www.rasoulallah.net

www.rasoulallah.net
موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم

Haloudi Issam

Haloudi Issam
حمودي عصام

Ghada Abdel Moneim

Ghada Abdel Moneim
غادة عبد المنعم

الفنان محمد طوسون

الفنان محمد طوسون
المتفرد.. محمد طوسون والله أكبر

Saadi Al Kaabi

Saadi Al Kaabi
العبقرية سعدي الكعبي

BOUKERCH ARTS et LETTRES

BOUKERCH ARTS et LETTRES
بوكرش فنون وآداب

ISLAMSTORY

ISLAMSTORY
أنقر على الصورة وتابع الحضارة الاسلامية

مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


مرحبا بكم بمحراب بوكرش 1954 الفني


فاتحة المحراب (بوكرش محمد) بتوقيع الفنان القدير ابراهيم أبو طوق لموقع فنون1954 بوكرش محمد


شكري وشكركم بالنيابة للفنان الرائع العبقري المتواضع الخطاط ابراهيم أبو طوق الجزائر


الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

الفنان القدير ابراهيم أبو طوق
الفنان القدير ابراهيم أبو طوق

مرحبا أهلا وسهلا بكم أصدقاء محراب بوكرش محمد فنون 1954



يسعدني أن تجدوا فضاء يخصكم ويخص أعمالكم ، البيت بيتكم وكل ما فيه بفضل الله وفضلكم...منكم واليكم، بيتكم لا يتسع ويضاء الا بكم... مرحبا
بوكرش محمد الجزائر

mercredi 29 avril 2009

Djanet Hebrih, Dahel /بوكرش محمد: الفنانة التشكيلية الجزائرية دجانات هبريه دهال










الفنانة التشكيلية الجزائرية دجانات هبريه دهال

Djanet Hebrih, Dahel

( مرفوعة الى كل الفنانات التشكيليات العربيات)

عرفتها أول مرة سنة 1980، من أوائل مشاركاتي ومشاركاتها بالمهرجانات التشكيلية الوطنية والدولية التي كانت تقام بدائرة سوق اهراس مدينة الأسود في العهد الروماني قبل تعيينها ولاية.
سوق اهراس مدينة أثار رومانية تربعت على جبال الأوراس التي كان أهلها وقود الثورة الجزائرية 1954/1962 وهي مدينة حدودية مع الشقيقة تونس يفصلها عنا أيام الاستدمار الفرنسي خط موريس المكهرب والملغم.
دهال الفنانة الشابة يومها لا تغيب عن هذه التظاهرات توفق بين تربية الأبناء وأعمالها الفنية ولم أسمعها يوما تشتكي من العبء العائلي أو قلة الوقت...
بنتاها ترافقانها وتلعبن حولها حول المسند بين جعب الألوان وباقي الفنانين المنتشرين هنا وهناك على مساحة الساحة العمومية التي تتوسطة مدينة سوق اهراس.
مرة على مرة آخذ إحداهن على كتفي وأهرول بها بين أصدقائي الفنانين الوافدين من ربوع البيلاد والضيوف من كل بلدان العالم.
زارنا بهذه المناسبات أيام الحزب الواحد خيرة فنانين العالم وأكبرهم شهرة، خبرة وسنا، من اليابان والصين الشعبية، كوريا، الهند، العراق، سوريا، مصر، تونس، المغرب، من عمق افريقيا، أروبا وأمريكة الجنوبية.
كانت سوق اهراس ورشة عالمية، وجامعة دولية، وفرت للفنان الجزائري عدة مرات وسنوات ما يحتاجه الفنان التشكيلي الجزائري بالتواصل والاحتكاك المباشر، شكرا للحزب الواحد... هي من ايجابياته التي تحسب له...
عرفت الفنانة التشكيلية دجانات دهال بالوجه الحسن والابتسامة التي لا تغادر وجهها، تعاملنا إخوة لها ولا تبخل علينا بما لديها من وافر الأدوات والألوان...
شغلت بذاكرتي أعز مكان ومساحة بيني وبينها الهاتف نطمئن على صحة بعضنا البعض وعلى سير أمورنا الفنية...كلما زرت الشرق الجزائري بالطائرة أو بغيرها إلا وأجدها رهن إشارتي لتنقلني بسيارتها حيث إقامتي أثناء دعوتي للمشاركة بالملتقيات الأدبية أو الفنية بالشرق الجزائري...كانت تسكن مدينة جد نظيفة وجميلة كنا نسميها درة الشرق وهي مدينة قالمة قريبة من عاصمة المهرجان الدولي للفن التشكيلي سوق اهراس وعنابة المدينة التي تسكنها اليوم على ساحل البحر أين استقرت نهائيا.
وأنا عائد من أقصى الشمال الشرقي الجزائري من مدينة القالة ولاية الطارف أين أقيم الملتقى الثالث للطبيعة والابداع يوم 24/4/2009 بعد الغد من اختتامه وهو طريقي إلى البيت بولاية تيبازة التي تتوسط 1200 كلم طول الساحل الجزايري غرب العاصمة الجزائر بـ45 كلم، استقبلتني بعد أن وعدتها بالهاتف أني أمر بها لنتقاسم فنجان قهوة أو شياي وهذا ما حصل، كالعادة بعد أن التقينا بقصر الثقافة بعنابة بمعرضها الأخير الذي عج يومها بزيارة أطفال المدارس وافتكوها مني لتتجول معهم وتناقشهم اهتماماتهم وأسئلتهم البريئة...عرضت مجموعة من المنحوتات الشفافة والشفافة الملونة المتلألئة تحت إضاءة النوافذ والمصابيح...
بأحجام لا تتعدى الـ 50سم ارتفاعا وعمقا وطولا، غلبت عليها أحجام نسوة بحركات سرابية اهتزازية تحيط بها مجموعة من أعمال أكواريل تتغنى فيها بنفيس التراث الجزائري من عادات وتقاليد وطقوس...
الفنانة دجانات دهال متمكنة في عمل الآكواريل كثيرة السفر خارج الجزائر وبالتالي ترجع دائما من معارضها محملة بأجود الورق والألوان لتبحر ثانية في إنتاج ما تهواه ويهواه المتعلقين بأعمالها ومواضيعها ، هي فعلا سفيرة جزائرية فوق العادة تمثلنا أحسن تمثيل في علاقاتها وتواصلها بالآخر...
الساعة الآن منتصف النهار التحق بنا أحد أفراد أسرتها عرفته قبل اليوم ويعرفني، رافقنا بدعوة منها لتناول الغداء في أحد المطاعم الفخمة مختص في شي أنواع الأسماك... دهال جانات الفنانة مدمنة على القهوة، في طريقنا اليها مررنا بمعملها وبيتها الجديد الذي مازال في طي التجهيز والبناء، جالت بي ورشة الخزف ورشة النحت ومرسمها لننهي الجولة بطابق سكنها المستقبلي قائلة: هذا الجناح لي ولبناتي وابني وهذا لأصدقائي محطة لراحتهم وهم يمرون بعنابة وهذا المطبخ ومكان الجلوس.
تحت قبة زجاجية قطرها ستة أمتار أو سبعة بالتقريب بأعلى طابق تلفها قبة السماء شرفاتها مفتوحة على طبيعة غابات عنابة...
مشكل القهوة والكافيين مازال قائما والفنانة جانات دهال بيدها تشد جبينها قائلة: يا الله على القهوة.
في طريقنا إلى بيتها الذي تسكنه الآن بأحد العمارات قريبا من ورشاتها وبيتها الجديد توقفت بسيارتها أمام تمثالها الجديد بأحد ساحات المنطقة العمرانية الجديدة بأحواز مدينة عنابة لتقول: هذا عملي مازال قيد الانجاز وهو عمل نحتي معدني رمزي متعثر لعدم أمانة العمال المساعدين، تغيبهم المستمر عن العمل أخر لي الأشغال...
هي عبارة عن منحوتة بالتركيب تمثل أمواجا متعاقبة أو صفحات كتاب يورق قلت لها، فردت: الورقة الداخلية منهم ملفوفة حول كورة لن أركبها بعد...وختمنا اللقاء بقهوة في بيتها أين وجدنا ابنها الذي أصبح رجلا أعلى مني قامة انحنى بها يقبلني ذاك الرجل الذي عرفته طفلا...
نعم رمت بثياب العمل وما هي إلا دقائق أصبحت بلباس ربة بيت تحضر لنا القهوة التي وضعتها بين أيادينا وجلسنا على البساط حول مائدة أرضية بالطريقة الشعبية المعروفة بها الجزائر، آه أحسست بالراحة وجرعات القهوة تأخذ مناحيها حيث ينبغي أن تكون وتتواجد لتنفتح العيون على ما حولي من أعمال أخرى اقتنتها الفنانة لتبقى ملك البنات وابنها وهو جزء من الرصيد الذي أعرفه من جميل ما أنتجت...الى جانب مجموعة أخرى من منحوتات طينية مشوية بلونها الطبيعي البني البرتقالي...
شكرا جانات دهال على الضيافة وحسن الاستقبال وكرمك...وعلى التفكير في راحتنا ونحن نمر بمدينتك الجميلة عنابة
بوكرش محمد 29/4/2009
BOUKERCH ALCERIA

samedi 18 avril 2009

احمد البار ..... حدود الرسم / د. محمد العبيدي

ا
حمد البار ..... حدود الرسم / د. محمد العبيدي

احمد البار

د. محمد العبيدي
19/04/2009

الاسم : أحمد بن عبد الله بن محمد البارالمؤهل الدراسي : بكالوريوس تربية فنية المهنة الحالية : - عضو جماعة فناني ينبع - معلم تربية فنية... - عضو جماعة فناني المدينة المنورة .... -عضو جماعة فناني بين مائيين
•- عضو لجنة الفنون التشكيلية للجمعية العربية السعودية- عضو في لجنة التحكيم للمعارض التشكيلية العامة لرعاية الشباب بالمدينة المنورة لعام 1423 / 1424/1425 هـــ - شارك في إعداد مجموعة من المعارض التشكيلية منها العامة ومنها الخاصة بالمدينة المنورة لعام من 1423 الى 1430 هــ - شارك في إعداد وتنظيم معرض الإسلام سلام والمصاحب لدورة التضامن الدولي الإسلامي لعام 1426 هـــ المعارض والمسابقات التي شارك فيها الفنان :المعرض الشخصي الأول بمركز إبداع للفنون الجميلة بجده لعام 1427/.

لايختلف احد عندما نقول أن المدرسة التاريخية تفكير(( منهجي)) كون طبيعة القواعد العلمية للتاريخ والعلوم الإنسانية، فهمت على أساس فلسفة (ديلتاي) إنها جذر العدمية المعاصرة .
ولابد لي من الإشارة حول طرح تناقض الوعي التاريخي، في الفلسفة الغربية المعاصرة مستفيدة من المفهوم (( الكانطي)) للتناقض كون التناقض عند ( كانط) هو الذي افرز صراع الأنساق التاريخية .
واليوم أمامي تجربة من إفرازات البيئة الطبيعية في المملكة العربية السعودية ، اشتغل فيها المنهج التاريخي بقواعد علمية بالرغم من الفترة القصيرة للفن في السعودية وانطلاقها إلى المعاصرة و بالرغم من تداعياتها الغير ملائمة، وبالرغم من هذا أنعش عدد من الرسامين مذاهب جديدة ليس خاصة بهم فحسب وإنما شكلت عندهم بداية لوعي تاريخي معلن يشكل العودة، المستمرة للفن السعودي في أصالته المستلهم من فلسفة الحياة إلهاما وخلفية فكرية إلى يومنا هذا .
(( احمد البار)) يقرا معاني الحياة وقيمها ويستخدم مفهوم حداثي جديد في الفن التشكيلي ولكن هذه المرة اختلف عن أقرانه كونه يعتمد على المفاهيم بمعناه الواسع، وأنا اعتبرها جرأة في مواجهة فرض النزعة الاستقرائية لكثير من النقاد في هذا المجال.
لوحات الرسام تعطي عدة أسباب لفهم الحقيقة ، إلى جانب شيء مهم لاتفارق المنهج المبني على أساس فلسفة جذر العدمية المعاصرة، هناك ترابط معين بين الأجزاء، هناك أسبقية معينة لجزء ما في اللوحة ، هناك مفردة يبرهن عليها من خلال نتاجا ته ، انه يبالغ بالوضوح (( صرخة اللون)) هو ليس الكائن الوحيد في اللوحة بالرغم من أنها بدايات الفنان ولكن الفن التشكيلي في السعودية مرهون بفلسفات، حاله حال الفنون الأخرى، وهذا ليس معناه انه عديم الجذور ، وإنما يستقدم التاريخ إلى المعاصرة وهذا ماوجدته في لوحات الرسم (( البار))
ليعطي مفاهيم ناضجة ويعمل ضمن قالب دمج النتائج ، لم يركز في لوحاته من واحدة إلى أخرى، بين السبب والنتيجة، يتنقل من الواقعية إلى الانطباعية إلى الرمزية إلى التجريدية ، وهو على صلة وثيقة بتاريخية الحدث، هنا يجذر الرسام مفاهيم منغمة متتالية ولكنه لايستطيع أن يختم اللحن كونه يتعامل مع سيل جارف من الألوان، وعندما يقول :

(( شلير ماخر وديلتاي)) : العمل الفني نفسره بالتناغم والتفاعل أي على مفهوم البنية، وهذا مايعطي استقلالية العلوم الإنسانية .

هنا فن الرسم في المملكة العربية السعودية مبني على الفكر التعبيري واستمرار للتقاليد واتبع المنهج التاريخي وكون صراع يتناقلون الرسامون فيما بينهم ليس لغرض تحديد الهوية وإنما فلسفة الحياة البيئية للمملكة هي صانعة الحدث في كل أحوالها، وهنا الرسامون لايجدون قوالب جاهزة للتعبير وإنما هناك مجانسة وجدتها عند هذا الرسام ( البار) بين الذات والموضوع أعطت إمكانية في أن يحرك فيه الوعي التاريخي ويستقدمه إلى المعاصرة، واليوم يعمل وفق سياق يكون تجربة فردية هي منطلق دراستي عن الفنان .
الساق الفردي لفن الرسم بعيد عن الذات العام ، ولكن الفرديات التاريخية تكون نقطة انطلاق واضحة في نتاجاته وهو هنا ليس متعاليا على المفردة ، وإنما يحضر الألوان ويبدأ بالعزف ولكني وجدته محددا في التعبير عن الكل للحياة إذن هو دلالة من اجل الكل هذا التحصيل الحاصل يولد مبدأ تأويل النص المرسوم، ولكن الألوان في لوحاته مؤسسة بشكل منطقي لها من الدلالات ماتجعل له أسبقية في التعامل مع اللوحة، أما الخط والحركة والاتجاه والنقطة والتعامل في الفراغ لم تجد لها مساحة واسعة للتحرك، لأنه أقحم لوحاته بألوان التعبير ويعلن من خلالها إنها الحياة وكل المفردات متساوية في اللوحة وليس هناك أسبقية لواحد على الآخر.

كان لي التركيز في لوحات الرسام على موضوع لم اغفل عنه هو البدايات له، ومن خلال العودة إلى استقدام عدد من لوحاته ، انتظم بسياق فكري وفلسفي وقدم مدلولات الفهم والتأويل أو وقف عند مجال خصصه لنفسه ولكنه لم يستمر عندما انجرف نحو التجريد وإزالة الزوائد في اللوحة كما يسميها البعض انه يجرد اللوحة من زوائدها، انه يبقي المعنى ولكنه بطابع تاريخي ، بالمناسبة لم اقصد التاريخ استقدام المفردة التاريخية الممزوجة بالثر والتراث، إنما هو الاعتماد على علامات نصية طبيعية حددت من قبل القواعد العلمية التي تساير المنهج التاريخي ، هذه النصيات كانت ملازمة له وفي لوحاته الجديدة اليوم تحمل صفات داخلة في حدود اللوحة ، وألزمته أن يعمل ضمن المجموع لا مع الواحد ، إذا كانت الألوان في باديء الأمر حملت صفه، الآن وجدته يحمل مجموعة من الصفات، ، في اعتقادي انه يبني اللوحة بأفكار في نوع من الجمال له علاقة بالقصدية الشعورية، أرى انه يتعلق بالحكم والمفهوم ، وبدأ يرتبط بعلاقة متوجه نحو الشعور بالتواصل وعدم الانقطاع.
رسومات (( احمد البار)) من لوحة إلى أخرى فيها ارتباطات مع معنى انتقالها ولكن المعنى لاينتقل هنا بل مكمل، لان أرى تحديد المعنى في اللوحة شان داخلي يتعلق باختلافات المفردة، ولكن يعطي شكلا للعلامات ومعناه من مجموع اختلافات مفروضة ليس على أفكاره ولكن مرة بالتقنية مرة بالأدائية ، انه هنا ربما يفتقد إلى ربط عملية التحديد في اللوحة، هو لايتركها سائبة وإنما يحاول الربط بالانتقال مابين فكرة وأخرى، في الرأي انه يقدم الفهم ، كمفهوم فردي لاتجميعي ، وبما أن الفهم وظيفة يومية ولكن (( البار)) يجعل من لوحاته مميزة ليقول إلى
(( ريكور)) : إذا كان عندك الفهم تجانسيا ، أنا في لوحاتي تجانسيا بفعل (( النص ، المفردة ، التاريخ))

د. محمد العبيدي

samedi 11 avril 2009

التشكيلي حسين الطائي: ومحاورة الأثر البيئي الشمالي / المبدع علي النجار

التشكيلي حسين الطائي





التشكيلي حسين الطائي: ومحاورة الأثر البيئي الشمالي
بقلم / الفنان المبدع علي النجار
تثار في زمننا العولمي أسئلة مربكة عن موت الدولة والسياسة وطبقة المثقفين (الأنتلجسيا), ومن ضمن تنبؤات أخرى موت لوحة الرسم. وهي أسئلة بقدر ما تحمل بعضا من محمولاتها النقدية الجادة, تحمل أيضا تداعياتها النظرية. والتشكيل ومنه الرسم هو بعض من ثقافة تصورية جمالية و تعبيرية و ذهنوية رافقت الإنسان منذ نشأته الأولى عبر وسائط متعددة وحافظت على مظهريته المتنوعة عبر كل تلك العصور. أما مكتشفات الحداثة الفائقة المعاصرة التشكيلية التقنية الرقمية ورغم شساعة منطقة أدائها فلا اعتقدها قادرة على موت لوحة الرسم لما تحمله هذه الأخيرة من اللمسة الإنسانية المباشرة الموروثة والمستحدثة ومن ثقل مكوناتها الفيزيائية التي تحيلنا لاقتنائها مصحوبة بتاريخها الشخصي. التاريخ الشخصي هو ما يضمر فاعليتها التعبيرية الانسانوية وما يسبغ عليها ألفة التلقي والتمعن والتمتع بإشعاعاتها الجمالية والتعبيرية. ورغم كون التقنية الرقمية تتأسس بدأ بإرادة إنسانية, لكنها غالبا ما تتبع سبلها التقنية الذاتية نائية عن شخصانية التجربة لمسارب تشكل خطوطا عامة هي نتاج آلاتها أو مجساتها الدقيقة. تجربة عمومية بقدر ما تكون مدهشة النتائج تظل على مبعدة عن العمل التشكيلي المباشر(الرسم والمنحوتة) ولا يعني ذلك تهميش تجربة لصالح أخرى أو عدم التنافذ. لكن سوف يظل لكل منهما نكهته ومساره الخاص ومجاله التواصلي. ولم يكن تاريخ الرسم الغربي طارئا, بل تشكل عبر تراكمات ثقافية لكل العصور التاريخية السابقة وصولا لذائقته الحالية. والذائقة التشكيلية الأوربية الحديثة والمعاصرة كانت ولا تزال مثار اهتمام خيرة التشكيليين العراقيين ومنهم الفنان حسين الطائي الذي تمكن من صياغاتها بشكل مثير للاهتمام وخاصة بعد استيطانه والاستزادة من حصيلته الدراسية التشكيلية المهنية في الدانمرك.
بقدر ما تعلن رسومات حسين الطائي انتمائها للتجريد التعبيري الأوربي الشمالي, بقدر ما تحاول أن تضيف لها لمسة وجدانية سحرية هي بعض من هارمونية مخلفات الموروث البيئي المتوسطي الذي استوطنه عبر هجراته المتعددة. خزين الذاكرة هذا لا يزال فاعلا بحدود استشراقات فيزيائية الضوء المخبوء خلف تفاصيل تراكمات طبقات أعماله الجيولوجية (تخفي الذات المشرقية خلف حجب مناخات شمالية). وان كانت الصورة(كمصطلح ما بعد حداثي), وهي مبهرة عبر سبلها التوصيلية المعاصرة, لم تجد لها حيزا ما في اهتماماته التشكيلية, لكونه دائم الانكفاء لمنطقة استبصار تلاوين أزمنة الطبيعة الطقسية. وهو إذ يجتهد في حفريات بيئة استيطانه الأخيرة عبر تبادل خبرات الذهن وحراك طبقات ملونتها وملمسها. فانه يحاول أيضا أن يسبر نكهة فضاءاتها ضمن مسار التبادل السري الذي يمنح الطبيعة علاماتها سطح قماشه رسمته في لحظات حراكها لا سكونيتها, حراك يسكن العمق لا السطح وعلينا يقع سر اكتشاف وهجه.
منطقة استكشافاته تمر عبر ثلاثة مراحل متعاقبة. يلعب الحدس, وهو باطني, في استشعاره لمناطق الضوء والعتمة من عناصر الطبيعة المختارة حقلا للتجربة في نية لاستشراف مناطق تعرية التربة وتفكيكا لفضاءاتها المحاذية. واعتقدها من أهم مراحل بنية العمل, رغم ما يحدث بعدها من تغييرات وإزاحات لصالح نتائجه النهائية. المرحلة الثانية هي في سعيه لتثبيت إشاراته البيئية الواضحة, رغم شحتها إلا أنها وفي مجمل نتاجه تتمثل بكثافة فيزيائية فائقة تستمد مصادرها من تراكمات بناءات التربة والنبتة وفيزياء الضوء الجوي في عملية تركيبية تمتزج فيها كل هذه العناصر في إطار عضوي لا يحاول طمس بعض ملامحها. ثم يسعى الفنان في مرحلة عمله الأخيرة إلى إضفاء صيغة لونية جمالية احترافية لا تبتعد عما أسس له في مراحل الإنتاج السابقة, لكنها تصعد من عملية الخلق الفني حتى يصل إلى صيغة العمل النهائية, رغم صعوبة توقيت هذه النهاية. والفنان الجيد هو الذي يعرف أو يحدس متى يتوقف عن مواصلة تجربته ومنحها براءة إبداعها وهي مغامرة لونية عند الطائي. وكما يشير سيزان إلى أن اللون هو الشكل(حينما يملك اللون ثراءه, يملك الشكل قوامه). ونتائجه النهائية لا تبتعد بأي شكل من الأشكال عن مقاربات لمستويات عالمية ضمن مساحة الصياغات المتنوعة للتجريد التعبيري الذي وجد نفسه يخوض في مساحة ما من مغامراته تحقيقا لنزعته الذاتية وولعه البيئي الطاغي وبما يملكه من أداء يمتاز بثراء لوني.
غالبا ما تكون الخبرات الدراسية التشكيلية التقنية مطلوبة كعدة معرفية تختصر الكثير من خطوات النضوج الفني. وهذا ما نجده في بعض من التجارب المهمة في التشكيل العراقي. الولع المعرفي التقني هو الغالب عند خيرة هؤلاء التشكيليين وخاصة الجيل الأحدث أو المعاصر وبعض من سابقيهم. ولع بالتقنية الكرافيكية, ومنها الرقمية في زمن احدث, وما يتبعها أحيانا من فروع التصميم. والفنان الطائي وهو من ضمن مجموعة نهاية الثمانينات في العراق جمع في حصيلته الدراسية التصميم والرسم و الكرافيك. طغيان الولع الكرافيكي( في رسوماته يتمثل في تراكمات طبقات ملونته ومراقبة مراحل تدرج نتائجها حتى نهاياتها القصوى) يحيلنا إلى إجراءات التنفيذ الكرافيكي الحفري وبعض من مفاجئاته. ويتمثل درس التصميم في سيطرته على مساحة فماشته حتى حوافها. بهاجس اقتطاعها من فضاء الطبيعة الأكبر مع تكثيف لما تحمله من تفاصيل تؤدي دورها تعويضا لاستباحة هذا الاقتطاع والمحافظة على وهم مظهريته. أي بمعنى ما خلق فضاءاتها بما يوازي مصدرها الفضائي الأوسع.
لا تتشابه الأشجار مطلقا وحتى لو كانت من نفس الفصيلة وفي نفس التربة والمناخ. لكنها تشكل جسدا افتراضيا واحدا. هكذا هي رسومات الفنان الطائي. فرغم كونها تتشكل في وحدة موضوعية أو تركيبة إنشائية فنية متقاربة إلا أن كل رسمة تحمل بصمتها الخاصة والتي هي اقرب إلى بصمة الإبهام أو العين أو الشم. وهي فعلا تحمل كل هذه البصمات ليس مجازا, بل بفعل مرجعياتها الفيزيقية الفضائية وما تختزنه من روائح التربة والنبتة وتلاوين الطقس. وان كانت البصمة تمثل تفرد الشخص وفعله وتاريخه الشخصي, فإنها تتشابه وتاريخ الفعل الفني لدى هذا الفنان المتوحد وعمله. وهو وعبر كل جغرافياه المتعددة(عبر رحلاته, أو انتقالاته) بقي مخلصا لحاضنه البيئي حتى ولو كان موقتا في زمن ما. مما يؤكد اعتقادنا بولعه الاستكشافي الجغرافي الموازي لفضول حساسية التعبير التي طورها من خلال تدريب حاسة نظره بموازاة نبض القلب. وليس غريبا عليه وهو وارث لبعض من الحس الصوفي الشرقي الباطني. وحتى لو فرضنا من إمكانيته عدم استشعاره لذلك في زحمة أداء أعماله. لكن نتائجه الفنية تدل على بعض من هذه الاستشراقات.
هل يضحي الطائي بالشكل لصالح اللون. كما حاوله غالبية التجريديين التعبيريين. رغم أن أعماله أنشأت باللون قبل الشكل , مع ذلك فانه يسعى وباستمرار إلا أن لا يفرط ببعض من خواص الشكل. وان لم تكن مظهريته واضحة بشكل كافي, لكنها لا تخلو من إحالة غير مباشرة لهذه المظهرية. إحالة تملك الكثير من الإيحاء الطقسي لمناخيات ملونة أكسبت أعماله ثراء مظهريا موازيا لثراء موشور اللون بعد خضوعه لمقاربات بيئية حسية تستكشف خفايا مخاتلة الضوء(وهو شعاعا) لعتمة اختفاءه أو حجبه خلف حجب ضبابية هي بعض من مناخيات إقامته. والإفصاح عن مخاتلة الضوء, أو اللون المتوهج, هي لعبته في تأكيد الضوء الداخلي الذي يتوق للانعتاق ومحاورة معيقات بزوغه. ثنائية هي واحدة من ثنائيات الخلق المتعددة. مثلما تؤكد مرجعيتها الشرق غربية الأثرية تؤكدها أيضا حوارية(ديالوج) الأنا والأخر, أو(الذات والطبيعة) كما تضمرها رسوماته. وان كان السحر يكمن في هذه المخاتلة فقد أتقن الفنان لعبته الفضائية هذه المتجاوبة ونبض سحر الطبيعة في لحظة ارتوائها ولحظة التقاطه لبعض من مساربها. مثلما هو وضوح امتزاج الوحدة العاطفية لملونة الفنان وموضوع بحثه الذي ساعد على تماسك عناصر لوحته وعزز من صلابة مكوناتها, صلابة تحيلنا لمرجعية مصادرها الإيحائية وعلى مقربة من إيقاعات أكوانه المعفرة بجيولوجيا ملونته.

الى أخي الشاعر نجاري جيلالي / بوكرش محمد

أدونيس والشاعر نجاري جيلالي

الى أخي الشاعرنجاري جيلالي


شكرا حبيبي الشاعر نجاري الجيلالي، تتسع الرقعة بمزيد من الأصدقاء والنوابغ، جدران على بعضها البعض، أعلام لا تنهار بانهيار وتخلف بلدانها على ألا تنهار هي أخلاقيا وفكريا وتذوب بالطرف الآخر الى غير رجعة، لا هم بالديار وببلدانهم ولا هم بالحاضر والمستقبل فما بالك بأنفسهم.

أصبحنا نسكن العالم الافتراضي تجمعنا الشبكة العنكبوتية بين الكوابل وأطباق الارسال والاستقبال لكل واحد منا رابط وفي نفس الوقت مربوط والصورة لعملي الفني التي أهديك اياها أحن تعبير

بوكرش محمد





بوكرش محمد

الجزائريون والتجارب الانتخابية / سوسة جزائرية عن الخبر

الجزائريون والتجارب الانتخابية

رسامة تشكيلية من السعودية / د. محمد العبيدي


ليلى جوهر ..... لوحات مرسومة واختزالات مرئية .. رسامة تشكيلية من السعودية


د. محمد العبيدي
Saturday, 11 April 2009
رسمت بخطوط وقالت هذا هو طريقي على تلك الخطوط، لتهديني الألوان والشكل الجميل ولا وجود للقبح في حياتي،
وكل الأشياء جميلة عندي واحذر كل البعيد واقرب كل القريب، وألبي طلبي بالقماش ورائحة الألوان على الخطوط على طريقي اللون الأسود والأحمر والأزرق والبنفسجي، تمنيت ازور باحة إعداد لوحاتك وارى كيف تمزجين ألوانك وكيف نعتاد على لوحاتك، إنها جزء من التشكيل السعودي المؤسس على يد رسامين، خطوا الطريق كما تخطه(ليلى جوهر)

في بلدي العراق هناك خطاب معهود تكمن فيه الريادة في التأسيس وتحديد الهوية، وأنا هنا لست في إعداد وجه لمقارنة الأشياء بقدر مانكون في وضع الأمور بنصابها الصحيح، الفن التشكيلي في السعودية لو يأخذ الدعم مثلما تأخذه الفنون السمعية والمرئية لكان في عطائه وكأنك أمام كاس في امتلاء مستمر وطفح مستمر، ولكن في اعتقادي والى الأبد تفعيل هذه الفنون يرى أصحابها أنها تصنع التاريخ والتحول في تاريخية الأشكال.

واليوم انك أمام نهضة، وتجديد بأفعال اللوحة، ونهضة في طريق التفكير، ومن ثم تعبير عن قوة كامنة لأفكار تبث على اللوحة، هي ليس تماثل للواقع بل هي مثيرة بألوانها ومتوافقة مع افكارهاومتناغمة بثبات تبعد عن التقليد بمسافات، وإذا كانت المدرسة الانطباعية قد أعلنت، ان صفاء اللون وضوئه احد المسلمات الأساسية، وجدت في نتاجات الرسامة (ليلى جوهر)

نوع من توالد أشكال بمستوى تأويلي لا للأفكار وإنما لتقنية اللون، وهذا الأمر لم يتوقف عندها وفق حدود وإنما هو تأكيد لخلاص، الذات المبنية بثبات الطوب، ومجابهة الأفكار المقلدة.

في لوحات (ليلى جوهر) بعض التركيبات الفكرية، ولكنها موجودة بنسب معينة أرى أنها تصفي الوانها مثلما يصفي الصائغ الذهب، لا لكونها تقترب من الانطباعيين وانما تريد الدخول في اصعب مناطق التكوين،وهي خاصية التفرد، لاعن الفن السعودي ولكن المفهوم عندها محدد وجدته تاريخي وإرادي يتضمن بلوحاتها تخلص من حالات تتمتع بصفات الأبدية في لوحة الرقم 1

هناك هالة من اللون يعبر عن نزعة غير مسجلة عند الكثير من الرسامين في السعودية،وان يكن عمل خلاق استطاعت أن تختزل فيه الكثير من الظواهر المرئية، وارى هو تأكيد لاستقلالية الأشكال الخالصة بواقعيتها، لوحاتها فرضت نظاما على الأشكال بتداعيات الألوان متواصلة إلى أسلوب يتيح لها مزيدا من الحرية، ولكن الحاجز هنا كيف تتحرر من الخارج التحرر الداخلي موجود، ولكن الأفكار لابد من هناك عامل باث يوفي بحاجاته المدونة في فضاء اللوحة .

في ذهنية الرسامة هناك ثقافة يبدو لي بالفطرة تشتغل عليها، الكائن الوحيد الذي يتواجد مع الأفكار هو الدراسة الأكاديمية ولكن وجدت من خلال البحث والتقصي والتحري في أغوار لوحاتها هناك نوع من اللعبة، هو عملية استقدام اللون بطريقة حداثوية لاتمت بصلة إلى الدراسة الأكاديمية، أي أن اللون وترتيبه بنسق التكوين كان له نوع من الفهم وفق عصره، أي استقدام اللون وليس الذهاب إليه، أنظمة الشكل تتوارى عندها ضمن خبرة فطرية، ولكن المعرفية موجودة أسست بها بنيات تعبيرية، متكونة من عناصر شكلية انتظمت في لوحاتها بأنساق خاصة بها كونتها هي لنفسها وجعلت من المتلقي، أن يكون في موضع تأويل مرة وكسب دلالات مرة أخرى، هذه الخبرة صحيح تنتج الحياة والفن وفق تأثيرات ولكن يبقى المشهد المرسوم من الداخل من العمق، تبشيرات ببنيات جمالية ركزت عليها الرسامة في الكثير من نتاجاتها.

(ليلى جوهر) غادرت دائرة المضمون، باختزالاتها المرئية ولكن لحساب البنية الجمالية التي اتصفت لوحاتها بالبناء اللوني ذات الطابع البصري، وبشكل يدعو إلى التحرر من قيود المظهرية لا من اختزال الزوائد في اللوحة فحسب وإنما تأكيد لوجود حقيقي وجوهري في أن تكون لوحات الرسامة تمثل على الدوام الصورة الظاهرة.

المنجز التشكيلي الآخر والذي قدمت فيه خطابها المعلن، هو اللوحة الحمراء أسميتها وعذرا منها، عندما أعلنت أنها الآن هي بصدد تقنية اللون ورمزيته وإنها أمام مفهوميه فعلت فيه، طاقة التأويل ودلالة اللون هي نوع من التحول ليكون ظاهرة لم تكن عقلانية للكثير من المتلقين، ولكني اعتبرها نوع من الابتكار ألعلامي الذي عبر بهذه الصورة، عن ذهنية شفافة كاشفة لأفكار الرسامة.

من المعروف هناك حلول قائمة على التكاملات اللونية ولكن كيف يتم الوصول إليها اعتقد التمثيل الصوري التشبيهي هو الطريق اليسير، لنقول: الأزرق مقدس ورمز القدسية هنا السماء، والأحمر له صفة والبنفسجي له رمزية والأبيض والأسود والخ من الألوان، ولكن كيف يتم معرفة الدلالات من خلال اللوحة، هنا الرسامة غيبت تلك المسالة ربما لأنها تعاني من شيء هو الاختزال لتبتعد عن واقعية الإشكال وتدخل في تعبير خيالي يتراشح لها وجهان أما الصورية في التشكيل أو الخيال في الرموز، وتركت الألوان هنا تسرح وتمرح، ينبغي عليها أن تكثف الهموم بشكل فني، لأنها لاتمثل الأشكال بواقعيتها وإنما تريد أن تكون نوع من الوضوح لنتاجاتها تستند فيها إلى زمان ومكان الأفكار وتعطيها حالة من الذهنية، قادرة على تجاوز منطق الواقع كونها اقتربت من اختزال المرئيات، وانزاحت نحو تأويل الأشياء ولكن هذه المرة بمسمياتها الجديدة.
محمد العبيدي

jeudi 9 avril 2009

الرسام العراقي علي طالب / خالد خضير الصالحي

من منجزات الفنان العراقي علي طالب



من منجزات الفنان علي طالب
الرسام العراقي علي طالب .. رسم يكشف عن ذاته عبر ماديته

خالد خضير الصالحي
09/04/2009

يحار المرء وفق أي مقترب يتناول أعمال الرسام العراقي من جيل الستينيات (على طالب)، تلك التي عرضها في قاعة الاورفلي 2006، ضمن معرض (حب وموت) فقد اقترح الناقد عدنان حسين أحمد، أمام ثراء تجربة كهذه، ثلاثة مقتربات معاً، فيقول: (لا يمكن دراسة التجربة الفنية لعلي طالب، أو التوقف عند معرض من معارضه الشخصية، أو حتى دراسة أي لوحة من لوحاته على انفراد ما لم يستعن الناقد بأدوات نقدية تكشف عن ثلاثة جوانب في آن معاً، وهذه الجوانب هي: الجانب الجمالي، والجانب الفلسفي، والجانب النفسيّ. فلوحة علي طالب لا تتعامل مع موضوعة عابرة، ولا تتناول ثيمة ما عفو الخاطر، فجل موضوعاته هي موضوعات كونية...)/ (موقع كتابات).لقد وجدنا، من جانبنا، أن العناصر التي تقود تجربة علي طالب كانت: أساطير شديدة الفردانية من جانب، وتفعيلاً للطابع الشيئي للوحة من الجانب الآخر، فهذا الرسام كان واحداً من أهم رسامي جيل جماعة المجددين وجماعات أخرى، من الذين طرحوا فهماً مغايراً للخط المقدس الذي هيمن على منطلقات ومنجز جيل ما قبل الستينيات في العراق، وهو (التعبير عن الروح المحلية) في مقابل الفهم الستيني الثوري الجديد الذي يتمثل: بالنظر إلى اللوحة باعتبارها سطحاً مسكوناً بالمادة، واعتبار الرسم (فناً يكتشف "ذاته" في السطح التصويري) كما يقول شاكر حسين آل سعيد (آل سعيد، شاكر حسين، البحث في جوهرة التفاني، دائرة الثقافة والاعلام، الشارقة، 2003، ط1 ،ص205) وكان آل سعيد نفسه واحداً من أهم الفنانين الذين انسلخوا عن جيلهم والتحقوا بركب الستينيين.
بدت لوحات علي طالب تجارب تؤكد ان اللوحة حقل لا يمكن فيه فصل الخامات عن الألوان مطلقاً، وأنهما معاً لا يمكن ان ينفصلا عن الوجود الشيئي من خلال تصنيف آل سعيد للألوان والمواد في اللوحة في "انتمائها إلى الهواء (اللون المنفوث)، والماء (اللون السائل)، والأرض (اللون ذو الكثافة)، والنار (اللون الذي يوحي للمشاهد بأنه تكون في حالة حرق المادة)..." وبذلك تكون اللوحة حقل وجود بعناصره الأولى، فبدت لوحته مركباً عصّياً على الاختراق، تشكّله أجواء شبه أسطورية من شخوص طوطمية تنتصب وسط ظلام السطح الذي هو ناتج عمل تقني عال في معالجة المادة واللون، ومن سطوح متآكلة تلفها الظلمة التي تذكرنا بظلمة لوحات رمبرانرت وكارافاجيو فقد (كان علي طالب) ومازال، منغسماً في معالجة الموضوعات الوجودية والأسئلة الكبرى حول الطبيعة البشرية وطبيعة الحياة والموت والزمن..
ويبدو أثر المنفى على أعماله الجديدة جلياً، متمثلاً في البحث عن الأرض الأولى حيث يزاوج بين الرحم والمكان الأول (الذاكرة).. (كما جاء في موقع فنون) ظلمة داكنة تنبثق منها زهرة حمراء تشكل خارطة (قوس محمول) ينمّ عن ممارسة طقسية سرية غامضة وأجواء لونية شحيحة. كتبت مرة، وأنا أتحدث عن الرسام العراقي المقيم في لندن هاني مظهر، بانه كان يعمد إلى إجراء انقطاعات في أشكاله فيقطعها إرباً، ويفعل علي طالب الأمر ذاته ولكن من خلال اللون الأسود (الذي يمحو الأشكال فيخلق الانقطاع). كتب محيي المسعودي يقول (في كل عمل ثمة الإنسان وقضيته وصراع... لقد شح الضوء كثيراً، فانسحبت الألوان المضيئة تاركة أثراً دارساً يغري الناظر بفقدانها ويعبر عن فجيعة الإنسان الغائب شكلاً والحاضر فعلاً وأثراً في معظم الأعمال...
لقد عّم الظلام وتسللت العتمة والقدم والإهمال، وهي إشارات تؤكد رؤية الفنان الراسخة بأفول الحياة... وهزيمتها لصالح الموت أو الفناء او الدمار)، فكان علي طالب، ناحية التقنية اللونية (يعمد في تنفيذ أعماله، على تعدد الطبقات اللونية المتراكمة ومن ثم الحفر في هذه الطبقات لإحداث (أثر) واضح في سطح اللوحة، ان الإيغال في مقارنة لوحتي علي طالب بهاني تظهر تكشف عن فروق جوهرية هي أن لوحة علي طالب ليست إلا موتيفا صغيراً يشكل بلورة تجمعت حولها سحب الظلام متراكمة، بينما كانت لوحة هاني مظهر كرنفالاً من الاشكال المشخصة والمجردة وان كانت كلا اللوحتين تتأرجحان بحركة بندولية بين التشخيص وبين التجريد بإصرار ثابت. يتخذ علي طالب الجدران نسقاً يقايس عليه تجربته، فتكون تلك الجدران جسداً ممتلئاً بالحركة في سكونه ونابضاً بالوجود كواقعة شيئية بماديتها أولاً وبتقنياتها الأربع التي فصل آل سعيد الحديث عنها، مكرساً المبدأين اللذين رفعهما آل سعيد إلى مقام الاستراتيج وهما: الشعرية والتراكم، فيكون الجدار ميداناً لتجارب الرسام باتجاه إخضاع عناصر اللوحة (المادة واللون) لتجاربه الامبريقية إضافة أو حذفاً..

خالد خضير الصالحي

samedi 4 avril 2009

أكرم شكري ... طريقة التنقيطيين الجدد في الرسم / د.محمد العبيدي


أكرم شكري ... طريقة التنقيطيين الجدد في الرسم
د. محمد العبيدي
Friday, 03 April 2009
ولد في بغداد 1910
درس الرسم في انكلترا 1931
ساهم في تأسيس جماعة أصدقاء الفن 1940
شارك في العديد من المعارض السنوية في داخل العراق وخارجه
عضو جمعية الفنانين العراقيين
أقيم له معرض تكريمي شامل
رائد الفن التشكيلي العراقي المعاصر

فن الرسم التنقيطي حاضرا بقوة في العديد من نتاجات الفنان الرائد (أكرم شكري) والذي يوظف باستمرار في السجالات الفنية في لوحاته المرسومة تأويلات مختلفة، وبما أن التنقيط في الرسم يعطي معنى في حضور التأويل وليس حضوره سلبيا دائما، وقد يعيق في بعض الأحيان حالات الفهم، ويعاد إنتاج المعنى في اللوحة التنقيطية، بإبداع قد يكون لتكرار النقطة نوع من الاستنساخ ولكنه يأخذ أكثر من مجال في الخيال.

بدايات الفنان الرسام عدد من اللوحات التقليدية مثلما رسم أقرانه، يرسم الحياة البغدادية البسيطة ويرسم الجبل والفعاليات الاجتماعية والطقوس ويرسم الحرف البسيطة التي تزاولها النسوة، ويرسم الشناشيل البغدادية القديمة، وبما أن فن الرسم يحتاج في كثير من الأحيان أرضية صلدة، تكون عاملا في تشكيل المفردة ودون انتهاك الفكرة، وبالتالي سوف تكون علامة مهمة في مسيرة الفن، هذا التداخل التقني مابين اللوحة التقليدية، واللوحة التنقيطية أرى فيها وفي كثير من الأحايين، نوع من التحرر ومن النص ولكن دون الإيعاز إلى العجز عن تلك القراءة الإبداعية للمتلقي، من جانب آخر الفنان الرائد (أكرم شكري) أبقى الكثير من لوحاته التقليدية التي حتمت البيئة بأفكارها المقيتة إلى الابتعاد عن التحرر إلى أن وصل في نهاية الأمر، إلى أن يكون سياج فني له ويدخل فيه نتاجاته دون السماح لأحد من أن يتجاوز سطوة العقل الغربي، الذي مر عليه أثناء دراسته. ليكون مع أقرانه طريقا قريبا من الانطباعيين

ويحاول رسامو الانطباعية تقليد الضوء عندما ينعكس على أسطح الأشياء، لابد من هناك طرح لإشكاليات تكون انتخابية اختيارية لطرف دون آخر كالتجديد وهنا لايمت بصلة إلى الواقعية ولاحتى إلى التقليد وهذا يخلق نوع من الكسل الفني والفكري، مما جعل الفنان الرائد (أكرم شكري) أن يقدم إجابات إبداعية من غير الرسوم التقليدية وهو أسلوب الرسم التنقيطي ليكون مع الذين يحققون ذلك باستخدام الألوان الزيتية في بقع منفصلة صغيرة ذات شكل واضح، بدلاً من خلطه على لوحة الألوان، وفضَّل الانطباعيون العمل في الخلاء لتصوير الطبيعة مباشرة، وليس داخل جدران المرسم، وأحياناً كانوا يقومون برسم نفس المنظر مرات عديدة في ظروف جوية مختلفة، لإظهار كيف تتغير الألوان والصفات السطحية في الأوقات المختلفة.

لقد أعتقد الانطباعيون أن الخط في الرسم من صنع الإنسان، إذا لا وجود للخط في الطبيعة، وألوان المنشور كما هو معروف هي: البنفسجي والنيلي، والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر.

وكانت ألوان الانطباعيين نظيفة نقية صافية، عنيت بتسجيل المشاهد بعين عابرة ولحظة إحساس الفنان في مكان وزمان واحد، إذ أن الفنان الانطباعي يقوم بتسجيل مشاهداته وانطباعاته في فترة معينة من الزمن دون الدخول في موضوع استثمار نوع من التأويل من خلال تقنية الألوان ليعطي انطباعا مماثلا، كما يلتقط المصور الفوتوغرافي صورة لشيء ما في لحظة معينة من النهار، لقد عني التأثيريون بتصوير الأشكال تحت ضوء الشمس مباشرة وخاصة لحظة شروق الشمس، فظهرت لوحاتهم متألقة بالألوان الجميلة, ومن مميزات الانطباعية أيضا عدم الاهتمام بالناحية الموضوعية للوحة مما يسمح للقراءة الفنية من خلال المتلقي ولكن هذه المرة هي طرح الإشكاليات طرح نظري علمي وخصوصا عندما تمتزج الأشكال في اللوحة فتصبح كلا، وان البعد في اللوحة يأخذ امتداد واحدا، وكما ذكرنا فالضوء في اللوحة هم أهم العناصر البارزة، ومما هو جدير بالذكر أن الانطباعية قد انبثقت من الواقعية، لكن ضمن إطار علمي مختلف، فهي تصور الواقع لكن بألوان تعتمد على التحليل العلمي وتقع تحت هيمنة الواقعية .

إنها علاقة سحرية تحجب عن أقامة رؤية علمية متجاوزة لرؤى لم تعد قادرة على هدم بناءات لنظريات وأساليب فنية متكاملة. لقد عنيت الانطباعية بتسجيل الشكل العام، فالتفاصيل الدقيقة ليست من أهدافها بل يسجلون الانطباع الكلي عن الأشياء، بطريقة توحي للمشاهد انه يرى الأجزاء رغم أنها غير مرسومه، مما يزيدها سحرا وجمالا وجاذبية من قبل المشاهد .
الأسلوب التنقيطي: وهو أسلوب يتبع برسم اللوحة بكاملها عن طريق النقاط الملونة المتجاورة

الفنان الرائد ( أكرم شكري) حول العلاقة من الغلق إلى الإبداع عندما كون مفردة (النقطة) احد الأساليب المميزة في الرسم، عملية الكشف عن المفردة التنقيطية هي احد الصور المعبرة، عن تكسير هيمنة الواقعية، ولاشك أن حضور الخصوصي أو الأسلوب للفنان يبدو هنا تأثيري بلوحات الرسام (فان كوخ) كانت خطاباته في الرسم التنقيطي، تتجه نحو الاستثمار الأمثل للمفردة، وهذا الخطاب هو حسابات لشروط وضعها الفنان لنفسه ليعلن ان الرسم العراقي المعاصر هو غالبه لفهم النص عكس خطابات سابقة مبنية على قراءة اللوحة في بداياتها .

(أكرم شكري) تميز بالتنوع مابين التقليدية ومابين التنقيطية، ولكن الأفكار باقية والقراءات يبدو تنوعت بفعل هذا التمايز ليصبح الاجتهاد اجتهادا في الفهم هو اجتهاد في حقيقته حوار يقيمه الرسام مع لوحاته . ليعبر (غادمير):

إن أي عمل فني لايمكن أن يعيد بناء أحجاره
كما رصفتها أحداثه الأصلية وبالتالي هو محاولة
أعادة الحوار، وإذا مانجح الحوار ينجح النتاج الفني.
هنا الفنان الرسام (أكرم شكري) نجح في هذا الحوار ليعلن نتاجه التنقيطي، في حوار مع التراث مرة ومع الفكر مرة انه ليس مجرد مفردة تنقيطية مرسومة بل نص بلغة فنية.

محمد العبيدي

vendredi 3 avril 2009

لقاء صحفي مع الفنان الجزائري محمد بوكرش

من منجزات بوكرش 1982

من منجزات بوكرش بالصين الشعبيةسنة 2000

لقاء صحفي مع الفنان الجزائري محمد بوكرش

حاورته: فطيمة الجزائرية
Friday, 03 April 2009

بدون مقدمة وعلى الطريقة الجزائرية في محاورة الآخر

:
1- الأستاذ محمد بوكرش لو طلبنا منك أن تعرف نفسك للجمهور، فماذا تقول؟
بوكرش محمد: بكل تواضع مثلي مثل باقي المثقفين، مثل ما حالفني الحظ في أشياء وخاصة الطفولة وأيام الدراسة...خانتني أشياء أخرى لست المسئول عنها...فنان كاتب رسام ونحات وجد من الرعاية والتقدير والاحترام عن طريق الشبكة العنكبوتية (النيت)... وجد من الرعاية والتقدير والاحترام في معارض وملتقيات خارج البلد وداخله من طرف أجانب...وأبناء البلد ضحايا التسيب السياسي واعتلاء من هب ودب المناصب الحساسة...

2- في اتصالنا بك لضبط موعد إجراء اللقاء قلت أنا لست في العاصمة ولا أحبها. لماذا، أهذه الرؤية من الفنان محمد بوكرش لعاصمة الجزائر؟
بوكرش محمد: قضيت بالعاصمة أجمل أيامي... شبه متشرد أدرس بالنهار...وأبحث عن العمل كحمال لتفريغ ما يدخل من شاحنات السلع ليلا...نلجأ عند تعسر الأمور لتقاسم وجبات الطعام مع المتسكعين الكرماء الذين لا يبخلون علينا بذلك، منها ما هو بجلسة حشايشية الشعراء وفنانين الرصيف، أو جلسة مع العاملين على الشحاتة نهارا وأصدقائنا ورفاقنا ليلا...
وأخرى تتجمع فيها معنا شرطة الواجب الليلي الذين هم أيضا لن يبخلوا علينا أحيانا بتزويدنا ليلا بمشروب ساخن إما قهوة أو شاي، ويسمحوا لنا بكسر النوم دقائق داخل عرباتهم الطويلة الجماعية (فولكسفاقن)
أيام لن يكن لنا فيها إقامة خاصة بطلبة مدرسة الفنون الجميلة مثل اليوم...أحببت عاصمة تلك الأيام، أيام الهناء والأخوة والرحمة والكرم بأقل ما للناس من مكاسب لا تكاد تذكر... رغم المعيشة الضنك والأتعاب والمعاناة كانت العاصمة مدرسة في تعليم وتكوين الرجال....
كرهتها وكرهت وجوه الزيف وما فيها اليوم من مشاهد ومناظر مقرفة أصبحت برمتها ليلا نسخة طبق الأصل لصور المسؤولين المسييرين صورة من صور الإهمال والتسيب بامتياز، من الفقر والفقراء ما جعل من شوارعها ملجأ لليتامى والمحرومين والمحرومات من أدنى شروط الكرامة وحفظ ماء الوجه...أصبح تحت كل جذع عمارة زبالة ورائحة كريهة، رائحة المتسابقين للانتخابات اليوم وأكاذيبهم التي سئمناها وزادة الطين بلة وزادت في كراهيتنا لهم ولعاصمتهم بؤرة التوتر والغش نهارا وهتك الأعراض والدعارة ليلا...
كرهتها وكرهت نفسي...كرهت المثقف فيها الذي دخلها بلون وفكرة... وانقلب ليكون لونا...ويعتنق أخرى...في سباق نحو الرداءة والخيانة الكذب والبهتان في صالونات رسمية وغيرها لا تغني ولا تسمن إلا عند تبذير المال العام والاحتيال عليه واغتيال كل جميل...وبالتالي أين العصمة وبالأحرى أين العاصمة ؟.
عاصمة فقط للتزوير والتنكر والاغتيالات التي ازدهرت في كل قطاع
وعلى جميع المستويات وكأنه مخطط...
التحرش الجنسي فيها فقط كغدر وخيانة للذات لا تتسع له ألاف الكتب والأفلام...
وعليه إذا غدرت فينا المرأة والبنت والأخت غدرت المدرسة الجامعة... وبالتالي غدرت العصمة والعاصمة...
متى تستحق منا العاصمة والقائمين على خدمتها تلبية الدعوة...؟

3- كيف كانت بداياتك في عالم الفن التشكيلي و النحت.؟
بوكرش محمد: بدايتي الحقيقية في هذا الميدان كفاعل...بالحضور الملموس وعمري فيه، من العيب والحشمة عليا وعلى الأسرة المتسللة لتحكم العباد والبلاد أن أذكره أمام ما أنجز من طرف معظم البلدان التي تحترم نفسها ومثقفيها، كان ذلك بالحدائق والساحات العمومية أو على الجدران...الجزائر نحتيا وتشكيليا وحتى أدبيا وفكريا بالمقارنة مع هذه الدول المكروسكوبية حديثة النشأة بالبلدان العربية قارة من كبريات القارات، بقدر شاساعة مساحاتها وعدد ولاياتها، بقدر تصحر أدمغة المسؤولين فيها وعليها وبقدر عدد المشرفين على الفنون والثقافة فيها بقدر حجم الرداءة السائدة التي قتلت الفنانين والإبداع وتسببت في تدهور سمعتنا بالداخل والخارج وتسببت في وأد آخرين قبل الولادة...
رغم وجود بعض من أعمالي في متاحف بالجزائر وخارجها هذا لا يعني على الإطلاق أني نحات أو فنان بمفهوم الكيان...لأن الكيان زمن والزمن لا يقاس إلا بما ينجز ويعترف به فيه ويوزع هنا وهناك ويدرج في برامجنا التعليمية كأعمال ومحل دراسة ومرجع لأنها قبل كل شئ هي الذاكرة أحببنا أم كرهنا...
هل بهذا السلوك الثقافي والسياسي المعمول به حاليا لنا وجه وذاكرة...؟
نحتت نفسي ونحتت مستقبلا غير واعد لأبنائي و... على ظهر باخرة لا تعرف لنفسها مرسى ولا وجهة...تتقاذفها أمواج الجهل وتصحر الذاكرة والتنصل من المسؤولية والهروب إلى الأمام فقط، إلى أين؟ لست أدري، الذي أعرفه أن قيادتها بالتحالف والصحبة انفض من حوله الناس وبقى القائد بين مطرقة وسندان هش يتلذذ بالتيه وبذلك...
مثل ذلك كانت منحوتاتي وأحست المنحوتات وأحسست معها أننا مجرد عبثا بين أيادي العابثين...إلى حين...
هل سمعت سيدتي وقرأت في برامج الستة (6) شيئا من هذا القبيل ...؟.

4-ما الذي يجعل في رأيك الفنان النحاة يتميز عن غيره في إبداع مختلف القطع والمنحوتات؟
بوكرش محمد: يتميز بطبيعة الحال بالجهد المبذول بالمعاناة ومواجهة الصعب فيزيائيا وفكريا وفلسفيا، تذليل نفسه وتقزيمها واحتقارها صغيرة أمام صلابة المواد وقساوتها، أمام جشع وطمع الآخر الذي لا تكفيه كافية، تذليل ما طالته يده بالدائرة الممكنة بوسائله المتجددة بتجدد الواردات والمعطيات تماشيا مع الزمن وما يجد ويجد به
لكن اليد أقصر من قصيرة لتطال كل الدوائر وكل شيء...
كل قطعة نحتية منجزة ضريبتها دم ،جهد، عرق وهدر زمن القبض عليه يستحيل أن يكون أصلا بغير وجودها...ووجود النحات.

5-ما هي أهمية التمسك بالجذور و النهل من الهوية الثفافية للأمة في تحقيق الابداع الفني؟
بوكرش محمد: عكس هذا هو بيت الداء ومنبت المرض الذي ساد وعشش في العقول المسلوبة، عشش في الكيان ونخر دوده عظم العمود الفقري الذي اعتمد عليه بناء ماضينا ماضي ما قبل البارحة فقط...
هل وجدت سيارة تسير إلى الأمام بغير مرآة عاكسة للخلف واليوم لتضمن ذلك تضاف لها كامرات وأجهزة حساسة كالعقل المتحكم الالكتروني تستغني بهم عن السائق كان راكبا بها ومنهكا بالتعب وقلة التركيز أو بدونه حتى...
من أسباب ضعفنا وتقهقرنا وتخلفنا أننا لا نؤسس ما نبني بتسليحه بالتجارب والمكاسب السابقة ونظن بذلك أننا موجودين بجلد وفي القشور...سلب منا اللب وتسابقنا نتباهى باستعارة أشكال ولباس غيرنا...
أشكال من السلوكيات والانحرافات بإدمان زائد عن تعاطيها بفواصل ونقاط من طرف أهلها...إبداع... عجبا...على حساب أجمل ما عندنا كان ذلك بالعقيدة الإسلامية أو باقي الأعمال التي تخص مصالح الإنسان ومستقبله المشترك...أي إبداع تقصدين...؟ وعلى أي إبداع نتحدث...
عموما حالنا ووضعنا كفيل بالاجابة عن سؤالك سيدتي الكريمة

6-ما هو نصيب الفنان النحاة من اهتمام المعنيين .ثم ما نصيب النحت مقارنة بالفن التشكيلي؟
بوكرش محمد: هههههههههه، يوم يجد كل تائه، كل فقير، كل عانس... ، كل متعلم متخرج هؤلاء المتسكعين في شوارع مدننا قدرا من الكرامة، يكون بذلك ماء الوجه محفوظا وهوالنصيب ، نصيب الفنان النحات ... سيدتي، وغير النحات من اهتمام المعنيين... أما نصيب النحت من الفن التشكيلي أو باقي الفنون ، هو ما يجسد على أرض الواقع... ولا يمكن الاستغناء عنه كحلق في التسلسل أو المسلسل...

7- في تصريحات سابقة لك قلت: يجب عدم الخلط بين الفنان النحات و البناء لخراط. ماذا تقصد بذلك؟
بوكرش محمد: نعم بمفهوم كلمة نحت نعني ثقافة كأن نقول منحوتة بمعنى مثقف ومثقف بمعنى منحوتة... ولا أظنك تغفلين كلمة حت أو الحت ولا أظنك أيضا تغفلين كلمة نحا ينحو أي التنحي والانشقاق بأخذ ناحية ونحوية ووجهة معينة
ففي تصوري المتواضع كلمة نحت كلمة مركبة من كلمتين التنحي والحت مشتركتين بحرف ح وكونتا كلمة نحت أي أخذ جزء من الكل بالحت والتنحية ليأخذ الحالة أو الصفة والشكل الذي نسميه به نحتا أو منحوتة مثل ما نقول ثقف السيف أو القلم أي سنه على الشاكلة والوظيفة التي خلق أو صنع من أجلها لأداء مهامه على أحسن وجه وكذالك الأمر بالنسبة لمنحوتة أي المخلوقة أو المصنوعة بالأخذ بمواصفات لغرض وأهداف ما، وهي في النهاية التربية والتكوين بناء بالشكل أي بناء المعنى وبناء نفوذ المضمون والوصول لما نريد النجاح فيه على جميع الأصعدة...أما المفهوم الغربي يبقى دائما مفهوم بناء وتجسيد بالصورة والشكل الملموس المادي بعيدا عن التجلي والإيمان بالأشياء الغير مرئية كتجسيد الله في سيدنا عيسى وتجسيد مريم زوجة له...لهذا مفهوم النحت والرسم عند الغربيين يبقى بناء مادي ، خرط وتمليس آفاقه محدودة بحدود احتياجات الفرد التي لا يراها إلا مادية...
ساد عندنا كل ما هو فاسد في المفاهيم الغربية بامتياز متخلين عن جمال أصلنا وأصالتنا وعن محاسن السلوك الغربي...

8- لما نتكلم عن الفن التشكيلي ،في رأيك هل الشكل أهم من المضمون ،أو بمعنى آخر، ما قيمة الشكل مقارنة بالمضمون؟
بوكرش محمد: الشكل والمضمون متلازمان ولا وجود لهذا في غياب الثاني بالمفهوم المادي والمنطق، أما بمفهوم النحوية والتنحي الصوفي الإسلامي منه والإيمان بالغيبيات والقضاء والقدر يقول الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه: (المنطق تتحاشاه الأذكياء ولا تنتفع به البلداء...).والباقي المفحم نزلت فيه سورة الإخلاص، وجود واجد ...غير مادي... مضمون شكل وشكل مضمون قوة وقدرة بعيدة عن الإنسان وما سن من وحدات قياس وأمثلة.

9- سبق لك المشاركة في عدة مهراجانات دولية في كل من تونس والسنغال، جنوب إفريقيا والصين الشعبية، ما هي الصورة التي خرجت بها عن مكانة النحت و الأهمية التي يحظى بها في هذه الدول مقارنة بالجزائر؟
بوكرش محمد: باختصار مفيد...نعد من الأموات شماتة الأعداء بالداخل والخارج فينا نافذة بامتياز...

10- تحصلت في عام 2000على الشهادة الذهبية الصينية بإبداع منحوتة الربيع.
ماذا لو تكلمنا عن قصة هذه المنحوتة، وكيف كانت مشاركتك؟

بوكرش محمد: شهادة لها قيمتها ببلدان أخرى...أما عندنا لا تسمن ولا تغني... والحديث عنها يؤلمني كثيرا...مثل ما يؤلمني كره العاصمة التي لا ترحم اليوم من فيها ومن يدخلها...

11- نقطة أخرى ،في محاضرة لك منذ حوالي أربع سنوات بإتحاد الكتاب قلت: أن الطينة الوحيدة التي بحوزتي هي الطفل الجزائري. فكيف ترى تلقين هذا الفن للناشئة رغم وجود بعض التعقيد في فهم الشكل و دلالته على مستواهم ؟
بوكرش محمد: لنا أبناء مثل أبناء الناس وأحسن في حالاتهم السوية، ماذا عنهم... وعن حالهم اليوم...؟، بعد أن تخرجوا من الجامعات، أكلتهم البطالة، الإرهاب المفتعل، والبقية ارتمت بالبحر، تنصير، ضحايا أيدز، مخدرات، بيوت الدعارة، تحرش جنسي، جريمة ، عناوين جرائدكم بالبنط العريض اكتظت بذالك...أين نحن منهم ومن نفوذ المسؤول الأول وثلاثي التحالف... والشارع الذي لا يرحم...والدوام يثقب الرخام...يقول الفنان النحات رودان بما معناه: بغير منحوتة ذات نفوذ جمالي ومستوى، من المستحيل أن ننحت أنفسنا...

12-سؤال أخير أين هو الفنان التشكيلي والنحات الجزائري محمد بوكرش الآن وما هي مشاريعه؟.
بوكرش محمد: بين قوسين، بمقبرة الشهداء الأحياء على الشبكة العنكبوتية نقرأ هموم الآخر ونكتب وننشر همومنا...لأن الصحف الورقية لا تتسع سوى لمن يدفع أكثر مقابل المجون والدعارة الدعائية على صفحاتها ويرمى بالفتات لكم ولكن في أحسن الأحوال...
عزيزتي فطيمة شكرا على الدعوة وشكرا، انك خصصت لنا هذا الاهتمام وقبلات حارة لمن تبقى من القراء.
بوكرش محمد 3/4/2003
BOUKERCH ALGERIA

أجرت الحوار على النيت فطيمة الجزائرية
fatima_1987@live.fr
هذا الإيميل محمي من السرقة في القوائم البريدية , تحتاج لدعم جافا سكريبت لمشاهدته

شهادة الفنان العبقرية نجا المهداوي

شهادة الفنان العبقرية الأستاذ نجا المهداوي

Nja Mahdaoui, à 14:20 le 3 avril
cher frère, c'est un grand honneur de savoir qu'au sein de ce Grand Maghreb dont tout le monde parle..il existe une sensibilité qui défie les frontières de l'oubli et de l'offense. Alfine Salam's et Alfine a'fias min el akh Nja - votre démarche rend à notre culture du partage ses titres de noblesse et sa véritable dignité. Bravo pour les Graph's sur du métal -.



Mohamed Boukerch, à 16:55 le 3 avril
أعتز بشهادة أستاذي العبقرية نجا المهداوي، مثل ما أعتز به أبا روحيا لي ولمن يعانق المدرسة الاسلامية في الفنون التشكيلية المعاصرة




بوكرش محمد