ناقد*... بين حطاب ونجار / بوكرش محمد
كل الحكماء في المعمورة بالكتابة أو بغيرها كسبوا قلوب الناس، كسبوا قلب الإنسان... بغض النظر عن كل ما يميز هذا عن الآخر بالمفهوم الايجابي طبعا.يتداول الكل حكمهم مفاتيح مستعصيات الأمور ووحدات قياس رسمت حدود القيمة التي لا يختلف فيها أحدا عن الآخر...ضمنت لنفسها الخلود ما دام الإنسان والإنسانية حية ترزق، قيمة توارثها ناس عن ناس، فما بالكم بمقدس سماوى يتساوون فيه، اعتنقه الفقير والغني، القوي والضعيف، الطويل والقصير، الصحيح والمريض وعلى اختلاف ألوانهم.
هنا تفرض الشيطانيات نفسها وتجعل من القيمة هلامية وتمطيط تكيف حسب الفرق بين كل من الفقير والغني...، الضعيف والقوي...، القصير والطويل... وأشياء أخرى لا يتسع لها المكان.
الانتقال من كل قطب إلى الثاني في غياب القيمة الأصلية وتعويضها بحضور قوة الوازع الشيطاني ينتج عنها سلوك بأساليب مختلفة تسمى وحشية متفاوتة المقادير والوجوه...
ما يجعل من كتاب الدرجة الثانية أن يعملوا بقول نيتشه: اجعل من نفسك جسرا للمارين المتفوقين و تكون بذات الفعل مثلا أعلى للمتخلفين (هكذا قال زارادشت ).
على هذا المقياس والصورة يكون الناقد.. (دق الحنك) الذي قال فيه الفنان التشكيلي البريطاني جون كريستوفر ستون:( الناقد...مثله مثل الطفيليات التي تعيش من دماء الآخرين وأضاف، من يقع في مطب النقد بالضرورة وللضرورة أحكام، فهو فنان- مبدع- فاشل).
إن قلت هذا... الغرض منه ليس التعميم ...بقدر ما هو لفت الانتباه إلى قيمة المبدع الفنان الحقيقي الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ناقدا إذا رأى في ذلك ما يضيف للقيمة قيمة أو تعديل المسار لتحقيقها وهو أيضا أقرب بحسه ودرايته بالمبدعين وفهم توجهاتهم وتقديرها من ناقد... ناقد عاجز على أن يكون مبدعا، وعليه لا تتوفر في الناقد المواصفات النقدية إلا إذا توفرت فيه مواصفات المبدع قد أكون مخطئا لكن هذه قناعتي الشخصية...
لأقول أن النجار بإمكانه أن يكون حطابا لكن الحطاب في الصيف ضيع اللبن...
مرفوعة إلى كل من يحبني ولمن يكرهني، ولا أكره أحدا.
بوكرش محمد / 17/3/2010
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناقد...*
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=8314
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire