د. محمد العبيدي
وفكرة انغلاق النص في اللوحة التشكيلية
بقلم / د. محمد العبيدي
لديه تطبيق مبكر لمفاهيم الجمالية في اللوحة حتى وان لم تكتمل واقصد بعدم الاكتمال هو الافكار المبثوثه مسبقا لديه، هذا الموضوع جعلني ان افتح افاق حركية تتجاوز فكرة النص عنده،
ولكنه اخفق في ايجاد فرص اخرى لمفردات اخرى.
د. بلاسم محمد جسام/ مواليد/ الكوفة 1958
* اسس مطبعة ايكال للطباعة والتصميم 1996
* اسس مع جماعة فنية – محترف أدد للتصميم الطباعي 1986
* اسس مع جماعة فنية- محترف الفنون البصرية 2004
* نحو عشرون معرض شخصي ومشترك في الرسم منذ عام 1973-2008 في كل من بغداد وعمان وبيروت وبرلين ولندن والهند ونيويورك وكاليفورنيا.
* الى جانب معارضه المحلية والعربية والعالمية في الكرافيك والخط العربي، وحاز على جوائز عديدة.
اتخذ الباحث الروسي (لوتمان) منظورا اكثر شمولا عندما يدرج مفهوم النص في تصوراته عن الفن، فيرى ان تحديد النص يعتمد على المكونات الية التعبير، التحديد، الخاصية البنيوية
د. صلاح فضل : كتاب في النقد الادبي
اللوحة التشكيلية او العمل الفني التشكيلي، رسم، نحت، خزف اصبحت له خصوصية في موضوع النص، كونه اصبح الان لغة واصفة يمكن تمييزه خارجيا ولكن بالمقابل لاريد ان ادخل في موضوع اللوحة بنظام البعدين، والنحت والخزف في موضوعة الابعاد الثلاثة هناك انتاج متقاطع استطاع الرسم ان يخترق، موضوعاته من خلال مفرداته المتحررة التي تجاوزت جميع الاجناس والمراتب لتصبح واقعا نقيضا من النحت والخزف.
واليوم انا امام قوة متحررة، مارست التاجيل الدائم باختلاف الدلالات والمفردات في الرسم العراقي المعاصر، وكان التاخير ربما لفسح المجال امام المعرفة الاكاديمية، ولكنه يبدو لي انه اكثر ارتكازا ويحيل الافكار المعصومة، ولايطلقها الى الهواء بل في فضاء نتاجه. ولكنه وجدته ليس متمركزا بالنص لوحده، ولكنه يلعب باللوحة وفق منظومتين انها الخط والالوان ربما تكون هذه الطريقة مخلوعة عند بعض النقاد كونه يحتاج مرة اللون ومرة الخط ولكنه في اوانيات متعددة، ولا يفوتني الذكر في البحث الان ان استعراض نتاجاته يحتاج الى اشارات غي الاشارات التقليدية، وتحتاج الى لغات اخرى ولكنها ربما تصب في لغة واحدة هي لغة المنهج، المتمثل (بالسيميائية) .
لوحات الرسام اكملت خارطة التعدد الدلالي في الرسم العراقي المعاصر وسوف يكون الاثبات من خلال استعراض عدد من لوحاته،وهنا اود السؤال هل يكون الرسام بمجرد الانتماء الى مفردة معينة ينقلها الى اللوحة استطاع ان يحقق الانتماء ام انه مجرد احتكاك بالنص ؟
الاجابة وجدتها في لوحاته وهي ربما تغيب عن الكثيرين، النص هنا مفتوح ويعطي للمتلقي عملية مشاركة، وبعده كثيرا عن الاستهلاك وهذا سبب في تاخير اندماج اللون والخط عنده في عملية دلالية واحدة، والامر الاخر هو لديه تطبيق مبكر لمفاهيم الجمالية في اللوحة حتى وان لم تكتمل واقصد بعدم الاكتمال هو الافكار المبثوثه مسبقا لديه، هذا الموضوع جعلني ان افتح افاق حركية تتجاوز فكرة النص عنده، ولكنه اخفق في ايجاد فرص اخرى لمفردات اخرى، واعتقد هنا هو عدم التركيز على دينامية، مفهوم النص من خلال مفرداته، وكيفية التعامل مع التقنية وانشاء الفواصل والقواطع وهذا مانلمسه في اغلب لوحاته، الكتور (صلاح فضل) يقول:
(اذا كان مفهوم النص يعني ان يبدا التحليل بالوحدة الكبرى التي تسم حدودها عن طريق تعيين الفواصل والقواطع الملموسه لها فان علينا التضحية بفكرة الطول في سبيل الوصول الى النص)
( بلاسم محمد جسام) استخدم فكرة انغلاق النص وهذه من الاشارات المسجلة له لوحده، لانه استطاع ان يحدد محور له لتحديد اكتمال المفردة، وبالتالي لانستطيع ان نقول عدم قبول لوحاته الى التاويلات، او انه استطاع الوصول الى عامل الاكتفاء، لان النص في هذه الحالة سيصبح متداول عند الكثير من الرسامين وبالتالي يفقد الخصوصية .وانما يمكن اعتبار ممارسة الرسم في تحديد المفردة وفق رسالة ناجمة بنظام معين من المفاهيم التي يتبنى المستوى التعبيري في لوحته وهذا اول الشروط الواجب اتباعها في تحليل لوحاته وفق المباديء المعلن عنها مسبقا.
انني عندما اتحدث عن اي رسام في العراق اريد ان احيل كل مفرداته وفق افق خاص، وله حدود معينة، تتجلى هذه الحدود في فضاء لوحاته وابتعد عن مبدأ تفكيك المفردة لاني محكوم بجملة من الدلالات يسمح لي النص في الغور بما يدور في ذهنية الرسام، ولكن المتلقي هو اساس المشكلة ولان المستويات مختلفة، لابد من كشف مكونات اللوحة وفق منظور يعتمد كل المناهج المعاصرة الاسلوبية، البنيوية، السيميولوجية، وحتى التاريخية منها بالامكان ان تحدد شبكة التقنيات المحددة من قبل الرسام.
يوجد لدي العديد من القناعات اسجلها للقاريء الكريم في لوحات الرسام انه كيف استخدم التقنيات الفنية في لوحاته، وفق هذه المنظورات المبنية على اساس منهجي بحثي، استطاع ان يحدد النتاج باستعاراتورموز واشكال الخطوط والالوان، بتوازي وايقاع وصور فيها دلالات مفتوحة منسجمة استطيع القول انها مثلت خطاب مرتبط بطبيعته الشعرية، وهو في نفس الوقت ملازم للنص ولكنه حدد بدايات اللوحة ونهاياتها وبالتاي يحدد بداية الخطاب ونهايته وانتقل الى خطابات اخرى.
التحديد موضوع ربما يؤدي الى تراتبية النص، وفق منظور متراكب ووجدت عدد من لوحاته يقول فيها بوضوح ان هناك تراكب في المفردة مماجعل الفنان ان يقنن التراتب في المفردة ويعتمد التكرار لمرات عدة، هذه القراءة ستجد لي متنفس في ان احدد القواطع والسدود في لوحاته بكل حرية .
اللوحه عنده لاتمثل مجرد متوالية، من مفردات عدة وانما لها تنظيم داخلي، يستطيع في بعض من لوحاته من استعمال التراتب الافقي، المبني في جمل يدفعا مرة واحدة في فضاء اللوحة وهذا ليس بالشيء السلبي وانما يريد ان يبرز البنية، كشرط اساسي في الدخول الى النص .
اعتقد في دراسته الاكاديمية واطروحته المقدمة (السيميائية في الرسم العراقي المعاصر)
كانت في حينها تنتمي الى نوع اخر من منهجية جديدة مطبقة في تكوين دلالات جديدة ندفع ثمنها نحن طلاب كلية الفنون الجميلة، وفي نفس الوقت جعلنا هذا التاسيس في مصاف دول تعتمد هذا المنهج .
يبدو لي ان الطابع التركيبي في اللوحة لايفارق الرسام ابدا، كونه مسالة مهمة عنده في تحديد النص، وهذا مايتصل بالعنوان الموضوع للوحة وهنا لابد من الاشارة الكثير من الرسامين لايعطون عناوين للوحاتهم، فلم اجد رساما في اغلب الاحيان يتكلم عن لوحاته وفق العناوين وانما يتحدث بصورة مجملة عن لوحاته. ربما اجد مبررا بان جميع التحليلات في المفردة لاتشمل العنوان وتعدد المفردات يفقد خاصية العنوان، على العكس من لوحات (بلاسم) استطيع من خلال كل لوحة من لوحاته ان اختار المفردة الموجهة للدلالة وهذا تحديا تبناه هو ليس اختبار لقدراته وانما ربما هذا الموضوع شغله حتى اثناء دراسته وهنا يريد ان يسجل هو كيف يبرز علاقة النص باللوحة، وارتباطهما بمصطلح الخطاب التشكيلي، اذا اراد ان يكتب لنفسه النجاح فعليه ان يقوم بمتابعة درجات عديدة يبدأ من التحليل الى الخواص الى الافتراضات الجديدة وهذا مايلزمه في استعمالها وتوظيفها في اللوحة اعتقد لكل موضوع له اعرافه وله جنسه، وبالتالي سوف يكون الامر في غاية الصعوبة.
في احد المقالات عن الرسام وبالتحديد مقالة للكاتب (حسن عبد الحميد) يقول:
(بضرورات الحذف التي يمارسها وبفرض وبسط الفراغ الذي يعطي انفتاحاً أخر ويتيح قدرة اكبر للتنامي مع ما تحمله اللوحة وأفقٌ أوسع للتأويل,, وتلك خواص ومسلمات لدواعي الاهتمام بالرسم كفن قديم- جديد لم يزل يراهن على إنسانية الإنسان دون أن يتنازل عن دفقات الحث والتجريب والتباري مع الذات ودفعها نحو مسالك الفعل الإبداعي القادر على الوصول نحو نواتج وخلاصات كما لو إنها لا تنتمي للمرتبة أو الدرجة الذي أخذت منها اصلاً)
اترك الكاتب وانطلاقا من هذا التصور، يمكن القول انه يجب ان ندرك ان هناك بيانات متضمنة في لوحاته وضروارات الحذف هي تحصيل حاصل اجراه في كل نتاجاته، وهذا هو نوع من الانفتاح الذي اقوله والذي مارسه الفنان دون الرجوع الى الى انماط البيانات المختزلة، لم اجد شيئا الى الان يستحضر بفعالية لفهم لوحات (بلاسم محمد جسام)
لامن خلال الكتابة ولامن خلال النقد وهذه هي بالتأكيد احد الوظائف الجوهرية المهمة لديه، يجعلنا دائما ان نبحث في جميع الاجراءات التي ينتهجها الرسام ويتدرج وفق سياق ادراكي ننشده جميعا لفهم لوحاته المرسومة.
هذا الامر هو ليس بالشيء المبهم قطعا، وانما ربما يرجع الى ضعف الناقد بالتحليل، يجب ان يكون محلى بالثقافة الاكاديمية ليستطيع ان يوظف جميع الاجراءات التي ينشد اليها الرسم المعاصر، (فان ديجك) وهو احد علماء النص المحدثين يقول:
(ان فهم التحليل مختلف وظائفه، وبهذه الطريقة فان التحليل النصي لايقارب من العوامل الاجتماعية المشتتة وغير المتجانسة بطبيعتها الا تلك المظاهر التي تقوم بدور بارز في الادراك) .
ومن هنا لابد ان نوظف لوحة الرسام وفق تلك الموازين، هو ليس اشراك ماهو ايجابي ولا الكشف عما هو سلبي لافي الادائية ولا في التقنية، وانما كشف نص اللوحة باعتباره تاريخ مسجل للرسام نفسه، اللوحة او العمل الفني ليس مجال للقدح، او اظهار ماهو جمالي مبني وفق رؤية ضيقة، وانما هناك اعتبارات علمية استطاع الرسام ان ينشد اليها، متحملا كل صعوبات تاسيس منهج ادخله في فنون التشكيل ووضح الهيمنة المتبادلة فيما بينها، من خلال تقسيم المفردة وفق مستويات عناصر اللوحة، وتقسيم المفردة الى مجموعة، عناصر ووحدات جديدة غير العناصر الكلاسيكية الذي لازال البعض يفوج بها وكانها بحر لجي، وماهي الابحيرة صغيرة نشفت افكارها.
ومن خلال هذه السطور اسجل لي نوع من الاستيفاء المتعلق بالمنهج الذي واكبه الرسام ووظف عملية احتواء لاهم الاحداث المعرفية في مناهج الفن الحديثة، وانني بكل تواضع اجد نفسي من خلال لوحاته ادور في منظومة، كلية متجانسة متنامية، ولكن كيف يدركها الاخرون .
محمد العبيدي
بقلم / د. محمد العبيدي
لديه تطبيق مبكر لمفاهيم الجمالية في اللوحة حتى وان لم تكتمل واقصد بعدم الاكتمال هو الافكار المبثوثه مسبقا لديه، هذا الموضوع جعلني ان افتح افاق حركية تتجاوز فكرة النص عنده،
ولكنه اخفق في ايجاد فرص اخرى لمفردات اخرى.
د. بلاسم محمد جسام/ مواليد/ الكوفة 1958
* اسس مطبعة ايكال للطباعة والتصميم 1996
* اسس مع جماعة فنية – محترف أدد للتصميم الطباعي 1986
* اسس مع جماعة فنية- محترف الفنون البصرية 2004
* نحو عشرون معرض شخصي ومشترك في الرسم منذ عام 1973-2008 في كل من بغداد وعمان وبيروت وبرلين ولندن والهند ونيويورك وكاليفورنيا.
* الى جانب معارضه المحلية والعربية والعالمية في الكرافيك والخط العربي، وحاز على جوائز عديدة.
اتخذ الباحث الروسي (لوتمان) منظورا اكثر شمولا عندما يدرج مفهوم النص في تصوراته عن الفن، فيرى ان تحديد النص يعتمد على المكونات الية التعبير، التحديد، الخاصية البنيوية
د. صلاح فضل : كتاب في النقد الادبي
اللوحة التشكيلية او العمل الفني التشكيلي، رسم، نحت، خزف اصبحت له خصوصية في موضوع النص، كونه اصبح الان لغة واصفة يمكن تمييزه خارجيا ولكن بالمقابل لاريد ان ادخل في موضوع اللوحة بنظام البعدين، والنحت والخزف في موضوعة الابعاد الثلاثة هناك انتاج متقاطع استطاع الرسم ان يخترق، موضوعاته من خلال مفرداته المتحررة التي تجاوزت جميع الاجناس والمراتب لتصبح واقعا نقيضا من النحت والخزف.
واليوم انا امام قوة متحررة، مارست التاجيل الدائم باختلاف الدلالات والمفردات في الرسم العراقي المعاصر، وكان التاخير ربما لفسح المجال امام المعرفة الاكاديمية، ولكنه يبدو لي انه اكثر ارتكازا ويحيل الافكار المعصومة، ولايطلقها الى الهواء بل في فضاء نتاجه. ولكنه وجدته ليس متمركزا بالنص لوحده، ولكنه يلعب باللوحة وفق منظومتين انها الخط والالوان ربما تكون هذه الطريقة مخلوعة عند بعض النقاد كونه يحتاج مرة اللون ومرة الخط ولكنه في اوانيات متعددة، ولا يفوتني الذكر في البحث الان ان استعراض نتاجاته يحتاج الى اشارات غي الاشارات التقليدية، وتحتاج الى لغات اخرى ولكنها ربما تصب في لغة واحدة هي لغة المنهج، المتمثل (بالسيميائية) .
لوحات الرسام اكملت خارطة التعدد الدلالي في الرسم العراقي المعاصر وسوف يكون الاثبات من خلال استعراض عدد من لوحاته،وهنا اود السؤال هل يكون الرسام بمجرد الانتماء الى مفردة معينة ينقلها الى اللوحة استطاع ان يحقق الانتماء ام انه مجرد احتكاك بالنص ؟
الاجابة وجدتها في لوحاته وهي ربما تغيب عن الكثيرين، النص هنا مفتوح ويعطي للمتلقي عملية مشاركة، وبعده كثيرا عن الاستهلاك وهذا سبب في تاخير اندماج اللون والخط عنده في عملية دلالية واحدة، والامر الاخر هو لديه تطبيق مبكر لمفاهيم الجمالية في اللوحة حتى وان لم تكتمل واقصد بعدم الاكتمال هو الافكار المبثوثه مسبقا لديه، هذا الموضوع جعلني ان افتح افاق حركية تتجاوز فكرة النص عنده، ولكنه اخفق في ايجاد فرص اخرى لمفردات اخرى، واعتقد هنا هو عدم التركيز على دينامية، مفهوم النص من خلال مفرداته، وكيفية التعامل مع التقنية وانشاء الفواصل والقواطع وهذا مانلمسه في اغلب لوحاته، الكتور (صلاح فضل) يقول:
(اذا كان مفهوم النص يعني ان يبدا التحليل بالوحدة الكبرى التي تسم حدودها عن طريق تعيين الفواصل والقواطع الملموسه لها فان علينا التضحية بفكرة الطول في سبيل الوصول الى النص)
( بلاسم محمد جسام) استخدم فكرة انغلاق النص وهذه من الاشارات المسجلة له لوحده، لانه استطاع ان يحدد محور له لتحديد اكتمال المفردة، وبالتالي لانستطيع ان نقول عدم قبول لوحاته الى التاويلات، او انه استطاع الوصول الى عامل الاكتفاء، لان النص في هذه الحالة سيصبح متداول عند الكثير من الرسامين وبالتالي يفقد الخصوصية .وانما يمكن اعتبار ممارسة الرسم في تحديد المفردة وفق رسالة ناجمة بنظام معين من المفاهيم التي يتبنى المستوى التعبيري في لوحته وهذا اول الشروط الواجب اتباعها في تحليل لوحاته وفق المباديء المعلن عنها مسبقا.
انني عندما اتحدث عن اي رسام في العراق اريد ان احيل كل مفرداته وفق افق خاص، وله حدود معينة، تتجلى هذه الحدود في فضاء لوحاته وابتعد عن مبدأ تفكيك المفردة لاني محكوم بجملة من الدلالات يسمح لي النص في الغور بما يدور في ذهنية الرسام، ولكن المتلقي هو اساس المشكلة ولان المستويات مختلفة، لابد من كشف مكونات اللوحة وفق منظور يعتمد كل المناهج المعاصرة الاسلوبية، البنيوية، السيميولوجية، وحتى التاريخية منها بالامكان ان تحدد شبكة التقنيات المحددة من قبل الرسام.
يوجد لدي العديد من القناعات اسجلها للقاريء الكريم في لوحات الرسام انه كيف استخدم التقنيات الفنية في لوحاته، وفق هذه المنظورات المبنية على اساس منهجي بحثي، استطاع ان يحدد النتاج باستعاراتورموز واشكال الخطوط والالوان، بتوازي وايقاع وصور فيها دلالات مفتوحة منسجمة استطيع القول انها مثلت خطاب مرتبط بطبيعته الشعرية، وهو في نفس الوقت ملازم للنص ولكنه حدد بدايات اللوحة ونهاياتها وبالتاي يحدد بداية الخطاب ونهايته وانتقل الى خطابات اخرى.
التحديد موضوع ربما يؤدي الى تراتبية النص، وفق منظور متراكب ووجدت عدد من لوحاته يقول فيها بوضوح ان هناك تراكب في المفردة مماجعل الفنان ان يقنن التراتب في المفردة ويعتمد التكرار لمرات عدة، هذه القراءة ستجد لي متنفس في ان احدد القواطع والسدود في لوحاته بكل حرية .
اللوحه عنده لاتمثل مجرد متوالية، من مفردات عدة وانما لها تنظيم داخلي، يستطيع في بعض من لوحاته من استعمال التراتب الافقي، المبني في جمل يدفعا مرة واحدة في فضاء اللوحة وهذا ليس بالشيء السلبي وانما يريد ان يبرز البنية، كشرط اساسي في الدخول الى النص .
اعتقد في دراسته الاكاديمية واطروحته المقدمة (السيميائية في الرسم العراقي المعاصر)
كانت في حينها تنتمي الى نوع اخر من منهجية جديدة مطبقة في تكوين دلالات جديدة ندفع ثمنها نحن طلاب كلية الفنون الجميلة، وفي نفس الوقت جعلنا هذا التاسيس في مصاف دول تعتمد هذا المنهج .
يبدو لي ان الطابع التركيبي في اللوحة لايفارق الرسام ابدا، كونه مسالة مهمة عنده في تحديد النص، وهذا مايتصل بالعنوان الموضوع للوحة وهنا لابد من الاشارة الكثير من الرسامين لايعطون عناوين للوحاتهم، فلم اجد رساما في اغلب الاحيان يتكلم عن لوحاته وفق العناوين وانما يتحدث بصورة مجملة عن لوحاته. ربما اجد مبررا بان جميع التحليلات في المفردة لاتشمل العنوان وتعدد المفردات يفقد خاصية العنوان، على العكس من لوحات (بلاسم) استطيع من خلال كل لوحة من لوحاته ان اختار المفردة الموجهة للدلالة وهذا تحديا تبناه هو ليس اختبار لقدراته وانما ربما هذا الموضوع شغله حتى اثناء دراسته وهنا يريد ان يسجل هو كيف يبرز علاقة النص باللوحة، وارتباطهما بمصطلح الخطاب التشكيلي، اذا اراد ان يكتب لنفسه النجاح فعليه ان يقوم بمتابعة درجات عديدة يبدأ من التحليل الى الخواص الى الافتراضات الجديدة وهذا مايلزمه في استعمالها وتوظيفها في اللوحة اعتقد لكل موضوع له اعرافه وله جنسه، وبالتالي سوف يكون الامر في غاية الصعوبة.
في احد المقالات عن الرسام وبالتحديد مقالة للكاتب (حسن عبد الحميد) يقول:
(بضرورات الحذف التي يمارسها وبفرض وبسط الفراغ الذي يعطي انفتاحاً أخر ويتيح قدرة اكبر للتنامي مع ما تحمله اللوحة وأفقٌ أوسع للتأويل,, وتلك خواص ومسلمات لدواعي الاهتمام بالرسم كفن قديم- جديد لم يزل يراهن على إنسانية الإنسان دون أن يتنازل عن دفقات الحث والتجريب والتباري مع الذات ودفعها نحو مسالك الفعل الإبداعي القادر على الوصول نحو نواتج وخلاصات كما لو إنها لا تنتمي للمرتبة أو الدرجة الذي أخذت منها اصلاً)
اترك الكاتب وانطلاقا من هذا التصور، يمكن القول انه يجب ان ندرك ان هناك بيانات متضمنة في لوحاته وضروارات الحذف هي تحصيل حاصل اجراه في كل نتاجاته، وهذا هو نوع من الانفتاح الذي اقوله والذي مارسه الفنان دون الرجوع الى الى انماط البيانات المختزلة، لم اجد شيئا الى الان يستحضر بفعالية لفهم لوحات (بلاسم محمد جسام)
لامن خلال الكتابة ولامن خلال النقد وهذه هي بالتأكيد احد الوظائف الجوهرية المهمة لديه، يجعلنا دائما ان نبحث في جميع الاجراءات التي ينتهجها الرسام ويتدرج وفق سياق ادراكي ننشده جميعا لفهم لوحاته المرسومة.
هذا الامر هو ليس بالشيء المبهم قطعا، وانما ربما يرجع الى ضعف الناقد بالتحليل، يجب ان يكون محلى بالثقافة الاكاديمية ليستطيع ان يوظف جميع الاجراءات التي ينشد اليها الرسم المعاصر، (فان ديجك) وهو احد علماء النص المحدثين يقول:
(ان فهم التحليل مختلف وظائفه، وبهذه الطريقة فان التحليل النصي لايقارب من العوامل الاجتماعية المشتتة وغير المتجانسة بطبيعتها الا تلك المظاهر التي تقوم بدور بارز في الادراك) .
ومن هنا لابد ان نوظف لوحة الرسام وفق تلك الموازين، هو ليس اشراك ماهو ايجابي ولا الكشف عما هو سلبي لافي الادائية ولا في التقنية، وانما كشف نص اللوحة باعتباره تاريخ مسجل للرسام نفسه، اللوحة او العمل الفني ليس مجال للقدح، او اظهار ماهو جمالي مبني وفق رؤية ضيقة، وانما هناك اعتبارات علمية استطاع الرسام ان ينشد اليها، متحملا كل صعوبات تاسيس منهج ادخله في فنون التشكيل ووضح الهيمنة المتبادلة فيما بينها، من خلال تقسيم المفردة وفق مستويات عناصر اللوحة، وتقسيم المفردة الى مجموعة، عناصر ووحدات جديدة غير العناصر الكلاسيكية الذي لازال البعض يفوج بها وكانها بحر لجي، وماهي الابحيرة صغيرة نشفت افكارها.
ومن خلال هذه السطور اسجل لي نوع من الاستيفاء المتعلق بالمنهج الذي واكبه الرسام ووظف عملية احتواء لاهم الاحداث المعرفية في مناهج الفن الحديثة، وانني بكل تواضع اجد نفسي من خلال لوحاته ادور في منظومة، كلية متجانسة متنامية، ولكن كيف يدركها الاخرون .
محمد العبيدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire