معاناة الفنان عمار بوسالم خنشلة
محمد بوكرش
Thursday, 18 December 2008
هي الرحلة التشكيلية بجميع ما تحمل الكلمة من معنى بعيدا عن التأطير الهادف والمشاريع الثقافية الجادة في مشروع بلد...
كالعادة وفي معظم البلدان العربية لا علاقة بالفنان التشكيلي وما يحبك في برامج المؤسسات التربوية...
الأرحام تدفع والأرض تبلع، ينمو ويترعرع الفنان بمفرده بعصامية منفكة عن باقي الأمور يتكون في معظم الأحيان تقنيا وحسيا بعيدا عن الاستثمار المتكامل في نسيج احتياجات المواطنين البعيدين كل البعد عن احتياجات الوصاية وإدارة شؤون البلاد والعباد...
تحكمنا أناس درجة أخيرة...إلا ما رحم ربكم ، شرطة ، درك وعسكر، لا هم لهم ما عدا الحكم والنفوذ الهدام الذي لا مكان فيه للفكر والعلوم والتكنلوجيا فما بالكم بالفنون... وخاصة التشكيلية منها.
همهم الوحيد انتظار تقاسم ريع ما يتدفق من جوف الأرض بترول أورانيوم ذهب غاز...
التلاعب بالعباد كأرقام فقط يوم الانتخابات والعهدات المتكررة التي تؤطرها كبار المحتالين والمستفيدين من شذاذ آفاق وأسماء نكرة لا تطفو إلى السطح إلا في ألمناسبات...أما باقي أيامها وهم بعيدين عن الحكم والزعامة خارج البلاد وبجنسيات غير جزائرية...
ظروف مأساوية تراكمت وأنجبت فنانين بقدرات رهيبة ساء استغلالها والاستثمار فيها خسرنا معظمهم الذين اختاروا الرغيف وأي عمل... المهم البقاء على قيد الحياة بأقل ما يمكن بالعين البصيرة واليد القصيرة...
من هذه النماذج الفنان الشاب عمار بوسالم الذي اكتشفناه مؤخرا في الصالون الرابع للفنون التشكيلية بخنشلة وهو من مواليد هذه الولاية ويقطن فيها.
بعد اطلاعه عن مدوناتي الفنية والأدبية تشجع واتصل بي يشكو همه وما يحيط به من إهمال وإجحاف... وقلة الاهتمام لما يقدم من أعمال...
التقيت به اليوم الثاني بعد وصولي لعاصمة الصالون خنشلة قائلا لي: أنا... فأكملت له: أنت بوسالم الذي راسلني عارضا أعماله شاكيا الأوضاع...
ابتسم...شاحب الشفاه منكسر الخاطر متقوقع في قامته بانحناءة فقر لازمته الطفولة واستمرت معه إلى اليوم...قامة في عمله وشخصية قوية في ألوانه الداكنة البنية التي ينهال عليها ضربا بريشته لتتمزق شطائر في المرحلة الثانية بعد الواقعية منها التي يبدو فيها هادئا متخفيا وراء قتامة الألوان والحزن الذي يبدو ساطعا في شخصيات اللوحة...
بوسالم عمارعالم وصورة تحكي وتعكس معاناة الشاب الجزائري الذي فضل الموت في البحر ولا البقاء في معاناة وموت مؤكد وبطيء مضمون جراء فشل السياسات المتعاقبة التي أصبحت ثقافة سارية المفعول...
خريج مدرسة فنية جهوية بعد أربعة سنوات من التكوين بجرة قلم السيدة الوزيرة وزيرة الثقافة خليدة تومي تحرمهم من الالتحاق بالدراسات العليا معتبرة الشهادة الوطنية للفنون التشكيلية تحت وصايتها أقل شأنا من شهادة الباكالوريا للدراسات الثانوية بوزارة التربية... وبهذا وكذلك تهمل وتهدر أموال الدولة في التكوين وتهمل الطاقات والجهود بعيدا عن التفكير الجاد...
يحدث هذا في العهدة الثانية للسيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والبقية سنكتشفها في عهدته الثالثة...
وزيرة ثقافة أستاذة رياضيات سابقة فاشلة في التعليم بالثانوي، سليلة حركات المناوشات والسمسرة بالتجمعات والمسيرات والقدح في رموز البلاد...بقدرة قادر...فازت بمكافأة... مفتاح غلق وزارة بأكملها، وأي وزارة ؟ الوزارة القلب النابض في البلدان التي تعرف قدر الثقافة والفنون...
لك الله يا بوسالم والأعمال الصالحة التي ستلقى بكل تأكيد من يقدرها حق تقدير..
والمثل يقول ما يبقى في الواد الا حجارته...
بوكرش محمد 18/12/2008
BOUKERCH ALGERIA
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire