التشكيلي حسين الطائي
التشكيلي حسين الطائي: ومحاورة الأثر البيئي الشمالي
بقلم / الفنان المبدع علي النجار
تثار في زمننا العولمي أسئلة مربكة عن موت الدولة والسياسة وطبقة المثقفين (الأنتلجسيا), ومن ضمن تنبؤات أخرى موت لوحة الرسم. وهي أسئلة بقدر ما تحمل بعضا من محمولاتها النقدية الجادة, تحمل أيضا تداعياتها النظرية. والتشكيل ومنه الرسم هو بعض من ثقافة تصورية جمالية و تعبيرية و ذهنوية رافقت الإنسان منذ نشأته الأولى عبر وسائط متعددة وحافظت على مظهريته المتنوعة عبر كل تلك العصور. أما مكتشفات الحداثة الفائقة المعاصرة التشكيلية التقنية الرقمية ورغم شساعة منطقة أدائها فلا اعتقدها قادرة على موت لوحة الرسم لما تحمله هذه الأخيرة من اللمسة الإنسانية المباشرة الموروثة والمستحدثة ومن ثقل مكوناتها الفيزيائية التي تحيلنا لاقتنائها مصحوبة بتاريخها الشخصي. التاريخ الشخصي هو ما يضمر فاعليتها التعبيرية الانسانوية وما يسبغ عليها ألفة التلقي والتمعن والتمتع بإشعاعاتها الجمالية والتعبيرية. ورغم كون التقنية الرقمية تتأسس بدأ بإرادة إنسانية, لكنها غالبا ما تتبع سبلها التقنية الذاتية نائية عن شخصانية التجربة لمسارب تشكل خطوطا عامة هي نتاج آلاتها أو مجساتها الدقيقة. تجربة عمومية بقدر ما تكون مدهشة النتائج تظل على مبعدة عن العمل التشكيلي المباشر(الرسم والمنحوتة) ولا يعني ذلك تهميش تجربة لصالح أخرى أو عدم التنافذ. لكن سوف يظل لكل منهما نكهته ومساره الخاص ومجاله التواصلي. ولم يكن تاريخ الرسم الغربي طارئا, بل تشكل عبر تراكمات ثقافية لكل العصور التاريخية السابقة وصولا لذائقته الحالية. والذائقة التشكيلية الأوربية الحديثة والمعاصرة كانت ولا تزال مثار اهتمام خيرة التشكيليين العراقيين ومنهم الفنان حسين الطائي الذي تمكن من صياغاتها بشكل مثير للاهتمام وخاصة بعد استيطانه والاستزادة من حصيلته الدراسية التشكيلية المهنية في الدانمرك.
بقدر ما تعلن رسومات حسين الطائي انتمائها للتجريد التعبيري الأوربي الشمالي, بقدر ما تحاول أن تضيف لها لمسة وجدانية سحرية هي بعض من هارمونية مخلفات الموروث البيئي المتوسطي الذي استوطنه عبر هجراته المتعددة. خزين الذاكرة هذا لا يزال فاعلا بحدود استشراقات فيزيائية الضوء المخبوء خلف تفاصيل تراكمات طبقات أعماله الجيولوجية (تخفي الذات المشرقية خلف حجب مناخات شمالية). وان كانت الصورة(كمصطلح ما بعد حداثي), وهي مبهرة عبر سبلها التوصيلية المعاصرة, لم تجد لها حيزا ما في اهتماماته التشكيلية, لكونه دائم الانكفاء لمنطقة استبصار تلاوين أزمنة الطبيعة الطقسية. وهو إذ يجتهد في حفريات بيئة استيطانه الأخيرة عبر تبادل خبرات الذهن وحراك طبقات ملونتها وملمسها. فانه يحاول أيضا أن يسبر نكهة فضاءاتها ضمن مسار التبادل السري الذي يمنح الطبيعة علاماتها سطح قماشه رسمته في لحظات حراكها لا سكونيتها, حراك يسكن العمق لا السطح وعلينا يقع سر اكتشاف وهجه.
منطقة استكشافاته تمر عبر ثلاثة مراحل متعاقبة. يلعب الحدس, وهو باطني, في استشعاره لمناطق الضوء والعتمة من عناصر الطبيعة المختارة حقلا للتجربة في نية لاستشراف مناطق تعرية التربة وتفكيكا لفضاءاتها المحاذية. واعتقدها من أهم مراحل بنية العمل, رغم ما يحدث بعدها من تغييرات وإزاحات لصالح نتائجه النهائية. المرحلة الثانية هي في سعيه لتثبيت إشاراته البيئية الواضحة, رغم شحتها إلا أنها وفي مجمل نتاجه تتمثل بكثافة فيزيائية فائقة تستمد مصادرها من تراكمات بناءات التربة والنبتة وفيزياء الضوء الجوي في عملية تركيبية تمتزج فيها كل هذه العناصر في إطار عضوي لا يحاول طمس بعض ملامحها. ثم يسعى الفنان في مرحلة عمله الأخيرة إلى إضفاء صيغة لونية جمالية احترافية لا تبتعد عما أسس له في مراحل الإنتاج السابقة, لكنها تصعد من عملية الخلق الفني حتى يصل إلى صيغة العمل النهائية, رغم صعوبة توقيت هذه النهاية. والفنان الجيد هو الذي يعرف أو يحدس متى يتوقف عن مواصلة تجربته ومنحها براءة إبداعها وهي مغامرة لونية عند الطائي. وكما يشير سيزان إلى أن اللون هو الشكل(حينما يملك اللون ثراءه, يملك الشكل قوامه). ونتائجه النهائية لا تبتعد بأي شكل من الأشكال عن مقاربات لمستويات عالمية ضمن مساحة الصياغات المتنوعة للتجريد التعبيري الذي وجد نفسه يخوض في مساحة ما من مغامراته تحقيقا لنزعته الذاتية وولعه البيئي الطاغي وبما يملكه من أداء يمتاز بثراء لوني.
غالبا ما تكون الخبرات الدراسية التشكيلية التقنية مطلوبة كعدة معرفية تختصر الكثير من خطوات النضوج الفني. وهذا ما نجده في بعض من التجارب المهمة في التشكيل العراقي. الولع المعرفي التقني هو الغالب عند خيرة هؤلاء التشكيليين وخاصة الجيل الأحدث أو المعاصر وبعض من سابقيهم. ولع بالتقنية الكرافيكية, ومنها الرقمية في زمن احدث, وما يتبعها أحيانا من فروع التصميم. والفنان الطائي وهو من ضمن مجموعة نهاية الثمانينات في العراق جمع في حصيلته الدراسية التصميم والرسم و الكرافيك. طغيان الولع الكرافيكي( في رسوماته يتمثل في تراكمات طبقات ملونته ومراقبة مراحل تدرج نتائجها حتى نهاياتها القصوى) يحيلنا إلى إجراءات التنفيذ الكرافيكي الحفري وبعض من مفاجئاته. ويتمثل درس التصميم في سيطرته على مساحة فماشته حتى حوافها. بهاجس اقتطاعها من فضاء الطبيعة الأكبر مع تكثيف لما تحمله من تفاصيل تؤدي دورها تعويضا لاستباحة هذا الاقتطاع والمحافظة على وهم مظهريته. أي بمعنى ما خلق فضاءاتها بما يوازي مصدرها الفضائي الأوسع.
لا تتشابه الأشجار مطلقا وحتى لو كانت من نفس الفصيلة وفي نفس التربة والمناخ. لكنها تشكل جسدا افتراضيا واحدا. هكذا هي رسومات الفنان الطائي. فرغم كونها تتشكل في وحدة موضوعية أو تركيبة إنشائية فنية متقاربة إلا أن كل رسمة تحمل بصمتها الخاصة والتي هي اقرب إلى بصمة الإبهام أو العين أو الشم. وهي فعلا تحمل كل هذه البصمات ليس مجازا, بل بفعل مرجعياتها الفيزيقية الفضائية وما تختزنه من روائح التربة والنبتة وتلاوين الطقس. وان كانت البصمة تمثل تفرد الشخص وفعله وتاريخه الشخصي, فإنها تتشابه وتاريخ الفعل الفني لدى هذا الفنان المتوحد وعمله. وهو وعبر كل جغرافياه المتعددة(عبر رحلاته, أو انتقالاته) بقي مخلصا لحاضنه البيئي حتى ولو كان موقتا في زمن ما. مما يؤكد اعتقادنا بولعه الاستكشافي الجغرافي الموازي لفضول حساسية التعبير التي طورها من خلال تدريب حاسة نظره بموازاة نبض القلب. وليس غريبا عليه وهو وارث لبعض من الحس الصوفي الشرقي الباطني. وحتى لو فرضنا من إمكانيته عدم استشعاره لذلك في زحمة أداء أعماله. لكن نتائجه الفنية تدل على بعض من هذه الاستشراقات.
هل يضحي الطائي بالشكل لصالح اللون. كما حاوله غالبية التجريديين التعبيريين. رغم أن أعماله أنشأت باللون قبل الشكل , مع ذلك فانه يسعى وباستمرار إلا أن لا يفرط ببعض من خواص الشكل. وان لم تكن مظهريته واضحة بشكل كافي, لكنها لا تخلو من إحالة غير مباشرة لهذه المظهرية. إحالة تملك الكثير من الإيحاء الطقسي لمناخيات ملونة أكسبت أعماله ثراء مظهريا موازيا لثراء موشور اللون بعد خضوعه لمقاربات بيئية حسية تستكشف خفايا مخاتلة الضوء(وهو شعاعا) لعتمة اختفاءه أو حجبه خلف حجب ضبابية هي بعض من مناخيات إقامته. والإفصاح عن مخاتلة الضوء, أو اللون المتوهج, هي لعبته في تأكيد الضوء الداخلي الذي يتوق للانعتاق ومحاورة معيقات بزوغه. ثنائية هي واحدة من ثنائيات الخلق المتعددة. مثلما تؤكد مرجعيتها الشرق غربية الأثرية تؤكدها أيضا حوارية(ديالوج) الأنا والأخر, أو(الذات والطبيعة) كما تضمرها رسوماته. وان كان السحر يكمن في هذه المخاتلة فقد أتقن الفنان لعبته الفضائية هذه المتجاوبة ونبض سحر الطبيعة في لحظة ارتوائها ولحظة التقاطه لبعض من مساربها. مثلما هو وضوح امتزاج الوحدة العاطفية لملونة الفنان وموضوع بحثه الذي ساعد على تماسك عناصر لوحته وعزز من صلابة مكوناتها, صلابة تحيلنا لمرجعية مصادرها الإيحائية وعلى مقربة من إيقاعات أكوانه المعفرة بجيولوجيا ملونته.
تثار في زمننا العولمي أسئلة مربكة عن موت الدولة والسياسة وطبقة المثقفين (الأنتلجسيا), ومن ضمن تنبؤات أخرى موت لوحة الرسم. وهي أسئلة بقدر ما تحمل بعضا من محمولاتها النقدية الجادة, تحمل أيضا تداعياتها النظرية. والتشكيل ومنه الرسم هو بعض من ثقافة تصورية جمالية و تعبيرية و ذهنوية رافقت الإنسان منذ نشأته الأولى عبر وسائط متعددة وحافظت على مظهريته المتنوعة عبر كل تلك العصور. أما مكتشفات الحداثة الفائقة المعاصرة التشكيلية التقنية الرقمية ورغم شساعة منطقة أدائها فلا اعتقدها قادرة على موت لوحة الرسم لما تحمله هذه الأخيرة من اللمسة الإنسانية المباشرة الموروثة والمستحدثة ومن ثقل مكوناتها الفيزيائية التي تحيلنا لاقتنائها مصحوبة بتاريخها الشخصي. التاريخ الشخصي هو ما يضمر فاعليتها التعبيرية الانسانوية وما يسبغ عليها ألفة التلقي والتمعن والتمتع بإشعاعاتها الجمالية والتعبيرية. ورغم كون التقنية الرقمية تتأسس بدأ بإرادة إنسانية, لكنها غالبا ما تتبع سبلها التقنية الذاتية نائية عن شخصانية التجربة لمسارب تشكل خطوطا عامة هي نتاج آلاتها أو مجساتها الدقيقة. تجربة عمومية بقدر ما تكون مدهشة النتائج تظل على مبعدة عن العمل التشكيلي المباشر(الرسم والمنحوتة) ولا يعني ذلك تهميش تجربة لصالح أخرى أو عدم التنافذ. لكن سوف يظل لكل منهما نكهته ومساره الخاص ومجاله التواصلي. ولم يكن تاريخ الرسم الغربي طارئا, بل تشكل عبر تراكمات ثقافية لكل العصور التاريخية السابقة وصولا لذائقته الحالية. والذائقة التشكيلية الأوربية الحديثة والمعاصرة كانت ولا تزال مثار اهتمام خيرة التشكيليين العراقيين ومنهم الفنان حسين الطائي الذي تمكن من صياغاتها بشكل مثير للاهتمام وخاصة بعد استيطانه والاستزادة من حصيلته الدراسية التشكيلية المهنية في الدانمرك.
بقدر ما تعلن رسومات حسين الطائي انتمائها للتجريد التعبيري الأوربي الشمالي, بقدر ما تحاول أن تضيف لها لمسة وجدانية سحرية هي بعض من هارمونية مخلفات الموروث البيئي المتوسطي الذي استوطنه عبر هجراته المتعددة. خزين الذاكرة هذا لا يزال فاعلا بحدود استشراقات فيزيائية الضوء المخبوء خلف تفاصيل تراكمات طبقات أعماله الجيولوجية (تخفي الذات المشرقية خلف حجب مناخات شمالية). وان كانت الصورة(كمصطلح ما بعد حداثي), وهي مبهرة عبر سبلها التوصيلية المعاصرة, لم تجد لها حيزا ما في اهتماماته التشكيلية, لكونه دائم الانكفاء لمنطقة استبصار تلاوين أزمنة الطبيعة الطقسية. وهو إذ يجتهد في حفريات بيئة استيطانه الأخيرة عبر تبادل خبرات الذهن وحراك طبقات ملونتها وملمسها. فانه يحاول أيضا أن يسبر نكهة فضاءاتها ضمن مسار التبادل السري الذي يمنح الطبيعة علاماتها سطح قماشه رسمته في لحظات حراكها لا سكونيتها, حراك يسكن العمق لا السطح وعلينا يقع سر اكتشاف وهجه.
منطقة استكشافاته تمر عبر ثلاثة مراحل متعاقبة. يلعب الحدس, وهو باطني, في استشعاره لمناطق الضوء والعتمة من عناصر الطبيعة المختارة حقلا للتجربة في نية لاستشراف مناطق تعرية التربة وتفكيكا لفضاءاتها المحاذية. واعتقدها من أهم مراحل بنية العمل, رغم ما يحدث بعدها من تغييرات وإزاحات لصالح نتائجه النهائية. المرحلة الثانية هي في سعيه لتثبيت إشاراته البيئية الواضحة, رغم شحتها إلا أنها وفي مجمل نتاجه تتمثل بكثافة فيزيائية فائقة تستمد مصادرها من تراكمات بناءات التربة والنبتة وفيزياء الضوء الجوي في عملية تركيبية تمتزج فيها كل هذه العناصر في إطار عضوي لا يحاول طمس بعض ملامحها. ثم يسعى الفنان في مرحلة عمله الأخيرة إلى إضفاء صيغة لونية جمالية احترافية لا تبتعد عما أسس له في مراحل الإنتاج السابقة, لكنها تصعد من عملية الخلق الفني حتى يصل إلى صيغة العمل النهائية, رغم صعوبة توقيت هذه النهاية. والفنان الجيد هو الذي يعرف أو يحدس متى يتوقف عن مواصلة تجربته ومنحها براءة إبداعها وهي مغامرة لونية عند الطائي. وكما يشير سيزان إلى أن اللون هو الشكل(حينما يملك اللون ثراءه, يملك الشكل قوامه). ونتائجه النهائية لا تبتعد بأي شكل من الأشكال عن مقاربات لمستويات عالمية ضمن مساحة الصياغات المتنوعة للتجريد التعبيري الذي وجد نفسه يخوض في مساحة ما من مغامراته تحقيقا لنزعته الذاتية وولعه البيئي الطاغي وبما يملكه من أداء يمتاز بثراء لوني.
غالبا ما تكون الخبرات الدراسية التشكيلية التقنية مطلوبة كعدة معرفية تختصر الكثير من خطوات النضوج الفني. وهذا ما نجده في بعض من التجارب المهمة في التشكيل العراقي. الولع المعرفي التقني هو الغالب عند خيرة هؤلاء التشكيليين وخاصة الجيل الأحدث أو المعاصر وبعض من سابقيهم. ولع بالتقنية الكرافيكية, ومنها الرقمية في زمن احدث, وما يتبعها أحيانا من فروع التصميم. والفنان الطائي وهو من ضمن مجموعة نهاية الثمانينات في العراق جمع في حصيلته الدراسية التصميم والرسم و الكرافيك. طغيان الولع الكرافيكي( في رسوماته يتمثل في تراكمات طبقات ملونته ومراقبة مراحل تدرج نتائجها حتى نهاياتها القصوى) يحيلنا إلى إجراءات التنفيذ الكرافيكي الحفري وبعض من مفاجئاته. ويتمثل درس التصميم في سيطرته على مساحة فماشته حتى حوافها. بهاجس اقتطاعها من فضاء الطبيعة الأكبر مع تكثيف لما تحمله من تفاصيل تؤدي دورها تعويضا لاستباحة هذا الاقتطاع والمحافظة على وهم مظهريته. أي بمعنى ما خلق فضاءاتها بما يوازي مصدرها الفضائي الأوسع.
لا تتشابه الأشجار مطلقا وحتى لو كانت من نفس الفصيلة وفي نفس التربة والمناخ. لكنها تشكل جسدا افتراضيا واحدا. هكذا هي رسومات الفنان الطائي. فرغم كونها تتشكل في وحدة موضوعية أو تركيبة إنشائية فنية متقاربة إلا أن كل رسمة تحمل بصمتها الخاصة والتي هي اقرب إلى بصمة الإبهام أو العين أو الشم. وهي فعلا تحمل كل هذه البصمات ليس مجازا, بل بفعل مرجعياتها الفيزيقية الفضائية وما تختزنه من روائح التربة والنبتة وتلاوين الطقس. وان كانت البصمة تمثل تفرد الشخص وفعله وتاريخه الشخصي, فإنها تتشابه وتاريخ الفعل الفني لدى هذا الفنان المتوحد وعمله. وهو وعبر كل جغرافياه المتعددة(عبر رحلاته, أو انتقالاته) بقي مخلصا لحاضنه البيئي حتى ولو كان موقتا في زمن ما. مما يؤكد اعتقادنا بولعه الاستكشافي الجغرافي الموازي لفضول حساسية التعبير التي طورها من خلال تدريب حاسة نظره بموازاة نبض القلب. وليس غريبا عليه وهو وارث لبعض من الحس الصوفي الشرقي الباطني. وحتى لو فرضنا من إمكانيته عدم استشعاره لذلك في زحمة أداء أعماله. لكن نتائجه الفنية تدل على بعض من هذه الاستشراقات.
هل يضحي الطائي بالشكل لصالح اللون. كما حاوله غالبية التجريديين التعبيريين. رغم أن أعماله أنشأت باللون قبل الشكل , مع ذلك فانه يسعى وباستمرار إلا أن لا يفرط ببعض من خواص الشكل. وان لم تكن مظهريته واضحة بشكل كافي, لكنها لا تخلو من إحالة غير مباشرة لهذه المظهرية. إحالة تملك الكثير من الإيحاء الطقسي لمناخيات ملونة أكسبت أعماله ثراء مظهريا موازيا لثراء موشور اللون بعد خضوعه لمقاربات بيئية حسية تستكشف خفايا مخاتلة الضوء(وهو شعاعا) لعتمة اختفاءه أو حجبه خلف حجب ضبابية هي بعض من مناخيات إقامته. والإفصاح عن مخاتلة الضوء, أو اللون المتوهج, هي لعبته في تأكيد الضوء الداخلي الذي يتوق للانعتاق ومحاورة معيقات بزوغه. ثنائية هي واحدة من ثنائيات الخلق المتعددة. مثلما تؤكد مرجعيتها الشرق غربية الأثرية تؤكدها أيضا حوارية(ديالوج) الأنا والأخر, أو(الذات والطبيعة) كما تضمرها رسوماته. وان كان السحر يكمن في هذه المخاتلة فقد أتقن الفنان لعبته الفضائية هذه المتجاوبة ونبض سحر الطبيعة في لحظة ارتوائها ولحظة التقاطه لبعض من مساربها. مثلما هو وضوح امتزاج الوحدة العاطفية لملونة الفنان وموضوع بحثه الذي ساعد على تماسك عناصر لوحته وعزز من صلابة مكوناتها, صلابة تحيلنا لمرجعية مصادرها الإيحائية وعلى مقربة من إيقاعات أكوانه المعفرة بجيولوجيا ملونته.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire