف الذات لتعانق الكون بكل أطيافه؟
وما الفنان محمد البندوري إلا نموذجا لهذا العصب القوي الذي يحمسه على إغناء تجربته وتعميق دلالاتها.

dimanche 19 octobre 2008

غباش فوزية


اتمنى ان تزورني ولا تنسى ان تكتب تعليقا


تحية خالصة من عمق القلب مفعمة بالمحبة والود وبعد اليك هاته المقدمة المتواضعة

ان الوقت من ذهب فكن انت صانعه املأه بصفحات الكتب بالعلم تكن حاكمه حضيت بفضل لك وهب من الله كن شاكره اخي الفاضل انني اشكرك و اشكر من يهتم بالفن بصفة عامة و الفنان التشكيلي بصفة خاصة اليك عنوان مدونتي ، اتمنى ان تزورني ولا تنسى ان تكتب تعليقا شكراااااااااااااااا



غباش فوزية فنانة تشكيلية من مواليد 1982بتازولت ولاية باتنة متخرجة من مرسة الفنون الجميلة

samedi 18 octobre 2008

أمسية نقدية لخالد خضير بمناسبة صدور كتابه





أمسية نقدية لخالد خضير بمناسبة صدور كتابه
(هاشم حنون ... تحولات الواقعة الشيئية) بعنوان:

الصورة في الشعر والرسم..
(هاشم حنون ... تحولات الواقعة الشيئية)


ان النصين: اللغوي والبصري هما حقلان مختلفان في وسائل التعبير وفي المقاربات النقدية، إلا ان لهما مشتركا عاما هو ثنائية الصورة بنمطيها: الصورة الشعرية بصفتها استعارة بصرية والصورة البصرية باعتبارها واقعة مجاز واستعارة بلاغية، وهي علاقة تتمحور بين طرفين هما: الصورة البصرية طرفا، والمجاز الشعري طرفا آخر باعتبارهما طرفي القضية، أو شكلي تمظهرهما، بين الصورة (بمعنى العلامة البصرية) وبين الصورة في اللغة المنطوقة، من خلال تعاكس مرآوي بين طرفي هذه الثنائية، وهذه الآلية كرس فرانكلين ر. روجرز مؤلف كتاب (الشعر والرسم ( والكاتب العراقي شاكر لعيبي بعده اهتمامهم لها باعتبارها الآلية الأكثر فاعلية لدراسة (الصورة البصرية) و (الصورة الشعرية) من خلال عملية التشاكل الصوري بين مشخصات الواقع مع بعضها، وهي عملية تتضمن شيئا مما كان يفهم به بعض البلاغيين العرب للمجاز و(الصورة البصرية) بأنه "فكرة (المشابهة) بين دالين"، و"إقامة مماثلة بين أمرين أو أكثر اشتراكها في صفة أو أكثر بأداة لغرض مقصود"، وهي قد لا تختلف كثيرا عن فهم الصورة البصرية بأنها امتزاج بين (حقلين صوريين).

1
رؤية فرانكلين ر. روجرزفي كتابه (الشعر والرسم)

1. هنالك تقسيم نال قبولا متزايدا منذ أيام لسنغ وهو ان:
الفن انطباعات بصرية بينما ينطوي الأدب على تتابعات حكائية
الاستعارة ظاهرة بصرية مكانية

2. منطقة التخوم هي الصورة:
الشعرية (الأدب) ----- الصورة ------البصرية (الفـــــن)


3. الصلة بين الرسم والشعر في ادبيات مبدعي كلا الفنين:
· هناك كتاب لهوراس عنوانه (الشعر هو التصوير)
· "الرسم هو الشعر، وهو دائما يكتب على شكل قصيدة ذات قافية تشكيلية، وهو لا يكتب بالنثر ابدا" (بيكاسو)
· "ان قوانين الشعر هي قوانين الرسم ذاتها" (انطون كابيل)
· "الرسم شعر صامت والشعر رسم ناطق" (سيموندز)
· "الرسم شعر يرى ولا يسمع، والشعر رسم يسمع ولا يرى" (ليوناردو دافنشي)
· "ينبغي للكاتب ان يكتب بعينيه والرسام ان يرسم بأذنيه"
· "على الشاعر ان يكون قادرا على التفكير بالصور" (سبندر)
· "ان الحدة البصرية هي جوهر الشعر" (روبرت غريفز)

4. رؤية فرانكلين ر. روجرز:
· لاحظ ر. روجرز في كتابه (الشعر والرسم، بغداد، 1990) "ان تكوين الصورة الفنية هو اندماج صورتين لتكوين تركيبة" (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 97) وهو ما يسمى بـ(الادراك الحسي التحولي) و(الاندماج الصوري) بحثا عن (الصور الشبيهة بالمادة الجوهرية) (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 86)
· ولاحظ ايضا ان رسوم الكهوف هي مزاوجة (تشاكل صوري) بين نتوءات الكهف وصورة حيوان البيزون (= صورة الذهن)، وهو ما يعرف بتقنية المتعرجات menders وتقنية الاشارات العشوائية التي كان يطبقها الرسام ماكس ارنست في تقنية المفروكات frottage ، والطبيب الالماني روشاخ في بقعته الشهيرة، وسلفادور دالي وحتى دافنشي الذي نصح بها في كتاباته كعلاج اجفاف المخيلة، وقد رفعت حركة الرسم الحدثي tachisme او action painting .
· "ان (حقل المتعرجات) يؤسس الشروط اللازمة من اجل ايجاد الاشكال ثم تطويرها بضربات اضافية يسيطر عليها بصورة اكثر تعمدا" (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 34) حيث "تندمج المرحلة التحولية على نحو يكون غير واع، في المرحلة الماسخة للشكل وذلك هو النصف الأول من مقولة جورج براك (الحواس تمسخ الشكل والعقل يصوغه)..." (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 37)
· "ان جزئيات الشكل حين تجرد من الشيء المستوعب، لابد الان ان تجتمع ثانية مع عناصر اخرى من صورة الذاكرة من اجل تكوين الصورة الفنية" (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 37).
· لقد اكد باشلار بانه "اذا لم يحدث أي تغيير في الصور، او اتحاد غير متوقع في الصور، فليس هنا أي تخييل، وليس هناك اية عملية تخييلية"
· اذن فان "صورة الذاكرة عند الفنان هي العامل الحاسم في تحول الشيء المستوعب الى صورة فنية: ان مسخ الشكل وصياغته، وتغيير الصور واتحادها غير المتوقع يتحقق عن طريق ذاكرة الصورة" (فرانكلين ر. روجرز، الشعر والرسم، بغداد، 1990،ص 38)
· وقد افترضنا انه ليس شرطا ان تتطابق علامات الذهن مع علامات الواقع بل قد تتطابق مع علامات الفن وهو ما اسميته (قانو مالرو)، فالفنان يمتلك داخل نفسه ايضاحا للشيئ عميقا في نفسه، وهو ما يسميه بيكاسو "فكرة الشيء التي تركت بصمة لا تمحى" بعد ان تكون قد ترسخت في ذهن الرسام هاشم حنون بشكل (بنى هيكلية متجهة) او (بنى شكلية طوبولوجية) او ما يسميها الخبير بالفن الاسلامي الكسندر بابادوبولو (بالهيكل الرياضي) وأسماها الناقد شاكر حسن آل سعيد تلك البنية الخفية (المدرك الشكلي) فتتكون "الصورة الفنية ... من صورة مركبة ناتجة من اندماج عناصر الشكل القابلة للتحول في الصورة المستوعبة بعناصر الشكل القابلة للتحويل في صورة الذاكرة... "، حيث "ان الشكلي (او النمطي) للبيئة المستوعبة تندمج مع العناصر الجوهرية للعالم الداخلي، عالم الكينونة" (اوكونور).

2
رؤية شاكر لعيبي في كتابه (بلاغة اللغة الايقونية...الصورة بوصفها بلاغة)

منذ عنوان كتابه كان المؤلف (يداور) بين (طرفي) الصورة، بين الصورة البصرية كطرف، والمجاز الشعري طرفا آخر لاعتبارهما طرفي القضية، أو شكلي تمظهرهما؟ بين الصورة (بمعنى العلامة البصرية) وبين الصورة في اللغة المنطوقة، فهو يؤسس عنوانه على ثنائي الصورة (البصرية) مقابل اللغة المنطوقة، فيبين عنوان كتابه على تعاكس مرآوي بين طرفي هذه الثنائية، تقديماً وتأخيراً بين طرفيها، (مداورة) ودونما تصريح "بلاغة اللغة الأيقونية... الصورة بوصفها بلاغة" وبذلك فهو يدلل منذ العنوان بأنه: أولاً، يقف ضمن الاتجاه السيميولوجي الذي يعتبر السيميولوجيا جزءا من اللسانيات حينما يؤكد منذ السطر الأول في الكتاب على ذلك "ما زالت اللغة المنطوقة على ما يبدو ضرورة في قراءة اللغة البصرية" ، إلا أنه لا يكتفي بذلك فهو، ومنذ الصفحة الثانية (في النص)، المرقمة (6) بالتسلسل العام للكتاب يكتشف مقاصده بإيجاد آلية مرحّلة من اللغة إلى حقل الصورة البصرية، تلك الآلية التي هي الاستعارة او المجاز والتي تتضمن معنى (الانحراف)، وبذلك فهو يستعيد ذات الآلية الني كرس لها مؤلفا كتاب (الشعر والرسم) اهتمامهما لها باعتبارها الآلية الأكثر فاعلية لدراسة (الصورة الشعرية)، وهي وجود حقلي استعارة يتشاكلان صوريا لانتاج الصورة، وبذلك فإننا نتقل إلى مستوى أعمق من قضية استنطاق العلاقات بذاتها، او استنطاقها بمعونة اللغة المنطوقة. ويبدو المؤلف وكأنه قد شعر بالخوف من ان يوجس القراء في أنفسهم ريبة فيؤكد "عندما يتعلق الأمر بالبلاغة الصورية، لا يتعلق الأمر، بحال من الأحوال، بعمل تلفيقي، ولا باستجلاب قسري لمصطلحات حقل إلى حقل مختلف، ولا بتقويل البصري ما تقوله البلاغات اللفظية" والسبب برأي المؤلف يتعلق "بامتلاك البصري، بطبعه أصلاً، بلاغة تأويليه ومجازات تتماس مع المجازات اللفظية المعهودة" ويماثل المؤلف بين المجاز اللغوي والصورة البصرية هنا في قوله "ان المجازات اللفظية هي ( انحراف متعمد) للغة عن استخدامها القاموسي... والصورة image بطبعها تتضمن شيئاً يمكن ان يوصف بالمجازي طالما ان فيها موضوعاً غائباً فعلياً لكنه حاضر دلالياً: لوجود الغائب" لذلك فهو يستنتج ان "المهم في الصورة ليس ما يحضر فيها ولكن ما يغيب" ونحن ربما تختلف معه في إعطاء الأهمية (لما يغيب) من الصورة، فأن ذلك سيؤدي إلى نقل الصورة من اعتبارها (واقعة شيئية) من خلال عناصرها الشيئية إلى معاملتها باعتبارها موضوعاً سردياً وفي ذلك تخسر الصورة جزءا من وجودها الشيئي.
يعيب شاكر لعيبي على بعض البلاغيين العرب لتبسيطهم للمجاز بأنه "فكرة (المشابهة) بين دالين"، الا ان فكرة التشاكل الصوري بين (حقلين صوريين) لا تختلف كثيراً عن محاولة تصنيف المجازات الايقونية التي أجراها المؤلف والتي اعتبر فيها دروس البلاغة "تقدم بضعة مفهومات مفيدة عن مفهوم التشبيه" وكانت تلك المفهومات لا تعدو ان تكون ذاتها التي اعتبرها تبسيطاً للقضية وهي " إقامة مماثلة بين أمرين أو أكثر قصد اشتراكها في صفة أو أكثر بأداة لغرض مقصود" بينما يؤكد في الوقت ذاته أن "في اللغة الأيقونية نجد تماثلات بين أمرين مرئيين بسبب اشتراكهما في صفة أو أكثر بأداة لغرض مقصود" بينما يؤكد في الوقت ذاته ان "في اللغة الايقونية نجد تماثلات بين أمرين مرئيين بسبب اشتراكهما في صفة أو أكثر" وبذلك سنعود إلى المربع الأول وهو ان (التشاكل الصوري) عند مؤلفي كتاب (الشعر والرسم) والى غيرها من المفهومات التي تدرس الصورة الشعرية من خلال الصورة البصرية وهي ذاتها التي نجدها هنا حيث يحاول شاكر لعيبي ان يدرس الصورة البصرية من خلال مجاز الصورة الشعرية، أي استخدام المفهومات ذاتها، وبذلك تتحقق ذات البنية الدورانية والمرآوية جيئة وذهاباً بين ان تكون أولاهما أصلاً للثانية، وثانيهما، في الوقت ذاته، أصلاً للأولى، وفي كلتا الحالتين نجد سبباً قوياً لهما يربط الشعر بالرسم من خلال نقطة الالتقاء هي الصورة بنمطيها البصري والشعري.
يستند المؤلف على ما قاله "الفلاسفة المناطقة المسلمين بأغتراف الشعر والتصوير كليهما من (التشبيه)، والمراد بذلك هو سعي الفنين لمحاكاة الطبيعة وهذه هي فكرة ارسطرطاليسية عن جدارة". ويستشهد المؤلف بقول الفارابي عن العلاقة بين الشعر والصورة البصرية، "ان فعليهما جميعا التشبيه، وغرضهما إيقاع المحاكيات" ويستشهد بأقوال أخرى لابن سينا وابن رشد وأخوان الصفا والجرجاني، وكلها "نصوص تشدد بشكل رئيسي على مشكلة المحاكاة المختصرة إلى مصطلح بلاغي سائد في المجاز العربي وهو التشبيه".

3
الترسيمة المشتركةللصورة


الصورة
الشعرية
البَصَرية


منطقة التشاكل الصوري
حقل صوري 1
حقل صوري 2
"الديك بوق الصباح" شكسبير

منطقة التشاكل الصوري
صورة الجدار
(نتوءات جدارالكهف)
صورة الذاكرة لحيوان البيزون



منطقة التشاكل الصوري
صور الفن المهيمنة في عصر ما
صورة الذاكــــرة
(البنى الشكلية الطوبولوجية الخفية) اسماه الكسندر بابا دوبولو:
الهيكل الرياضي
سمات الاسلوب الشخصي

4
نموذجنا التطبيقي في كتابنا
هاشم حنون ... تحولات الواقعة الشيئية

لقد تابعنا مراحل تحولات تجربة هاشم حنون في الرسم ، وعلى مر سنوات طويلة...
فتحت عنوان متجهات أسطورية، افترضنا وجود (بنى شكلية طوبولوجية) خفية حتى عن وعي الرسامين أنفسهم، يقيمون عليها هندسة لوحاتهم، وحدد واحدا من أهداف الناقد بالوصول إلى (الكمية الممثولة) وهي مرحلة وسطى بين الملموس والمجرد، بين الهندسي (الهندسة) والتجريدي (الرياضيات) حيث لا مناص من الانتقال من الصورة الى الشكل الهندسي ثم منه إلى التجريدي ….حيث تحل محل الصور الأشكال الهندسية المناسبة، ومن ثم العودة ثانية من التجريدي إلى التعبيري عبر الهندسي (أي من الرياضي إلى الأيقوني فالصوري) بواسطة لغة التمثل والتصور والتحليل النقدي. وقد سبق للخبير بالفن الإسلامي الكسندر بابا دوبولو ان أسمى هذه البنى السرية (بالهيكل الرياضي) التي كان يقيم عليها الرسام الإسلامي يحيى بن محمود الواسطي أعماله في الرسم. وأسماها الناقد شاكر حسن آل سعيد تلك البنية الخفية (المدرك الشكلي).
ومنذ مرحلته التعبيرية التي كرسها في معرض مهم اقامه عام 1990 في قاعة الرواق، وكان مكرسا لموضوعة الشهادة؛ كان هاشم حنون يقسم السطح التصويري الى منطقتين طوبوغرافيتين مختلفتين بدرجة قداستهما؛ مما انتج بنيتين هيكليتين متجهتين هما:

1
البنية الهيكلية العمودية (الارتفاعية) وتتألف من منطقتين طوبوغرافيتين يمكن تصورهما وفق معمارية الساعة الرملية بجزئيها: مثلث اسفل هو (مثلث الوجود الدنيوي) رمزا معادلا للوجود الدنيوي، بضمنه الموت كحقيقة دنيوية؛ بينما يمثل المثلث العلوي (مثلث الانبعاث) والخلود السماوي، وهو ما يمثل الموت كحقيقة أخروية، وتمثل نقطة التقائهما، في مركز اللوحة (باب السماء) الذي تخترقه الروح في صعودها الى الأعالي. ويمكن ان يجسد الشكل الناتج نحتيا، كما قلنا، بالساعة الرملية، حيث تترسب بقايا الجسد (التراب) ليتسامى الهواء (الروح) الى الجزء العلوي (السماء).

2
البنية الهيكلية الأفقية التي اسماها القاص محمد خضير (التضحية في وضع أفقي) التي تتضمن عدة بنى فرعية تشكلها دائما كتلة أشخاص (فكرات = أشكال) تتجه وجهة عرضية أفقية من اليمين الى اليسار دائما، وقد نجد جذورها في الفن العراقي الرافديني القديم ضمن مشاهد التقديم الكلاسيكية في الأختام الأسطوانية ،وفق (مستوى ارضي) تكون فيه حركة الشخوص رحلة دنيوية أرضية تجاه خلود ارضي نحو بناء مدينة فاضلة هي حصيلة بناء عمل اجتماعي.

3
كانت بنية الكائن الحجر، وهي مرحلة ثرية نشات من بذور تطور هام كان يجر منجز الفنان نحو (التجريد) مما شكل انتقالة باتجاه تراجع الموضوع الأدبي (النثري) بدرجة محسوسة، وترسيخ تحول البطل شيئا فشيأ الى كائن رمزي دون ملامح شخصية محددة سوى ما يوحي به من ملامح ومن تركيبة ناتجة عن مزج أهم عنصرين من عناصر التكوين هما: التراب والماء، حيث كان كائنه يتخذ شكل شواهد القبور، والحجارة القريبة من الشكل الإنساني، فتمت إعادة عكسية لتحولات الشاهدة، التي هي ناتج عنصري الماء ( وخلقنا من الماء كل شيء حي ـ الآية) و التراب (كلكم لآدم وآدم من تراب ـ الآية) فتتألف الشاهدة من عنصري (الماء + التراب)، ليتشكل منهما الطين الذي تتلبسه الروح، وتقرضه الشمس كائنا يشبه الشاهدة، أصابها الجفاف، فانفصلت عناصرها من جديد بعملية (ميثو ـ كيماوية)، ليتخلف عنها: كائن حجر، يحتل قاع اللوحة، ويرتفع الماء غيمة تسبح في الأعالي.

4
ان أيقونـــــات الفن العراقي الرافديني القديم التي ظهرت في منجز الرسام هاشم حنون هي نتاج تشبـّعه (بجينات) ذلك الفن مما ابقى النسغ الرابط بذلك الفن قويا في كل انتقالات الرسام بين التشخيص والتجريد، فكانت تجربته تتخذ أيقونات نمطية أهمها: أيقونة مناظر التقديم الكلاسيكية حيث الإله الجالس على العرش قبالة رجل يتسلم صولجان الحكم بمفرده او ضمن موكب، وأيقونة البطل المخلـّص نصف الإله كلكامش الباحث عن الخلود، وأيقونة الصعود إلى السماء حيث يرتفع الراعي (آيتانا)، وأيقونة الزقورة، وأيقونة الموكب الذي تشكله حشود من المتعبدين الواقفين مشبوكي اليدين، وأيقونة التميمة التي تسمى شعبيا (الحرز) والتي ستكون الأيقونة الأكثر أهمية في المرحلة التجريدية أواخر الثمانينات من تحولات الفنان فكانت محاولة لتحقيق اكبر اقتراب من المادة التي يشتغل عليها، عبر معالجة تقنية لأحافير اقتطعها من نسيج حائط، من قطعة جنفاص عتيقة متهرئة يلصّقها على سطح اللوحة، وربما من أي سطح صدأ ترك الزمن بصمة مكوثه الطويل عليه، او مقطع عرضي اخضع لمعاينة مجهرية وهو في فهمه للوحة، باعتبارها حقلا (سطحا) مسكونا بالأصباغ والخطوط والأشكال، يخضع لضروب شتى من تجارب الفنان الشكلية والتقنية، اكثر من كونها تكوينا، أي بمعنى آخر، ان تكون اللوحة شيئا اكثر من ان تكون تشبيها لشيء خارجها.
5
(علامات المدن): أن حيوية ما كامنة في منجز هاشم حنون، كرستها محاولته الواعية باصطفاء صور من متعرجات الواقع المرئي يوميا: من آثار، و لقى، وأحافير، وعلامات تُشاكلها صـورٌ مستثارة من ذاكـرة (معرفية) صقلـتها الخبرة، خزنت نماذج لا حصر لها من (كتابات أولى) مستمدة من أيقونات عراقية قديمة وشعبية هي (أيقونة التميمة) حيث تملأ المساحات بعناصر صورية شتى: علامات، وخطوط، ونقاط هي في حقيقتها مختزلات صورية انفصلت عن وجودها اللغوي، أو ربما سبقته وجودا، كما انفصلت احيانا عن سطح اللوحة الذي سكنته والذي يحتمل ان يكون الفنان قد اشتغله بمعزل عن كل الأشكال التي يحتمل ان تستقر فيه.
لقد أقام الفنان أربعة معارض مهمة امتدت منذ عام 1996 في بغداد (قاعة دجلة) 1998 ،وعمان 1999(قاعة الأندى) ومدن ملونة في عمان (قاعة الاندى) عام 2000 ، و فضاءات ملونة في عمان (قاعة الاورفلي) عام 2000 كانت حصيلة توجهه المتزايد مؤخرا نحو محاولة تقديم بناء لامركزي للوحة، مما اعطى منجزه طابعا غير مخطط له، ومناقضا للصرامة والقصدية التي وسمت أعماله التشخيصية طيلة السنوات الماضية؛ فكان يؤسس نظاما علاماتيا ناتجا عن بحث اركولوجي في بقايا الواقع (أثـَر الواقع) (أي نواتجه التي قد تبدو عرضية)، وما خزن الفنان في ذاكرته عن ذلك الواقع من: صور، وعلامات، ومستحثات للرؤية؛ فكانت اللوحة تؤسَّس في (معرض مدن ملونة) على بنية البساط او (المـَدّة) كما تسمى في لهجة الفرات الأوسط في العراق، وهي نوع من البسط تصنع من الصوف وتلون بألوان زاهية متعددة. ويمكن تلمس الامتلاء الواعي والاحتفاء غير المحدود بموجودات الواقع في أعماله الأخيرة.
في معرض (مدن ملونة)، وهو أهم معارضه التي أقامها في عمان كاليري الأندى عام 2001 ، تظهر علامات المدن واكتظاظها بموجوداتها وساكنيها وعابري سبيلها ليعيد بنائها من فتات قرميدها، وآثار جدرانها، طبقة فوق أخرى، بثراء لوني مدهش، واكتظاظ شكلي بكل ما جمعته الذاكرة، ليس من (علامات المدينة) وحدها بل ومخزونات مما رسمه الآخرون عنها، منذ بواكير الفن العراقي المعاصر، وحتى وقتنا الحاضر.
بقي اثر علامات الواقع (عناصر المدينة) جاثما في معرض قاعة دجلة 1996، فاللوحة يملؤها معراج حشود مدينية من سيول عارمة من الرموز والأشياء والشفرات والمتاهات ،فاللوحة تبنى بشكل مسرب لوني يشقها طوليا يملؤه نثار من ألوان واشارات وشخوص ،وما عنّ للذاكرة ان تلقي، حشد مكتظ تكتسحه قوة إعصارية ترفعه من قاع اللوحة الى الأعالي، بينما حفلت أعماله في معرضه (قاعة الأندى) باستقرار وركود وحزن سوداوي، تملأ سطح اللوحة أشباح البشر السوداء، وهي ترقب بعضها بعضا ،وترنو المشاهد بنظرة صمت كئيب؛ فكانت أشكال الواقع تنتصر في بعض أعماله، بينما ترتد لصالح أشكال الذاكرة في أخرى. ولكنها أبدا تعيد أبنيتها ومدنها وفق الخرائط الهيكلية الأولى وكأنها قدر كتبه هاشم حنون على نفسه وظل وفيا له !.
قدم هاشم حنون في معرضه (مدن ترابية) في قاعة حوار عام 1995، معمارا لمــدن متــــاريــــــس اتسمت بالاختزالية التي عاد اليها هاشم حنون بعد سنوات؛ فاستعاد منها ما اعتقده يصلح للمرحلة الحاضرة من رسم!!: المخربشات، وآثار الجدران، والخروق، والحروق، والكتابات الطباعية، وجنفاص المتاريس في جبهات الحروب السابقة وفي شوارع مدينته البصرة التي كانت تملؤها المتاريس، وكأنه بذلك يستعيد أجواء الحرب، والحزن، والخراب، والضياع ذاتها، تلك التي كان يمرّ بها العراق وقتها، والتي يمرّ في أجواء لا تقل عنها قسوة اليوم؛ فطوال سنوات غربته, كان هاشم حنون يحاول تفعيل ذاكرته فكان دائم البحث الأركولوجي لمحتوياتها، وما اختزن فيها من صور, وتماما كما أسس محمد خضير بنى و فضاءات مدينته بصرياثا, يحاول هاشم حنون أن يرتـّق الصورة الغائمة لها ليس بهدف الوصول إلى الكيان الفيزيائي المجرد (= الكيان العضوي) بل بهدف التعشق مع الكيان الروحي لذلك المكان (= المكان المتخيل انه لا يهدف إلى كتابة سيرة للمدينة، بل كتابة سيرته الذاتية في المدينة, فما يهمه درجة مطابقة اجواء المكان لداخليته هو, أي لأحلامه وتخيلاته, كما يقول فاروق يوسف، فلم يعد يتذكر مدينته إلا عبر لازمة معتمة يلفها السخام الذي تخلفه الحرائق، والجثث، والأشجار، وأكياس الرمل التي اخترقتها الشظايا.
لقد نوهنا بوجود بعض التجارب الفرعية التي ظهرت كمراحل سريعة ضمن تجربة هاشم حنون ومنها:

6
المكعبات التي كتب عنها الكاتب هاشم تايه.

7
تجربة المدن السبع التي كتب عنها الكاتب صدام الجميلي.

8
اعدنا المجسمات الخمسة التي شكلت مجموعة اعمال استثنائية عرضها الرسام في موقعه على الانترنت وفي معرضه الاخير (مسلات الطين 2004)، كما اعاد اعماله الاولى الى جذر ميثولوجي مشترك بعيد هو: الحجارة والقداسة اولا، ثم انتهى ذلك التشاكل الصوري الى حرائق المدن التي استوطنت ذاكرته طوال سنوات الحروب التي مرت بها مدينته البصرة، ومر بها شخصيا ثانيا، فامتلأت اللوحة بطبقات حزن كثيف، وأشباح سوداء من البشر، وهي ترقب بعضها بعضا، وترنو المشاهد بنظرة صمت كئيب وبذلك لا يختزل هاشم حنون تاريخ المدن التي وطأتها قدمه فقط ، بل وتاريخ الرسم العراقي و (المديني) منه بشكل خاص!.
يختفي الضوء من مدينته الحجرية هذه، فتختفي الشمس .. ويهيمن الظلام الاسود الفاحم بقوة.. فتكون المشهد في (مسلات الطين 2004) من مهيمنتين: الطابع الحجري حيث الطين الجاف او المفخور، والوجود البشري (حيث: المدن، المسلة، الكتابة، التاريخ، المدونات، آثار الناس والعابرين)، فكانت مزيجا من: المدن الملونة التي عايشها هاشم حنون في صباه، والمدن الحرائق التي افنى شبابه في حرائقها، والمدن الحجر التي انتهى اليها مقيما في عمان الان.

9
لغة الجسد
لقد صنفنا هاشم حنون باعتباره رساما تعبيريا حتى في اشد حالاته غلوا تجريديا، فقد اعتمد هذا الرسام اختزال أشكال المشخصات وليس تأسيس رسم لاشكلي أو غير مشخّص، وبذلك فقد كان يعتمد الجسد الإنساني باعتباره منتجا للدلالة وللتواصل عبر استنطاق أعضاء الجسد ذاته أو امتداداته، فكان هذا الرسام، ومنذ أولى مشاركاته في معارض العاصمة العراقية، قد اتخذ الجسد كلا متكاملا كـ(ـمهيمنة شكلية) يؤسس عليها معمار لوحاته، جاعلا أعماله تلك مشبعة بإيماءات الجسد الإنساني من خلال ما تم التموضع عليه اجتماعيا من دلالات، وذلك يصدق عليه منذ لوحته (الأولى) التي تم اقتناؤها، والتي أطراها جميع من كتبوا عن بدايات هاشم حنون، ونعني بها لوحة الشهيد التي كانت تصور الجسد المسجى الذي تحيط به النسوة الناحبات، فكان يوظف إيماءة ذلك الجسد الإنساني.
كان احترام الجسد الإنساني دالة كبيرة في أعمال هاشم حنون المبكرة باعتبار ذلك الجسد موطنا للقداسة، رغم تعرضه للامتهان عند القتل، وذلك هو السبب القوي الذي جعل الرسام يعود إلى لوحات صلب المسيح ليتخذها هدفا للتناص في رسم أعماله التي تناولت موضوعة الشهادة، والتي كان الجسد الإنساني فيها هدفا تستوطنه الآلام ولكن تتجسد فيه القداسة في نهاية المطاف.
لقد كرس هاشم حنون هذه الهندسة الشكلية واللونية والدلالية طوال عقدين من الزمن، لم يبتعد فيها أحيانا عن تناول الجسد باعتباره المكان الذي تمارس فيه أبشع جرائم البشر ضد أنفسهم إلا ويعود إليه سريعا بفعل الغربة، وأوضاع العراق التي لم تتبدل منذ حرب الخليج الأولى وحتى وقتنا الحاضر، فامتلأت نفسه بالحزن، والغم على بلده الذي احترق، وما زالت حرائقه مستعرة، فكانت عناصر لوحاته الأولى تختفي يوما لتظهر يوما آخر، ولتبلغ أقسى تمظهراتها من خلال تلك البقايا المادية لأجساد العراقيين: لبقاياهم التي لا تعدو أن تكون خرقا أو أشلاء أجساد محترقة، أو بقايا قطع جنفاص المواضع المحترقة التي ملأت المدن وهي تستعد للحظة الحرب، أو بقايا الآثار التي خلفتها الحرب الطويلة التي مرت بها مدينته البصرة، المدينة التي ولد وعاش فيها الرسام سنوات حياته الأولى، المدينة التي طالما اجتاحها الغزاة وموجات الطاعون على مر التاريخ.

10
في تخطيطاته يتخذ الرسام لوحاته الملونة كبنية يقيم عليها تجربة تخطيطاته، فتحت عنوان (التخطيطات التي تملؤها الانقطاعات.. والفجوات اللونية) قلنا انها عائدة الى فعل التفكير (بطريقة ملونة) ، الذي ظل جاثما على الرسام حينما انجز تخطيطاته، فكانت صفحتها ميدانا لاشتغال الفجوة التي يصفها محمد خرماش بأنها "البياضات والفراغات والانقطاعات الموجودة عنوة في النص، والتي تسمح للقارئ بالتدخل بهدف ملئها، ولذلك يسميها إيزر (الفراغ الباني) وهي ما تشمل: الانفكاكات التي تدعو القارئ إلى وصلها، وإمكانية الانتفاء التي تدعو إلى التعصب ضد بعض ما يقدمه النص كحقائق أو مسلمات، وتحفز القارئ على التفكير والبحث عن التلاؤم وإيجاد الوضعية المشتركة... فالمعنى ينبني وفق قوانين تؤسس في غمار القراءة... التي تثير الانتباه إلى الأصل المخفي أوالعناصرالغائبة... وأن القارئ ... يجد فرصته في البياضات أو مواقع اللاتحديد التي يهيؤها النص ويتدخل، كشريك للمؤلف، في تشكيل المعنى. وهذا التدخل يكون بالعمل على سد الثغرات وتكوين الحقل المرجعي وتحويل مواقع اللاتحديد"، وتتحقق جغرافية هذه البياضات في تخطيطات هاشم حنون في الفراغ الناشئ من غياب اللون مما يعني انها مفهوم (بصَََري) بشكل يجعل ملء هذه الفجوات البصَرية (اللونية) هي الفاعلية الأهم التي يهيؤها الرسام هاشم حنون في تخطيطاته، والتي هي اهم فعالية مطلوبة من القارئ في تلقـّي هذه التخطيطات؛ وبذلك تكون هذه الفجوة خرقا، او احداثا لخلخلة في الوئام الطبيعي الذي يلف لوحات هاشم حنون الملونة؛ انه يخلق ذات الفجوة التي يصنعها التي يشتغل عليها رسامون اخرون بطريقة معاكسة؛ فبينما يرسم الاخرون لوحاتهما الزيتية بروح تخطيطية يشكل اللون فيها عنصرا مضافا او فائضا عن الحاجة بدرجة ما؛ يغير هاشم حنون المعادلة فيرسم تخطيطاته بروح اللوحة الزيتية ويكون الخط هو ذلك العنصر المضاف.
ان الفجوة التي يتخذها هاشم حنون استراتيجا ثابتا في بناء تخطيطاته، مفهوم شيئي (متيريالي او ملموس)، وان ملء هذه الفجوات هو فاعلية يقوم بها المتلقي، لذا فهي فاعلية تشمل اللوحة والمتلقي معا، وعلى الاخير ان يستند في ذلك على مخزوناته من الخبرة السابقة.

الناقد خالد خضير الصالحي في أمسية نقدية عنوانها: الصورة في الشعر والرسم








الناقد خالد خضير الصالحي في أمسية نقدية عنوانها: الصورة في الشعر والرسم





يضيف نادي الشعر في اتحاد ادباء البصرة يوم الاثنين الموافق 20 من الشهر الجاري، الناقد خالد خضير الصالحي في أمسية نقدية عنوانها: الصورة في الشعر والرسم.. هاشم حنون ... تحولات الواقعة الشيئية، وذلك بمناسبة صدور كتابه (هاشم حنون ... تحولات الواقعة الشيئية)، في مقر البيت الثقافي في البصرة






يتناول الناقد الصالحي في محاضرته ان النصين: اللغوي والبصري حقلان مختلفان في وسائل التعبير وفي المقاربات النقدية، إلا ان لهما مشتركا عاما هو ثنائية الصورة بنمطيها:




الصورة الشعرية بصفتها استعارة بصرية والصورة البصرية باعتبارها واقعة مجاز واستعارة بلاغية، باحثا طروحات فرانكلين ر. روجرز مؤلف كتاب (الشعر والرسم




( والكاتب العراقي شاكر لعيبي في كتابه بلاغة الصورة، متناولا تجربة الرسام هاشم حنون كنموذج تطبيقي كونه يقيم منجزه على (بنى شكلية طوبولوجية) خفية سبق للخبير بالفن الإسلامي الكسندر بابا دوبولو ان اسماها (بالهيكل الرياضي) التي كان يقيم عليه الرسام الإسلامي يحيى بن محمود الواسطي أعماله في الرسم. وأسماها الناقد شاكر حسن آل سعيد (المدرك الشكلي).