الناقد الفنان محسن الذهبي
يعد الفنان التشكيلي العراقي ( أمين شاتي) من القلائل الذين اشتغلوا على طواعية الحرف العربي والمؤروث الاشاري للفنون الرافدينية البابلية والسومرية الموغلة بالتاريخ . ومحاولته المثابرة في استلهام العناصر التشكيلية كمرجعية لايجاد المعادل الموضوعي المعاصر المرتبط بتلك الجذور كعناصر تشكيلية ، ليس بغرض اقامة بناء فني تجريدي معاصر وحسب بل خلق اجواء تعبيرية ذات دلاله رمزية حيث تشكل الحروف والاشارات اللغوية والاشكال المعاصرة للانسان المستمده من افق التاريخ كمرجعية يستند اليها الفنان ليطوعها بشكل انساني على نحو جديد .
ان استلهام الثراث الرافديني والذي يعتمد على المزج الفني المبكر بين التصويرية والنحتية في العمل الواحد . وتوظيف المساحات الهندسية الملونه توظيفا مثيرا للعين ، رغم نزعت الفنان التبسيطية للشكل الفني والغنائية في اللون والميتافيزيقية في الفكر على خلفية روح فطرية تبحث بمشخصاتها الرمزية المعبرة عن حصار الانسان المعاصر وضياعة على ارضية من التجريد الهندسي والموتيفات التراثية .
ان الفنان يسعى بجد لامتلاك تقنيات جديدة تحتفي بابهار الفنون الشرقية والوانها ذات الروح المتوثبة واستيعابها لتلك البدائية المتفرده بالتعبيرية في الفكر الانساني باظهار رؤى فنية حديثه . فهو يحتفي بالاشكال التجريدية الهندسية ويغلفها بحس تزيني جمالي ، ما خوذ بطيف الالوان الراسخه في الذاكرة الشرقية ومعبرا عن غنائية لونية تغري العين . ان اعماله تقرأ وكانها نصوص تعويذي أو قدسي ،
فمحاولات الفنان الابداعية يملأها الطموح بخلق لوحة عراقية رافدينية المرجع تسعى لاستيعاب الموروث ومناهج المدارس العالمية الحديثة في ذات الوقت . وخلق لوحة تحاكي طابع التراث بتوجهاتها واساليبها مع انها تنحو نحو التبسيط الشكلي الذي لايخلو من روح الابتكار والمعاصرة ، اذ يخلق الفنان توفيقية جميلة بين العمل التزويقي والتعبيرية باحثا بجد عن خصوصية تجديديه بانفتاحه على المنجز وا لاتجاهات التشكيلية العالمية والتأثر بها، فاعماله توحي بتلك الثقة الواضحه بالنفس والوعي بعالمية الثقافة والفنون
ومع ذلك يبقى (أمين شاتي ) يتأرجح بين قطبين جماليين يحاول ان يؤائم بينتهما : هما ايقاض مخزون التراث الرافديني و خلق لوحة معاصرة . فهو ينطلق في مسعى خصوصي من مبدأ التفكير في التراث – الحي ،و تراث المرجع التاريخي - تراث الفرد- فالشيء الذي يبحث عنه الفنان هو خلق ارضية لمرجع تاريخي بالنسبة الية . وهكذا نرى انفجار الاشكال الاكاديمية من الداخل كي يولد فنا اخر ذو خصوصية شخصية بابداع الفنان وتميز لوحاته واسلوبة الفني
فهو يبحث عن رومانسية حسية ومشهدية روحية فالاشكال لدية توقظ احساس التفرد وتنقل احساس الانسان المعاصر وتبرز اتكاء الفنان على التاريخ كمعين تاريخي وفني.
ان ابراز الوجوه البشرية والاجساد في بعض لوحات الفنان هي تعكس خليط من مشاعر انسانية مختلفة كما انها تعبر عن الامومة والطفولة والفرح والالم وكافة العواطف وبعضها يبدو وكأنه خارج من التاريخ ، كما يحاول الفنان التعبير عن ثنائية الجنس في الحياة اي الذكورة والانوثة و ان استجلي ميزات كل منهما في اعماله ،
كما ان معالجة السطوح الثابتة للوحات من طريق العجائن، وتقنيات البناء المضاعف وإنشاء العمل، وكذلك استعمال تقنية الكولاج على بعض السطوح الثابتة وغير الثابتة، أتاحا لها تعدد في خيارات تنفيذ الفكرة التي يعمل عليها . فالكتلة تتحرك عبر ترادف اللوحات بأحجامها المختلفة، حراك بخطوات ثابته تتمحور عبر خلق عالم من الكتلة المعبرة والسطوح ذات التكتلات اللونية البارزهالتي تشي بعمق سطح اللوحة .
ويبقى الفنان (أمين شاتي) محافظ على المناخ الملحمي التجريدي مسيطرا على اجواء لوحته حيث تاخذ الرموز والحروف والموتيف الشخصي للانسان مركز الاهتمام . اذ تنجذب الية كل الكتل والحجوم المحيطة به فهو يحاول خلق تداعيات لصدى صوت تاريخي مسترجع يوقظ صداه مسترجع الصوت في الذاكرة المحلية فالمعنى الرمزي الذي تختزنه تلك الرموز يخلق توازن مابين مجرى الذاكرة العينية للفرد ومجرى الذاكرة الجمعية للمجتمع ، ان فنه يحاول ان يستبدل حيقيقة نظرة اكتشاف قوى الابداع التي يخفيها الماضي ، وثبات ماهو شعوري مستور في عمق الموروث المهمل او المنسي وتجديده على مستوى اللاشعور بالمجابهة مع ثقافة الاخر . ان لوحات الفنان تعطي فرصة للتفكير ولا للتلقي السلبي والاستهلاكي للموروث انه يحاول الخروج عن الشكل المتعارف علية للوحة المسندية وابتكار اشكال توازي القيمة الفنية لذلك الموروث عبر اللوحة غير التقلدية المتعددة الاجزاء .
محسن الذهبي
كاتب وناقد تشكيلي
مقيم في بريطانيا
أمين شاتي واغراء التجريد في الفنون الرافدينية
البحث عن رومانسية مشهدية معاصرة للموروث
محسن الذهبي .. لندن
يعد الفنان التشكيلي العراقي ( أمين شاتي) من القلائل الذين اشتغلوا على طواعية الحرف العربي والمؤروث الاشاري للفنون الرافدينية البابلية والسومرية الموغلة بالتاريخ . ومحاولته المثابرة في استلهام العناصر التشكيلية كمرجعية لايجاد المعادل الموضوعي المعاصر المرتبط بتلك الجذور كعناصر تشكيلية ، ليس بغرض اقامة بناء فني تجريدي معاصر وحسب بل خلق اجواء تعبيرية ذات دلاله رمزية حيث تشكل الحروف والاشارات اللغوية والاشكال المعاصرة للانسان المستمده من افق التاريخ كمرجعية يستند اليها الفنان ليطوعها بشكل انساني على نحو جديد .
ان استلهام الثراث الرافديني والذي يعتمد على المزج الفني المبكر بين التصويرية والنحتية في العمل الواحد . وتوظيف المساحات الهندسية الملونه توظيفا مثيرا للعين ، رغم نزعت الفنان التبسيطية للشكل الفني والغنائية في اللون والميتافيزيقية في الفكر على خلفية روح فطرية تبحث بمشخصاتها الرمزية المعبرة عن حصار الانسان المعاصر وضياعة على ارضية من التجريد الهندسي والموتيفات التراثية .
ان الفنان يسعى بجد لامتلاك تقنيات جديدة تحتفي بابهار الفنون الشرقية والوانها ذات الروح المتوثبة واستيعابها لتلك البدائية المتفرده بالتعبيرية في الفكر الانساني باظهار رؤى فنية حديثه . فهو يحتفي بالاشكال التجريدية الهندسية ويغلفها بحس تزيني جمالي ، ما خوذ بطيف الالوان الراسخه في الذاكرة الشرقية ومعبرا عن غنائية لونية تغري العين . ان اعماله تقرأ وكانها نصوص تعويذي أو قدسي ،
فمحاولات الفنان الابداعية يملأها الطموح بخلق لوحة عراقية رافدينية المرجع تسعى لاستيعاب الموروث ومناهج المدارس العالمية الحديثة في ذات الوقت . وخلق لوحة تحاكي طابع التراث بتوجهاتها واساليبها مع انها تنحو نحو التبسيط الشكلي الذي لايخلو من روح الابتكار والمعاصرة ، اذ يخلق الفنان توفيقية جميلة بين العمل التزويقي والتعبيرية باحثا بجد عن خصوصية تجديديه بانفتاحه على المنجز وا لاتجاهات التشكيلية العالمية والتأثر بها، فاعماله توحي بتلك الثقة الواضحه بالنفس والوعي بعالمية الثقافة والفنون
ومع ذلك يبقى (أمين شاتي ) يتأرجح بين قطبين جماليين يحاول ان يؤائم بينتهما : هما ايقاض مخزون التراث الرافديني و خلق لوحة معاصرة . فهو ينطلق في مسعى خصوصي من مبدأ التفكير في التراث – الحي ،و تراث المرجع التاريخي - تراث الفرد- فالشيء الذي يبحث عنه الفنان هو خلق ارضية لمرجع تاريخي بالنسبة الية . وهكذا نرى انفجار الاشكال الاكاديمية من الداخل كي يولد فنا اخر ذو خصوصية شخصية بابداع الفنان وتميز لوحاته واسلوبة الفني
فهو يبحث عن رومانسية حسية ومشهدية روحية فالاشكال لدية توقظ احساس التفرد وتنقل احساس الانسان المعاصر وتبرز اتكاء الفنان على التاريخ كمعين تاريخي وفني.
ان ابراز الوجوه البشرية والاجساد في بعض لوحات الفنان هي تعكس خليط من مشاعر انسانية مختلفة كما انها تعبر عن الامومة والطفولة والفرح والالم وكافة العواطف وبعضها يبدو وكأنه خارج من التاريخ ، كما يحاول الفنان التعبير عن ثنائية الجنس في الحياة اي الذكورة والانوثة و ان استجلي ميزات كل منهما في اعماله ،
كما ان معالجة السطوح الثابتة للوحات من طريق العجائن، وتقنيات البناء المضاعف وإنشاء العمل، وكذلك استعمال تقنية الكولاج على بعض السطوح الثابتة وغير الثابتة، أتاحا لها تعدد في خيارات تنفيذ الفكرة التي يعمل عليها . فالكتلة تتحرك عبر ترادف اللوحات بأحجامها المختلفة، حراك بخطوات ثابته تتمحور عبر خلق عالم من الكتلة المعبرة والسطوح ذات التكتلات اللونية البارزهالتي تشي بعمق سطح اللوحة .
ويبقى الفنان (أمين شاتي) محافظ على المناخ الملحمي التجريدي مسيطرا على اجواء لوحته حيث تاخذ الرموز والحروف والموتيف الشخصي للانسان مركز الاهتمام . اذ تنجذب الية كل الكتل والحجوم المحيطة به فهو يحاول خلق تداعيات لصدى صوت تاريخي مسترجع يوقظ صداه مسترجع الصوت في الذاكرة المحلية فالمعنى الرمزي الذي تختزنه تلك الرموز يخلق توازن مابين مجرى الذاكرة العينية للفرد ومجرى الذاكرة الجمعية للمجتمع ، ان فنه يحاول ان يستبدل حيقيقة نظرة اكتشاف قوى الابداع التي يخفيها الماضي ، وثبات ماهو شعوري مستور في عمق الموروث المهمل او المنسي وتجديده على مستوى اللاشعور بالمجابهة مع ثقافة الاخر . ان لوحات الفنان تعطي فرصة للتفكير ولا للتلقي السلبي والاستهلاكي للموروث انه يحاول الخروج عن الشكل المتعارف علية للوحة المسندية وابتكار اشكال توازي القيمة الفنية لذلك الموروث عبر اللوحة غير التقلدية المتعددة الاجزاء .
محسن الذهبي
كاتب وناقد تشكيلي
مقيم في بريطانيا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire