من أعمال الفنانة بوثينة ملحم عرعرة فلسطين
الفنانة بثينة ملحم (عرعرة) فلسطين
اعداد عايدة نصر الله لبوكرش آداب وفنون
بدأت طريقها مع الثوب الفلسطيني بإلهام من ثوب الجدة الغائبة. الثوب كان في طريق الزوال، فأحيت بثينة الثوب عن طريق قص النماذج المطرزة من الثوب القديم ولصقها على ثياب جديدة مزينة بالكتابة العربية بخط يدها. ومنذ ذلك الحين تستمر بثينة مع الثوب (كجسد) للمرأة، بطرق مختلفة. يعمل الخيط والإبرة بشكل مختلف عن الطرز التقليدي، فنرى “غرز وقطب” ممكن نسبها لأكثر من شعب. والمنسوجة بمواد من عالم المرأة (الخياطة)، ابر، دبابيس، خيوط صوف، أشرطة قماش تزيينية، ومواد المطبخ مثل القهوة. في أعمالها الأخيرة، تخرج الفنانة بثينة ملحم من فن التطريز الدقيق والموسوم بسمات فن الطرز التقليدي الفلسطيني، وتنتقل لما يشابه أكثر النسيج الذي يعيد لأذهاننا النسيج الغربي العصري، ما يسمى” “Fibre and Textile. الفنانة تغمس القماش بسائل القهوة مما يمنح القماش تنوعا ومعابر لونية مختلفة، ومن ثم تقسم القماش إلى مقاطع بعضها منسوج باللون الأسود والأخضر والأحمر، وهي مرجعية لونية تعود لألوان الطرز الفلسطيني. الثياب وكذا قطع القماش المعروضة تحيل لنهايات غير منتهية، فنرى بعض الخيوط مستمرا بالتدلي من الثياب أو الأقمشة. في هذا الأسلوب هناك رسالة مبطنة لاستمرارية الطريق ومستقبل قادم. وهو كذا نوع من الأوبسيسيا (التعلق القهري) بالعمل الفني ذاته الذي يتسلط على عالم الفنانة.
أما تقسيم القماش فيبدو عفويا،ولكنه يحيل على شكل خريطة جغرافية، لخريطة غير معرَّفة، تستطيع أن تكون أي مكان في العالم. الحدود المؤشرة بالدبابيس هي علامات على حدود جارحة ومؤلمة. حيث ترتدع العين من تلك الدبابيس. الرسالة المبطنة من وراء أعمال بثينة هي على ما يبدو امتعاض واحتجاج لتلك الحدود النفسية والمكانية التي تطارد الفنانة (المجتمع الفلسطيني واليهودي) هذه الحدود التي تسبب الصراع لبني الإنسان . الخرائط الرمزية تعبر عن وضع سياسي مشحون لشعب يعاني في العالم وليس فقط محصورا على هذه البلاد.
عايدة نصر الله.
نشر بوكرش محمد BOUKERCH MOHAMED
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire