http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B9FD0051-E630-4975-A540-3217A6EBB984.htm
ضيف الحلقة: نجا المهداوي/ فنان تشكيلي تونسي
تاريخ الحلقة: 21/5/2005
- التعلق بالفن التشكيلي وتعلمه
ضيف الحلقة: نجا المهداوي/ فنان تشكيلي تونسي
تاريخ الحلقة: 21/5/2005
- التعلق بالفن التشكيلي وتعلمه
- الرسم وتجربة المزج بين الحروف والألوان
التعلق بالفن التشكيلي وتعلمه
نجا المهداوي – فنان تشكيلي تونسي: نجا المهداوي من مواليد سنة 1937 مولود في تونس العاصمة في حوما شعبية اسمها باب سويقة الحلفاوي، عشت في وسط مقرون كثير بالفن، بنتكلم عن عائلتي ووسط يعني المجتمع اللي هي كنا نعيش في وسطه ما بين تونس العاصمة والمرسى وما سعدش الحظ بالنسبة للفنون التشكيلية.. مفهوم الفنون التشكيلية ما سعدش الحظ مش نعدي فترة في المعهد اللي يسموه معهد الفنون الجميلة في تونس، أما بل تعلمت.. حاولت أتعلم الفن بيسموه الفنون التشكيلية.. الفن يعني اللوحة والمسند.. المفهوم معناه المفهوم الغربي تعلمته في قرطاج كان معهد حر لأي شخص يحب يريد يتعلم ومن قرطاج يعني من المتحف هذا.. من المعهد هذا رحت إلى إيطاليا ودخلت بوقت يعني ما هواش الوقت الصحيح بالنسبة للسن ولكن دخلت لأجل ما تدخل المعهد أكاديمية سانتا أندريا في روما.
[تعليق صوتي]
في المرسى حيث زرقة البحر تعانق السماء، حيث البحر يعانق الجبل، يقيم التشكيلي التونسي المتميز عربيا نجا المهداوي وفي بيته الذي شاءه لوحة أخرى تعبر عن هوسه بالتشكيل الحروفي، في بيته هذا يرسم المهداوي لوحته، يحرر حروفه من كل معنى أو دلالة، يطلقها في فضاء اللوحة بانسيابية شعرية نادرة، مكرسا بذلك تفرده من بين عشرات الفنانين العرب الذين تسيّد الحرف لوحاتهم، الحرف لديه بدء ومنتهى، تشكيل ينأى عن كل الكلام وتجريد ينأى عن المعنى في وَلَهٍ يكاد يكون صوفيا.
نجا المهداوي: لست خطاط، لماذا؟ أنا في العمل التشكيلي وجود الحرف يرجع علامة ولا المضمون، بالنسبة لي عندما أقول هذا هو موقف خاص بي كابن حضارة معينة، خاص بي كنت موجود في الغرب ولو كنت موجود هون عندما استعملت الحرف كشكل للجمالية فقط لهندسته وجوده هو تشكيل بحت ولكن كيف يمكن إلى فنان ينتمي إلى حضارة معينة لثقافة معينة يقدر يعبر بالمقاييس الصحيحة اللي هي موجودة في التراث اللي هو ينتمي لي ولكن الخطورة كانت من البداية عندما ابن الحضارة هذه يريد استعمال الحرف أو الخط وينقل أي شيء من القديم يكون هو في عملية الببغاء الذي ينقل أشياء اللي هي صنعت وفي وقت ما في وقت معين، بل اليوم بالنسبة لي قلت هذا ونعاود أن نكرر هذا لو تسمحوا لي هو موقف في سياسة ثقافية معينة، لأننا.. لماذا لأن الفنانين كجملة يعني رجال الثقافة الآخرين لازلنا في دوامة مفاهيم الآخر، دوامة الآخر، ثقافة.. وقت يقول الآخر هي الثقافة العالمية أو الثقافة الغربية أقرب شيء لنا أنا ابن المتوسط يعني من تونس ننتمي إلى حضارتنا، ابن إفريقيا أيضا ولكن تأثير الثقافة الغربية لازال موجود في أدمغة الكثير من الفنانين في الوطن العربي خاصة في المنطقة المغربية، عندما أقول هذا كيف يعني نتخلص من الأشياء هذه ونخرج من مفهوم التبعية ونتماشى مع الثقافات الأخرى والأخذ والرد مع الثقافات الأخرى هو الذي يثري ولا الشيء الآخر ولا النقلة أو التبعية.
[تعليق صوتي]
في روما اكتشف المهداوي حروفيته بحث عن هوية تستمد نسجها من التراث دون أن يلقي به بحثه هذا في لجة الماضي وأسره، بل دافع إياه إلى اكتشاف جماليات نادرة تحرره وتحرر التراث نفسه من سجن الماضي معا، الدائرة الآسرة والأشكال الهندسية بعبقها الإسلامي تحضر بقوة في لوحاته وتشير إلى اختلافه، الحروف ها هنا تتجمع وتحيط وتحضن وسط ألوانه الأسيرة التي يستمدها من بيئته المحلية ومن خياله الخصب.
نجا المهداوي: اكتشفت فاعلية وقوة يعني خدمة الحرف.. الحروف بالنسبة لآسيا وبالنسبة للحرف العربي، هذا صار في يعني في روما ومن بعد دخلت مسألة التوعية وحاولنا يعني نذكر هذا كما اليوم كان معرض كبير في مدينة ميلانو في إيطاليا وكان هناك كوريين ويابانيين وساهمت في المعرض هذا، في يوم وقت المساهمة هذه بالظبط شعرت بخطورة التبعية وشي بنقول بالتبعية يعني نحب الفن المعاصر الفن التشكيلي المعاصر كما قعد يصير وقتها في العالم ولكني شعرت أن الكوري والياباني فنانين اللي جاؤوا من آسيا ولهم أعمالهم كانت معاصرة (كلمة بلغة أجنبية) تحس من خلاله أن هما أبناء ثقافة معينة وهنا كان يعني ما أقولش الشك ولكن بدون التوعية والوعي هو كيف نتخلص من يعني التأثير، تأثير مدرسة الآخر ونخلق أما نخلق انطلاقا من التراث حي بلغة اليوم أم أن نحبس نوقف التجربة هذه الفنية، أما في المفهوم يعني سيرورة اللي بيقولوا سيرورة مفهوم العلامة وقبل ما ندخل وغير ما ندخل وفي الأمور أقول الروحانية أو كذا هو أردت أن نجعل من خلال عملي موقف من إحنا، موقف من أنا، موقف إيش نريد، ماذا نرسم ولماذا نرسم وفي أي مجتمع والاتجاه إيش يكون، الاتجاه هذا صار هو كلنا فيما سبق هو التكرار لا والتبعية لا وكيف نخلق أشياء جديدة ورموز جديدة التحرك بتاعها يكون منطلق من تراث معين كان هذا العمل وتشكيلي بحت.
[تعليق صوتي]
الانتقال لفن الجرافيك
بحثا عن فضاء أرحب انتقل بلوحاته إلى أفاق أخرى، إلى الجدارية التي تضيء المكان وتمنح خصوصية لا يوفرها نمط المعمار الحديث، غير أن الدور الوظيفي للوحة يظل ثانويا أمام حضورها الفني الآسر وهو ما فعله أيضا في لوحاته التي زينت أغلفة العديد من الكتب لكبار الكتاب العرب من بدر شاكر السياب إلى جبرا إبراهيم جبرا في تجربة كرسته واحد في كبار فناني الجرافيك في العالم العربي، بحثه هذا أفضى به إلى تجارب لافتة أخرى تعانقت فيها الكلمة مع التشكيل الحرف المطبوع مع حروفيته المتطلعة إلى آفاق تشكيلية أرحب.
"عندي تجربة كبيرة مع الكاتبة الأديبة السعودية رجاء عالم تحاورنا أنا كرسام تشكيلي وهي ككاتبة وأنتجنا كتابا سميناه مراتب العشق"نجا المهداوي: عندي تجربة كبيرة هو حوار مع الكاتبة الأديبة الكاتبة السعودية رجاء عالم كان لنا حوار بصراحة يعني ممتاز وحبينا نتحاور كان هي خدمة على حس ألف ليلة وليلة وأنا منذ سنين أخدم على مفهوم وقت يقولوا ألف ليلة وليلة معناتها القراءة الجديدة والنظرة الجديدة على الإرث اللي هو إرث العالم اليوم ولكن انطلق من المنطقة العربية في العالم العربي والإسلامي، الأخت رجاء عالم لها ما شاء الله يعني لها روايات معروفة وحتى مسرح معروفة تحاورنا أبناء الوطن العربي الأمة العربية اليوم تحاورنا كرسام تشكيلي وهي ككاتبة وخرجنا أنتجنا كتاب سميناه مراتب العشق بالمفهوم بطبيعة الحال المفهوم الصوفي وبالصفحة كل صفحة ولوحة وكان هذا حوار يعني يجب نقوله إن شاء الله أظن هي متحصلة على جائزة أبن طفيل من مدريد وإن شاء الله يتعد للترجمة الكتاب هذا.
[تعليق صوتي]
ألف ليلة وليلة درة النثر العربي وسحر الشرق المخبأ في الحروف، ألف ليلة كانت حقل لتجاربه التشكيلية وبالتعاون مع الباحث العربي الكبير جمال الدين بن شيخ ساهم المهداوي في إنجاز واحدة من أجمل النسخ المترجمة في بعض ليالي ألف ليلة وعلى حواف الصفحات وفي أعماقها أضاء الحرف العربي النسخة الفرنسية ومنحها جمالا يضاهي جمال المخطوطات القديمة ومهابتها، الليالي هنا لم تعد تقرأ وحسب بل تُرى، أصبحت لوحات تقدم للقارئ الغربي أجمل ما أنتجته العرب من نثر وتشكيل.
نجا المهداوي: اقترحت على الأستاذ الدكتور جمال الدين بن شيخ اللي هو من كبار المختصين في الترجمة من العربية إلى اللغة الفرنسية مع اندري ميكال في فرنسا ومد لي يعني (كلمة غير مفهومة) بيقولوا أربعة عشر ليلة من ألف ليلة وليلة اللي هو لأول مرة للترجمة اكتشفنا معناتها الترجمة الشعب هو معروفة الخرافة هذه معروفة لكن في ألف ليلة وليلة هي علي بن بكار وشمس النهار وأضاف هو اسم آخر وبما أن جمال الدين بن شيخ حافظ ورؤيتنا متنسقة والحمد لله حافظ على الكتابة الجديدة والقراءة الجديدة للارث هذا اللي أسمه ألف ليلة وليلة اللي نعتبره من أكبر من أقوى الكتابات اللي صارت في العالم في تاريخ ثقافة العالم بطبيعة الحال وهذا الحمد لله كانت تجربة هائلة.
[فاصل إعلاني]
[تعليق صوتي]
تجربة العمل مع منير بشير
في بغداد وتونس كثيرا ما التقى الرجلان، منير بشير بابداعاته على آلة العود ونجا المهداوي بحروفيته المتميزة كان المهداوي يرسم وبشير يعزف وكانت ثمرة التعاون موسيقى استلهمها منير بشير من لوحات المهداوي.
"منير بشير طلب مني مجموعة جرافيك، فكانت ثمرة التعاون موسيقى استلهمها منير بشير من لوحات المهداوي"نجا المهداوي: أسعدنا الحظ المرحوم صديقنا العملاق الهرم منير بشير الأرث اللي خلهلنا يعني لوطننا العربي كله في آلة العزف العود وما انساش ايش كون من جيله أجيال لا بل في العراق فقط ولكن حتى في العالم العربي الآخر قعد لنا من أحسن الأمثلة الموجودة عندنا، الحوار اللي صار ما بيننا في الحقيقة المرحوم منير هو كنا نتلاقى كل ما أجي لتونس أو نروح لبغداد فالوقت هذاك كنا نتلاقى ونتحاور ونتكلم على الفنون بصفة عامة بتعرف منير كان ييجي يروح كثير كان مطلوب في أوروبا كان مطلوب على بالكم كنا كل الناس يعرف أن منير من أقلية الفنانين في العالم اللي أظن عزف في محل بخ الموسيقار العظيم الكبير، فما من مستشفى في برلين يحطوا موسيقى منير بشير إلى المرضي بنوع ما تسمى اليوم ترابيا هذه موسيقى الترابيا وكذا يعني، لكن صار حوار منير طلب مني عندي مجموعة جرافيك هو في البداية سمتها مجموعة حوار مع نقطة حبر حمراء ولكن منير بشير عزف ما نقولش لحّن لكن عزف كالعادة عادة من عاداته عزف قال لي هذا خليني نتحاور أنا والأعمال هذه.
[تعليق صوتي]
الرسم وتجربة المزج بين الحروف والألوان
الحروفية قادته إلى التجريب، إلى الرسم على خامات أخرى كالخشب والنسيج بحثا عما يؤصل ويختلف في الوقت نفسه وإلى الآخر أيضا توجه عارضا لوحاته في العديد من العواصم، يطوي لوحته ويذهب بها إلى فضاءات عرض أخرى وإلى تجارب أخرى يرسم فيها مع الآخرين كل بلغته وأسلوبه، مؤكدا بهذا أن الهوية حوار مع الآخر وانفتاحا يتوخى المشترك بين الحضارات وهو إذ يعلق لوحته ويتأملها فإنما يتأمل فيها الآخر أي الذي كانت له معه تجارب عديدة في الرسم المشترك.
"هناك عمل مشترك بيني وبين رسام كندي مزج بين الحروف والمناظر الطبيعية في لوحة مشتركة، ولكن فشل الفنان الكندي في تنسيق الألوان ووقفت التجربة وقدمت في جامعة إيرين"نجا المهداوي: شو اللي بيفرق لغة الكلام ولغة الفن، جربت تخدم على نفس الأرضية اللوحة في نفس الأحجام مع رسام كندي، رسام كندي كان يتكلم بطبيعة الحال اللغة الفرنسية وإحنا تعرف المنطقة المغربية كلنا نتكلم اللغة الفرنسية لغة.. بس عارفين بها كلغة بعد لغتنا، خدمنا رسمنا واستدعيته وجاء لتونس والدراسة تكون في جانب علمي خبرة جميلة جدا في الدراسة هذه حتى من الجانب السوسيولوجي عندما أتى لتونس ووصلنا في العمل يعني نحب نقول خدمنا على نفس اللوحة، أي شيء عجبني في كندا أضفناه أي شيء عجبه في تونس أضفناه وما بين الحروف مزج ما بين الحروف والمناظر الطبيعية ولكن في يوم من الأيام عجز السيد هذا الفنان الرسام الكندي عجز في تنسيق الألوان في نفس الأعمال المشتركة، هنا في تنسيق الألوان قال لي في يوم من الأيام وهنا لنغلق القوس يقول لي الألوان في تونس أتفكر أتذكر هذا في الحمامات اللون الأحمر أحمر واللون الفلفل نحن نقول فلفل واللون الأزهار ولون البحر ولون الأزرق عجز ويقول لي لن نقدر نواصل العمل لهذا بالألوان هذه لن نقدر نرسمها ووقفت العملية التجربة هذه وقدمت في جامعة ايرين في فرنسا هي الحوار الثقافات مع حوار الثقافات.
[تعليق صوتي]
يقيم في اللوحة في حروفها المتدفقة المتحررة من كل أسر، يرسم يجترح لغة خاصة وأفاق تشكيلية لا تشير إلى سواه ذلك هو الفنان التونسي المتميز نجا المهداوي وإذ يضع توقيعه على اللوحة فإن من يترك شيء من روحه فيها بعد أن حفر اسمه عميقا بالثقافة التشكيلية العربية واحدا من كبار مبدعيها والمجددين في ساحتها الزاخرة بالتجارب السارة والأسماء الكبيرة.
نجا المهداوي: قرون وإحنا متمتعين بالمخطوطات وبجمال الخط الإرث الموروث اللي في مجتمعاتنا كلها ولكن اليوم تفقد الجمال هذا وبالفعل (كلمة غير مفهومة) القوة بتاعه اتفقدت لأشياء ممكن ما نعرفولهاش أسبابها وجت فترات الاستعمار وكذا، ما نحط هذا على عاتق الاستعمار أما شو دورنا وقت قلت في عندنا مسؤولية كبيرة اليوم مش طالب أنا من الناس مش يقولوا خطاطين لا، كيف يمكنونا أن نحبب ونعزز والطفل اليوم يعاود يرقى حس جمالي من خلال الفنون هذه الفنون اللي هي المنطلق بتاعها ممكن جمال يعني الحرف العربي ولو حر ولو قلنا أنا من جانب التشكيلي كيف نعاود نرجع له شخصيته ونحبب وخاصة الأجيال المقبلة هو أنواع والمدارس بتاعه كبيرة وما شاء الله ولكن أنا ما نقدر نكمل يعني كفنان ابن اليوم نكتب فيه بالشيء الموجود إلا في المتاحف، كيف نخلق اليوم بالمادة بتاع اليوم بلغة اليوم لمجتمع اليوم.
[تعليق صوتي]
في لوحات المهداوي وسائر أعماله يغريك السطح بتناسقه والدفق البصري الذي يحتويه لكن فضلا عن ذلك يطالعك في الأغلب تكوين بارز كثيرا ما عالجته يد الفنان بسيولة وحركة تُلغي كل فراغ، هو الفضاء يرسمه المهداوي ويقدمه حالة انتشاء مطلق لتجربة الإنسان على ما يكتنفه من ذاتية بادية، تونس الخضراء وسلطان الأبيض والأزرق بين المعمار والبحر والسماء كلها مفردات جعلت من الحرف ومن تجربة المهداوي نفحات عشق عربي لشجرة سلطانية زاهية الحروف والألوان وارفة الظلال والأغصان.
التعلق بالفن التشكيلي وتعلمه
نجا المهداوي – فنان تشكيلي تونسي: نجا المهداوي من مواليد سنة 1937 مولود في تونس العاصمة في حوما شعبية اسمها باب سويقة الحلفاوي، عشت في وسط مقرون كثير بالفن، بنتكلم عن عائلتي ووسط يعني المجتمع اللي هي كنا نعيش في وسطه ما بين تونس العاصمة والمرسى وما سعدش الحظ بالنسبة للفنون التشكيلية.. مفهوم الفنون التشكيلية ما سعدش الحظ مش نعدي فترة في المعهد اللي يسموه معهد الفنون الجميلة في تونس، أما بل تعلمت.. حاولت أتعلم الفن بيسموه الفنون التشكيلية.. الفن يعني اللوحة والمسند.. المفهوم معناه المفهوم الغربي تعلمته في قرطاج كان معهد حر لأي شخص يحب يريد يتعلم ومن قرطاج يعني من المتحف هذا.. من المعهد هذا رحت إلى إيطاليا ودخلت بوقت يعني ما هواش الوقت الصحيح بالنسبة للسن ولكن دخلت لأجل ما تدخل المعهد أكاديمية سانتا أندريا في روما.
[تعليق صوتي]
في المرسى حيث زرقة البحر تعانق السماء، حيث البحر يعانق الجبل، يقيم التشكيلي التونسي المتميز عربيا نجا المهداوي وفي بيته الذي شاءه لوحة أخرى تعبر عن هوسه بالتشكيل الحروفي، في بيته هذا يرسم المهداوي لوحته، يحرر حروفه من كل معنى أو دلالة، يطلقها في فضاء اللوحة بانسيابية شعرية نادرة، مكرسا بذلك تفرده من بين عشرات الفنانين العرب الذين تسيّد الحرف لوحاتهم، الحرف لديه بدء ومنتهى، تشكيل ينأى عن كل الكلام وتجريد ينأى عن المعنى في وَلَهٍ يكاد يكون صوفيا.
نجا المهداوي: لست خطاط، لماذا؟ أنا في العمل التشكيلي وجود الحرف يرجع علامة ولا المضمون، بالنسبة لي عندما أقول هذا هو موقف خاص بي كابن حضارة معينة، خاص بي كنت موجود في الغرب ولو كنت موجود هون عندما استعملت الحرف كشكل للجمالية فقط لهندسته وجوده هو تشكيل بحت ولكن كيف يمكن إلى فنان ينتمي إلى حضارة معينة لثقافة معينة يقدر يعبر بالمقاييس الصحيحة اللي هي موجودة في التراث اللي هو ينتمي لي ولكن الخطورة كانت من البداية عندما ابن الحضارة هذه يريد استعمال الحرف أو الخط وينقل أي شيء من القديم يكون هو في عملية الببغاء الذي ينقل أشياء اللي هي صنعت وفي وقت ما في وقت معين، بل اليوم بالنسبة لي قلت هذا ونعاود أن نكرر هذا لو تسمحوا لي هو موقف في سياسة ثقافية معينة، لأننا.. لماذا لأن الفنانين كجملة يعني رجال الثقافة الآخرين لازلنا في دوامة مفاهيم الآخر، دوامة الآخر، ثقافة.. وقت يقول الآخر هي الثقافة العالمية أو الثقافة الغربية أقرب شيء لنا أنا ابن المتوسط يعني من تونس ننتمي إلى حضارتنا، ابن إفريقيا أيضا ولكن تأثير الثقافة الغربية لازال موجود في أدمغة الكثير من الفنانين في الوطن العربي خاصة في المنطقة المغربية، عندما أقول هذا كيف يعني نتخلص من الأشياء هذه ونخرج من مفهوم التبعية ونتماشى مع الثقافات الأخرى والأخذ والرد مع الثقافات الأخرى هو الذي يثري ولا الشيء الآخر ولا النقلة أو التبعية.
[تعليق صوتي]
في روما اكتشف المهداوي حروفيته بحث عن هوية تستمد نسجها من التراث دون أن يلقي به بحثه هذا في لجة الماضي وأسره، بل دافع إياه إلى اكتشاف جماليات نادرة تحرره وتحرر التراث نفسه من سجن الماضي معا، الدائرة الآسرة والأشكال الهندسية بعبقها الإسلامي تحضر بقوة في لوحاته وتشير إلى اختلافه، الحروف ها هنا تتجمع وتحيط وتحضن وسط ألوانه الأسيرة التي يستمدها من بيئته المحلية ومن خياله الخصب.
نجا المهداوي: اكتشفت فاعلية وقوة يعني خدمة الحرف.. الحروف بالنسبة لآسيا وبالنسبة للحرف العربي، هذا صار في يعني في روما ومن بعد دخلت مسألة التوعية وحاولنا يعني نذكر هذا كما اليوم كان معرض كبير في مدينة ميلانو في إيطاليا وكان هناك كوريين ويابانيين وساهمت في المعرض هذا، في يوم وقت المساهمة هذه بالظبط شعرت بخطورة التبعية وشي بنقول بالتبعية يعني نحب الفن المعاصر الفن التشكيلي المعاصر كما قعد يصير وقتها في العالم ولكني شعرت أن الكوري والياباني فنانين اللي جاؤوا من آسيا ولهم أعمالهم كانت معاصرة (كلمة بلغة أجنبية) تحس من خلاله أن هما أبناء ثقافة معينة وهنا كان يعني ما أقولش الشك ولكن بدون التوعية والوعي هو كيف نتخلص من يعني التأثير، تأثير مدرسة الآخر ونخلق أما نخلق انطلاقا من التراث حي بلغة اليوم أم أن نحبس نوقف التجربة هذه الفنية، أما في المفهوم يعني سيرورة اللي بيقولوا سيرورة مفهوم العلامة وقبل ما ندخل وغير ما ندخل وفي الأمور أقول الروحانية أو كذا هو أردت أن نجعل من خلال عملي موقف من إحنا، موقف من أنا، موقف إيش نريد، ماذا نرسم ولماذا نرسم وفي أي مجتمع والاتجاه إيش يكون، الاتجاه هذا صار هو كلنا فيما سبق هو التكرار لا والتبعية لا وكيف نخلق أشياء جديدة ورموز جديدة التحرك بتاعها يكون منطلق من تراث معين كان هذا العمل وتشكيلي بحت.
[تعليق صوتي]
الانتقال لفن الجرافيك
بحثا عن فضاء أرحب انتقل بلوحاته إلى أفاق أخرى، إلى الجدارية التي تضيء المكان وتمنح خصوصية لا يوفرها نمط المعمار الحديث، غير أن الدور الوظيفي للوحة يظل ثانويا أمام حضورها الفني الآسر وهو ما فعله أيضا في لوحاته التي زينت أغلفة العديد من الكتب لكبار الكتاب العرب من بدر شاكر السياب إلى جبرا إبراهيم جبرا في تجربة كرسته واحد في كبار فناني الجرافيك في العالم العربي، بحثه هذا أفضى به إلى تجارب لافتة أخرى تعانقت فيها الكلمة مع التشكيل الحرف المطبوع مع حروفيته المتطلعة إلى آفاق تشكيلية أرحب.
"عندي تجربة كبيرة مع الكاتبة الأديبة السعودية رجاء عالم تحاورنا أنا كرسام تشكيلي وهي ككاتبة وأنتجنا كتابا سميناه مراتب العشق"نجا المهداوي: عندي تجربة كبيرة هو حوار مع الكاتبة الأديبة الكاتبة السعودية رجاء عالم كان لنا حوار بصراحة يعني ممتاز وحبينا نتحاور كان هي خدمة على حس ألف ليلة وليلة وأنا منذ سنين أخدم على مفهوم وقت يقولوا ألف ليلة وليلة معناتها القراءة الجديدة والنظرة الجديدة على الإرث اللي هو إرث العالم اليوم ولكن انطلق من المنطقة العربية في العالم العربي والإسلامي، الأخت رجاء عالم لها ما شاء الله يعني لها روايات معروفة وحتى مسرح معروفة تحاورنا أبناء الوطن العربي الأمة العربية اليوم تحاورنا كرسام تشكيلي وهي ككاتبة وخرجنا أنتجنا كتاب سميناه مراتب العشق بالمفهوم بطبيعة الحال المفهوم الصوفي وبالصفحة كل صفحة ولوحة وكان هذا حوار يعني يجب نقوله إن شاء الله أظن هي متحصلة على جائزة أبن طفيل من مدريد وإن شاء الله يتعد للترجمة الكتاب هذا.
[تعليق صوتي]
ألف ليلة وليلة درة النثر العربي وسحر الشرق المخبأ في الحروف، ألف ليلة كانت حقل لتجاربه التشكيلية وبالتعاون مع الباحث العربي الكبير جمال الدين بن شيخ ساهم المهداوي في إنجاز واحدة من أجمل النسخ المترجمة في بعض ليالي ألف ليلة وعلى حواف الصفحات وفي أعماقها أضاء الحرف العربي النسخة الفرنسية ومنحها جمالا يضاهي جمال المخطوطات القديمة ومهابتها، الليالي هنا لم تعد تقرأ وحسب بل تُرى، أصبحت لوحات تقدم للقارئ الغربي أجمل ما أنتجته العرب من نثر وتشكيل.
نجا المهداوي: اقترحت على الأستاذ الدكتور جمال الدين بن شيخ اللي هو من كبار المختصين في الترجمة من العربية إلى اللغة الفرنسية مع اندري ميكال في فرنسا ومد لي يعني (كلمة غير مفهومة) بيقولوا أربعة عشر ليلة من ألف ليلة وليلة اللي هو لأول مرة للترجمة اكتشفنا معناتها الترجمة الشعب هو معروفة الخرافة هذه معروفة لكن في ألف ليلة وليلة هي علي بن بكار وشمس النهار وأضاف هو اسم آخر وبما أن جمال الدين بن شيخ حافظ ورؤيتنا متنسقة والحمد لله حافظ على الكتابة الجديدة والقراءة الجديدة للارث هذا اللي أسمه ألف ليلة وليلة اللي نعتبره من أكبر من أقوى الكتابات اللي صارت في العالم في تاريخ ثقافة العالم بطبيعة الحال وهذا الحمد لله كانت تجربة هائلة.
[فاصل إعلاني]
[تعليق صوتي]
تجربة العمل مع منير بشير
في بغداد وتونس كثيرا ما التقى الرجلان، منير بشير بابداعاته على آلة العود ونجا المهداوي بحروفيته المتميزة كان المهداوي يرسم وبشير يعزف وكانت ثمرة التعاون موسيقى استلهمها منير بشير من لوحات المهداوي.
"منير بشير طلب مني مجموعة جرافيك، فكانت ثمرة التعاون موسيقى استلهمها منير بشير من لوحات المهداوي"نجا المهداوي: أسعدنا الحظ المرحوم صديقنا العملاق الهرم منير بشير الأرث اللي خلهلنا يعني لوطننا العربي كله في آلة العزف العود وما انساش ايش كون من جيله أجيال لا بل في العراق فقط ولكن حتى في العالم العربي الآخر قعد لنا من أحسن الأمثلة الموجودة عندنا، الحوار اللي صار ما بيننا في الحقيقة المرحوم منير هو كنا نتلاقى كل ما أجي لتونس أو نروح لبغداد فالوقت هذاك كنا نتلاقى ونتحاور ونتكلم على الفنون بصفة عامة بتعرف منير كان ييجي يروح كثير كان مطلوب في أوروبا كان مطلوب على بالكم كنا كل الناس يعرف أن منير من أقلية الفنانين في العالم اللي أظن عزف في محل بخ الموسيقار العظيم الكبير، فما من مستشفى في برلين يحطوا موسيقى منير بشير إلى المرضي بنوع ما تسمى اليوم ترابيا هذه موسيقى الترابيا وكذا يعني، لكن صار حوار منير طلب مني عندي مجموعة جرافيك هو في البداية سمتها مجموعة حوار مع نقطة حبر حمراء ولكن منير بشير عزف ما نقولش لحّن لكن عزف كالعادة عادة من عاداته عزف قال لي هذا خليني نتحاور أنا والأعمال هذه.
[تعليق صوتي]
الرسم وتجربة المزج بين الحروف والألوان
الحروفية قادته إلى التجريب، إلى الرسم على خامات أخرى كالخشب والنسيج بحثا عما يؤصل ويختلف في الوقت نفسه وإلى الآخر أيضا توجه عارضا لوحاته في العديد من العواصم، يطوي لوحته ويذهب بها إلى فضاءات عرض أخرى وإلى تجارب أخرى يرسم فيها مع الآخرين كل بلغته وأسلوبه، مؤكدا بهذا أن الهوية حوار مع الآخر وانفتاحا يتوخى المشترك بين الحضارات وهو إذ يعلق لوحته ويتأملها فإنما يتأمل فيها الآخر أي الذي كانت له معه تجارب عديدة في الرسم المشترك.
"هناك عمل مشترك بيني وبين رسام كندي مزج بين الحروف والمناظر الطبيعية في لوحة مشتركة، ولكن فشل الفنان الكندي في تنسيق الألوان ووقفت التجربة وقدمت في جامعة إيرين"نجا المهداوي: شو اللي بيفرق لغة الكلام ولغة الفن، جربت تخدم على نفس الأرضية اللوحة في نفس الأحجام مع رسام كندي، رسام كندي كان يتكلم بطبيعة الحال اللغة الفرنسية وإحنا تعرف المنطقة المغربية كلنا نتكلم اللغة الفرنسية لغة.. بس عارفين بها كلغة بعد لغتنا، خدمنا رسمنا واستدعيته وجاء لتونس والدراسة تكون في جانب علمي خبرة جميلة جدا في الدراسة هذه حتى من الجانب السوسيولوجي عندما أتى لتونس ووصلنا في العمل يعني نحب نقول خدمنا على نفس اللوحة، أي شيء عجبني في كندا أضفناه أي شيء عجبه في تونس أضفناه وما بين الحروف مزج ما بين الحروف والمناظر الطبيعية ولكن في يوم من الأيام عجز السيد هذا الفنان الرسام الكندي عجز في تنسيق الألوان في نفس الأعمال المشتركة، هنا في تنسيق الألوان قال لي في يوم من الأيام وهنا لنغلق القوس يقول لي الألوان في تونس أتفكر أتذكر هذا في الحمامات اللون الأحمر أحمر واللون الفلفل نحن نقول فلفل واللون الأزهار ولون البحر ولون الأزرق عجز ويقول لي لن نقدر نواصل العمل لهذا بالألوان هذه لن نقدر نرسمها ووقفت العملية التجربة هذه وقدمت في جامعة ايرين في فرنسا هي الحوار الثقافات مع حوار الثقافات.
[تعليق صوتي]
يقيم في اللوحة في حروفها المتدفقة المتحررة من كل أسر، يرسم يجترح لغة خاصة وأفاق تشكيلية لا تشير إلى سواه ذلك هو الفنان التونسي المتميز نجا المهداوي وإذ يضع توقيعه على اللوحة فإن من يترك شيء من روحه فيها بعد أن حفر اسمه عميقا بالثقافة التشكيلية العربية واحدا من كبار مبدعيها والمجددين في ساحتها الزاخرة بالتجارب السارة والأسماء الكبيرة.
نجا المهداوي: قرون وإحنا متمتعين بالمخطوطات وبجمال الخط الإرث الموروث اللي في مجتمعاتنا كلها ولكن اليوم تفقد الجمال هذا وبالفعل (كلمة غير مفهومة) القوة بتاعه اتفقدت لأشياء ممكن ما نعرفولهاش أسبابها وجت فترات الاستعمار وكذا، ما نحط هذا على عاتق الاستعمار أما شو دورنا وقت قلت في عندنا مسؤولية كبيرة اليوم مش طالب أنا من الناس مش يقولوا خطاطين لا، كيف يمكنونا أن نحبب ونعزز والطفل اليوم يعاود يرقى حس جمالي من خلال الفنون هذه الفنون اللي هي المنطلق بتاعها ممكن جمال يعني الحرف العربي ولو حر ولو قلنا أنا من جانب التشكيلي كيف نعاود نرجع له شخصيته ونحبب وخاصة الأجيال المقبلة هو أنواع والمدارس بتاعه كبيرة وما شاء الله ولكن أنا ما نقدر نكمل يعني كفنان ابن اليوم نكتب فيه بالشيء الموجود إلا في المتاحف، كيف نخلق اليوم بالمادة بتاع اليوم بلغة اليوم لمجتمع اليوم.
[تعليق صوتي]
في لوحات المهداوي وسائر أعماله يغريك السطح بتناسقه والدفق البصري الذي يحتويه لكن فضلا عن ذلك يطالعك في الأغلب تكوين بارز كثيرا ما عالجته يد الفنان بسيولة وحركة تُلغي كل فراغ، هو الفضاء يرسمه المهداوي ويقدمه حالة انتشاء مطلق لتجربة الإنسان على ما يكتنفه من ذاتية بادية، تونس الخضراء وسلطان الأبيض والأزرق بين المعمار والبحر والسماء كلها مفردات جعلت من الحرف ومن تجربة المهداوي نفحات عشق عربي لشجرة سلطانية زاهية الحروف والألوان وارفة الظلال والأغصان.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire