زوبعة...جديد الطاهر- الفجر / مراسلة الفنان الطيب لعيدي
من أعمال الفنان الطاهر جديد لغواطي الجزائر
زوبعة...جديد الطاهر- الفجر / مراسلة الفنان الطيب لعيدي
فيديو ترميل على قماش الرسم (توال)
زوبعة•• أوحت لي بفكرة فن الترميل فنان ولد سنة 1943، كان مولعا منذ صغره بمداعبة الريشة والألوان، شجعه معلمه على المضي قدما في الاتجاه الفني، وهو كذلك، كما يقال عنه مبدع "فن الترميل"• الفجر التقت بالفنان ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي للأغواط بعاصمةا لثقافة العربية فكان هذا الحديث الشجي ـ الفجر: سأسألك سؤالا تقليديا كيف كانت البداية مع الفن التشكيلي؟ ـ طاهر جديد: كأي فنان في بداياتي كنت أرسم لوحات زيتية، وأذكر أن ولعي بالرسم استقطب اهتمام المدرس الفرنسي الذي كنت أدرس عنده، حيث كان يشجعني دائما على الاستمرار في هذا النحو، إلى درجة أنه عرض على والدي آنذاك أن يأخذني معه إلى فرنسا، لكن والدي رفض الفكرة جملة وتفصيلا• وبقيت أمارس هوايتي في حركة بحث متواصلة عن الألوان والريشة، فالألوان كنت استخرجها من النباتات كثمرة التوت وأزهار الرمان، وبقيت على هذه الحال بإمكانيات محدودة جدا إلى غاية السنوات الأولى من الاستقلال حيث كانت أولى مشاركاتي شبه رسمية، واللوحة التي شاركت بها عنونتها بشعاع الاستقلال والحرية، وهي لم تحقق النجاح المنتظر وكادت هذه اللوحة أن تضيع لولا أن أحد المتاحف احتفظ بها حيث استرددتها منه••• حسب ما ورد في الدليل الثقافي فإنك تعد مؤسس "المدرسةالترميلية" في الفن التشكليي، كيف تطورت لديك هذه الفكرة؟ بالنسبة لي بعد الاستقلال عرفت حالتي المادية استقرارا حيث كنت أعمل إطارا تقنيا في سوناطراك بحاسي الرمل، وإضافة إلى نظام العمل الذي يعتمد طريقة المناوبة حيث أعمل 8 ساعات يوميا، ساعدتني الظروف لأن أطور إمكانياتي في الفن التشكيلي مستغلا أوقات الفراغ، وأحب كثيرا ممارسة هوايتي في رسم اللوحات الزيتية في الهواء الطلق• وأذكر أنه في إحدى المرات بينما كنت منهمكا في إعداد إحدى اللوحات فإذا بزوبعة رملية تكتسح المكان ولأن لوحتي لم تجف التصقت بها ذرات الرمل، وفي تلك الليلة شاهدت اللوحة على ضوء خافت فإذا بي أرى لمعانا لم يكن مصدره إلا ذرات الرمل التي التصقت بها وهنا تفتقت لدي فكرة فنية مغايرة تماما لما ألفته، ودخلت دون شعور في بحث خاص عن التميز، ولا أستحي إن قلت لك إن الصدفة جرتني إلى هذا الميدان، فعبد تلك الحادثة عزمت على محاولة المزج بين ذرات الرمل وألوان الزيت، وأول موضوع اخترته كانالجمل رجوعا إلى طبيعة المنطقة، ولاقت هذه التجربة ردود أفعال متباينة بينمادح وناقد، وكان لي في أواخر السبعينيات معرض بولاية الأغواط زارته سائحةأجنبية وتناقشنا مطولا حول لوحة الجمل حيث كانت الوحيدة التي رسمت بطريقة الترميل، وبعد ذهاب تلك السائحة اكتشفت متأخرا أنها ناقدة فنية متخصصة وهو ما دفعني إلى إعادة المحاولة مرات ومرات في إيجاد كيفية منسابة للصق ذرات الرمل بشكل يحفظها من التشتت لتبقى اللوحة على جمالها الأصلي، وجربت كل أنواع الغراء إلى أن توصلت إلى استعمال الغراء الأبيض الذي يستعمله عادة النجارون، وهذه المرة نجحت التجربة نجاحا لا مثيل له• ما هي أهم مشاركاتك المحلية، الوطنية والدولية؟ أول معرض رسمي لي خارج ولاية الأغواط كان برواقمحمد راسم أيام الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية الذي كان يرأس أمانته العامة الأستاذ فارس بوخاتم، وبصفة عامة هناك 160 معرض وطني بمخلتف الولايات في عدة تظاهرات، إضافة إلى 20 مشاركة دولية في كل من الولايات المتحدة (3 جوائز)، بريطانيا (جائزة) إيطاليا (جائزة بالبندقية)، مالطا (أكثر من 7 مشاركات)، مصر (مرتبة 9 في النحت)، وكذلك كانت لي مشاركات في تونس وفرنسا• والملفت في هذه المشاركات أنني وجدت في الولايات المتحدة الأمريكية من تمارس هذه التقنية ولكن بطريقة مختلفة، وهذا طبعا لا ينفي أنيصاحب فكرة "الترميل" وأهم ما يميز هذه الطريقة هو استخدام الألوان الطبيعية للرمل• شاهدت في بهو العرض الخاص ألوانا متعددة للرمل هل تتواجد كل هذه الألوان بالأغواط؟ بعضها يوجد في الأغواط وما جاورها، وبعضها الآخر نجلبه من الولايات والمدن الأخرى مثل بوسعادة، تيميمون، الجلفة، المنيعة، وورفلة، كما تستخدم كذلك رمال الأودية والشواطئ• من خلال مشاركاتك الدولية،هل توجد لوحاتك في بعض المتاحف؟ نعم، هناك لوحات بمتحف الفنون الجميلة، ومتحف الكنيسة بمالطا، ومتحف تونبرا كذلك، ثم متحف بيري بمدينة بورج الفرنسية• عودة إلى "المدرسة الترميلية" هل تملك مقرا خاصا بها؟ لا حاليا أعمل بمخبر متواجد في منزلي، وهناك 60 فنانا يمارسون الرسم وفق هذه الطريقةبالأغواط وحدها، بالإضافة إلى فنانين آخرين عن ورفلة، وادي سوف، بوسعادة، بشار، تيبازة، ووهران• ما هو الشيء الذي تتمناه، وما هو الذي تأسف له؟ ما أتمناه هو أن تطور هذه التقنية وتدرج ضمن مقرر مدارس الفنون الجميلة وهو مااقترحته شخصيات بارزة، ولا أريد شيئا آخر، لأن ميزتي قراءة تعابير الحياة اليومية وما أتطرق إليه وأدعو إلى تناوله في هذا الفن هو الأمور التي تتطلبحلا فنقل المعانة فنيا قد يكون ذا وقع أكبر من أي وسيلة أخرى• ما أتأسف لههو أنه لي العديد من الجوائز الدولية لم أستطع تسلمها بسبب إمكاناتي المحدودة التي لا أستطيع معها التكفل بكل مصاريف التنقل والإيواء وغيرها
منقول عن جريدة الفجر2007-07-
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire