من اعمال الفنان التشكيلى يوسف معتوق
وشم المرأة ونقش الجدار فى معرض الفنان يوسف معتوق
طرابلس – محمود النطاح: تجربة فنية جديدة ومتميزة حملتها 30 لوحة من لوحات الفنان التشكيلى الليبى يوسف معتوق التى ضمها معرضه الأخير بدار حسن الفقيه حسن بمدينة طرابلس القديمة تحت عنوان "وشم المرأة ونقش الجدار"، ملامح هذه التجربة تتبدى للوهلة الأولى فى الأسلوب التربوى التعبيرى الذى عمد إليه هذا الفنان المعروف بعصاميته ونهجه الواقعى فى رسم لوحاته الجديدة، التى استلهم موضوعاتها وأشكالها من تجليات الموروث الشعبى والبيئة الليبية.توظيف الموروث الشعبيفى غنائية مبهرة تنساب الألوان مشعة ومتدفقة بقوة عبر فضاءات اللوحات المترامية المساحات والزاهية بتكويناتها ورموزها التراثية ومن بينها "الوشم الأنثوي" الذى تتزين به النساء فى بلدته الجبلية نالوت وغيرها من المناطق الريفية والبدوية الليبية والذى تحمل أشكاله ورموزه العديد من الدلالات النفسية والعاطفية والاجتماعية المختلفة.كما يستحضر الفنان من جانب آخر الجدار بمدلولاته المختلفة والمؤكدة على الارتباط بالمكان والأرض والوطن، عن معرضه هذا الذى أجمع العديد من الفنانين الذين زاروه على تميزه واعتباره إضافة جديدة ومتقدمة لهذا الفنان الذى عرف بمشاركته الفاعلة فى العديد من المعارض الداخلية والخارجية قال لنا الفنان يوسف معتوق: "لقد عملت على مدار سنتين كاملتين فى التحضير لهذا المعرض الذى أردته أن يكون متميزا من حيث الأسلوب والتناول الفنى لموضوعاته وتقنياته اللونية، التى جمعت بين الألوان الزيتية والمائية، وتأثيراتها المختلفة فى إعداد لوحات كبيرة الحجم".وأضاف: "لقد عمدت فى هذا المعرض الذى سبقته مجموعة من المعارض داخل ليبيا وخارجها إلى توظيف الموروث الشعبى بأسلوب إبداعى تجريدى جديد ومختلف عن السائد بهدف إبراز جماليات الموروث الشعبى الفنى والثقافى والاجتماعى والانسانى وما يتسم به من عناصر ودلالات تعكس وتجسد الارتباط بالهوية والأصالة والانتماء... ومن هنا جاء حرصى على استثمار العديد من العناصر والرموز التراثية فى أعمال مثل "العين – الكف – الخميسة – الهلال – المثلث – وحروف لغة التيفناغ القديمة إضافة إلى الوشم ونقوش الجدار التى جعلت منها المحور الأساسى لمضامين المعرض".وأشار إلى أن المعرض رغم طابعه التجريدي، إلا أنه لم يخل من لمسات تشخيصية غير مباشرة تستحضر بصورة خاصة المرأة باعتبارها رمزا للجمال والحياة والحب والعطاء، وختم الفنان يوسف معتوق حديثه بالقول: "هذا المعرض يمثل بالنسبة إليّ رسالة شوق وحنين إلى أجواء الماضى وحياة القرية والريف والبادية بكل ما تمثله من بساطة وألفة ونقاء".
1 commentaire:
Enregistrer un commentaire