أدوات الخزاف
عقبة البطاح
Wednesday, 17 September 2008
يحتاج الخزاف إلى أونى صغيرة وأباريق للقياس وقماش وقرص تدوير (عجله أو دولاب الخزاف)، والدولاب هو آلة صغيرة عبارة عن منضدة ذات أربع رجول وفى وسطها قرص افقآ،
يصنع عاده من الفولاذ أو الالومنيوم، وقطره ما بين "20 -30 سم"، ومثبت على محور عمودي متصل بقاعدة مستديرة متحركة في أسفل ألمنضده.
والخزاف يدير القاعدة السفلى بقدميه فيدور المحور، وبالتالي يدور القرص الصلب. ويحتاج أيضا عاده إلى وعاء من البلاستيك، لوضع قطع الطين الزائدة والمتساقطة من العمل على الدولاب، ويحتاج قطعه للتلميس من المعدن أو الكاوتشوك، وإسفنج بأحجام معينه مختلفة، وأسلاك قاطعة لنزع النموذج الطيني على الدولاب.
وكذلك يحتاج الخزاف إلى منخل، وهاون، ومدق، لطحن مواد التزجيج. ويحتاج إلى أدوات النحت الخزفي والى أدوات أخرى، كمسطره معدنية طويلة، ومطرقة، وأزميل، وسكاكين، وأشواك، ويحتاج أيضا إلى فرجال ومقياس منزلق، ويحتاج أيضا، ابر ودبابيس، وقوالب معدنية خشبية، وجميعها أدوات تساعد الخزاف في الحصول على نتائج دقيقه ومتقنه.
إما أدوات الصقل، في تحتاج إلى فرش عديدة، ويفضل أن تكون ذات شعر ناعم، وجيده الصنع، ويمكن استعمال أداة ألبخ لإضافة التزجيج.
ويجب وضع قناع لمنع تسرب الابخره السامة، وجميع هذة الأدوات التي تم الإشارة إليها نجدها في محلات بيع الأدوات الفنية.
1- ربيع حامد خليفة، الفن العربي الاسلامى، ج3، ص 18.
1- الخزف ذو الزخارف البارزة
يعد هذا النوع من الخزف من أهم أنواع الخزف الاسلامى المبكر، وان كان من المعتقد ان إنتاجه لم يستمر طويلاً، حيث انه بدا في التلاشي مع ظهور الخزف ذي البريق المعدني في القرن 3هـ/9م.
وقبل الخوض في دراسة الخزف ذي الزخارف البارزة، نتعرف في البداية على الأسلوب الصناعي له ثم بعد ذلك نتفرغ لدراسته من الناحية العلمية، ،
*الأسلوب الصناعي:
تتلخص طريقه صناعه هذا النوع من الخزف في انه تشكل الانيه على الدولاب بالشكل المطلوب، ثم تنقش عليها الزخارف قبل جفافها تماماً، وبعد جفاف الانيه تغطى بطبقه من البطانة(SLIP) وتجف، ثم تحرق حرقا أوليا.ثم تطلى بطبقه من الطلاء الزجاجي الملون، ثم توضع الانيه بعد ذلك في فرن ساخن فتتفاعل طبقه الطلاء مع جسم الانيه بتأثير الحرارة، ويصبح للون الطلاء الزجاجي لمعه خفيفة.(1)
وبعد التعرف على الأسلوب الصناعي لهذا النوع نتناوله ألان من الناحية العلمية.
فقد انتشر هذا النوع من الخزف في مصر والعراق في العصر العباسي الأول وما قبله ويتميز بزخارفه البارزة المطبوعة بالقالب وباستخدام طلاء زجاجي اصفر أو ازرق أو بنفسجي اللون، وفى بعض الأحيان كان يستخدم طلاء مذهب نتج عن طريق استخدام أملاح الرصاص، ويظهر محاكاة الخزافين للاوانى الذهبية التي تستعمل عند الرومان والفرس، وكان هذا النوع معروفا في مصر في نهاية العصر الروماني.وفى إيران والعراق في نهاية العصر الساسانى.(2)
وقد امتاز هذا النوع من الخزف بزخارفه القالبيه البارزة التي تطلى إما بالطلاء الزجاجي ذات اللون الأخضر و المتعدد الألوان أو بطلاء ذهبي براق يعطى انعكاسا اسبه ما يكون ببريق بعض المعادن
وقد تم الكشف عن كميات من منتجات هذا النوع من الخزف التي ترجع إلى العصر العباسي في كل من سامراء وسوسه ومصر" بالفسطاط واخميم" ووجد منه أيضا في بغداد والحيرة والري وفى ميناء شمالي سوريا وسلطان أباد وقاشان)
ومن المرجح أن اصل الخزف المطلي ذي الزخارف البارزة إنما يعود إلى المنتجات ذات الزخارف القالبية البارزة والطلاء الرصاصي، التي أنتجت في العصر الروماني، بما كانت حلقه الوصل بين المنتجات الرومانية والاسلاميه هي المسارج التي أنتجت في العصر الروماني، وطلت أحيانا بطلاء زجاجي اخضر اللون، والتي استمر إنتاجها بمصر حتى نهاية العصر الاسلامى.
وشاع في مصر خلال العصر البيزنطي إنتاج الخزف ذي الزخارف البارزة وذي طلاء اسبه ما يكون بألوان بعض المعادن، وقد تم صنع هذا النوع تقليدا للاوانى الذهبية والفضية لتمكين الفقراء من اقتناء اوانى خزفية رخيصة ذات خصائص زخرفية تماثل بعض المعادن).
-يعتبر البعض هذا البريق بريقا معدنيا خفيفا، في حين يعتبره البعض الأخر بريق قزحي اللون (اى يتغير لونه بانكسار الضوء علية). ويحتمل إن يكون بعض ما عثر عليه من القطع الخزفية في سامراء والمدائن وسوسة والفسطاط ذي بريق معدني حقيقي ناتج من تكوين طلائها بأملاح الحديد والانتيمون. ويرى "هوبسن" إن المظهر العام لهذا النوع من الاوانى إلى جانب سماتها الزخرفيه، يجعلنا نرجح بأنها كانت تقليدا للاوانى المعدنية، وفى حالات كثيرة اختفى البريق من الاوانى بمرور الوقت، أو تعرضت الاوانى للطمر.
وعلى الرغم من أن الرائ الراجح أن الخزف المطلي ذي الزخارف البارزة كان معروفا خلال العصر الروماني، وان تقليدة في بداية العصر الاسلامى كان مشتقا من النماذج البيزنطية، فقد اقترح"كوكلن" أن بعض أوانيه وخاصة الأطباق المسطحة، ذات صلة بالمرايات الصينية البرونزية، من عهد أسرة "هان" "25هـ-220م". وان كان هذا الرائ لم يجد من يؤيدة بين الخبراء الصينيين أنفسهم، ويبدو أن هذا النوع من الخزف قد تم إنتاجه في مصر الإسلامية خلال العصر الاموى، إلا أن التوسع في إنتاجه كان خلال العصر العباسي في مركزين رئيسيتين هما مصر والعراق.حتى أنة من بين مؤرخي الفنون الإسلامية من ينسب إنتاج هذا النوع من الخزف إلى مصر في القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي، ومنهم من ينسبة إلى العراق في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي. ويشير " محمد عبد العزيز مرزوق" إلى انه كان من الطبيعي أن تقبل مصر على تقليد تلك المنتجات الخزفية البيزنطية لأنها كانت جزء من الامبراطوريه البيزنطية، وورث الخزافون المصريون عن البيزنطيين هذة الصناعة، فان تقليد العراق لهذا النوع من الخزف يحملنا على التساؤل كيف تأتى لخزافي العراق أن يقلدوا خزف بيزنطة، ويبدو أن الأمر الأكثر أهميه ليس في إقبال العراق على تقليد تلك المنتجات البيزنطية، ولكن فيما ورد أن تلك الصناعة قد انتقلت على الأرجح إلى العراق بواسطة الخزافين المصريين الذين هاجروا من وادي النيل إلى العراق، فساهموا بدور في نقل تلك الصناعة إليها، ثم اقبل العراقيون على أنتاج هذا النوع من الخزف في بلادهم وفق أذواقهم وتقاليد بلادهم.(1)
وقد وجد هذا الرائ من يعارضه، فقد ورد في خاتمه الجزء الثاني من تقنيات سامراء، ان ما عثر عليه من خزف مزجج ذي زخارف بارزه في سامراء ينقسم إلى نوعين:-(2)
1- الأول مزجج بلون اخضر.
2- الثاني مذهب " اى مطلي باللون الذهبي مباشرة "
ولدينا نوعان من الخزف المزجج ذي الزخارف البارزة، يختلفان من حيث التقسيم اللونى والزخرفى.
النوع الأول:- " الخزف ذي الزخارف البارزة ذو طلاء أحادى اللون"، إما طلاء زجاجي افقى منفرد أو طلاء ذهبي براق منفرد، وقد اقتصر هذا النوع على الزخارف الهندسية والكتابية والنباتية.
النوع الثاني:- " الخزف ذي الزخارف البارزة متعددة الألوان"، ونجد فيه اللون الأخضر والبني والقرمزي، وقد تنوعت زخارفه بين الرسوم الحيوانية والطيور، الى جانب الزخارف الكتابية والهندسية والنباتية.(1)
وقد حدد "آرثرلين" تاريخ إنتاج النوع الأول والطلاء الاحادى اللون بالقرن الثاني الهجري/التاسع الميلادي، حيث عثر على منتجاته في حفائر سامراء، ومن ثم نسبه إلى العراق.
أما النوع الثاني ذو الطلاء متعدد الألوان، فقد اقترح أن مصدرة مصري، وان كان قد وجد صعوبة في تحديد تاريخ قطع سامراء.اى خلال القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.
وعلى الرغم من أن الرائ الراجح وفق ما ذكرة "ارثرلين"، أن النوع الأول ذي الطلاء الاحادى اللون، ينسب إلى العراق، وهذا ما أكدته حفائر سامراء، حيث اقتصر ما اخرج منها على طلاء ذي لون أحادى، إما طلاء زجاجي اخضر منفرد، أو طلاء ذهبي منفرد، تشغله في بعض الأحيان بقع خضراء، أو خضراء ضاربة للزرقة. وانه لا يوجد بين ما اخرج من حفائر سامراء وسوسة قطعه واحدة تحتوى على زخارف حيوانيه أو طيور .
فيرى البعض صعوبة التحقق من مكان صناعة قطع هذا النوع حيث لم تكتشف قطع تالفة ولا أفران، وان كانت الادله والمعلومات المتاحة تجعل من اقتراح "ارثرلين"، أن صناعته في العراق ممكن وغير مشكوك فيه
وفى ضوء ما سبق، يتضح لنا أن هناك حلقه مفقودة في دراسة الخزف المزجج ذي الزخارف البارزة، فما الداعي لان يقتصر إنتاج النوع الثاني على مصر"ذي الطلاء متعدد الألوان"، ولماذا اقتصر أنتاج العراق للنوع الأول"ذي الطلاء الاحادى اللون" ؟
رغم أن المرجح وفق ما ذكره"ارثرلين" أن هذا النوع من الخزف قد انتقل من مصر إلى العراق بواسطة الخزافين المصريين الذين هاجروا إلى العراق، ومن ناحية أخرى، فمما يلفت للنظر أيضا عدم وجود رسوم الطيور والحيوانات في القطع العراقية، بينما كانت هي الزخرفة السائدة في القطع المصرية!!
ومن الملاحظ انه ليس معنى اقتصار الخزف ذي الزخارف البارزة في مصر على الطلاء المتعدد الألوان وظهور الطلاء أحادى اللون في العراق، انه لم يعثر في مصر على قطع ذات طلاء أحادى اللون، بل وجد بها قطع ذات طلاء ذهبي براق، عليها زخارف كتابية ونباتية.(1)
وهى بذلك تتفق مع القطع التي أخرجت من حفائر سامراء وسوسه، ومن أهم نماذج هذا النوع:-
# ثلاث قطع من حفائر الفسطاط، ومحفوظة في مجموعه، ) (Peter rutwen، وعليها زخارف هندسية، بداخلها حبيبات اللؤلؤ.
# والقطعة الثانية في متحف الفنون " بلايبزغ "، وتزينها أشكال مراوح تخيليه، مع إطار من حبيبات اللؤلؤ.
# الثالثة في متحف " فكتورياوالبرت "، وزخارفها تمثل جزء من كتابة كوفية تتميز بالحروف المستدقه.
وقد وجد "ارثرلين" قطعه في سوسه تتشابة زخارفها مع القطعة الثالثة الموجودة في مصر، مما دفعه إلى أن يعلن صراحة أن تلك القطع التي عثر عليها في مصر من هذا النوع إنما هي مستورده، واستشهد على ذلك بأنه عثر في "ميناء"شمالي سوريا على كسر ذات طلاء معدني من نفس النوع، مع قطع من خزف ذي بريق معدني عباسي، ولابد أن جميعها كسر واستغنى عنها وهى في طريقها إلى مصر. ومن الأمور الهامة بالنسبة للخزف المزجج ذي
الزخارف البارة والذي ينسب إلى مصر، هو تأثره من الناحية اللونية بخزف أسرة "تــانج" الصينية، ومن ذلك على سبيل المثال: -
# كسره من الفسطاط، محفوظة بمتحف " فكتورياوالبرت " بلندن، والقطعة مزججة بلون اصفر ليموني باهت ومرقشه بالأخضر.(1)
وهذا الأسلوب مشتق على الأرجح من الاوانى الخزفية المستوردة من الصين، وقد أكد "ارثرلين" على تأثير ألوان هذا النوع من الخزف المصري بألوان الاوانى الزلطيه المستوردة من الصين، وقد أشار أن ذلك كان مهملاً في العراق، وعليه اقترح انه لو كان الخزافون المصريون قد ساهموا في صناعه الخزف المزجج ذي الزخارف البارزة في العراق، فلابد أنهم قد وصلوا إلى مقر الخلافة العباسية، قبل إن تترسخ تقاليد تلك الصناعة في وطنهم.ويفهم من ما ذكره "ارثرلين" أن الخزافين المصريين الذين يرجع إليهم إدخال هذه الصناعة إلى العراق، لم يتوصلوا حتى هذا الوقت إلى تقليد الاوانى الخزفية الصينية، على انه يجب أن يؤخذ في الاعتبار انه من بين ما عثر علية في حفائر سامراء كميات كبيرة من الخزف العراقي ذو الزخارف البارزة المطلية بطلاء ذهبي براق مع بقع خضراء ضارب إلى الزرقة. ومن ثم فهي تشترك في ذلك مع القطع المصرية من حيث تأثرها باوانى خزف أسره "تانج"
المستوردة من الصين.(1)
ولما كان تاريخ الخزف المصري المزجج ذي الزخارف البارزة قد أرخ بنفس تاريخ هذا النوع في سامراء، وذلك ما ذهب إليه "ارثرلين" نفسه، وعليه فمن المرجح أن مصر والعراق قد عرفتا تقليد خزف "تانج" هذا في نفس التوقيت تقريبا.ومن ثم فان جاز أن يكون تقليد مصر لتلك الاوانى الصينية مباشرة أمر وارد . ويجب أن لا يغفل احتمال أن يكون لسامراء دور مباشر في ذلك، ومما يدفعنا لهذا الاحتمال هو طبيعة العلاقات وتميزها بين الصين والعراق من ناحية، مصر والعراق من ناحية أخرى.(2)
ومما يؤكد الصلة بين منتجات هذا النوع من الخزف في مصر والعراق، ومن ابرز ما وصل لنا من مصر من الخزف ذي الزخارف البارزة ذي الطلاء الزجاجي المتعدد الألوان، قطعه تحمل توقيع " أبو نصر البصري "، وقد ورد في بعض أوانيه"عمل أبو نصر البصري بمصر"
وقد دارت عده مناقشات حول اسم الصانع وأيضا حول نسب هذا الصانع إلى"ألبصره في العراق" أم "بصري في الشام "، وان كان الرائ الأرجح هو نسبه إلى " البصرة بالعراق"(1)
وأيضا هناك تساؤل أخر بعد وجود قطع عديدة من هذا الصانع في مصر، والسؤال هو:- هل تعلّم هذا الصانع صناعه الخزف في موطنه ثم هاجر إلى مصر ليجد مجالاً أوسع في صناعته ؟ أم انه حضر إلى مصر وتعلم هذه الصناعة ثم زاولها محتفظا بنسبه الاصلى؟؟
ويبدو إن الرائ الأرجح أن هذا الخزاف قد أتى إلى موطنه إلى مصر وهو خبير في صنعته، فـــــما أكثر الفنانين الذين أتوا إلى مصر من العراق وساهموا في نهضتها الفنية، بل وقد دعت بعض التأثيرات السامرائيه التي ظهرت على أحدى القطع المصرية من هذا النوع، بان قام(Grube) أن دخل بلا شك إلى مصر بواسطة الفنانين الذين تدربوا في الورش ألملكيه في بغداد، والذين حضروا إلى مصر بواسطة " احمد بن طولون " (2)
وبعد التعرف على الخزف ذي الزخارف البارزة ذي الطلاء الواحد والمتعدد الألوان، وأيضا طريقه صناعته، والمشاورات التي دارت حول نسبه إلى مصر والعراق، ، نتناول ألان أهم الامثله لهذا النوع من الخزف.
أمثله على الخزف ذي الزخارف البارزة المطلية:
قد وصلنا مجموعه كبيرة من المسارح ذات الزخارف القالبية البارزة، وعلى الرغم من أن أكثرها غير مطلي، فان بعضها يحتوى على طلاء بلون واحد بنى أو اخضر غالبا، كما أن البعض الأخر متعدد الألوان
ومن أهم هذه المسارج: (1)
# مسرجه من الفسطاط ذات الطلاء الأخضر اللون، ومحفوظة في متحف" فكتورياوالبرت " بلندن، وقد تميزت باستخدام ورقه العنب الهلينستية.
# جزء من مسرجه من نفس المصدر"الفسطاط"، وذات طلاء اخضر اللون، ومحفوظة بالقسم الاسلامى في متحف "برلين"، عليها رسم بالبارز لطائر داخل جامة، يقابلة جزء مفقود لطائر مماثل، وأسلوب زخارف هذه القطعة مدين بعض الشئ للفن الفارسي.
وعلى الرغم من أن كثير من زخارف هذة المسارج تكشف عن اشتقاقها من زخارف أواخر العصر الكلاسيكي مثل ورقه العنب واللفائف النباتية آو الحيوانات الموضوعة على جانبي أوراق العنب، وزخارف بعض المسارج تنم عن ابتعادها عن زخارف العصر الكلاسيكي المسيحي، ويظهر فيها بوضوح تأثير الزخارف العباسية، خصوصا أشكال المراوح النجيلية التي على هيئه القالب، والبعض الأخر يزخرفه أشكال العقود والحيوانات، وبعضها يحتوى على نقوش كتابيه.
ويبدو من الطبيعي أن تجمع زخارف بعض قطع هذا النوع ما بين الزخارف التي كانت مستعمله في أواخر العصر الميسيحى بمصر، وتلك الوافدة من الخارج ومن أمثله ذلك:
# سلطانيه من الخزف محفوظة "بمجموعة كــير " ويوجد بها زخرفه تمثل نجمه سباعية تتكون من شريط مضفور، تشغل أضلاعها حبيبات اللؤلؤ، وبمنتصف كل طرف من أطراف النجمة وريده، والجزء الأوسط من النجمة يشغله رسم لأرنب.ويلاحظ في زخارف هذه القطعة أن تصميمها غريب في تأليفه لأسلوب الزخارف الهندسية المجردة التي كانت مسيطرة على القطع العباسية في العراق والأسلوب الهلينستى المتأخر، حيث جمعت القطعة بين الأسلوبين، فالأرنب من العناصر الزخرفيه التي شاعت في مصر خلال العصر الاسلامى، وهو يعود في أصوله إلى ما قبل الإسلام بها. أما الشريط المتداخل المكون للنجمة المؤطره بحبيبات الؤلؤ، التي يشغل أطرافها وريدات صغيره مشابهة تماما لزخارف بعض القطع التى كشف عنها في حفائر سامراء وسوسة.
# ومن أبدع القطع المصرية التي وصلتنا من هذا النوع، كسره من صحن عثر عليها في اخميم ومحفوظة في مجموعه (Homberg) بباريس، وتشغلها زخرفه قوامها ثلاث إوزات مفعمة بالحيوية تحمل كل منها في منقارها عنقود عنب(Grape)، وإلحافه الرفيعة لهذا الصحن تشغلها زخرفه من وريدات نجميه، أما التزجيج فهو باللون الأصفر والأخضر والبني.(1)
وقد أرّخ "بيزار" هذة القطعة بالقرن الأول الهجري/السابع الميلادي، وأرخها" زكى محمد حسن"، بالقرنين الثاني والثالث الهجري/الثامن والتاسع الميلادي، وأرخها "ارثرلين" بالقرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.
# وقريب من القطعة السابقة قطعه أخرى أصلها من الفسطاط، محفوظة بمتحف"فكتورياوالبرت" بلندن، وهى تمثل إوزة تحمل في منقارها عنقود عنب، ومما يلاحظ أن حبيبات العنب مجوفة في المنتصف بنفس الهيئة التي ظهرت عليها مسرجه غير مزججه عثر عليها في القدس.(2)
# قطعه من الخزف المزخرف بالزخارف البارزة ذات طلاء ذهبي براق، واصل هذة القطعة من الفسطاط، ومحفوظة حاليا في متحف الحرف الفنية "بلايبزغ"، ويظهر منها نصفى مروحتين نخيليتين تتضافر سيقانهما المؤطرتين بحبيبات الؤلؤ، وعلى جانبي كل نصف مروحة نخيلية من أعلى وريدة نجميه، وبحافة الكسرة إطار ضق يشغله حبيبات الؤلؤ. وقد لفتت تلك القطعة أنظار "زرة " وذكر أنها تستحق اهتماما خاصا، نظرا للتطابق الكبير بين تقنيتها ونقوشها مع نقوش خزف سامراء، ولذرة كل الحق في ذلك، فبدراسة القطع من هذا النوع من سامراء نكتشف التماثل بينها وبين ما عثر عليه في الفسطاط، سواء من حيث الألوان في الطلاء أو في هيئه أنصاف المراوح النخيليه ذات السيقان المتضافرة المؤطره بحبيبات اللؤلؤ.(1)
# صحن من الخزف المزخرف بالزخارف البارزة ذات الطلاء الذهبي البراق، ويوجد فى مجموعه فنيه ( Ch-Vignier )، يشغله تصميم هندسي مؤلف من شريط مضفور مؤخر بحبيبات اللؤلؤ، ينتهي في جهاته الاصليه من الداخل بأنصاف مراوح نخيلية، وللصحن إطار مكون من ثلاثة اشرطه ضيقه، والداخلي والخارجي منها يشغلهما تهشيرات مائلة، أما الأوسط، فيؤطره حبيبات لؤلؤ يشغل كل منها وريده نجميه، ويوزع على الصحن ثمان بقع خضراء اللون، وقد نسب بعض العلماء هذا الصحن إلى العراق وأرخه بالقرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.
ونسبة " زكى محمد حسن " في تعليقاته بأطلس الفنون الزخرفيه والتصاوير الاسلاميه إلى الطراز العباسي في مصر والعراق في القرنين الثاني والثالث الهجري/الثامن والتاسع الميلادي، وأشار إليه في شرحه لأشكال نفس المرجع بأنه من الخزف العراقي، وأرخه بنفس التاريخ السابق.(2)
# ومن أهم نماذج الخزف ذو الزخارف البارزة المتعدد الألوان، عدة قطع مصرية تكمن أهميتها في احتوائها على توقيع الخزاف، وقد امتازت جميعها ببساطه الزخرفة.
# ومن أهم القطع من الخزف ذي الزخارف البارزة المتعدد الألوان، قطه محفوظة بالمتحف البريطاني بلندن، ولها هيئه غير مالوفه وغريبة الشكل، فهي عبارة عن مربع يشغله تسع تجويفات عميقة، موزعه كالتالي:
بالمنتصف تماماً منطقه دائرية مقسمه إلى مناطق مشعه، وفى الأركان الاربعه مناطق لوزته الشكل، وتحصر فيما بينها أربع مناطق دائرية الشكل، ويشغل المساحات المحصورة بين هذه المناطق وريدات نجميه الشكل، وبالإطار المربع نقش كتابي بالخط الكوفي، والسطح الخارجي لهذه التحفه مطلي بطلاء زجاجي اخضر، والتجويفات بلون اصفر برتقالىمعتم، وظهر التحفه غير مزجج، أما النقش الكتابي فقد قرئ " أبو نصر النصرى(البصري) " (1)
# كسره من الخزف ذو الزخارف البارزة متعدد الألوان، محفوظة في Musem) (Statiche
ببرلين، واصلها من اخميم، وهى مماثله في الشكل، وموضع توقيع الصانع، لقطعه المتحف البريطاني، وذكر"ارثرلين" أن (Guest) قراء الكتابة " أبو نصر البصري ".
# وينتمي لهذا النوع كسره محفوظة في متحف" فكتورياوالبرت" بلندن، وعثر عليها في
(Al-Mina) بالقرب من (Antioch) شمالي سوريا، عليها كتابة بالخط الكوفي تقرأ "النصرى أو البصري "، وأخر قطع هذة المجموعة كسرة من الفسطاط وقد نشرها(Fouqet)
، وقراء الكتابة التي على حافتها" عمل أبى النصـ(رانى)"، واقترح (Guest) أن الكلمة الاخيره لابد أن تكمل " النصرى أو البصري ".(2)
ولم تكن تلك القطع الاربعه ذات الشكل غير المألوف، هي كل ما وصل لنا من هذا النوع وتحمل توقيع الخزاف" أبى نصر "، فهناك ثلاث قطه أخرى نشرهم "هيلين فليون " ضمن المجموعة الخزفية بمتحف" بناكى " بأثينا، وسوف نتعرف عليهم ألان بالشرح والتوضيح (1)
# القطعة الأولى:- وهى ذات شكل على هيئه معين، لها ثقب في أعلى المنتصف، يشغلها نص كتابي بالخط الكوفي يقرأ " عمل أبى نصر "، وللقطعة إطار من حبيبات اللؤلؤ، والنقش الكتابىومحيط السطح ذو طلاء زجاجي اخضر، أما الإطار فهو ذو طلاء زجاجي بنى، وظهر القطعة ذو طلاء زجاجي بنى أيضا، وشكا هذة القطعة مشابة لقطعه غير مزججه عثر عليها في ضريح "بالري"، ويبدو أن الشيعة كانوا يستخدمونها في صلاتهم.
# القطعة الثانية:- هي جزء من صحن، عليه نقش كتابي بالخط الكوفي يقرأ " عمل أبى نصر "، والحروف مرسومه بطلاء زجاجي اخضر على أرضيه ذات طلاء زجاجي طحيني اللون .
# القطعة الثالثة:- تمثل كسره من صحن، عليها كتابه تقرأ " عمل أبى نصر "، وهى ذات طلاء اصفر ضارب إلى الخضرة، وفى المنتصف دائرة ذات لون منجنيزى .
ويبدو انه ليس من الصعب نسب هذه القطع الثلاث إلى نفس الخزاف"أبى نصر"، صاحب التوقيع على القطع المصرية السابق تناولها، وبالاضافه إلى اشتراكهم جميعا في الاسم، فان أسلوب النقش الكتابي واحد أيضا، كما أن ألوان جميع هذه القطه متشابهة تقريبا.(2)
ومما يلاحظ أن تلك القطع السابقة قد استخدم فيها الطلاء المتعدد الألوان، وهى سمه تغلب على الخزف المصري ذي الزخارف البارزة، بينما امتاز هذا النوع من الخزف في العراق بالطلاء أحادى اللون، إما طلاء زجاجي اخضر أو ذهبي براق أو ذهبي براق مع البقع الخضراء، وهو ما لم نجده في قطع أبى النصر السابقة.
عقبة البطاح
oqpa_b@yahoo.com
هذا الإيميل محمي من السرقة في القوائم البريدية , تحتاج لدعم جافا سكريبت لمشاهدته
كاتب سوري _ القاهرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire