mercredi 31 mars 2010
الفنانة التشطيلية عواطف المالكي / اعداد وتقديم بوكرش محمد
samedi 27 mars 2010
محراب بوكرش , BOUKERCH'S MOHAMED ART/ فنون 1954 نقد وعروض تشكيلية: المهرجان الدولي الثامن للفنون التشكيلية بمدينة فاس المغرب / مديرية المهرجان
المهرجان الدولي الثامن للفنون التشكيلية بمدينة فاس المغرب / مديرية المهرجان
المهرجان الدولي الثامن للفنون التشكيلية بمدينة فاس المغرب / مديرية المهرجان
الفنانة التشكيلية سوزان العبود: اللوح الأول
من أعمال الفنانة سوزان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوح الأول .. عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء، وفي الأسفل لم يكن هناك أرض لم يكن (من الآلهة) سوى آبسو أبوهم وممو ، وتعامة التي حملت بهم جميعاً يمزجون أمواههم معا قبل أن تظهر المراعي وتتشكل سبخات القصب قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون قبل أن تمنح لهم أسماؤهم وترسم أقدارهم في ذلك الزمن خلق الآلهة (الثلاثة) في أعماقهم لخمو و لخامو ومنح لهما اسميهما ...... ... .. مقطع من نص شعري مأخوذ من اسطورة التكوين البابلية ويعتبر هذا النص الشعري من أجمل نصوص الأدب السامي مرجع : فراس السواح،مغامرة العقل الأولى،دراسة في الأسطورة – سوريا وبلاد الرافدين، الطبعة13، عام 2002 ، دار علاء الدين ، دمشق،ص51-
vendredi 26 mars 2010
Housti Mohammed الفنان هوستي محمد / تقديم بوكرش محمد
mardi 23 mars 2010
شتان بين أن يكون التكعيبي نجا المهداوي بارزا وأن يكون خرافة / بوكرش محمد
شتان بين أن يكون التكعيبي نجا المهداوي بارزا وأن يكون خرافة / بوكرش محمد
بوكرش محمد
الفنان الخرافة نجا المهداوي
شتان بين أن يكون التكعيبي* نجا المهداوي* بارزا وأن يكون خرافة*
التكعيبي نجا المهداوي ومعرض آرت دبي 2010
أشكر أختي الرائعة ...ندى سالم على طرح الإشكال...اللوحة، الفنان، المتلقي والمتبني والسوق الفنية..
علاقة اللوحة بالأغنياء والفنان نفسه علاقة لا تتكافأ في شيء ما عدى التقليد الأعمى في معظم الأحيان سواء من طرف الفنانين أنفسهم أو المتبنين لأعمالهم وما يحدث بتقليد الغرب... بما في ذلك الجنس والمفاتن... مثله مثل ما يحدث في الأدب المعاصر الحداثي وما بعده...أدب هجين... لوحة هجينة... مستهلكة مستنسخة في معظم الأحيان عجزت عن الإثارة الجمالية الفكرية البديلة... وخاصة الجمالية التي تفرضها (اللوحة) كقيمة نادرة تعوض قيمة...، قد تكون ذهبية عند الحاجة، أو ما يطلب صاحبها، كان فنانا أو المتبني...أما ما يخص الأثرياء ... فيهم من يقدر هذا الجانب من عدة زوايا تفرضها الحاجة... النقاد الفنانون المبدعون الباحثون في عمق قيمة التراث العالمي بمميزاته المكونة لـ لا شعور والشعور وللوحة وتطوراتها بالزمان والمكان على اختلاف الثقافات والعادات والمعتقدات وصولا إلى الموضوعية ...الموضوعية التي من شأنها أرست تقاليدا وثقافاتا وحكما جديدة تصب جلها في الوعاء المشترك الإنساني دون أن تفقد هويتها هوية المحيط والفنان... وفيهم من يقتنون اللوحة لأغراض لا تمت بصلة إلى الجانب الواعي للفنان ومن خلاله الجانب الواعي في اللوحة، أمور بروتوكلية...تساعد الفنان نعم...، لكن في أصلها سلوك تقليد ورياء...ماذا يمثل مقابلها أمام فائض من المال لا يحسن التصرف فيه إلا في مثل هذه الأمور وما يراد به لإيهام الآخرين؟....
بينما اللوحة في بلدان تقدر هذا... بالقيمة ...أصبحت مراجع بحوث أثمرت في كثير من الميادين...على اختلاف الاختصاصات..
لن أتفاجأ نهائيا عندما تفقد اللوحة قيمتها عالميا أو محليا بالبلدان العربية، وأعني اللوحة الحالية...لكن لا مقارنة بين ما ينجز بمعامل الفنانين بالغرب وبالبلدان العربية، رغم التشجيع عندهم... وتقريبا لا شيء يذكر عن تشجيع معامل الفنانين العرب...
المعامل ( الورشة ) بالغرب تلعب دور مخابر إن لم تنتهي العملية الفنية بتجسيد لوحة، تنتهي على الأقل بتجسيد اكتشاف يصلح لأشياء أخرى... ويستفيد الفنان
بالمقابل.
إضافة للمصاريف... وهدر الزمن يعاني الفنان العربي ....جراء التعسف المحلي بجميع أنواعه الذي لا ينتهي، ضحيته الفنان، الاكتشاف... واللوحة ولما لا الوطن.
هاجر من هاجر...وتاه من تاه...أقلة هم من كانوا ميسورين الحال وخاضوا المغامرة بنضج ما...في المهجر والداخل أمثال أبي، أخي وصديقي العبقري التكعيبي نجا المهداوي......
أشاطرك الرأي في قولك أنه بارز...ذلك بوعي وفعل عن قصد أو بغيره...قد تستغربين إن قلت وأكدت في كم مرة التكعيبي نجا المهداوي سليل المدرسة التكعيبية الإسلامية...سس
كيف ذلك؟.
بعيدا كل البعد عن تكعيبية جورج براك وبابلو بيكاسو... انطلاقا من الفتوحات الإسلامية، الترجمة، الكتابة... البحث في جميع العلوم...التجارب...المخابر...الرصد الفلكي و التنجيم...بين الليل والنهار كان محو آية الأول وجعل آية الثاني مبصرة...، وصلتنا بالمغرب العربي أشكال... أرقام الحساب الهندية العربية التي لن تعمر عندنا طويلا ولن تتجاوز مدة استعمالها أكثر من 350سنة بالتقريب بعد الهجرة النبوية ليجد لها الفنان التشكيلي المغاربي بديلا...في عهد إدريس الأول حيث صمم هذا التشكيلي والحرفي في صناعة البلور أشكال الأرقام الجديدية القديمة من حرف الخط المغاربي سليل الخط الكوفي المعروف بشكله الهندسي...وبالزوايا تحديدا... تفسركثرة الزوايا بالمغرب العربي وهي فضاء العلم... والمعرفة، تدريس القرءان وعلوم الدين.
عنون الباحث الحرفي بحثه بـ ( وهدفي حساب ) وهو منكب على عملية تشكيل الأرقام العالمية الحالية المسماة بالأرقام العربية الغبارية، ، كان الحرفي يصهر الرمل ليجعل منه زجاج، بين الحين والآخر يرسم بأصابعه أشكاله وزواياه على الرمل أو غباره... انطلاقا من نهاية جملة العنوان ( وهدفي حساب ) المكتوبة بالخط المغاربي الكوفي، بدأ بحرف ( ب ) وكان شكل الزاوية الأولى يمثل رقم 1 وهو شكل (ب) بدون نقطة ( الحروف كانت بدون تنقيط )
1- حرف ( ب) هو شكل 1
حرف الهمزة المرافقة للألف (ء ) أو ألف ( أ ) بلسان متصل على اليسار من الجهة العلوية وآخر على اليمين متصل من الجهة السفلية يصبح الشكل شكل زاد باللاتينية أي:
z
حرف (ء، أ )هو شكل 2 Z 2 -
3 - حرف ( سـ ) هو شكل3
4 - حرف ( حـ ) هو شكل 4
5 - حرف ( ى ) هو شكل 5
6 - حرف ( ف) هو شكل 6
7 - حرف ( د ) هو شكل 7
8 - حرف (هـ ) هو شكل 8
9- حرف الواو ( و ) شكل 9
نقرأ الآن الحروف الموجودة بين الأقواس من الواو انطلاقا من الأسفل إلى الأعلى نجد الجملة ( وهدفي حساب) بحرفها التسعة أشكال أرقامنا المغاربية العربية الإسلامية:
9 و ، 8 هـ ، 7 د ، 6 ف، 5 ى، 4 حـ ، 3 سـ ، 2 أ ، 1ب
1ب ، 2 أ ، 3 سـ ، 4 حـ ، 5 ى ، 6 ف ، 7 د ، 8 هـ ، 9 و
أرجع وأقول أن المدرسة التكعيبية في الفنون التشكلية بدأت بهذه العملية عملية اختراع الأرقام العربية المغاربية الغبارية والحرف المغاربي العربي، رسمها الصحيح التشكيلي بالزوايا وكتابته باليد والسرعة يظهر بروح الحرف المغربي.
بين ذا وذاك وبقصد ودراية أو بلا قصد... ، كانت اللوحة التكعيبية للتكعيبي الخرافة نجا المهداوي .
الفنان الخرافة نجا المهداوي
شتان بين أن يكون التكعيبي* نجا المهداوي* بارزا وأن يكون خرافة*
التكعيبي نجا المهداوي ومعرض آرت دبي 2010
أشكر أختي الرائعة ...ندى سالم على طرح الإشكال...اللوحة، الفنان، المتلقي والمتبني والسوق الفنية..
علاقة اللوحة بالأغنياء والفنان نفسه علاقة لا تتكافأ في شيء ما عدى التقليد الأعمى في معظم الأحيان سواء من طرف الفنانين أنفسهم أو المتبنين لأعمالهم وما يحدث بتقليد الغرب... بما في ذلك الجنس والمفاتن... مثله مثل ما يحدث في الأدب المعاصر الحداثي وما بعده...أدب هجين... لوحة هجينة... مستهلكة مستنسخة في معظم الأحيان عجزت عن الإثارة الجمالية الفكرية البديلة... وخاصة الجمالية التي تفرضها (اللوحة) كقيمة نادرة تعوض قيمة...، قد تكون ذهبية عند الحاجة، أو ما يطلب صاحبها، كان فنانا أو المتبني...أما ما يخص الأثرياء ... فيهم من يقدر هذا الجانب من عدة زوايا تفرضها الحاجة... النقاد الفنانون المبدعون الباحثون في عمق قيمة التراث العالمي بمميزاته المكونة لـ لا شعور والشعور وللوحة وتطوراتها بالزمان والمكان على اختلاف الثقافات والعادات والمعتقدات وصولا إلى الموضوعية ...الموضوعية التي من شأنها أرست تقاليدا وثقافاتا وحكما جديدة تصب جلها في الوعاء المشترك الإنساني دون أن تفقد هويتها هوية المحيط والفنان... وفيهم من يقتنون اللوحة لأغراض لا تمت بصلة إلى الجانب الواعي للفنان ومن خلاله الجانب الواعي في اللوحة، أمور بروتوكلية...تساعد الفنان نعم...، لكن في أصلها سلوك تقليد ورياء...ماذا يمثل مقابلها أمام فائض من المال لا يحسن التصرف فيه إلا في مثل هذه الأمور وما يراد به لإيهام الآخرين؟....
بينما اللوحة في بلدان تقدر هذا... بالقيمة ...أصبحت مراجع بحوث أثمرت في كثير من الميادين...على اختلاف الاختصاصات..
لن أتفاجأ نهائيا عندما تفقد اللوحة قيمتها عالميا أو محليا بالبلدان العربية، وأعني اللوحة الحالية...لكن لا مقارنة بين ما ينجز بمعامل الفنانين بالغرب وبالبلدان العربية، رغم التشجيع عندهم... وتقريبا لا شيء يذكر عن تشجيع معامل الفنانين العرب...
المعامل ( الورشة ) بالغرب تلعب دور مخابر إن لم تنتهي العملية الفنية بتجسيد لوحة، تنتهي على الأقل بتجسيد اكتشاف يصلح لأشياء أخرى... ويستفيد الفنان
بالمقابل.
إضافة للمصاريف... وهدر الزمن يعاني الفنان العربي ....جراء التعسف المحلي بجميع أنواعه الذي لا ينتهي، ضحيته الفنان، الاكتشاف... واللوحة ولما لا الوطن.
هاجر من هاجر...وتاه من تاه...أقلة هم من كانوا ميسورين الحال وخاضوا المغامرة بنضج ما...في المهجر والداخل أمثال أبي، أخي وصديقي العبقري التكعيبي نجا المهداوي......
أشاطرك الرأي في قولك أنه بارز...ذلك بوعي وفعل عن قصد أو بغيره...قد تستغربين إن قلت وأكدت في كم مرة التكعيبي نجا المهداوي سليل المدرسة التكعيبية الإسلامية...سس
كيف ذلك؟.
بعيدا كل البعد عن تكعيبية جورج براك وبابلو بيكاسو... انطلاقا من الفتوحات الإسلامية، الترجمة، الكتابة... البحث في جميع العلوم...التجارب...المخابر...الرصد الفلكي و التنجيم...بين الليل والنهار كان محو آية الأول وجعل آية الثاني مبصرة...، وصلتنا بالمغرب العربي أشكال... أرقام الحساب الهندية العربية التي لن تعمر عندنا طويلا ولن تتجاوز مدة استعمالها أكثر من 350سنة بالتقريب بعد الهجرة النبوية ليجد لها الفنان التشكيلي المغاربي بديلا...في عهد إدريس الأول حيث صمم هذا التشكيلي والحرفي في صناعة البلور أشكال الأرقام الجديدية القديمة من حرف الخط المغاربي سليل الخط الكوفي المعروف بشكله الهندسي...وبالزوايا تحديدا... تفسركثرة الزوايا بالمغرب العربي وهي فضاء العلم... والمعرفة، تدريس القرءان وعلوم الدين.
عنون الباحث الحرفي بحثه بـ ( وهدفي حساب ) وهو منكب على عملية تشكيل الأرقام العالمية الحالية المسماة بالأرقام العربية الغبارية، ، كان الحرفي يصهر الرمل ليجعل منه زجاج، بين الحين والآخر يرسم بأصابعه أشكاله وزواياه على الرمل أو غباره... انطلاقا من نهاية جملة العنوان ( وهدفي حساب ) المكتوبة بالخط المغاربي الكوفي، بدأ بحرف ( ب ) وكان شكل الزاوية الأولى يمثل رقم 1 وهو شكل (ب) بدون نقطة ( الحروف كانت بدون تنقيط )
1- حرف ( ب) هو شكل 1
حرف الهمزة المرافقة للألف (ء ) أو ألف ( أ ) بلسان متصل على اليسار من الجهة العلوية وآخر على اليمين متصل من الجهة السفلية يصبح الشكل شكل زاد باللاتينية أي:
z
حرف (ء، أ )هو شكل 2 Z 2 -
3 - حرف ( سـ ) هو شكل3
4 - حرف ( حـ ) هو شكل 4
5 - حرف ( ى ) هو شكل 5
6 - حرف ( ف) هو شكل 6
7 - حرف ( د ) هو شكل 7
8 - حرف (هـ ) هو شكل 8
9- حرف الواو ( و ) شكل 9
نقرأ الآن الحروف الموجودة بين الأقواس من الواو انطلاقا من الأسفل إلى الأعلى نجد الجملة ( وهدفي حساب) بحرفها التسعة أشكال أرقامنا المغاربية العربية الإسلامية:
9 و ، 8 هـ ، 7 د ، 6 ف، 5 ى، 4 حـ ، 3 سـ ، 2 أ ، 1ب
1ب ، 2 أ ، 3 سـ ، 4 حـ ، 5 ى ، 6 ف ، 7 د ، 8 هـ ، 9 و
أرجع وأقول أن المدرسة التكعيبية في الفنون التشكلية بدأت بهذه العملية عملية اختراع الأرقام العربية المغاربية الغبارية والحرف المغاربي العربي، رسمها الصحيح التشكيلي بالزوايا وكتابته باليد والسرعة يظهر بروح الحرف المغربي.
بين ذا وذاك وبقصد ودراية أو بلا قصد... ، كانت اللوحة التكعيبية للتكعيبي الخرافة نجا المهداوي .
وللموضوع مراجع....
لذا الفنان نجا المهداوي خرافة...وتبقى المبارزة بيني وبين أمثالي.
أما تكعيبية بابلو بيكاسو إن لم تكن بنتا
بيولوجيا للعرب فهي ابنة الحضارة الأندلسية وكان بذلك للتكعيبيته البيكاساوية الوجه الرمزي التعبيري بالأشكال والألوان... تفتقر للجانب الروحي الإسلامي الـ (نجا) مهداوي، لذا قيل عنها أنها من وحي أعمال فنية افريقية خبثا... لئلا يقل عنها مغاربية شمال افريقية....
محبتي للجميع.
بوكرش محمد 23 / 3 / 2010
BOUKERCH MOHAMED ALGERIA
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التكعيبي نجا المهداوي:
http://artist.ibda3.org/montada-f15/topic-t1597.htmلذا الفنان نجا المهداوي خرافة...وتبقى المبارزة بيني وبين أمثالي.
أما تكعيبية بابلو بيكاسو إن لم تكن بنتا
بيولوجيا للعرب فهي ابنة الحضارة الأندلسية وكان بذلك للتكعيبيته البيكاساوية الوجه الرمزي التعبيري بالأشكال والألوان... تفتقر للجانب الروحي الإسلامي الـ (نجا) مهداوي، لذا قيل عنها أنها من وحي أعمال فنية افريقية خبثا... لئلا يقل عنها مغاربية شمال افريقية....
محبتي للجميع.
بوكرش محمد 23 / 3 / 2010
BOUKERCH MOHAMED ALGERIA
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التكعيبي نجا المهداوي:
http://aswat-elchamal.com/ar/index.php?p=98&c=1&a=8073
*معرض "ارت دبي" عالما مختلفا لفناني مختلف دول العالم
http://www.rnewsa.net/(S(uvsxauemp5l3vt45zffnyf45))/newsDet.aspx?news_id=5395
*خرافة: آية و وآية
نجا المهداوي، ليس رساما مبدعا فقط ولكنه خلاصته الشعر، والرسم معا. لوحاته لا تشبه لوحات الآخرين وألوانه أغنى من ألوان قوس قزح.
باسم الشعر أحييه...وأحيي أصالته وتفرده...انه بكامة واحدة (خرافة )...
نزار قباني لندن 17 / 5 / 1994
lundi 22 mars 2010
كيف يتكلّم مدراء الأروقة عن اختياراتهم وعلاقتهم بالفنّانين ؟ / رحاب المازني
ريبورتاجات الرواق
كيف يتكلّم مدراء الأروقة عن اختياراتهم وعلاقتهم بالفنّانين ؟
رحاب المازني
سعينا في هذا الريبورتاج الى الاتصال بثلة من مدراء الاروقة الخاصة ببلادنا وذلك لسؤالهم عن نوعية الاختيارات التي من خلالها يرشحون او يتعاطون مع نوعية من الفنانين دون اخرين. كما طرحنا عليهم جملة من الاسئلة الاخرى المتعلقة بتوجهاتهم وبنوعية العلاقة التي تربطهم بالفنانين... البعض لم يتفاعل مع اسئلتنا وخيّر الصمت بهذا الداعي او ذاك.... المهم بالنسبة الينا هو أننا طرحنا الاسئلة التي تراود كل فنان. وهذا لا يعني ان علاقة الفنانين بالاروقة متوترة بقدر ما يعني ان هناك الكثير مما يجب مناقشته حتى يكون تقاسم الادوار والتكامل متحققا ومفيدا لكل طرف.في البداية سألنا بعض مديري أروقة الفنون التشكيلية عن خصوصيات هذه الاروقة من بينهم محمود شلبي مدير رواق التياترو فوضح ان رواق التياترو فضاء حر للفنون التشكيلية تقدم فيه جميع انماط الفن التعبيري. أما بالنسبة لرواق «كانفاس» ورواق الالف ورقة فقد أجمعت يسر بن عمار ولطفي الحافي على ان كلا من الرواقين مخصصين للفن المعاصر وما يتضمنه من تجارب فنية متنوعة تشمل الفن التجريدي والفن التسجيلي.اما بالنسبة لمعدل المعارض الفردية والجماعية المقامة في السنة فقد أكد لطفي الحافي مدير رواق «ألف ورقة» انها لا تتجاوز الاربعة معارض شخصية وثلاثة معارض جماعية. في رواق التياترو بين محمود شلبي ان رواقه قد احتل الصدارة من حيث مجموع المعارض الذي تجاوز الاربعة عشر معرضا تجمع بين معارض فردية واخرى جماعية.يسر بن عمارة أشارت الى ان رواق «كانفاس» يقدم في السنة حوالي ثمانية معارض. وفي نفس السياق وضحت ان الرواق يبقى مغلقا طيلة أشهر الصيف لذلك فهي تخير التمديد والاطالة في مدة المعارض ولذلك لكي يتمكن اكبر عدد من الجمهور من متابعتها والاطلاع على أعمال الفنانين التي تعكس تجربتهم الثرية. وبالنسبة لها ليس المهم في عدد المعارض المقامة في أروقة اخرى ولكن الأهم من كل هذا يتمثل في مدى اقبال الزائرين على هذه المعارض واطلاعهم على هذه الأعمال الفنية. فكل معرض لا بد أن يأخذ الوقت الكافي ليتمكن الجمهور من متابعته ومن حق الفنان ايضا ان يقدم مجموعة اعماله في مدة زمنية تسمح له بالتعريف بمختلف اعماله التي تطلب انجازها مجهودا.وفي حديثنا مع مديري الاروقة عن توجه هذه الفضاءات التي تراوح بين التوجه الفني والتجاريأكد لطفي الحافي ان رواق «الف ورقة» يحمل توجها فنيا بالاساس دون تغييب الجانب التجاري ولكن يبقى العامل الاساسي الذي يرتكز عليه الرواق هو الفن والابداع والرؤية الجمالية في اللوحات والاعمال الفنية ويبقى الجانب التجاري مسألة ثانوية.اما رواق التياترو فقد أكد مديره انه رواق خاص في خدمة الفن وتدعيم ثقافة الفن التشكيلي في بلادنا. ولا يمكن الحديث عن دوافع مادية يمكنها تشويه هذه الاهداف النبيلة.في رواق «كانفاس» بينت نسرين عمارة انها تشجع الفن لأجل الفن فلا وجود لذلك الهاجس المادي. فهي ليست عملية مزايدة تجعل من الفن التشكيلي بضاعة رخيصة للترويج لا يهمنا منها الا ثمنها.بل لابد من النظر الىهذه المسألة من جانب اخر الا وهو تشجيع الشباب على الابداع وتطوير تجاربهم الفنية في هذا الميدان.في هذا الريبورتاج تحدثنا ايضا مع البعض من مدراء الاروقة الخاصة عن علاقتهم بالفنانين. وفي هذا الصدد ذكر لطفي الحافي ان علاقته بجل الفنانين طيبة ورواقه مفتوح لكل المعارض الفنية خاصة منهم الشباب بالاضافة الى ان هناك عددا من الفنانين الذين تتم دعوتهم لاقامة معارضهم في رواق «الف ورقة» وذلك نظرا لخبرتهم الطويلة في هذا الميدان.وفي نفس السياق وضع لطفي الحافي ان تبنيه لمعارض فنانين شبان مثل آمال عطية وايمان بن رحومة اللتين قدمتا أول معرض شخصي لكل منهما في رواقه يجعل علاقة الصداقة تتوطد بين هؤلاء الفنانين ولكن لا يمكننا الحديث عن عملية انتقائية لفنانين دون سواهم بل يتم التعاطي مع كل فنان يقدم تجربة جادة تنم عن الخلق والابداع.ويؤكد ايضا ان هذه العملية ليست محددة بعامل العلاقات ولا تحكمها الصداقات.اما بالنسبة ليسر بن عمارة فقد تحدثت بكل صراحة وبينت ان رواقها موجه اكثر للشباب فهو يعطيهم الفرصة للتعريف بأعمالهم من خلال معارض متنوعة، كما أشارت الى وجود فنانين معينين يقع التعامل معهم بصفة مستمرة حيث وضحت انها تعتبرهم مثل اطفالها فتتبنى معارضهم وتشجعهم كذلك على تقديم معارض في اروقة اخرى لتنويع تجاربهم وتطويرها.محمود شلبي تطرق في هذا الموضوع الى الشروط والمواصفات التي يجب ان تكون متوفرة في الاعمال الفنية ليتم قبول اقامة معرض ما في رواقه حيث ركز على جانب الجودة الذي يجب ان يكون موجودا في هذه الاعمال بالاضافة الى التميز او التفرد والجدية ومدى حسن استعمال التقنية المعتمدة ايضا.وفي نفس الاطار اكد على علاقته الجيدة بكل الفنانين خاصة منهم الشباب مضيفا انه لا يتوانى عن تشجيعهم وتقديم النصائح لهم وذلك لكي تكون لهم بصمة حقيقية في ميدان الفنبذون التشكيلية.وفي نهاية حديث مدراء الاروقة عن علاقتهم بالفنانين لاحظنا اتفاقهم حول مسألة غياب مسألة «الاحتكار» الذي عادة ما يتم وفقا لعقد محدد الضوابط والبنود تحكمه المادة بل بالعكس اجمعوا بصفة عامة على ان الاحتكار يتم في أروقة أخرى. والاحتكار الحقيقي الذين يمارسونه على الفنانين الذين يتعاملون معهم ليس الا عقدا تحكمه العلاقات الطيبة والصداقة التي تتولد فيما بينهم.
نشيد البجع بالعش...عجب بين الكفر... والفكر الهش/ بوكرش محمد
نشيد البجع بالعش...عجب بين الكفر... والفكر الهش/ بوكرش محمد
أنشودة منسية...(مغضوب عليها)
نشيد البجع بالعش...عجب بين الكفر... والفكر الهش
لا فكر على الإطلاق دون نفوذ يجسد بآليات آلة ملموسة بأبعادها التي يقاس بها الزمن، يشار به للمكان... وينعت بها الإنسان(....).
لا شيء يجمع الناس كلها بغير العوامل المشتركة...، أرقاها على الإطلاق هي الإنسانية بمفهومها الايجابي، ولا شيء سخر في هذا الكون لغير هذا. إذا كانت هذه الأشياء من المسلمات...من المؤكد أن كل الحبر الذي سال من بداية يقظة من هم على وجه البسيطة يصب في هذا الاتجاه أو بفصيح العبارة في هذا الوعاء المشترك.
ما هو مفهوم إنسان كقيمة؟ ما هو مفهوم إنسانية...؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن : هل الوعاء بالفعل موجودا مشتركا؟. كيف...؟
إذا سلمنا بما جاء به البشر وجاءه... نقول نعم كان ذلك بالاستنتاج أو بالرسالة.
هل البشر كله يتمتع بإنسانية؟ من المؤكد أيضا الجواب : لا.
هل الفنون... والقيل والقال كله إنساني؟ بالطبع نعم وبالتطبيع والتكييف الأناني، الجواب: لا.
البجع بالطبع والطبيعة في سنة الحياة مهاجر، رحلة بين الصيف والشتاء ببنهما ربيع ، يبني عشه، يبيض، يعتني بفراخه البيولوجية وغير البيولوجة...يعود إلى أصله إلى مرابضه صيفا متبوعا بما له ويرجع، من بنين وبنات بعد تغذيتهم... ، تلقينهم ...وتعليمهم كيفيات البحث عن الرزق بتعيين الأماكن والمصادر ومن ثم كيفيات الطيران والتحليق للرجوع إلى الأصل...إلى مدفن الأجداد أصحاب الفضل وتأسيس قدسية المكان بما له وعليه...
هذا يخص ما هو تابع بيولوجي أما ما يخص الباقي من أتباع وأشباه الأتباع أي من تواجد في بقاع الرزق والجوار...على اختلاف الشاكلة بجوانح كانوا أو زواحف...
مجبورين على تقاسم الرزق والرقعة، كرماء مع ضيوفهم مسالمين في سلوكهم، يعطون ولا يأخذون ما عدى ما يتصف به الآخر كالعدوانية والسطو على الغير بحق وغير حق بالعدالة وغير العدالة و... فيهم من تعلم التحليق وغادر واتخذ من نشيد البجع نشيدا له وفيهم من آمن بذلك زحف وتكبد المشاق... بما في ذلك الغرق بالبحر ، منهم من اكتفى بترتيلها في عين المكان.
المكان الذي تميز بما خالف...بما أصبح نشازا في سانفونيا الانبهار بأنشودة البجع، أنشودة التطبيع والتسكع... تسكع غربان لا هم بجع ولا هم غربان، تسكع سلاحف، زواحف، تماسيح تبكي حظها التعيس بمواقعها التي زخرت بكل شيء إلا بشاكلة وتشكيلة البجع وهو يغادر المكان من... إلى، الشيء الذي لا يتوفر أصلا في غير البجع... ليبقى بذلك كل على شاكلته حب من حب وكره من كره.
ما دام الأمر بالطبيعة كذلك أين أناشيكم وبالأحرى أنشودتكم... يا مقلوب بجع (عجب).
بوكرش محمد 20 / 3 / 2010
BOUKERCH MOHAMED ALGERIA
بمحبة... : بمناسبة أيام أدب الرحلة بسيدي خالد... وما يحبك... من27 الى30 /3/2010 بدار الثقافة بولاية بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشيد البجع بالعش: بؤس العمل النقدي الجامعي عندنا
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=8400
لا شيء يجمع الناس كلها بغير العوامل المشتركة...، أرقاها على الإطلاق هي الإنسانية بمفهومها الايجابي، ولا شيء سخر في هذا الكون لغير هذا. إذا كانت هذه الأشياء من المسلمات...من المؤكد أن كل الحبر الذي سال من بداية يقظة من هم على وجه البسيطة يصب في هذا الاتجاه أو بفصيح العبارة في هذا الوعاء المشترك.
ما هو مفهوم إنسان كقيمة؟ ما هو مفهوم إنسانية...؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن : هل الوعاء بالفعل موجودا مشتركا؟. كيف...؟
إذا سلمنا بما جاء به البشر وجاءه... نقول نعم كان ذلك بالاستنتاج أو بالرسالة.
هل البشر كله يتمتع بإنسانية؟ من المؤكد أيضا الجواب : لا.
هل الفنون... والقيل والقال كله إنساني؟ بالطبع نعم وبالتطبيع والتكييف الأناني، الجواب: لا.
البجع بالطبع والطبيعة في سنة الحياة مهاجر، رحلة بين الصيف والشتاء ببنهما ربيع ، يبني عشه، يبيض، يعتني بفراخه البيولوجية وغير البيولوجة...يعود إلى أصله إلى مرابضه صيفا متبوعا بما له ويرجع، من بنين وبنات بعد تغذيتهم... ، تلقينهم ...وتعليمهم كيفيات البحث عن الرزق بتعيين الأماكن والمصادر ومن ثم كيفيات الطيران والتحليق للرجوع إلى الأصل...إلى مدفن الأجداد أصحاب الفضل وتأسيس قدسية المكان بما له وعليه...
هذا يخص ما هو تابع بيولوجي أما ما يخص الباقي من أتباع وأشباه الأتباع أي من تواجد في بقاع الرزق والجوار...على اختلاف الشاكلة بجوانح كانوا أو زواحف...
مجبورين على تقاسم الرزق والرقعة، كرماء مع ضيوفهم مسالمين في سلوكهم، يعطون ولا يأخذون ما عدى ما يتصف به الآخر كالعدوانية والسطو على الغير بحق وغير حق بالعدالة وغير العدالة و... فيهم من تعلم التحليق وغادر واتخذ من نشيد البجع نشيدا له وفيهم من آمن بذلك زحف وتكبد المشاق... بما في ذلك الغرق بالبحر ، منهم من اكتفى بترتيلها في عين المكان.
المكان الذي تميز بما خالف...بما أصبح نشازا في سانفونيا الانبهار بأنشودة البجع، أنشودة التطبيع والتسكع... تسكع غربان لا هم بجع ولا هم غربان، تسكع سلاحف، زواحف، تماسيح تبكي حظها التعيس بمواقعها التي زخرت بكل شيء إلا بشاكلة وتشكيلة البجع وهو يغادر المكان من... إلى، الشيء الذي لا يتوفر أصلا في غير البجع... ليبقى بذلك كل على شاكلته حب من حب وكره من كره.
ما دام الأمر بالطبيعة كذلك أين أناشيكم وبالأحرى أنشودتكم... يا مقلوب بجع (عجب).
بوكرش محمد 20 / 3 / 2010
BOUKERCH MOHAMED ALGERIA
بمحبة... : بمناسبة أيام أدب الرحلة بسيدي خالد... وما يحبك... من27 الى30 /3/2010 بدار الثقافة بولاية بسكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشيد البجع بالعش: بؤس العمل النقدي الجامعي عندنا
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=8400
mardi 16 mars 2010
جدارية بخصوص الجائزة التشكيلية الكبرى لمدينة تونس / عمر غدامسي
عمر غدامسي محل اهتمام الفنانين وزوار المعرض
الصحافة / الخميس 18 مارس 2010
جدارية بخصوص الجائزة الكبرى لمدينة تونس عمر الغدامسي
الصحافة / الخميس 18 مارس 2010
جدارية بخصوص الجائزة الكبرى لمدينة تونس عمر الغدامسي
تيناس أو توناس او ترشيش، تبدو هذه الاسماء وفق بعض المصادر التاريخية الاسم الاصلي والمحرّف، لاسم تونس، اي تلك الرقعة الجغرافية، التي تأسست عليها اللبنات الاولى لتونس العاصمة اليوم، والتي يصف ديودور الصقلي موقعها بالنسبة لقرطاج قائلا: «من كل من هاتين المدينتين يمكن مشاهدة ما يحدث داخل الاخرى». اننا نعلم ما حدث لقرطاج، ومازالت اصداء لعنة كاتون تدوي مع رائحة الملح.انها اللعنة التي شملت ايضا تونس لانها ووفق ما تذكر المصادر التاريخية اخلصت لقرطاج فورد اسمها ضمن قائمة لعنة كاتون.لقد كانت ارادة الحياة اقوى من تلك اللعنة، عادت قرطاج من رمادها وكذلك عادت تونس وتجدد عمرانها وتنوع ليكون مرآة عاكسة لما شهدته هذه الضفة المتوسطية من حقب وحضارات. فمن هضبة القصبة وعلى امتداد شوارع وازقة المدينة العتيقة، تمتد الشواهد الحية على ما خلفه الحفصيون والاندلسيون والاتراك. أما اذا دخلنا «المدينة السوري» كما يسميها البعض فاننا سنقف على شواهد الحراك الاجتماعي الذي تولّد عن الحقبة الاستعمارية. من خلال تنوع اساليب المعمار الكولونيالي وتوزعه وفق البنى الاجتماعية انذاك. وكذلك موقع الاقليات الاوروبية ضمنها (ايطاليون.... يهود... الخ) .تونس العاصمة ليست ذلك فقط انها ايضا ذلك التمدد العمراني بانعكاساته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. الذي حصل بعد الاستقلال الوطني. انها ايضا المنازه والمنارات والاحياء الشعبية المحيطة بها كحزام.لماذا هذا الحديث عن تونس العاصمة؟... لماذا هذا التذكير بأنها ليست فقط حقبة تاريخية ساكنة، حفصية أو كولونيالية؟ لماذا هذه الاشارة المختصرة الى انها أيضا منازه ومنارات وأحياء شعبية؟ هل لمجرد القول بأن تونس العاصمة، مدينة معاصرة تحتضن شواهد ما فيها وذاكرتها دون ان تلغيها او تطمسها؟ نعم لكن الا يمكننا ان نخشى ممن يقوم بالتأريخ، وعبر اختيار انتقائي ما دامت شواهده متعددة ومتنوعة، بالغاء تلك الحلقات التي تربط ما سبقه، وما لحقه وما سيلحقه، مادام ليس للتاريخ سرير؟.اذكر هذا وأنا أستعيد هذا الربط العائد إلينا من بعيد، بين موضوع المدينة العتيقة وبين الجائزة الكبرى لمدينة تونس، والتي تمنحها كما هو معلوم بلدية تونس.قلنا انه ربط عائد من بعيد، لأنه سبق وأن أثار موضوع ربط الجائزة المذكورة بمدينة تونس العتيقة، كثيرا من النقاش بين الفنانين والنقاد في أواسط التسعينات، مما أثمر تغييب هذا الشرط في تقييم الاعمال المرشحة للجائزة، ورأينا كيف توجت عديد الاعمال بالجائزة الكبرى، لأصالتها ومستواها الإبداعي، بغض النظر عن موضوعها ومدى ارتباطه بجمالية المدينة العتيقة، وهذا يعني ان بلدية تونس اقتنعت بالفكرة الأساسية وهي ان ما ستكرمه من خلال جائزة هو الابداع المتجلي في ربوع مدينتها وليست مدينتها كما تجلت في أعمال الفنانين، ذلك ان مدينة تونس لا يمكن اختصارها في مدينة عتيقة او في «المدينة السوري» انها كل ذلك زائد ما تحقق وتراكم ضمنها من شواهد معاصرة، والمدينة عموما ليست بناءات ومعمار، انها مجتمع ومدينة، انها ثقافة وافراد، واذكّر هنا بتلك اللوحة الشهيرة التي رسمها الحبيب بوعبانة، ونال بها الجائزة الكبرى، في اوائل التسعينات، اذكر تلك اللوحة من باب الشهادة، لأنني عايشت مخاضها في حيرة الفنان وتفكيره، فلقد اضمر بوعبانة المشاركة في الجائزة الكبرى، ربما بقناعة انه يمكنه الفوز بها، لكنه في ذات الوقت لم يكن مقتنعا بفكرة ان ينجز لوحة حول المدينة العتيقة، لبوعبانة لوحات عن المدينة العتيقة، قليلة وبالكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، لكنها موجودة، اما ان ينجز لوحة في الموضوع لفائدة الجائزة الكبرى، فهذا ما أزعجه، لسبب ما قد لا يكون أخلاقيا، لأنه ليست الاخلاق ما ينقصه، بل المال، وفق عبارة برنارد شو، ربما كان يكمن السبب في ذهن بوعبانة في ذلك الثقل، بجراحاته، العميقة، الذي مثلته المدينة العتيقة في مسار الفن التشكيلي التونسي، ثقل تعبّر عنه مقولة ان المدينة العتيقة هي جماعة مدرسة تونس والعكس بالعكس صحيح، ايضا وهذا ما لم يكن بوعبانة راغبا في التورط فيه، حتى لا يبدو وكأنه انهزم ورضخ لسلطة تلك الجماعة ورؤيتها، بفطنة ما وبذكائه المعروف، انجز بوعبانة لوحته والتي تصوّر أحد «البلدية» بطربوشة التركي المميز وهو جالس على أحد كراسي شارع الحبيب بورقيبة في المدينة السوريفاز بوعبانة بالجائزة الكبرى وكان الجميع راضيا وسعيدا... المانح والممنوح وما بينهما من معلقين ومتابعين. واذكر ان بوعبانة علق على لوحته قائلا : «لقد جعلتهم يخرجون الى مدينتي» ومدينته كما نعلم جميعا هي الشارع الرئيسي بازقته وناسه وفضاءاته مدينته هي اليومي والليلي هي الفضاء العمومي بزخمه، بشياطينه وادعيائه، مهمشيه، وموظفيه، غربائه، ونسائه وغسقه ومكره مهرجانه وعزائه.. تلك هي المدينة.. او بعض هيئاتها.لنعد الى السؤال لماذا هذه العودة الى ربط الجائزة الكبرى بموضوع المدينة العتيقة... ؟هل لتكريم انجاز ما تحقق؟ كما ردد ذلك البعض لكن أليست الجائزة الكبرى في حد ذاتها انجازا وحدثا له سياقاته المخصوصة والتي ليس من المعقول الحاقها وربطها بسياقات من خارجه؟ قد يشير البعض قائلا: بأن موضوع المدينة العتيقة لم يكن شرطا بل اختيارا قد يقبله فنان وقد يرفضه آخر. وهذه نقطة تثير التساؤل فان تكون اعلنت عن اختيار ما فهذا يعني انك افصحت عن توجهاتك وعن رؤيتك وهما عنصران لا يمكن ان نتخلص منهما كما لا يمكن لمن سيتقدم للجائزة ان يغفل عنهما.السؤال الاساسي الذي نطرحه لماذا هذه الاستعادة لموضوع المدينة العتيقة بعد ان اسالت الكثير من الحبر وبعد ان اعتقدنا انه موضوع طويت صفحته وان اي نقاش حول الجائزة المذكورة عليه ان يترسخ كيفية جعلها نتائج فقط بل وكمشاركة مرآة عاكسة لما وصلت اليه فنوننا الحديثة والمعاصرة اليوم؟.بمعنى آخر فمن المهم ان تكون هذه الجائزة انعكاسا لحدود مدينة تونس ولحدود حركة الفن ببلادنا وهذا ما يمكن تحقيقه بأريحية خاصة وان عدد الجوائز الكبرى والاعتبارية المخصصة لميدان الفنون التشكيلية بالكاد يعدّ على اصابع اليد الواحدة وهذه حقيقة تحسب لفائدة بلدية تونس التي رسخت هذه الجائزة كتقليد وموعد سنوي.
ناقد*... بين حطاب ونجار / بوكرش محمد
ناقد*... بين حطاب ونجار / بوكرش محمد
كل الحكماء في المعمورة بالكتابة أو بغيرها كسبوا قلوب الناس، كسبوا قلب الإنسان... بغض النظر عن كل ما يميز هذا عن الآخر بالمفهوم الايجابي طبعا.يتداول الكل حكمهم مفاتيح مستعصيات الأمور ووحدات قياس رسمت حدود القيمة التي لا يختلف فيها أحدا عن الآخر...ضمنت لنفسها الخلود ما دام الإنسان والإنسانية حية ترزق، قيمة توارثها ناس عن ناس، فما بالكم بمقدس سماوى يتساوون فيه، اعتنقه الفقير والغني، القوي والضعيف، الطويل والقصير، الصحيح والمريض وعلى اختلاف ألوانهم.
هنا تفرض الشيطانيات نفسها وتجعل من القيمة هلامية وتمطيط تكيف حسب الفرق بين كل من الفقير والغني...، الضعيف والقوي...، القصير والطويل... وأشياء أخرى لا يتسع لها المكان.
الانتقال من كل قطب إلى الثاني في غياب القيمة الأصلية وتعويضها بحضور قوة الوازع الشيطاني ينتج عنها سلوك بأساليب مختلفة تسمى وحشية متفاوتة المقادير والوجوه...
ما يجعل من كتاب الدرجة الثانية أن يعملوا بقول نيتشه: اجعل من نفسك جسرا للمارين المتفوقين و تكون بذات الفعل مثلا أعلى للمتخلفين (هكذا قال زارادشت ).
على هذا المقياس والصورة يكون الناقد.. (دق الحنك) الذي قال فيه الفنان التشكيلي البريطاني جون كريستوفر ستون:( الناقد...مثله مثل الطفيليات التي تعيش من دماء الآخرين وأضاف، من يقع في مطب النقد بالضرورة وللضرورة أحكام، فهو فنان- مبدع- فاشل).
إن قلت هذا... الغرض منه ليس التعميم ...بقدر ما هو لفت الانتباه إلى قيمة المبدع الفنان الحقيقي الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ناقدا إذا رأى في ذلك ما يضيف للقيمة قيمة أو تعديل المسار لتحقيقها وهو أيضا أقرب بحسه ودرايته بالمبدعين وفهم توجهاتهم وتقديرها من ناقد... ناقد عاجز على أن يكون مبدعا، وعليه لا تتوفر في الناقد المواصفات النقدية إلا إذا توفرت فيه مواصفات المبدع قد أكون مخطئا لكن هذه قناعتي الشخصية...
لأقول أن النجار بإمكانه أن يكون حطابا لكن الحطاب في الصيف ضيع اللبن...
مرفوعة إلى كل من يحبني ولمن يكرهني، ولا أكره أحدا.
بوكرش محمد / 17/3/2010
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناقد...*
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=8314
حسين عجمية : نظام الأرقام الخلقي
الشاعر حسين عجمية
حسين عجمية : نظام الأرقام الخلقي
نظام الأرقام الخلقي
حسين عجمية : نظام الأرقام الخلقي
نظام الأرقام الخلقي
يقول الشاعر ( غوته ) في المبادئ الأولى للسحر
يجب أن تفهم
من الواحد أعمل عشرة
ودع الاثنين وشأنها
واجعل الثلاثة مساواة
وهكذا تكون ثرياً
الأربعة تضيع
ومن الخمس والستة
هكذا تقول الساحرة
أجعل سبعة وثمانية
هكذا يتم الأمر
التسعة هي واحد
والعشرة لاشيء
هذه هي المبادئ الأولى للسحرة.
الأرقام لغة ارتباط الوجود بالعقل، تصنف الوعي بالدلائل القابلة للعد والتراكم والتزامن لأن الأرقام مسيرة الزمن في نظام الوعي لفهم الارتباط بين كينونة المادة وكينونة الوعي والوعي المدرج في نظام التبادل المعرفي، يوضح الدلائل القابلة للعد في نظام الأعداد والقدرة على الربط بين الحياة كعنصر متغير بسرعة متفوقة على الجماد وقابلة للقياس أكثر في نظام الحساب، ضمن مسيرة تطور الأحياء والطبيعة والكون الضامن لها، يغذي التفوق في نظام العقل لمعرفة المحتوى الأساسي لنظام المعارف المتشكلة والقابلة لأن تكون مصدر وعي جمعي مجزر ومرتبط بالطبيعة المفاهيمية لنظام التشكل الواعي القادر على ربط الوعي التاريخي بقوة تستدعي الانتباه والدراسة ، لأن الوعي القابل للبقاء في نظام العقل ناشئ عن طبيعة عبقرية كرست معطيات الخليقة بما يوافق نظامها المعرفي ويعطيها الأبعاد القادرة لأن تكون قوة فاعلة ذات ثقل ضاغط ومقاوم لجميع البنى المتغيرة في نظام المعرفة العقلية ، وهذا ما يستدعي أن يرافق وجودها إحداث نمطية واعية قادرة على وعي الضرورات الأكثر قدرة في التأثير على نظام الحياة الإنسانية ، وتمكن العقل من فهم الوجود بشكل أعمق وأسهل من المعارف المرتبطة بالمعطياة السلفية المسيطرة على بنية العقل وتوجهاته المرتبطة بأساليب تقليدية تلغي عملية الإبداع ، لفهم المحتوى البنيوي للكون بأساسياته الأولى ومنع احتكار الوعي العقلي من قبل مفاهيم هيمنت على العقل لفترة قياسية من الزمن، وربطت وجود الوعي بما ارتبط به من تأويلات مؤطرة ضمن أنساق تقليدية محافظة تعطي لنفسها أهمية عظيمة من خلال احتكارها للوعي المرتبط بنظام الوعي الكوني .
فالأرقام بوصفها قدرة فاعلة في نظام الوجود الكوني استخدمها الإنسان لوعي الضرورات المرتبطة بوجودها لأن إمكانية التشكيل في بنيتها تعطي الحياة قيمة ذات مغزى حاصل في نظام بنائها المرتبط بالأعداد ، لأن ألأعداد كتجريد عقلي قابلة للانطباق على محتوى الكون من وعي ومادة وإن حصر استخدامها بما هو مادي يفقدها الكثير من أهميتها البنيوية المرتبطة بوجودها فقد استخدم الإنسان الأرقام في دلائل ومعايير مختلفة يمكن أن تؤثر على نظام المعارف في تشكلها اللاحق كبنية معرفية للأجيال القادمة بما يساعد على تمكين الأساس المرتبط بالمعرفة الرقمية وقيمتها في بناء الوجود العقلي للبشر .
فالرقم واحد يمثل البداية الأساسية للوجود باعتباره قائماً قبل الوجود بالذات، لأنه البداية ما قبل البداية والمعرفة ما قبل المعرفة، والعقل الكلي قبل وعي العقل، لأن العقل قبل وعيه كان قائماً ضمن وحدة كامنة في ذات الوجود الكوني، وعندما انبثق عنه النظام المادي ارتبط نظام الوعي بإنتاجه المادي وغيره من الوعي الغير مرتبط بالمادة إنه الوعي الروحي المدرج في ذات الحياة لإعطائها صيغة التكوين والتطور وما يلامس بنيتها من وعي لذاتها وذات غيرها في نظام الوجود بالثنائية القائمة على العدد اثنان ( 2 ) لأن ارتباط الأسباب بالنتائج وجهت الحياة نحو إدراك عمقها الأصلي في نظام الوجود الكلي وفي البناء الحيوي عبر النظام التناظري الثنائي القائم على التقابل الموجه، لوعي الحاجة لتكوين مفاهيم موحدة في نظام ثلاثي الأبعاد يرفع التناظر إلى مستوى الشمول الكوني لأنه يرتقي بنظام الوجود التصادمي نحو صميم الوحدة القادرة على فهم احتواء الصراع لخلق بنية منسجمة قادرة على التعايش بحرية في نظام الكون القابل لاحتوائها .
من الوحدة إلى الثنائية ومن ثم الانتقال إلى الثلاثية استغرق البناء وجوداً سداسياً مسجلاً في جميع النتائج العددية من البداية وحتى اللانهاية وفق متوالية موضحة عددياً. القراءة من اليمين نحو اليسار
1+2+3=6
4+5+6=15=5+1=6
7+8+9=24=4+2=6
10+11+12=33=3+3=6
13+14+15+=42=2+4=6
16+17+18=51=1+5=6
19+20+12=60=0+6=6
22+23+24=69=9+6=15=1+5=6
25+26+27=78=8+7=15=5+1=6
28+29+30=87=7+8=15=5+1=6
31+32+33=96=6+9=15=5+1=6
34+35+36=105=5+0+1=6
وهكذا حتى اللانهاية سيظل الناتج هو ستة (6)
شكل الخلق المرتبط بالاستغراق السداسي نظام التكوين بوجود نظام عشري مشكل من تسعة أرقام أساسية ارتبطت مع بداية الثنائية في الخلق هذه الثنائية أعطت النظام العددي ألتسعي ابتداءً من الرقم واحد وحتى الرقم تسعة ويظهر ذلك وفق النموذج التالي :
2+3+4=9
5+6+7=18=8+1=9
8+9+10=27=7+2=9
11+21+13=36=3+6=9
14+15+16=45=5+4=9
17+18+19=54=4+5=9
20+21+22=63=3+6=9
23+24+25=72=2+7=9
26+27+28=81=1+8=9
وهكذا حتى اللانهاية يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى ضمن ارتقاء عددي تسعي متتالي مهما تكررت صيغة الجمع وفق نظام المتوالية المرتبطة بالنظام الثنائي.
غير أن بنية نظام ثلاثي مدرج على لائحة الفهم العقلي بكل المفاهيم المرتبطة به يقتضي تغيراً نوعياً في بنية الوجود المعرفي نظراً للانتقال من النظام التناظري والصراع إلى نظام الوحدة الشاملة للوعي والقادرة على استيعاب جميع البنى المعرفية في نسق موحد يعطي الصيرورة الإنسانية وجوداً عقلياً قادراً على ربط جميع الأعمال بطاقات مفيدة تغذي روح التآلف الإنساني بما يضمن لجميع الأعمال الإبداعية قدرة توظيف وجودها في خدمة النوع البشري المرتفع فوق الأوهام المرتبطة بنظام التفوق العنصري . عندها تظهر الحياة حقيقة مكتملة الوجود ومكتملة الهدف لأنها تتمثل الوعي كخدمة لصيانة وجودها خارج الصدام المعيق للتلاحم الأساسي والضروري لاستمرار الحياة كبنية مرسلة لكوكب نضمن له إمكانية البقاء ونحن قادرين على ذلك .
عندها يمكن بناء وعي بنظام ثلاثي معطى وفق المتوالية التالية كنظام للتكوين اللاحق لبنية الحياة الإنسانية يمكن أن تعطي العقل استنارة جديدة تعينه على كشف أسرار الكون والخلق والكيفية التي بموجبها تمَّ بناء الكون ومن خلال تتابع المتوالية التالية نجد:
3+4+5=12=2+1=3
6+7+8=21=1+2=3
9+10+11=30=0+3=3
12+13+14=39=9+3=12=2+1=3
15+16+17=48=8+4=12=2+1=3
18+19+20=57=7+5=12=2+1=3
21+22+23=66=6+6=12=2+1=3
24+25+26=75=5+7=12=2+1=3
27+28+29=84=4+8=12=2+1=3
30+31+32=93=3+9=12=2+1=3
33+34+35=102=2+0+1=3
36+37+38=111=1+1+1=3
وهكذا حتى اللانهاية يظل حاصل الجمع هو ثلاثة وعندما يتم جمع الأرقام ابتداءً من ثلاثة وفق جمع أفقي ينتهي عند الوصول إلى رقم وحيد نجد أن الحاصل هو دائماً ثلاثة في بنية الأرقام المرتبطة بالنظام الأرضي المرتبط بالنظام العشري المشكل من تسعة أرقام أساسية هي أساس جميع التشكيلات الرقمية في وجودنا المعرفي .
وحتى لو غيرنا النمطية المرتبة للأرقام في وضعها المبني على النظام الثنائي فإننا نصل إلى النتيجة نفسها بمعنى أن الثنائية القائمة في وجودنا المعرفي ستقودنا عاجلاً أم آجلاً إلى معرفة جديدة قادرة على تجاوز الصراع في بنية العقل البشري المرتبط بثنائية الخير والشر وغيرها من المفاهيم التقابلية الواردة في نظام المعارف الإنسانية .
يمكننا أن نجرب المتوالية الثنائية التالية للتعرف على ماهيتها الأساسية وهي معتمدة في بناء الأنظمة الاليكترونية الرقمية كمبدأ أساسي في العمليات الرياضية وغيرها .
1+2=3
4+8=12=2+1=3
16+32=48=8+4=12=1+2=3
64+128=192=2+9+1=12=3
256+512=768=8+6+7=21=2+1=3
1024+2043=3072=2+7+0+3=12=2+1=3
4096+8192=12288=8+8+2+2+1=21=2+1=3
16384+32768=49152=2+5+1+9+4=21=1+2=3
من المتوالية نستنتج أن النظام الثنائي يتطور للارتقاء إلى وجود أكثر أمناً
وحيادية في نظام الوجود ويمكن أن يصل إلى المرحلة التالية في الكشف عن بنية الكون والأساس القائم عليه، لاحتواء جميع أنواع الوجود الحي وغير الحي وكافة أشكال الوجود المرتبطة بالعقل.
يقول الشاعر ( غوته ) في المبادئ الأولى للسحر
يجب أن تفهم
من الواحد أعمل عشرة
ودع الاثنين وشأنها
واجعل الثلاثة مساواة
وهكذا تكون ثرياً
الأربعة تضيع
ومن الخمس والستة
هكذا تقول الساحرة
أجعل سبعة وثمانية
هكذا يتم الأمر
التسعة هي واحد
والعشرة لاشيء
هذه هي المبادئ الأولى للسحرة.
الأرقام لغة ارتباط الوجود بالعقل، تصنف الوعي بالدلائل القابلة للعد والتراكم والتزامن لأن الأرقام مسيرة الزمن في نظام الوعي لفهم الارتباط بين كينونة المادة وكينونة الوعي والوعي المدرج في نظام التبادل المعرفي، يوضح الدلائل القابلة للعد في نظام الأعداد والقدرة على الربط بين الحياة كعنصر متغير بسرعة متفوقة على الجماد وقابلة للقياس أكثر في نظام الحساب، ضمن مسيرة تطور الأحياء والطبيعة والكون الضامن لها، يغذي التفوق في نظام العقل لمعرفة المحتوى الأساسي لنظام المعارف المتشكلة والقابلة لأن تكون مصدر وعي جمعي مجزر ومرتبط بالطبيعة المفاهيمية لنظام التشكل الواعي القادر على ربط الوعي التاريخي بقوة تستدعي الانتباه والدراسة ، لأن الوعي القابل للبقاء في نظام العقل ناشئ عن طبيعة عبقرية كرست معطيات الخليقة بما يوافق نظامها المعرفي ويعطيها الأبعاد القادرة لأن تكون قوة فاعلة ذات ثقل ضاغط ومقاوم لجميع البنى المتغيرة في نظام المعرفة العقلية ، وهذا ما يستدعي أن يرافق وجودها إحداث نمطية واعية قادرة على وعي الضرورات الأكثر قدرة في التأثير على نظام الحياة الإنسانية ، وتمكن العقل من فهم الوجود بشكل أعمق وأسهل من المعارف المرتبطة بالمعطياة السلفية المسيطرة على بنية العقل وتوجهاته المرتبطة بأساليب تقليدية تلغي عملية الإبداع ، لفهم المحتوى البنيوي للكون بأساسياته الأولى ومنع احتكار الوعي العقلي من قبل مفاهيم هيمنت على العقل لفترة قياسية من الزمن، وربطت وجود الوعي بما ارتبط به من تأويلات مؤطرة ضمن أنساق تقليدية محافظة تعطي لنفسها أهمية عظيمة من خلال احتكارها للوعي المرتبط بنظام الوعي الكوني .
فالأرقام بوصفها قدرة فاعلة في نظام الوجود الكوني استخدمها الإنسان لوعي الضرورات المرتبطة بوجودها لأن إمكانية التشكيل في بنيتها تعطي الحياة قيمة ذات مغزى حاصل في نظام بنائها المرتبط بالأعداد ، لأن ألأعداد كتجريد عقلي قابلة للانطباق على محتوى الكون من وعي ومادة وإن حصر استخدامها بما هو مادي يفقدها الكثير من أهميتها البنيوية المرتبطة بوجودها فقد استخدم الإنسان الأرقام في دلائل ومعايير مختلفة يمكن أن تؤثر على نظام المعارف في تشكلها اللاحق كبنية معرفية للأجيال القادمة بما يساعد على تمكين الأساس المرتبط بالمعرفة الرقمية وقيمتها في بناء الوجود العقلي للبشر .
فالرقم واحد يمثل البداية الأساسية للوجود باعتباره قائماً قبل الوجود بالذات، لأنه البداية ما قبل البداية والمعرفة ما قبل المعرفة، والعقل الكلي قبل وعي العقل، لأن العقل قبل وعيه كان قائماً ضمن وحدة كامنة في ذات الوجود الكوني، وعندما انبثق عنه النظام المادي ارتبط نظام الوعي بإنتاجه المادي وغيره من الوعي الغير مرتبط بالمادة إنه الوعي الروحي المدرج في ذات الحياة لإعطائها صيغة التكوين والتطور وما يلامس بنيتها من وعي لذاتها وذات غيرها في نظام الوجود بالثنائية القائمة على العدد اثنان ( 2 ) لأن ارتباط الأسباب بالنتائج وجهت الحياة نحو إدراك عمقها الأصلي في نظام الوجود الكلي وفي البناء الحيوي عبر النظام التناظري الثنائي القائم على التقابل الموجه، لوعي الحاجة لتكوين مفاهيم موحدة في نظام ثلاثي الأبعاد يرفع التناظر إلى مستوى الشمول الكوني لأنه يرتقي بنظام الوجود التصادمي نحو صميم الوحدة القادرة على فهم احتواء الصراع لخلق بنية منسجمة قادرة على التعايش بحرية في نظام الكون القابل لاحتوائها .
من الوحدة إلى الثنائية ومن ثم الانتقال إلى الثلاثية استغرق البناء وجوداً سداسياً مسجلاً في جميع النتائج العددية من البداية وحتى اللانهاية وفق متوالية موضحة عددياً. القراءة من اليمين نحو اليسار
1+2+3=6
4+5+6=15=5+1=6
7+8+9=24=4+2=6
10+11+12=33=3+3=6
13+14+15+=42=2+4=6
16+17+18=51=1+5=6
19+20+12=60=0+6=6
22+23+24=69=9+6=15=1+5=6
25+26+27=78=8+7=15=5+1=6
28+29+30=87=7+8=15=5+1=6
31+32+33=96=6+9=15=5+1=6
34+35+36=105=5+0+1=6
وهكذا حتى اللانهاية سيظل الناتج هو ستة (6)
شكل الخلق المرتبط بالاستغراق السداسي نظام التكوين بوجود نظام عشري مشكل من تسعة أرقام أساسية ارتبطت مع بداية الثنائية في الخلق هذه الثنائية أعطت النظام العددي ألتسعي ابتداءً من الرقم واحد وحتى الرقم تسعة ويظهر ذلك وفق النموذج التالي :
2+3+4=9
5+6+7=18=8+1=9
8+9+10=27=7+2=9
11+21+13=36=3+6=9
14+15+16=45=5+4=9
17+18+19=54=4+5=9
20+21+22=63=3+6=9
23+24+25=72=2+7=9
26+27+28=81=1+8=9
وهكذا حتى اللانهاية يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى ضمن ارتقاء عددي تسعي متتالي مهما تكررت صيغة الجمع وفق نظام المتوالية المرتبطة بالنظام الثنائي.
غير أن بنية نظام ثلاثي مدرج على لائحة الفهم العقلي بكل المفاهيم المرتبطة به يقتضي تغيراً نوعياً في بنية الوجود المعرفي نظراً للانتقال من النظام التناظري والصراع إلى نظام الوحدة الشاملة للوعي والقادرة على استيعاب جميع البنى المعرفية في نسق موحد يعطي الصيرورة الإنسانية وجوداً عقلياً قادراً على ربط جميع الأعمال بطاقات مفيدة تغذي روح التآلف الإنساني بما يضمن لجميع الأعمال الإبداعية قدرة توظيف وجودها في خدمة النوع البشري المرتفع فوق الأوهام المرتبطة بنظام التفوق العنصري . عندها تظهر الحياة حقيقة مكتملة الوجود ومكتملة الهدف لأنها تتمثل الوعي كخدمة لصيانة وجودها خارج الصدام المعيق للتلاحم الأساسي والضروري لاستمرار الحياة كبنية مرسلة لكوكب نضمن له إمكانية البقاء ونحن قادرين على ذلك .
عندها يمكن بناء وعي بنظام ثلاثي معطى وفق المتوالية التالية كنظام للتكوين اللاحق لبنية الحياة الإنسانية يمكن أن تعطي العقل استنارة جديدة تعينه على كشف أسرار الكون والخلق والكيفية التي بموجبها تمَّ بناء الكون ومن خلال تتابع المتوالية التالية نجد:
3+4+5=12=2+1=3
6+7+8=21=1+2=3
9+10+11=30=0+3=3
12+13+14=39=9+3=12=2+1=3
15+16+17=48=8+4=12=2+1=3
18+19+20=57=7+5=12=2+1=3
21+22+23=66=6+6=12=2+1=3
24+25+26=75=5+7=12=2+1=3
27+28+29=84=4+8=12=2+1=3
30+31+32=93=3+9=12=2+1=3
33+34+35=102=2+0+1=3
36+37+38=111=1+1+1=3
وهكذا حتى اللانهاية يظل حاصل الجمع هو ثلاثة وعندما يتم جمع الأرقام ابتداءً من ثلاثة وفق جمع أفقي ينتهي عند الوصول إلى رقم وحيد نجد أن الحاصل هو دائماً ثلاثة في بنية الأرقام المرتبطة بالنظام الأرضي المرتبط بالنظام العشري المشكل من تسعة أرقام أساسية هي أساس جميع التشكيلات الرقمية في وجودنا المعرفي .
وحتى لو غيرنا النمطية المرتبة للأرقام في وضعها المبني على النظام الثنائي فإننا نصل إلى النتيجة نفسها بمعنى أن الثنائية القائمة في وجودنا المعرفي ستقودنا عاجلاً أم آجلاً إلى معرفة جديدة قادرة على تجاوز الصراع في بنية العقل البشري المرتبط بثنائية الخير والشر وغيرها من المفاهيم التقابلية الواردة في نظام المعارف الإنسانية .
يمكننا أن نجرب المتوالية الثنائية التالية للتعرف على ماهيتها الأساسية وهي معتمدة في بناء الأنظمة الاليكترونية الرقمية كمبدأ أساسي في العمليات الرياضية وغيرها .
1+2=3
4+8=12=2+1=3
16+32=48=8+4=12=1+2=3
64+128=192=2+9+1=12=3
256+512=768=8+6+7=21=2+1=3
1024+2043=3072=2+7+0+3=12=2+1=3
4096+8192=12288=8+8+2+2+1=21=2+1=3
16384+32768=49152=2+5+1+9+4=21=1+2=3
من المتوالية نستنتج أن النظام الثنائي يتطور للارتقاء إلى وجود أكثر أمناً
وحيادية في نظام الوجود ويمكن أن يصل إلى المرحلة التالية في الكشف عن بنية الكون والأساس القائم عليه، لاحتواء جميع أنواع الوجود الحي وغير الحي وكافة أشكال الوجود المرتبطة بالعقل.
(موطني) الذي أوده.. والذي لا أوده / الفنان التشكيلي والناقد علي النجار
الناقد القديروالفنان التشكيلي علي النجار
برغم كل الخراب الذي لحق بأفغانستان إلا ان الفنانة(ليدا أبدول) تصر على ان يحتفظ موطنها بسر ولادته من جديد, وهو السر الذي ترعاه بعناية فائقة من خلال أطروحاتها الفنية سواء كانت أفلاما فيدوية أو إنشاءات تشكيلية. ويبدو أنها لا تعترف بمطلق الهزيمة واليأس و بأشكاله المتعددة. هاجس الولادة n والرفقة الحميمة هي التي تحرك مفاصل أعمالها التشكيلية. وهي التي تتغزل بخرائب محن الحرب حجرا حجرا وتعيد حلم تشييدها من جديد بحركات إيمائية مسرحية وبجهد سواعد أناسها. أو, وهي تعيد غسل هذه الأحجار مرارا لتطهيرها من آثام الخراب والتلوث وتلفها كما الرضيع. أو وهي تسحب بيتها الافتراضي(الوطن) خلفها في تنقلاتها, رفقة أحلام لا بد ان تسترجع واقعيتها الافتراضية قبل الدلالية. استذكر أعمالها واستحضر في نفس الوقت مشروع عرض(موطني) لمجموعة التشكيليين العراقيين( ضياء العزاوي, رافع الناصري, محمود ألعبيدي, نزار يحيى, كريم رسن, غسان غائب , احمد البحراني) في(سوا دبي ـ ـ). وأنا أتصفح دليل أو رسالة المعرض الإعلامية. أحسست بوخزة الخسارة التي لا تسترجع وطنا.
في محاولة من فناني العرض هذا الإتيان بفعل تشكيلي من لامألوفية معظم اشتغالاتهم الجمالية السابقة. حاولوا ولوج مناطق التعبير التشكيلية المغايرة لمألوفة العمل ألمسندي, فالتقطوا أشيائهم من حطام الحرب والذات ووظفوها مطلق خراب. وخطورة الإطلاق بهكذا مواصفات أنه يسد منافذ الأمل ويشطب على ما تبقى من الوطن, وان كان الأمر كذلك وكما تراه غالبية أعمال هذا العرض. فلماذا النأي بعيدا عن تراكم مناطق مسبباته, والعمل التشكيلي وكما عالجوه ( صور وتشكيلات تركيبية و تلسيقية) قابل للاستنطاق الحفري المعرفي. وان كان الوطن سكنا غادره بعضهم مبكرا وغادره البعض الأخر متأخرا. فانه وبكل الأحوال سكن ان تعرض للاختراق فانه سوف يبقى يتحايل على إعادة ترميم ذاته, وكما علمتنا تواريخه الشخصية ,ومع ذلك فانه سوف يظل قاطنا ضمن فضاءات الذهن التي لا تحدها جغرافيا. وما بين جغرافيا الوطن وجغرافيا الذهن حوارية وجدانية دائما ما تبحث عن مناطق تتصالح فيها تواريخ الاغتراب(الداخل, الخارج).
ان كان هذا العرض مهاجرا, فهل تعني الهجرة استذكارات مستحضرة بلون الرماد والدم. وان سال دم كثير وهو كذلك, وان استقر الرماد أجسادا في بقع من مناطق وطني, فهل يعني ذلك ان وطني رمادا يسد مسامات تفكيرنا. هل اختفى الوطن بخليط أناسه, خيرهم وسفيهم, ولم يبقى سوى سكن مفجوع تربط فوق ربوته(دبابة مدججة سلاحا) كما اقترحه العزاوي في عمله المشارك. وهو الذي يستذكر أو يستعيد جذوره المدنية من سومر(في عمل آخر) وهل هذه الاستعادة موصولة بفاجعة عمله الأول أم هي دلالة لولادة جديدة, أم هو الفنان نفسه في استعادة دورة تواريخه. لكن يبقى شبح السكن الكارثة(الوطن) يترصد ما تبقى لنا من تواريخ عامة وشخصية. وهذا ما يؤكده عمله التلسيقي الأخر الذي تفترس فيه التاريخ(اللبوة الجريحة الأشورية) خارطة الوطن. وان كانت هذه اللبوة من نتاج الفنان الذي أرخ للحروب الرسمية( وكل حروبنا رسمية, ان كانت الدولة أو العشيرة, والجوار الملغوم بإثم فعله ألاختراقي الكارثي) ربما لمجرد مهارة أو نازع أنساني. فان العزاوي استعار فعل الجرح حطاما وشبكه وخطوط اتجاهات الوطن. ربما بسبب من بذرة تشاؤم معتمة تسللت لذاته بسبب من طول زمن اغترابه عن(موطنه) وتأثره بكم الخراب الواقعي و المسيس و الذي يحوط وطننا, والخراب أل(الخبري) الإعلامي. وان كان الخراب عم منذ عقود خلت, وهي ليست بعيدة عن ناظرنا, وبدون ان يخلف ضجة إعلامية كما هي الآن. و من الغريب أيضا ان لا نشاهد(ربما لم نطلع) أعمالا تشكيلية ترينا ولو بعض من هذا الخراب (الماضوي) في ازمنته, و بدون الخوض في حجمه وتفاصيله التي أصبحت شائعة. واستعراض الخراب (والإنسان مركزه) كان من الأجدر ان يكون قبل يومنا هذا الذي أطلق اللسان والفعل والفعل المضاد.
محاولة الفنان رافع الناصري النصية( والنص في زمننا هذا غالبا ما يكون مفاهيميا) التلسيقية, ما هي إلا غزل استذكاري يعيد قراءة النص وهو بصيغته المعرفية الأثرية الموازية لنمطية الخط العربي. ورغم انه اشتغلها على هامش منجزه التقني المعروف. إلا أنها نأت وبشكل واضح عن مجد الخراب, وظلت يتيمة وسط كم الخراب المجهز والمعلب في بقية الأعمال المعدة للعرض. مع ذلك فان ثم هشاشة مظهرية تغلفها ولا ترتقي لمعهود تقنية أعماله الكرافيكية , وان لم يكن من حقنا, ولا يكون, ان يستجيب الفنان لنوازع الآخرين. إلا انه يمكننا ان نتابع خط أو خطوط مسارات إبداعاته أو ابتكاراته الأسلوبية. وفنانا مثل الناصري غالبا ما دلنا على خطه النمطي الإبداعي ضمن مساحة مناوراته المستمرة, مثل العديد من مجايليه فناني الستينات. إلا انه وفي هذه الأعمال حاول النأي قليلا عن معهود مناوراته, فرغم وضوح المعالجة التلسيقية بإحالات كرافيكية وبجاهزية المادة الوثائقية الصورية إلا ان ثم شعور من إرباك يعترينا ونحن نستقبلها. ربما مرده لغرابة المعالجة النصية بنمطية الخط(الثلث) الكلاسيكي الذي يهيمن على الوثيقة البيئية في مستوى تعارضي حاد. مما أدى إلا غلبة التشكيل النصي على مشهدية البيئة المستعادة من تواريخ رومانسية سابقة. مع ذلك فان ثمة أطياف غربة سرية لا تخطئها العين تنسحب على امتداد مساحة مشهدية أعماله تذكارات لأزمنة لا يود الفنان فقدها. أزمنة أرشيفية هي ما يحاول استرجاعها إقامة بمقدرة النص الإيحائية الوجدانية.
في عام(1969) كنت في قرية(دوبس) من قرى أو نواحي محافظة كركوك تقع على نهر الزاب الذي يحد محافظة اربيل. لفتت انتباهي شاحنة عسكرية تنز بدم الجند القتلى والمجروحين في إحدى غزوات السلطة اللامجدية في شمال العراق ضمن مفهوم ثقافة القتل المجانية لرعايا السلطة منذ ذلك الزمن!. بعدها لم يغادرني منظر الأحمر القاني. وان كانت هذه الشاحنة التي فقدنا أرشيف سجلها, وكما ألاف الشاحنات الأخرى المشابهة من ارث الزمن الدكتاتوري.. الفنان محمود ألعبيدي أرجعني عنوة إلى هذه التواريخ. فان مثلت الكارثة الأولى شاحنة الجثث المدماة فان ثلاجة الموتى(القتل المجاني) هي التي يقترحها موطنا في عمله التجميعي والذي من ضمن ما يعنيه ان موطنه لا يزال رهين محبس الجثث. لا ادري لم هذا التماهي واستعادة تواريخ العنف حاضرا لا يود إزاحتها. وهل سكننا(الوطن) هو هذه الحدود المعدنية الباردة التي تبادل برودة الموت, الفناء, إلا يحتمل ولو حتى نافذة يطل منها بصيص أمل, وأناسنا القاطنين هناك في(الوطن) رغم كل خروقات الداخل والخارج استعادوا صوتهم وكسروا تابو (السلطة ـ الموت). فأي موطن كارثة يقترحه ألعبيدي. إلا توجد ألاف التفاصيل التي من الممكن ان يحاورها تشكيليا خارج ثقافة القتل العائمة والتي هي الأخرى من الممكن أيضا ان نفكك خباياها ليس عن طريق استدعاء الصدمة فقط بل بما يمنح الحدث افقأ أوسع للمناورة.
الفنان نزار يحيى هو الآخر يقترح الموت(موطنا) في مقبرته التي لا تود ان تبدل تواريخها.وان أطلت أقدام الموتى من ثلاجة ألعبيدي فان أقدام موتى نزار تآكلت بتربة قبرها الجماعي تذكار رعب من أزمنة اكتشافاتها بعد رفع الحضر أو الحجر بفعل دراماتيكية الحدث العراقي في(2003). وان كان الأمر كذلك فالوثيقة اعتقدها زمنية مثلما هي جغرافية, لكنها تبقى رهينة ثقافة تدوين مؤسسها. ربما يشاطره مكتشفها أو لا يشاطره في ثقافة نوازعها. وان كان العرض وطنا كما هو معلن فهل لا تزال أرجل أناسه غائصة في تربة مقابرها. مجرد تساؤل قابل للمعاينة وكفعل تشكيلي يطمح ليقدم (موطنه) ليس كخسارة ذاتية, بل كذات جمعية لا تفقد لمسة إنسانية. ربما لو عرض هذا العمل ضمن عرض شخصي للفنان مع أعمال متنوعة مفاهيمية أخرى لكانت قراءته مغايرة. لكنه وهو يمثل خطا مفهوميا مشتركا وبقية أعمال الفنانين المشاركين الاخريين مما يستدعي قراءته ضمن الخط الثقافي التشكيلي المشترك للعرض ومقارباته العدمية.
يقترح الفنان غسان غائب الزمن مجالا لمعاينته, لا بصفته الحركية, بل السكونية. وان كانت العجلة تمثل عبورا لأزمنة قادمة. فان عجلة الفنان تلجم الحركة بأصفاد تجعل من غير الممكن تحريكها أو زحزحتها من مكان استقرارها مهما بذل الإنسان من جهد, كما هو واضح من عنف حركة الشخص المحاول الذي جعله الفنان اصغر بكثير من مقاربات حجمه الطبيعي وليعطي الانطباع بعملقة العجلة (الكابوس). وما الأصفاد التي تثبتها لقاعدتها إلا قفلا مضاعفا لفيزيائية ثقل جاذبيتها. وان كان ولا بد ان نبحث عن وطن فعلينا ان نزيح ما لا يمكن إزاحته إعجازا لوطن مفترض غير قابل للإزاحة أو النزوح. وان كان التشكيل المعاصر صورا قابلة للمعاينة المتأنية والمجانية والاختراقية الصادمة. فهل يعني إننا وفي محاولاتنا لعصرنه عملنا التشكيلي ان نفضل الصدمة خطابا عاما بإحالات سياسية. وهل ينجح العنف, وبدون تفكيك مسبباته, ان يلغي العنف. أم انه عنف مقدس!. اختيار المفردة التشكيلية المعاصرة, ولكي تؤدي وظيفتها الجمالية, الثقافية, التواصلية, وكما هي في معظم النتاج التشكيلي المعاصر المعروف تتمتع بنبض حسي وشاعري ولغز سري وحتى فتناسي أحيانا يحافظ على منطقة مشاعة لكنها متخمة بدلالتها التي تطلب معاينة متأنية لتؤدي وظيفتها. لذلك فليس كل ما تنتجه المعاصرة يؤرخها نماذج فريدة. من هنا يتأتى خطورة المحاورة بأدواتها دون الفهم الكامل لشروطها الأدائية والثقافية الزمنية والمكانية. وان كانت بعض المفاهيم الفولكلورية(مثل الدجاجة الحاضنة لبيضها, في عمل آخر للفنان) تشكل إحدى روافدها العولمية. فلا اعتقده موفقا في اختياره للمفردة الأدائية التي تشكل جوهر العملية الإبداعية المولعة بمفاهيميتها المعاصرة, رغم كون هذا العمل لا يشذ عن الخط العام لسياسة العرض. وكما يقترحه أيضا في قفصه الذي يحتجز المرأة العراقية و(زوادتها) الشحيحة. لقد تم الحجز والحجر في هذه الأعمال وليس من أمل لانفراج أو انفتاح. وعلينا انتظار أعمالا أخرى أكثر وثائقية تعيد ولو ما انقطع من جسور ودنا, تواصلنا وزمن متحرك, لا ثابت.
الفنان كريم رسن يعيد ما تدرب عليه في ما بعد السابع من حزيران (2003) وهو الشاهد على فوضى ما بعد الاحتلال وانفلات العقول من محنة قمعها وتكبيلها لعقود عدة سابقة, ومحنة أو جريمة الحصار الدولية الكارثية التي أفقدت الإدراك السليم الجمعي مقوماته ولا تزال أثاره فاعلة بعض الشيء في انتظار تراكمات ثقافية سلوكية جديدة تعيد صحوة أناسنا لوضعها الطبيعي. وهولا يزال يتغزل بآثار أو أسلاب تلك المحنة رغم تقادم أزمنتها تدريجيا وتجاوز العديد من مفاصلها, لا كلها. وفي عمله المعنون(ماذا خلفت الحرب في 2009) والذي اعتقده زمن تنفيذ العمل, لا يعاين سوى أثار الاعتداءات المفجعة على أناسنا. وهو إذ يقدم الصورة, فانه لا يعني بمسبباتها, وهنا تكمن المفارقة, في أولا تأكيد الإثارة الفاجعية دون غيرها من المتغيرات السياسية, بما ان العمل التشكيلي صنع بإيحاءات سياسية. وتواريخ عراقية مثل قبل حدث(2003) وبعده فليس من السهولة العبور خلالها بدون وقفة تأملية لمسبباتها الداخلية والخارجية رغم وضوح كل تفاصيلها في زمننا الذي لا يخفي شيئا.
تأتي مساهمة النحات احمد البحراني متوافقة وطبيعة العرض باقتراحات اشتغالاته التشكيلية الإنشائية. وهو المعروف بتشكيلاته المعدنية الخطية والمسطحة. وعلى الرغم من كون أعماله المشاركة لم تبتعد أدائيا عن مألوفية مشهدية أعماله الأخرى إلا انه حاول استغلال مقدرتها الخطية بتشكيل زنازينه المكررة حجزا لخارطة الوطن وأناسه. فهل تعني شرائح هذه الزنازين حجز تواريخنا كلها. أم هي مصيدة لا تسمح لأناسنا ولا ل(موطننا) الإفلات من شبكة دهاليز شراكها. لقد نجح الفنان في إيصال فكرته عبر خطوطه البيانية. لكنها وكبقية الأفكار قابلة أيضا للمعاينة وبإحالاتها إلى الحدث ومسبباته ونتائجه, لا بالعبور فوق كل ذلك و التواصل وفكرة, ومجمل القناعات الثقافية التي شيدت تفاصيل هذا العرض ليس من باب التنوع, بل بما يعزز قناعاتهم بفقد الوطن لا استعادته.
لقد بنى العزاوي قناعاته على شفاهة نقل الخبر لا على معايشته. كما يصرح في مقدمة العرض:
( نحن الذين غادرنا البلاد وصرنا نسمع الكثير من الكلام, يتكلمون عنها بلغات العالم المختلفة, ندهش لتلك الثرثرة حتى دخل الوسواس في رأسنا, بعد ان استبدل الكلام وتعالت الأكاذيب, وصار لها في حمى الازدحام ما يشبه روح الفتنة, كان النسيان عزائنا مركبا سواء كان عن البلاد التي غادرناها أو عن المكان الجديد الذي نسميه بلدنا ولأننا غرباء نغفر لأنفسنا اختلاط الأمكنة, وعندما يردد من زار البلاد من الأصدقاء أنها ليست كما ترسمه لكم أحلامكم نتظاهر بعدم الإصغاء لما يقولونه.)
المعادلة الصعبة تكمن في كون البلد حلما, والحلم غالبا ما يكون هواء ما ان نصحوا منه إلا ويتبخر, لكن الوطن حلما هو دوما في ادوار استعادة رغم تعذر ملامسة أطيافه إلا انه وبسبب من إلحاح جغرافيا الإقامة الأولى يحجز له مكان إقامة مثالية الشروط في الجزء الأكثر حساسية من أدمغتنا. وربما بسبب من كل ذلك يبقى عطبنا(الوجداني) في اعلى درجات جاهزيته(نحن الذين تغربنا), لذلك فان أي عطب يصيب وطننا(الأم) يتضاعف مقدار حجمه للحد الذي يشوش حتى مساحة واقعية الحدث, وهو أمر كثيرا ما أدخلنا في دوامة استنتاجات كارثية ربما كان لها الدور الأبرز في ظهور هذه النزعة العدمية أو الكارثية في معظم هذه الأعمال. وربما لو تم استعادة المكان ولو بين ان وآخر وملامسة الحدث بتنوع تفاصيله وتعاقب تواريخه وخارج اطر الحلم الرومانسي المفقود, فربما اختلفت مشهدية هذه الأعمال. أو هي فعلا تختلف وهي تراعى برعم الأمل الجديد الذي يغذي أناسنا الغير منسيين القاطنين وطننا وسط زحمة الخبر والخبر المضاد, والفعل والفعل المضاد. مع ذلك فان الصوت العراقي شب عن الطوق وبات التعدد سمة نرجوا لها ان تتعافى باستمرار. مثلما نرجوا ان يكون للتشكيل العراقي مساحات مفتوحة على مناطق الإبداع الابتكارية الموازية لابتكارات الآخرين الذين نشكل بعضا منهم. وان تتسع مناطق بحوثه وتأويلاته بما يناسب سمعة عربية كنا اكتسبتاها منذ عقود سابقة. ولا بأس ان نكون مجاورين و محاورين في دائرة الضوء التشكيلي العالمي, لكن, من خلال إدراكنا لفعالية وسائله ووسائطه التقنية التواصلية ومسارات خطوطها الذائقية.
................................................................................................................
علي النجار
20ـ02ـ2010
(موطني) الذي أوده.. والذي لا أوده / الفنان التشكيلي والناقد علي النجار
(موطني) الذي أوده.. والذي لا أوده
برغم كل الخراب الذي لحق بأفغانستان إلا ان الفنانة(ليدا أبدول) تصر على ان يحتفظ موطنها بسر ولادته من جديد, وهو السر الذي ترعاه بعناية فائقة من خلال أطروحاتها الفنية سواء كانت أفلاما فيدوية أو إنشاءات تشكيلية. ويبدو أنها لا تعترف بمطلق الهزيمة واليأس و بأشكاله المتعددة. هاجس الولادة n والرفقة الحميمة هي التي تحرك مفاصل أعمالها التشكيلية. وهي التي تتغزل بخرائب محن الحرب حجرا حجرا وتعيد حلم تشييدها من جديد بحركات إيمائية مسرحية وبجهد سواعد أناسها. أو, وهي تعيد غسل هذه الأحجار مرارا لتطهيرها من آثام الخراب والتلوث وتلفها كما الرضيع. أو وهي تسحب بيتها الافتراضي(الوطن) خلفها في تنقلاتها, رفقة أحلام لا بد ان تسترجع واقعيتها الافتراضية قبل الدلالية. استذكر أعمالها واستحضر في نفس الوقت مشروع عرض(موطني) لمجموعة التشكيليين العراقيين( ضياء العزاوي, رافع الناصري, محمود ألعبيدي, نزار يحيى, كريم رسن, غسان غائب , احمد البحراني) في(سوا دبي ـ ـ). وأنا أتصفح دليل أو رسالة المعرض الإعلامية. أحسست بوخزة الخسارة التي لا تسترجع وطنا.
في محاولة من فناني العرض هذا الإتيان بفعل تشكيلي من لامألوفية معظم اشتغالاتهم الجمالية السابقة. حاولوا ولوج مناطق التعبير التشكيلية المغايرة لمألوفة العمل ألمسندي, فالتقطوا أشيائهم من حطام الحرب والذات ووظفوها مطلق خراب. وخطورة الإطلاق بهكذا مواصفات أنه يسد منافذ الأمل ويشطب على ما تبقى من الوطن, وان كان الأمر كذلك وكما تراه غالبية أعمال هذا العرض. فلماذا النأي بعيدا عن تراكم مناطق مسبباته, والعمل التشكيلي وكما عالجوه ( صور وتشكيلات تركيبية و تلسيقية) قابل للاستنطاق الحفري المعرفي. وان كان الوطن سكنا غادره بعضهم مبكرا وغادره البعض الأخر متأخرا. فانه وبكل الأحوال سكن ان تعرض للاختراق فانه سوف يبقى يتحايل على إعادة ترميم ذاته, وكما علمتنا تواريخه الشخصية ,ومع ذلك فانه سوف يظل قاطنا ضمن فضاءات الذهن التي لا تحدها جغرافيا. وما بين جغرافيا الوطن وجغرافيا الذهن حوارية وجدانية دائما ما تبحث عن مناطق تتصالح فيها تواريخ الاغتراب(الداخل, الخارج).
ان كان هذا العرض مهاجرا, فهل تعني الهجرة استذكارات مستحضرة بلون الرماد والدم. وان سال دم كثير وهو كذلك, وان استقر الرماد أجسادا في بقع من مناطق وطني, فهل يعني ذلك ان وطني رمادا يسد مسامات تفكيرنا. هل اختفى الوطن بخليط أناسه, خيرهم وسفيهم, ولم يبقى سوى سكن مفجوع تربط فوق ربوته(دبابة مدججة سلاحا) كما اقترحه العزاوي في عمله المشارك. وهو الذي يستذكر أو يستعيد جذوره المدنية من سومر(في عمل آخر) وهل هذه الاستعادة موصولة بفاجعة عمله الأول أم هي دلالة لولادة جديدة, أم هو الفنان نفسه في استعادة دورة تواريخه. لكن يبقى شبح السكن الكارثة(الوطن) يترصد ما تبقى لنا من تواريخ عامة وشخصية. وهذا ما يؤكده عمله التلسيقي الأخر الذي تفترس فيه التاريخ(اللبوة الجريحة الأشورية) خارطة الوطن. وان كانت هذه اللبوة من نتاج الفنان الذي أرخ للحروب الرسمية( وكل حروبنا رسمية, ان كانت الدولة أو العشيرة, والجوار الملغوم بإثم فعله ألاختراقي الكارثي) ربما لمجرد مهارة أو نازع أنساني. فان العزاوي استعار فعل الجرح حطاما وشبكه وخطوط اتجاهات الوطن. ربما بسبب من بذرة تشاؤم معتمة تسللت لذاته بسبب من طول زمن اغترابه عن(موطنه) وتأثره بكم الخراب الواقعي و المسيس و الذي يحوط وطننا, والخراب أل(الخبري) الإعلامي. وان كان الخراب عم منذ عقود خلت, وهي ليست بعيدة عن ناظرنا, وبدون ان يخلف ضجة إعلامية كما هي الآن. و من الغريب أيضا ان لا نشاهد(ربما لم نطلع) أعمالا تشكيلية ترينا ولو بعض من هذا الخراب (الماضوي) في ازمنته, و بدون الخوض في حجمه وتفاصيله التي أصبحت شائعة. واستعراض الخراب (والإنسان مركزه) كان من الأجدر ان يكون قبل يومنا هذا الذي أطلق اللسان والفعل والفعل المضاد.
محاولة الفنان رافع الناصري النصية( والنص في زمننا هذا غالبا ما يكون مفاهيميا) التلسيقية, ما هي إلا غزل استذكاري يعيد قراءة النص وهو بصيغته المعرفية الأثرية الموازية لنمطية الخط العربي. ورغم انه اشتغلها على هامش منجزه التقني المعروف. إلا أنها نأت وبشكل واضح عن مجد الخراب, وظلت يتيمة وسط كم الخراب المجهز والمعلب في بقية الأعمال المعدة للعرض. مع ذلك فان ثم هشاشة مظهرية تغلفها ولا ترتقي لمعهود تقنية أعماله الكرافيكية , وان لم يكن من حقنا, ولا يكون, ان يستجيب الفنان لنوازع الآخرين. إلا انه يمكننا ان نتابع خط أو خطوط مسارات إبداعاته أو ابتكاراته الأسلوبية. وفنانا مثل الناصري غالبا ما دلنا على خطه النمطي الإبداعي ضمن مساحة مناوراته المستمرة, مثل العديد من مجايليه فناني الستينات. إلا انه وفي هذه الأعمال حاول النأي قليلا عن معهود مناوراته, فرغم وضوح المعالجة التلسيقية بإحالات كرافيكية وبجاهزية المادة الوثائقية الصورية إلا ان ثم شعور من إرباك يعترينا ونحن نستقبلها. ربما مرده لغرابة المعالجة النصية بنمطية الخط(الثلث) الكلاسيكي الذي يهيمن على الوثيقة البيئية في مستوى تعارضي حاد. مما أدى إلا غلبة التشكيل النصي على مشهدية البيئة المستعادة من تواريخ رومانسية سابقة. مع ذلك فان ثمة أطياف غربة سرية لا تخطئها العين تنسحب على امتداد مساحة مشهدية أعماله تذكارات لأزمنة لا يود الفنان فقدها. أزمنة أرشيفية هي ما يحاول استرجاعها إقامة بمقدرة النص الإيحائية الوجدانية.
في عام(1969) كنت في قرية(دوبس) من قرى أو نواحي محافظة كركوك تقع على نهر الزاب الذي يحد محافظة اربيل. لفتت انتباهي شاحنة عسكرية تنز بدم الجند القتلى والمجروحين في إحدى غزوات السلطة اللامجدية في شمال العراق ضمن مفهوم ثقافة القتل المجانية لرعايا السلطة منذ ذلك الزمن!. بعدها لم يغادرني منظر الأحمر القاني. وان كانت هذه الشاحنة التي فقدنا أرشيف سجلها, وكما ألاف الشاحنات الأخرى المشابهة من ارث الزمن الدكتاتوري.. الفنان محمود ألعبيدي أرجعني عنوة إلى هذه التواريخ. فان مثلت الكارثة الأولى شاحنة الجثث المدماة فان ثلاجة الموتى(القتل المجاني) هي التي يقترحها موطنا في عمله التجميعي والذي من ضمن ما يعنيه ان موطنه لا يزال رهين محبس الجثث. لا ادري لم هذا التماهي واستعادة تواريخ العنف حاضرا لا يود إزاحتها. وهل سكننا(الوطن) هو هذه الحدود المعدنية الباردة التي تبادل برودة الموت, الفناء, إلا يحتمل ولو حتى نافذة يطل منها بصيص أمل, وأناسنا القاطنين هناك في(الوطن) رغم كل خروقات الداخل والخارج استعادوا صوتهم وكسروا تابو (السلطة ـ الموت). فأي موطن كارثة يقترحه ألعبيدي. إلا توجد ألاف التفاصيل التي من الممكن ان يحاورها تشكيليا خارج ثقافة القتل العائمة والتي هي الأخرى من الممكن أيضا ان نفكك خباياها ليس عن طريق استدعاء الصدمة فقط بل بما يمنح الحدث افقأ أوسع للمناورة.
الفنان نزار يحيى هو الآخر يقترح الموت(موطنا) في مقبرته التي لا تود ان تبدل تواريخها.وان أطلت أقدام الموتى من ثلاجة ألعبيدي فان أقدام موتى نزار تآكلت بتربة قبرها الجماعي تذكار رعب من أزمنة اكتشافاتها بعد رفع الحضر أو الحجر بفعل دراماتيكية الحدث العراقي في(2003). وان كان الأمر كذلك فالوثيقة اعتقدها زمنية مثلما هي جغرافية, لكنها تبقى رهينة ثقافة تدوين مؤسسها. ربما يشاطره مكتشفها أو لا يشاطره في ثقافة نوازعها. وان كان العرض وطنا كما هو معلن فهل لا تزال أرجل أناسه غائصة في تربة مقابرها. مجرد تساؤل قابل للمعاينة وكفعل تشكيلي يطمح ليقدم (موطنه) ليس كخسارة ذاتية, بل كذات جمعية لا تفقد لمسة إنسانية. ربما لو عرض هذا العمل ضمن عرض شخصي للفنان مع أعمال متنوعة مفاهيمية أخرى لكانت قراءته مغايرة. لكنه وهو يمثل خطا مفهوميا مشتركا وبقية أعمال الفنانين المشاركين الاخريين مما يستدعي قراءته ضمن الخط الثقافي التشكيلي المشترك للعرض ومقارباته العدمية.
يقترح الفنان غسان غائب الزمن مجالا لمعاينته, لا بصفته الحركية, بل السكونية. وان كانت العجلة تمثل عبورا لأزمنة قادمة. فان عجلة الفنان تلجم الحركة بأصفاد تجعل من غير الممكن تحريكها أو زحزحتها من مكان استقرارها مهما بذل الإنسان من جهد, كما هو واضح من عنف حركة الشخص المحاول الذي جعله الفنان اصغر بكثير من مقاربات حجمه الطبيعي وليعطي الانطباع بعملقة العجلة (الكابوس). وما الأصفاد التي تثبتها لقاعدتها إلا قفلا مضاعفا لفيزيائية ثقل جاذبيتها. وان كان ولا بد ان نبحث عن وطن فعلينا ان نزيح ما لا يمكن إزاحته إعجازا لوطن مفترض غير قابل للإزاحة أو النزوح. وان كان التشكيل المعاصر صورا قابلة للمعاينة المتأنية والمجانية والاختراقية الصادمة. فهل يعني إننا وفي محاولاتنا لعصرنه عملنا التشكيلي ان نفضل الصدمة خطابا عاما بإحالات سياسية. وهل ينجح العنف, وبدون تفكيك مسبباته, ان يلغي العنف. أم انه عنف مقدس!. اختيار المفردة التشكيلية المعاصرة, ولكي تؤدي وظيفتها الجمالية, الثقافية, التواصلية, وكما هي في معظم النتاج التشكيلي المعاصر المعروف تتمتع بنبض حسي وشاعري ولغز سري وحتى فتناسي أحيانا يحافظ على منطقة مشاعة لكنها متخمة بدلالتها التي تطلب معاينة متأنية لتؤدي وظيفتها. لذلك فليس كل ما تنتجه المعاصرة يؤرخها نماذج فريدة. من هنا يتأتى خطورة المحاورة بأدواتها دون الفهم الكامل لشروطها الأدائية والثقافية الزمنية والمكانية. وان كانت بعض المفاهيم الفولكلورية(مثل الدجاجة الحاضنة لبيضها, في عمل آخر للفنان) تشكل إحدى روافدها العولمية. فلا اعتقده موفقا في اختياره للمفردة الأدائية التي تشكل جوهر العملية الإبداعية المولعة بمفاهيميتها المعاصرة, رغم كون هذا العمل لا يشذ عن الخط العام لسياسة العرض. وكما يقترحه أيضا في قفصه الذي يحتجز المرأة العراقية و(زوادتها) الشحيحة. لقد تم الحجز والحجر في هذه الأعمال وليس من أمل لانفراج أو انفتاح. وعلينا انتظار أعمالا أخرى أكثر وثائقية تعيد ولو ما انقطع من جسور ودنا, تواصلنا وزمن متحرك, لا ثابت.
الفنان كريم رسن يعيد ما تدرب عليه في ما بعد السابع من حزيران (2003) وهو الشاهد على فوضى ما بعد الاحتلال وانفلات العقول من محنة قمعها وتكبيلها لعقود عدة سابقة, ومحنة أو جريمة الحصار الدولية الكارثية التي أفقدت الإدراك السليم الجمعي مقوماته ولا تزال أثاره فاعلة بعض الشيء في انتظار تراكمات ثقافية سلوكية جديدة تعيد صحوة أناسنا لوضعها الطبيعي. وهولا يزال يتغزل بآثار أو أسلاب تلك المحنة رغم تقادم أزمنتها تدريجيا وتجاوز العديد من مفاصلها, لا كلها. وفي عمله المعنون(ماذا خلفت الحرب في 2009) والذي اعتقده زمن تنفيذ العمل, لا يعاين سوى أثار الاعتداءات المفجعة على أناسنا. وهو إذ يقدم الصورة, فانه لا يعني بمسبباتها, وهنا تكمن المفارقة, في أولا تأكيد الإثارة الفاجعية دون غيرها من المتغيرات السياسية, بما ان العمل التشكيلي صنع بإيحاءات سياسية. وتواريخ عراقية مثل قبل حدث(2003) وبعده فليس من السهولة العبور خلالها بدون وقفة تأملية لمسبباتها الداخلية والخارجية رغم وضوح كل تفاصيلها في زمننا الذي لا يخفي شيئا.
تأتي مساهمة النحات احمد البحراني متوافقة وطبيعة العرض باقتراحات اشتغالاته التشكيلية الإنشائية. وهو المعروف بتشكيلاته المعدنية الخطية والمسطحة. وعلى الرغم من كون أعماله المشاركة لم تبتعد أدائيا عن مألوفية مشهدية أعماله الأخرى إلا انه حاول استغلال مقدرتها الخطية بتشكيل زنازينه المكررة حجزا لخارطة الوطن وأناسه. فهل تعني شرائح هذه الزنازين حجز تواريخنا كلها. أم هي مصيدة لا تسمح لأناسنا ولا ل(موطننا) الإفلات من شبكة دهاليز شراكها. لقد نجح الفنان في إيصال فكرته عبر خطوطه البيانية. لكنها وكبقية الأفكار قابلة أيضا للمعاينة وبإحالاتها إلى الحدث ومسبباته ونتائجه, لا بالعبور فوق كل ذلك و التواصل وفكرة, ومجمل القناعات الثقافية التي شيدت تفاصيل هذا العرض ليس من باب التنوع, بل بما يعزز قناعاتهم بفقد الوطن لا استعادته.
لقد بنى العزاوي قناعاته على شفاهة نقل الخبر لا على معايشته. كما يصرح في مقدمة العرض:
( نحن الذين غادرنا البلاد وصرنا نسمع الكثير من الكلام, يتكلمون عنها بلغات العالم المختلفة, ندهش لتلك الثرثرة حتى دخل الوسواس في رأسنا, بعد ان استبدل الكلام وتعالت الأكاذيب, وصار لها في حمى الازدحام ما يشبه روح الفتنة, كان النسيان عزائنا مركبا سواء كان عن البلاد التي غادرناها أو عن المكان الجديد الذي نسميه بلدنا ولأننا غرباء نغفر لأنفسنا اختلاط الأمكنة, وعندما يردد من زار البلاد من الأصدقاء أنها ليست كما ترسمه لكم أحلامكم نتظاهر بعدم الإصغاء لما يقولونه.)
المعادلة الصعبة تكمن في كون البلد حلما, والحلم غالبا ما يكون هواء ما ان نصحوا منه إلا ويتبخر, لكن الوطن حلما هو دوما في ادوار استعادة رغم تعذر ملامسة أطيافه إلا انه وبسبب من إلحاح جغرافيا الإقامة الأولى يحجز له مكان إقامة مثالية الشروط في الجزء الأكثر حساسية من أدمغتنا. وربما بسبب من كل ذلك يبقى عطبنا(الوجداني) في اعلى درجات جاهزيته(نحن الذين تغربنا), لذلك فان أي عطب يصيب وطننا(الأم) يتضاعف مقدار حجمه للحد الذي يشوش حتى مساحة واقعية الحدث, وهو أمر كثيرا ما أدخلنا في دوامة استنتاجات كارثية ربما كان لها الدور الأبرز في ظهور هذه النزعة العدمية أو الكارثية في معظم هذه الأعمال. وربما لو تم استعادة المكان ولو بين ان وآخر وملامسة الحدث بتنوع تفاصيله وتعاقب تواريخه وخارج اطر الحلم الرومانسي المفقود, فربما اختلفت مشهدية هذه الأعمال. أو هي فعلا تختلف وهي تراعى برعم الأمل الجديد الذي يغذي أناسنا الغير منسيين القاطنين وطننا وسط زحمة الخبر والخبر المضاد, والفعل والفعل المضاد. مع ذلك فان الصوت العراقي شب عن الطوق وبات التعدد سمة نرجوا لها ان تتعافى باستمرار. مثلما نرجوا ان يكون للتشكيل العراقي مساحات مفتوحة على مناطق الإبداع الابتكارية الموازية لابتكارات الآخرين الذين نشكل بعضا منهم. وان تتسع مناطق بحوثه وتأويلاته بما يناسب سمعة عربية كنا اكتسبتاها منذ عقود سابقة. ولا بأس ان نكون مجاورين و محاورين في دائرة الضوء التشكيلي العالمي, لكن, من خلال إدراكنا لفعالية وسائله ووسائطه التقنية التواصلية ومسارات خطوطها الذائقية.
................................................................................................................
علي النجار
20ـ02ـ2010
Inscription à :
Articles (Atom)