دار الثقافة خنشلة والصالون الرابع للفن التشكيلي / بوكرش محمد

دار الثقافة خنشلة والصالون الرابع للفن التشكيلي
22-23-24/11/2008. ب


استقبلتنا السيدة المديرة مديرة دار الثقافة علي سوايحي السيدة فطيمة بوزيدي بوجهها الملائكي البشوش تحيي الفنانين واحدا واحدا بابتسامة لا تفارق وجهها، فراشة تتنقل من كرسي لآخر جوار هذا وذاك تسأل كل واحد عن حاله وعن رحلته من البيت إلى عاصمة الصالون، وتخيره، يشرب شاي أو قهوة...

وجدنا رهن الإشارة محافظ لمعرض الصالون السيد الفنان رابح عياش الذي كان له الفضل بتعليمة من السيدة المديرة أن يأخذ كل الحرية في تهيئة القاعة قاعة العروض بالمقاييس الدولية...نجح في ذلك بالفعل ساهرا على تعليق الأعمال وعرضها بالتنسيق مع المدعوين من الفنانين...

الفنان جمال بو طبة الخنشلي كانت مهامه استقبال الفنانين ومرافقتهم لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم ومن بين ذلك طلب مني مشكورا، إن كنت أحتاج إلى مصاريف أو شراء ما يلزمني من سجائر...تحضيرا لطقوس
محاضرتي الاختزال بين الواقعية والتجريد التي استدعيت لإلقائها...بالمناسبة

الفنان نصر الدين دوادي
من الفنانين العارضين الأستاذ الصديق دوادي نصر الدين خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة الجزائر والمعهد العالي للفنون بالاتحاد السفياتي سابقا، من أعماله ما يتميز هذه المرة بألوانه الطينية الترابية التي تستحضر من خلالها كل

الأواني الفخارية ولوح التعليم القرآني بما في ذلك المداد ألحبري، حبر بني اللون بدرجات مختلفة تظهر على شاكلة

من أعمال نصر الدين دوادي

خطوط كتابية على وجوه ما شخص من العباد والتراكيب الهندسية التي أثثت بها اللوحة...دوادي من الفنانين الذين انقطعوا عن العروض مدة أساءت بدرجة ما إلى إنتاجه المتقطع نظرا لظروف قد تكون بالدرجة الأولى نفسية اجتماعية تظهر جليا في سيطرة ألوانه القاتمة الأخيرة على اللوحة وعلى وجهه النحيل...

الفنان العايش كابرين

حضر أيضا العايش كابرين بلوحات ركز فيها بالأسلوب الواقعي على الأطلال المتبقية من مباني ترابية صحراوية مليئة بالحنين إلى ديار الأجداد والثوار أيام الثورة التحريرية الجزائرية وما هدم المستدمر الفرنسي على رؤوس أهلها،العايش كابرين من الفنانين المتأثرين بالتجربة الفنية التي جاء بها المستشرق نصر الدين ديني – اتيان ديني سابقا- الذي أسلم بمدينة بوسعادة والفنان فرومونتان الكاتب.

الفنان سمير خلف الله
أما الملفت للانتباه حقا، الشاب الفنان سمير خلف الله بأعماله التي يركز فيها على السمرة بأنواعها والوجوه السود كانت افريقية أو غيرها...مطلع على أعمال عباقرة التشكيل الواقعي عالميا، نهل منها أسرار التعامل مع المادة وترويضها والعمل بها...وجه الفنان سمير خلف الله يكاد يكون موجود بلونه في ألوان كل الوجوه التي رسمها وأبدع فيها، شحنة من التوتر والقلق يسترسل في الحديث عن عمالقة الفن وأعمالهم كأنه عاصرهم واحدا واحدا، كثير الحركة التي ترافق حديثه وكأن اللغة عاجزة عن التعبير ليشفي غليله

كالبيان الموجود بلوحاته والذي ربما لا يراه ملموسا شافيا في خطابه المنطوق، الشيء الذي يتسبب في انفعاله بارتفاع صوته تدريجيا، بالقيام والجلوس والحركة يمينا ويسارا على السرير هي جلسة حميمية بغرفة 26 لنزل دار الضيافة بخنشلة الغرفة التي أتقاسمها مع الفنان الكبير لبصير توفيق الذي أخلى السرير فور ملاحظته قلق سمير، سمير بجهده هذا يريد أن يكون مرآة بحق لما يقول ويرسم، لوحاته تعكس أدق التفاصيل التعبيرية في تقاسيم الوجوه...، براءة، صدق، طيبة، طهر...هل سمير خلف الله على هذه الأشياء ومنها بدرجات...؟ من المؤكد... نعم...والأيام بأعماله وسلوكه تكشف عن ذلك.

أختتم الصالون بتوصيات الفنانين التي سلمت للسيد والي ولاية خنشلة، فحواها المطالبة بترقية الصالون الوطني لمهرجان دولي للفنون التشكيلية.

بوكرش محمد

الصالون التشكيلي الرابع خنشلة الجزائر
BOUKERCH ALGERIA 2008