اللوحة التشكيلية للفنان عباس العباس / إبتهال بليبل

اللوحة التشكيلية للفنان عباس العباس

إبتهال بليبل
Wednesday, 18 March 2009
"تشغل الحرية في عالم السياسة الموقع الذي يشغله الهواء في العالم" .. مونتسكيو الثاني
إلى أي مدى تضبط المعرفة خطواتها، ونحن في صراع مع الزمن، بعد أن هبت رياحه العاتية على نوافذنا ؛ فتراقصتْ ستائرنا المخلوعة، واضطربت الملامح كاضطراب البحر ساعة العاصفة، نسأل عن وطن، لا تخاف الأنوار فيه العبورِ، ولا شبق الانتظارْ، نجلس ٌ نتأمل الزمن، كان تأثيره واضح في ملامح وجهه ! الأرض التي تضمنا الآن تشكو، تعصف بنا في جوف الوهم، وتنشطر، في صور ضبابية، والأحلام تخفق بالبواعث المجهولة ...نعدو لفتح شبابيكها الموصدة، على الأحزان العميقة، داخل مغارات الوطن الجريح، لكننا لا نستطيع فمأساتنا رقدت على مقابضها، وأغلقتها بأحكام ..وما عدنا نتذكر من أين نأتي بالمفتاح ؟؟

إن لكل إنسان ذائقته الفنية التي تخصه، ولوحة الفنان عباس العباس أثارت في نفسي، كل ما تجيء به السنون لتلك ألأجزاء المتصلبة فيها، ترفض الانحناء، إنها العاصفة التي تشتد وتعصف بنا كلما حاولنا الخلاص، تشعرنا برعب يتشبث في أواصرنا، نحاول جاهدين التخلص منه ولا نستطيع، تهرب الأحلام، وتختفي الحياة، أننا في وسط عالم زاخر بالأغلال، تكبت على منافذنا وتقمعها بقوالب من حديد، تمارس اضطهادنا بعزلة أساليبها القمعية تجاهنا ...أنها الحرية هي كالهواء نتنفسه، وغيابها نحس به مثلما نحس بالاختناق عند نقص الهواء، التي لا نستطيع الحصول عليها ما دام هناك الكثير من المنافذ مقفلة ..

حيث يتجسد فيها مفهوم الحرية بشكل أوضح، ربما نحاول الهام رغباتنا وأحلامنا، تأسيساً للحرية، في إطار التمني والانتظار، وتجنب الخوض في مفاهيم أخرى . أما اللوحة، فهي تتحدث بشكل مفعم عن الحرية والتشبث بالهواء الذي يمنحنا الحياة، وبما أن الهواء حضوره حياةٌ وغيابه موتٌ، لذلك يمتزج الواقع بالخيال، فهل نعي لأنظمة من نوافذ مغلقة معنى الضرورات الخفية، وهل تفكر بنا ؟؟ وهي تصنع لنا وطناً، وهل تنصت، إلى أعماقنا لقوة أحلامنا ؟. كلما أستمر بقاء النوافذ مغلقة تكشّف ما وراءها من أسرار ... ولنوافذ الوطن أرواح معلقة تنتظر فتح مقابضها لتعيد ترتيب صلتها بالعالم، فتلك هي إذن الحرية الحقيقية والفعلية في اعتقادي ...

إبتهال بليبل
أعلامية وكاتبة

ebtehalooo@yahoo.com
هذا الإيميل محمي من السرقة في القوائم البريدية , تحتاج لدعم جافا سكريبت لمشاهدته